الاحتجاج بالتعري

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الآنسة قطة البسابسة وقد تعرت تماما في عنجرة، ودمها مهدور لدى العشيرة

الاحتجاج بالتعري عبارة عن اسلوب من الاحتجاج يقوم به الزواحف والطيور والقوارض والخفاشيات ومزدوجات الأصابع كالخروف والماعز والبقر إضافة للزرافة والثور والخنزير والأيل والظبي واللواحم كالقطط ، الكلاب ، ابن عرس ، الدببة ، الفقمات ، وأقاربها , للاحتجاج على الاضطهاد , هناك تقليد طويل من استخدام الحيوانات ذوات الدم الحار لأجسادهم العارية للاحتجاج وهناك في المقابل جدل وخلاف حول ما اذا كانت احتجاجات الصدر العاري والخصيتين االمتدليتين تشكل شكلاً ملائماً من الاحتجاج وما اذا كانت الأفعال من هذا النوع تحقق ضرراً أكبر من النفع في قضايا حقوق الثديِيّات .

يرى الاستاذ نعامة ذو المزاج المتنرفز ان هذا الأسلوب ليس جديدا تماما، فتاريخ الاحتجاج بالتعري يعود إلى فترة الأب الثاني للبشرية والحفيد التاسع أو العاشر لآدم سيدنا نوح بن لامَك بن متوشلخَ بن خنوخ بن يرد بن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم أبي البشر . حيث قامت الحيوانات الأليفة كالخراف , الماعز , الأبقار, الخيول , الإبل , الحمير,الفراخ , البط ,الوز, الكلاب بالتعري إحتجاجا على إصرار نوح تحميل زوجين من الأحياء المجهرية المضرة بالصحة كالتهاب الكبد الفيروسي نوع B و فيروس إيبولا وفيروس الحمّى الصفراء علاوة على تحميل زوجين من الحيوانات المفترسة كالنمور والأسود وكان الإحتجاج موجها أيضا للثديات فى المناطق الباردة كالدببة والبطاريق وكلاب البحر وكان المحتجون والمحتجات يتسائلون عن المنطق في إنقاذ الكنجر والكوالا اللذان تنفرد بهما أستراليا أو دب الباندا الذي تنفرد به جنوب وسط وجنوب غرب الصين.

كان لإصرار سيدنا نوح على تطبيق مبدأ المساواة بين المخلوقات آثار كارثية أدت الى تساوي الحيوان المتسكع الفاشل مع الحيوان المبدع العبقري وحيث ان مبدأ المساواة لا محل له في عالم الثدييات مع وجود الفوارق الكبيرة بين االحيوانات بعضهم بعضا من حيث الاستعداد الذهني ودرجة التعليم والثقافة، ودرجة الاهتمام بالمسائل العامة، والمعرفة التخصصية بالنسبة إلى المشكلات السياسية. هذا التسيب والشرمطة أدت لاحقا الى شيوع نظام الديمقراطية التي وضعت مقاليد الحكم في ايدي عامة الحيوانات وهي طبقة فوضوية جاهلة بأساليب الحكم، وليس عندها استعداد طبيعي له، حيث ركزت الطيزمقراطية على رؤية قصيرة المدى بفرض إنتخابات كل أربع سنوات وتغيير الحكومة مما دفع الثدييات للتفكير بكيفية الفوز في الإنتخابات وشجع سياسات كسب الناخبين بدل سياسات المنفعة علاوة على ارتفاع تكلفة الإنتخابات لإنتاج حكومة الأثرياء والتي تكون صورة عن قلة قليلة من الناخبين .

يرى الأستاذ عنيز العنزي الباحث في علم الأنثروبولوجيا أن الحيوانات يعيشون أصلا عراة ، دون ملابس ، كوضع طبيعي وأن تكييف وتحويل جلود الحيوانات الأخرى والنباتات إلى أغطية لحمايه اللابس من البرد والحرارة والمطر أتت لاحقا ، وخصوصا عندما هاجراالحيوانات إلى مناخات جديدة , يستمر العنزي في نظريته بأن الملابس قد اخترعت أولا لأغراض أخرى ، مثل السحر ، الديكور ، والعبادة . كما أن االغوريلا في أفريقيا ، قبل 20,000 سنة كان عاريا [يحتاج مصدر] وكان قدماء الحيوانات اليونانية يمارسون الرياضة وهم عرايا. وأصل كلمة جمنازيوم , ملعب هو تدريب العرايا . لكنهم ، اقتصروا ذلك على الذكور ، ومنعوا الأنثى حتى من مشاهدة الأولمبيات على التلفاز. وتوضح بقايا رسوم أول العاب اولمبية ، قبل ثلاثة آلاف سنة ، ثيران و جواميس يتنافسون وهم عرايا وكانوا يقدمون جوائز الالعاب الأولمبية داخل معابد للفائزين وهم عرايا.

وصلت ظاهرة إرتداء الملابس متأخرا الى الإنسان حيث كانوا يسعون الى إستمالة بعظهم البعض بالغناء ، الرقص ، التزيين ، بناء الأعشاش , رسم اللوحات التشكيلية حيث بدأ الإنسان بإستعمال اللباس كتزيين في محاولاته للإستمالة , حيث كان الذكور في سلطنة عمان يقومون بقضاء مدة في صيد جميع أنواع الطيور، ليصنعوا من ريشها لباسا يضعونه على أجسادهم يوم الحفل ، وذلك لمحاولة إبهار لإناث دون أن ننسى كذلك أن الإنسان في جيبوتي قد استعمل اللباس لعلاقته بالسحر والتماهي مع الحيوان الذي يلبس جلده كالذئب أو النمر والدب لإخافة الأرواح الشريرة أو لكسب قُوّتها.

يرى الأستاذ في علم النفس ذو القرنين الحبشي ان التعري أمام الآخر لم يرتبط بالجنس ، إلا عندما حطت السلطة الدينية يدها على هذا الأخير لبناء نظام اجتماعي معقد ومضبوط . وتم تلقين االحيوان منذ صغره أن التعري أمر مرفوض اجتماعيا وأخلاقيا ، لايقوم به سوى المجنون أو البدائي ، مُطوِّرةً بذلك مع حركة التاريخ والزمن أحاسيس الخجل والاحتشام لدى الحيوان المتحضر في ما يتعلق بالجنس . وصارت الممارسة الجنسية مصحوبة بعقدة ذنب لا يتخلص منها إلا إذا باركتها السلطة ، ممثلة في موافقة الأهل وتدخلهم صغيرا وكبيرا في الأمور الحميمية للحيوان، وفرض طقوس واحتفالات لا يفهمونها تعود لعبادة الجنس القديمة. حتى ليجد الحيوان نفسه كدمية متلاعب بها بخيطين، خيط يمسكه التقاليد والآخر يمسكه الدين. حتى تمر علاقته الجنسية تحت أعين السلطة ، وهذا مانراه في بعض التقاليد الجنسية المخزية التي ينتظر الجميع فيها دم البكارة الناتج عن العلاقة حتى يتم إشهاره وهو ملطخ على ثوب أبيض، كأنه سيُقدم لإله وثني أو سيُزرع لإخصاب الأرض . يرى ذو القرنين الحبشي ان التعري النضالي يهو جزء من ثقافة الصدمة حيث يراد منه وصف مشاعر مختلفة من مفاجأة أو حيرة أو اشمئزاز تظهر لدى حيوان أو مجموعة حيوانات نتيجة تعاملهم مع ثقافة تختلف عن ثقافتهم ، وتالياً يواجهون صعوبات في استيعاب هذه الثقافة المختلفة.

إنتقال الظاهرة الى الإنسان[عدل | عدل المصدر]

نتيجة لعدم ممانعة الرجل إطلاقا وبتاتا على هذا الاسلوب من الإحتجاج بل يكاد الرجل يدعم ويدفع بعجلة هذه النوعية من الإعتصامات بقوة 80 حمارا في الساعة نرى ان هذه الظاهرة تنتشر في الستات أكثر من الرجالة . ولعل النساء الأوكرانيات الأشهر في الاحتجاج عن طريق تعرية الصدور، فقد تعرت اوكرانية في مطار بيروت لمنعها من التدخين ، كما قامت مجموعة من الاوكرانيات الناشطات بالتعري أمام السفارة المصرية في ستوكهولم رفضا لبعض التشريعات الدستورية المصرية.

حركة فيمن النسائية FEMEN (بالأوكرانية: Фемен) نشأت بأوكرانيا للاحتجاج عن طريق التعري على أشكال التميز ضد النساء و تجارة الرقيق الأبيض بالفتيات الأوكرانيات في سوق النخاسة الدولية و الاحتجاج على دفعهن لامتهان الدعارة و للاستغلال الجنسي من قبل السياسيين وذوي النفوذ و الثروة شكلت وصمت عار في جبين الثقافة الغربية التي حولت المرأة إلى سلعة استهلاكية والى أداة لتسويق المنتوج الرأسمالي وجعلت من المرأة وسيلة للتسلية والمتعة الماجنة لا غير . حركة فيمن شكلت صدمة رمزية لمفهوم الليبرالية حين حولت الجسد أداة لجلد النفاق السياسي الغربي الذي طالما تغنى بتحرر المرأة و مساواتها بالرجل و غيرها من الشعارات الموجهة من اجل توظيفها في المنظومة الرأسمالية كأداة ويد عاملة مؤثرة في عملية الإنتاج .

إنتقلت هذه الظاهرة الى العرب بالمقلوب كالعادة بدون وعي تاريخي وبدون إستراتيجية سياسية وبدون أي مقدرة على تحقيق سقف مطلبي مؤطر تشريعيا واجتماعيا حتى تحقق نتائج ملموسة لصالح المرأة أو لصالح القضايا التي تدافع عنها عموما . وفي الوقت التي تعاني فيه النساء السوريات من ويلات الاغتصاب و التنكيل من قبل النظام السوري وفي الوقت الذي تعاني فيه نساء روهينغيا من ويلات الإبادة العنصرية على يد الجيش البورمي وفي الوقت الذي تعاني فيه ملايين النساء عبر العالم من تشغيلهن المشين في الدعارة واستغلالهن الرأسمالي من قبل أرباب العمل في القطاعين الصناعي والفلاحي وفي الوقت الذي تعاني فيه المرأة الإفريقية من ويلات الحروب والمجاعات ومن ويلات العراء بسبب عدم وجود الكساء والإيواء وحرمانهن من حقهن الأساسي في الحياة خرجت علينا أمينة ذات التسعة عشر ربيعا من خلال موقع جدل التونسي و التجربة الفاشلة التي قادتها علياء المهدي في مصر وأسفر عن طلبها اللجوء السياسي بالسويد ليطالبن بالحق في التعري باسم الحرية.

في الشرق الأوسط يتطلع الرجال بشوق ولهفة لدعم النساء بالإحتجاج على الظلم بهذه الطريقة الرائعة فكانت السورية هالة الفيصل ، بسكوير بارك ، بواشنطن سنة 2005 أول مناضلة عارية احتجاجا على الحرب في فلسطين والعراق. ثم تعرت الجزائرية حنان زمالي ، الإيطالية الجنسية سنة 2008 احتجاجا على وضعية المرأة العربية. ثم تعرت الناشطة الحقوقية والنسوية ، المصرية علياء المهدي على مدونتها الإلكترونية سنة 2011 احتجاجا على نظرة المجتمع الذكورية للمرأة. بل دعت إلى ممارسة الجنس علانية أمام أقسام الشرطة، كنوع من الاحتجاج. ثم ظهرت الإيرانية غولشفتة فرحاني عارية مرتين في فلم corps et ames وفي مجلة madame le figaro وذلك سنة 2012، احتجاجا على أوضاع المرأة الإيرانية. ثم عاودت علياء المهدي التعري من جديد إلى جانب فتاة يهودية وأخرى مسيحية، احتجاجا على الشريعة سنة 2012 أمام السفارة المصرية بالسويد. وسنة 2013، أقدمت شابتان إيرانيتان على التعري بالسويد مع اقتراب عيد المرأة، احتجاجا على الحجاب . ثم تعرت التونسية أمينة تيلر، على الفيسبوك وكتبت عبارة جسمي ملكي وليس مصدر شرف لأحد، على صدرها بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في مارس 2013.

فيما بعد هددت مجموعة نساء مصريات بالتعري في ميدان التحرير إن لم يتنح الرئيس محمد مرسي والاخوان عن الحكم . الناشطة المصرية علياء المهدي كتبت على جسدها العاري عبارة الشريعة ليست دستورا, أثارت صورها العارية فرحة وحملة بحث واسعة على الغوغل والجوجل لرؤية صورها من قبل أغلبية رجال العالم العربي، من جهة أخرى اتهمت بخدش الحياء ولاقى احتجاجها بصدر عار الكثير من الانتقادات من قبل القليل القليل من الرجال الذين طالبوا بإقامة الحد عليها.

حاولت اللاموسوعة مقابلة بعض الرجال الداعمين لهذه الظاهرة والذين كانوا متواجدين في تونس أثناء الوقفة الاحتجاجية للمجموعة العالمية الناشطة في حقوق المرأة فيمن FEMEN (بالأوكرانية: Фемен) وبعد خروجهم من الحمام بعد جلسة تجليق وضرب عشرة و تجليخ وتكبيس وتمرج وبولينطة وخض إقتنع مراسل اللاموسوعة بأن هذه الظاهرة تقليد أعمى للغرب و الأجنبي حيث ان الأمر يستدعي إستخدام 1% من خلايا النفوخ لإدراك ان الفروقات الاجتماعية بين البلدان التي على أساسها يختلف الموقف من المرأة فعندما تكون ثقافة التعري منتشرة في المجتمع المحلي عندها سيتعامل المحيط مع الجسد العاري كأمر طبيعي و يصب اهتمامه أكثر على الفكرة المطروحة من قبل الناشطة المتعرية أما في مجتمع يعاني الكبت الجنسي سيبدأ بإطلاق الأحكام على التعري نفسه و الانشغال بتحريمه و تحليله و يضيع الهدف الأساسي من التعري كوسيلة من وسائل التعبير عن القضية المنشودة.

يرى أحد المساهمين في اللاموسوعة والذي خرج لتوه من المرحاض انه من الحقائق النفسية أن المرأة عندما ترى الرجل عارياً فإنها تكسوه بثياب من خيالها. وأن الرجل عندما يرى المرأة كاسية فإنه يجردها بخياله من ثيابها. هذا الرفض المجتمعي في الدولتين العربيين اللتين ظهر فيهما الاحتجاج بالتعري يؤكد أنه سيظل مجرد ظاهرة فردية في مجتمعاتنا العربية, خاصة أنه .لم ينجح في لفت الانتباه لقضية بعينها وحتى مَن قُمن به سرعان ما سقطن من ذاكرة المجتمع . في بلاد السلطات فيها منحرفة، يمارسون القمع بشتى صوره: من انعدام حرية الرأي ومنع الكتب ، وسجون ملؤها سجناء الرأي والسياسة،لنجرب وسائل احتجاج وتظاهر جديدة، فحكام عروبتنا تثار مشاعرهم الجنسية فقط من رؤية أجسادنا العارية !