طبق طائر

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
  • يابه لازم أسافر ، أنا تأخرت كثير ، وخايف يتخربط الشغل بغيابي .
  • بس أمريكا بعيدة يابه واحنا ما عدنا نشوفك غير في المناسبات ... خليك كمان شويّ عنا.. شو فيها يعني إذا قعدتلك يومين زيادة ؟.
  • يابه أنا ما صدقت ألاقي الشغلة اللي كنت بحلم فيها من زمان ، وما صدقت أصلا إنه طلعلي فيزا لأميركا ، يعني بدك ايّاني أرجع أقيس الشوارع في عمان ؟ .
  • الله يسامحك يابه .. لو كنت قبلت تسلّك في الشغلة اللي لاقالك اياها أبو محمود حتى الله يفرجها عليك وتتوظف في الحكومة ، ما كان في لزوم للغربة كلها ، وكان ظليت عنا بين أهلك وربعك .
  • يعني هو أنا ماخذ الشهادة عشان أصير جرسون في مطعم ؟.. هاي آخريتها؟.. شو بدك يقولوا علينا الناس .. صام .. صام، وأفطر عبصلة ؟ .
  • الشغل مش عيب يابه .. أنا بزماني اشتغلت حرّاث عند الناس وعمري ما استحيت من حدا .. ولمّا رحلنا للمدينة اشتغلت مراسل في شركة صغيرة ، وبرضه ما استحيت ، بس انتو جيل ها الأيام بدكو تصيروا مدرا قبل حتى ما تتخرجوا من الجامعات .
  • لا يكون يابه إنت مصدق الكلام اللي بحكوا هون عن مكافحة ثقافة العيب ، هذا كلوا خرط حكي .. أصلا اللي بحكوا هالكلام هم أول الناس اللي بقبلوش يشتغلوا غير مدرا ومسؤولين ، وهم أول الناس اللي برضوش يجوزوا بناتهم لجرسون أو مكوجي .. حكي فاظي يابه .. هظولة الناس كوشوا على كل الوظايف والمصاري ، وما عاد عندهم لا شغلة ولا عملة غير ينصحوا الفقرا شو يعملوا .
  • هو يابه بس نفسي أعرف شو بتشتغل في أميركا .. حظرتك مخبي علي ومش راضي تحكي شو ها السر الكبير يعني اللي مابدك تحكيه !.
  • وحياتك يابه ما بقدر أحكي ، لأنهم وصوني ما أحكي لحدا عن شغلي ، ولا حتى لأمي وأبوي .. هيك قالولي بالحرف الواحد !.
  • شغل .. شغل !.. لا تكون بتصنع مراكب فضائية وحنا مش عارفين ؟
  • شغلي مثل هيك يابه .. أنا بشتغل في الأطباق الطائرة.. بتعرفها يابه؟.. هذي اللي بتلف وبتدور وبتظوي .
  • معقول .. يابه أطباق طائرة مرة وحدة .
  • هيك عرفت يابه بس بوصيك ما تحكي لحدا .. هاي أسرار خطيرة وشغلنا حساس ، يعني إذا طبق ما وصل مداره في الموعد المناسب ، بتصير كارثة ، وإذا طبق تحطم بتصير مشكلة ، وإذا طبق انسرق بعلنوا حالة الطوارئ .. دخيلك يابه ما بدي أوصيك !.
  • خلص خلص يابه .. سرك في بير عميق .

ودع أباه على عجل ، واتجه إلى المطار ، ومن هناك إلى أمريكا الشاسعة ، أميركا التي حققت أحلامه كلها ، إلى بلد الفرص الحقيقية ، لكنه كان متوترا بعض الشيء لأنه تأخر عن عمله يوما واحدا ، وجلّ ما يخشاه إذا وصل إلى عمله أن يفاجأ بطبق طائر يخرج عن مداره ، ليتحطم في وجهه، لأنه يعمل في غسيل الأطباق بأحد المطاعم .