خوف
الخوف (بالإنجليزية: Fear) هو شعور يملك قدرة عجيبة على استدعاء الدين والسياسة والمال وهو يُصنع في القبح والجمال ، في الزنزانة والشارع ، في الكراهية والحب ؛ فكانت قدرة أدولف هتلر في الترهيب تصل أقصاها وهو يستمتع بموسيقى فاجنر ، وكان جوزيف ستالين يلجأ إلى الصمت ليستمد منه القوة على الترهيب حتى لو قيل بأنه كان يخشى أن تَظهر لهجته الجورجية في موسكو . الخوف حالة قد تستدعيها حماية الأسرة والزوجة والأولاد ، وهنا يصبح المشيُ بجانب الحائط صلاة يومية قِبلتها القصر ، لا السماء ؛ خاصة إذا كان المواطن هو العائل الوحيد لأسرته . منذ نزول أول رسالة سماوية وعلى مدار قرون ، يأتي من يرهب بإسم السماء أو يوزع صكوك الغفران للخطائين حتى لو كانوا أبرياء ، فالكنيسة تقوم بتوزيعها في كرسي الاعتراف وكانت سبب الحشود الهائلة من الصليبيين التي قطعت أوروبا متوجهة إلى الأرض المقدسة لليهود والمسيحيين والمسلمين، وفي كل عصر يتم استبدال الضحية . وكانت مفاتيح الجنة متدلية في رقاب الإيرانيين وهم يتدافعون في الحرب مع العراق ، واختلطت تعاليم الخميني مع نظيرتها في أدبيات ميشيل عفلق وقسوة المهيب صدام حسين فاحتفل دود الأرض بوليمة من مسلمين سنة وشيعة تكفيه ليوم القيامة.
الخوف ينفجر على الوجوه الذكية والحمقاء وهي تتوجه لصناديق الاقتراع ولا تسأل نفسها إن كان المرشح نبيا أو حمارا، عالما أم جاهلا ، قارئا أو أميا ، فقدرة مهرجي الإعلام تتلقى توجيهات القصر، فترسم ذيلا لمرشح وتضع تاجا فوق رأس مرشح آخر، فتقاد الجماهير الجاموسية بعد تعصيب عيونها لتدور الساقية في كشف حساب مزور لوطن مغيب . في كل الكتب المقدسة إذا عجز الشيطان عن تخويف الجماهير من الحاكم ؛ استخرج من أسمى وأعظم وأجمل آيات الخضوع لله ، فحولها إلى عبادة سيد القصر ، وتلك مهمة رجال الدين , شياطين الاستبداد في كل عصر .
الخوف في الانتخابات يجعل المواطن يقرأ كل الأسماء اسما واحدا ، ويضع علامة لا فتتحول بقدرة قادر إلى نعم ، فقد شاهد المسكين مئات من برامج الحشاشين على الشاشة الصغيرة ، وكل تبرير الفشل والتراجع والغباء والحماقة والسفاهة والبلاهة والبلادة تصف اللغة السقيمة كأنها جواهر المتنبي . فمهمة إغواء الإنسان يمكن أن يقوم بها طفل بليد من أطفال الشيطان . الخوف له مواسم ، فيتعاظم فوق المنبر أو في القصر أو الثكنة العسكرية أو في البرلمان أو في المعتقل أو في قسم الشرطة أو في أمن الدولة ، وأحيانا يترك الإنسان أو المواطن ليختار خوفه بنفسه تماما كما كان الإنسان البدائي في الغابات ، فيخيفه حيوان و يستأنس بحيوان آخر . أنا أخاف ؛ إذن فأنا أعيش .