الوطن العربي
الوطن العربي: هو إسم أصبح مضحكاً، على كل فهو مكان ما ليس له اية ضرورة في عالم اليوم ويتالف من مجموعتين من الدول التي تشترك فيما بينها بالتسمية , تحتل المجموعتان طرفين متقابلين على الخريطة . الأولى و تقع في أقصى الغرب تحوي خمس دول , إحداها و التي تقع أقصى الشرق يستنكر عليها الباقون انتسابها لهم و لا يتوانون عن إطلاق النكات على شعبها . في الطرف المقابل أيضا و في أقصى الجنوب بلد آخر تم تهميشه من كتاب السير و الاحاديث , فلا يأتي ذكره إلا نادرا حتى أن اسمه صعب التذكر ولا يمت للعربية بصلة . بقي لدينا ثلاثة دول متراصة , الوسطى منهن قد أصابها بلاء و هي في ريعان الصبا , و عندما تم شفاؤها قررت الانتقام بملاحقة البلاء حتى الجذور و جذور هذا الأخير تقع في منطقة ما من الطرف الأخر من البحر المتوسط .
بعد وقت ليس بالطويل لحقت بها جاراتها من مبدأ ما حدا أحسن من حدا . و أولهن التي تحدها من الشرق فهي رغم صغرها لا تكف عن التذمر و التأفف من جارتيها متذرعة بأنها تختلف عن الباقين و تتباهى بأصولها القديمة التي تعود للشرق حيث المجموعة الثانية التي سيأتي ذكرها لاحقا . و تستغل الفرصة دائما في حديثها عن ماضيها بأنها تشرب الشاي الأسود مثل أهل الشرق و ليس الشاي الأخضر الذي يشربه هؤلاء المتخلفين القاطنين غربأً . بالمقابل شاربو الشاي الأخضر يشمئزون من شاربي الشاي الأسود و يدعون أنهم لا يفهمون كلامهم فأهون ألف مرة أن يفهموا كلام المجموعه الشرقية من أن يفهموا كلام جيرانهم . و ردا على تفاخر هؤلاء بالأصول الشرقية فقد تباهى شاربو الشاي الأخضر بانتمائهم لأشراف الجزيرة .
لا بد هنا من التنويه أن الجارات الثلاث ينكرن على المجموعة الشرقية انتماءها العربي لغة و عرقا. تلك المجموعة الشرقية أو كما يطلق عليها أهل الغرب من العرب تسمى المشارقة على وزن المغاربة , أيضا تضم خمس دول , أربعة منهن أخوة و الخامسة هي ابنة العم التي تقع إلى أقصى الشرق وقد ابتلاها حديثا بلاء ساهم في تغييبها عن الساحة . فلم يبق إلا الأخوة الأربعة إحداهن أصيبت بالعين منذ القدم و بلاؤها شديد فأصبح العدد ثلاثة , اثنتان منهما شقيقتان و الثالثة بنت الضرة تلتزم الحياد غالبا و قد تتدخل أحياناً في حل الشجار المستمر بين الشقيقتين عن أصل الفلافل و التبولة . فتلك فلافلها من حمّص و الثانية من فول و بنت الضرة المحايدة فلافلها خليط من الاثنين .
التبولة في الوطن العربي[عدل | عدل المصدر]
المجموعة الغربية تنظر بحقد الى الشرقية من مبدأ عينو فيه و تفو عليه و تنتهز الفرصة في وقت الشجار لتسرق التبولة و تغير الوصفة بما يتناسب مع ذوقها لتقدمها للغرب على طبق من الفضة المغربية المشهورة تحت اسم التبولة الشرقية . بوصول الشقيقتين الى الغرب تتفاجآن بهذه التبولة التي أقبل عليها الغرب بنهم غريب بهدف الاستشراق حيث أن الشرق هنا هو تركيا و ليس بلاد العرب . و لأول مرة تتحد الشقيقتان و تبدآن بالشرح عن ماهية التبولة . لكن كم هو صعب أن تقنع الغرب الذي يتبنى الأفكار دونما بحث حتى في مجال الطعام و كان الرد أن ما تتحدثون عنه طعام لا يأكله إلا الخواريف .
الشقيقة الصغرى و الأكثر دبلوماسية و انفتاحا على الغرب شمرت عن ذراعيها و شاركت الغرب بأكل التبولة الشرقية بكل سرور , و لم يبق بالميدان إلا حديدان يصارع طواحين الهواء مصرّاً أن ما يأكلونه ليس بتبولة . في هذا الوقت ترمقها الجارات الثلات اللائي اتحدن أيضا و لأول مرة بشماتة قائلات :
” | هيك اللي بياخد مالغيره بيجيه يوم الله بجازيه , فلقتونا عروبة و ما شايفين العروبة بعينكن لا بتشربوا شاي أخضر و لا بتاكلوا كوسكوس الله لا يردكن . | “ |
لكن في أول مناسبة لا تتوانى أيا منهن عن التعبير بالسر عن إعجابها بالشرق و بنات الشرق و شباب الشرق و أكل الشرق و حكي الشرق و ذوق الشرق الشرق العربي و في هذه اللحظة تظهر و بشكل مفاجئ المجموعة التي تتوسط الطريق بين المجموعتين و تقول.... أسمع صوت أمي تناديني لأتناول التبولة , المعذرة أكمل لكم الحديث لاحقاً . هيك اللي بياخد مالغيره بيجيه يوم الله بجازيه , فلقتونا عروبة .