السجن
السجن مؤسسة في المجتمعات الاستبدادية وظيفتها تعقيم المجتمع من الفكر النقدي والسجن يقوم على التخويف فمتى خافت الأمة من السجن الصغير دخلت جميعا السجن الكبير إلى أجل غير مسمى. في الشرق الأوسط تستعمل الأنظمة السجن بذكاء فهي لا تتورط في اعتقال الكثير بل ترتهن القليل مقابل إغلاق فم الكل فتصطك الأفواه رعباًَ . ومن ينقل الخوف للآخرين يصاب بالعدوى . لا يشترط أن يكون الناس خلف القضبان بل يمكن إدخال القضبان إلى الرؤوس فيحبس الإنسان من الداخل ويبقى المواطن يرتعش طيلة حياته فرقاً من القضبان .
آثار السجن متعددة ، فهي تكسر العلاقة بين المناضل ومثله الأعلى طالما كان الفكر يحمل كل هذا الشقاء . والنظام لا تهمه التصفية الجسدية بل تصفية مخ المعارض من الأفكار الضارة . والتوبة النصوح عما بدر منه والتعهد الصارم على عدم العودة إلى هذا الذنب مستقبلا بأي لون من النقد . والتكفل بأن يتابع حياته على شكل نبات صحراوي أو زاحف بري. والاعتقالات تهدف إلى وضع اليد على العنق المغذي والرأس المفكر . كما تفعل اللبوة حينما تصطاد الغزال فهي تطبق على العنق فتخنق الضحية . وتقطع العلاقة بين المعارضة والأمة كما يقطع الرأس عن الجسد فتقتل الأمة قتلا وتصبح جاهزة لأي احتلال خارجي . السجن للأشخاص المصدرّين للخطر أياً كانت الأداة , المثقف في مقدمة هؤلاء الأشخاص .
سجون عربية[عدل | عدل المصدر]
في كل دولة عربية عدة سجون ، واحد من بينها يُشتهر داخل البلاد وخارجها بأنه الأسوأ ، يقترن اسمه عند المواطنين والحقوقيين بالتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان، وأحيانًا بالمجازر والقتل على يد السلطات الحاكمة، وهو في الغالب خاص بمعاقبة المعتقلين السياسيين المعارضين لأنظمة الحكم في هذه الدولة أو تلك. فيما يلي أبرز عشرة سجون ارتبطت بممارسة الانتهاكات بحق المعارضين والسياسيين ، معظمها يمارس هذه الانتهاكات إلى الآن، وبعضها كان يمارسه حتى فترة قريبة، إلا أن أسماء هذه المعتقلات قد ارتبطت بشكل ما بانتهاكات حقوق الإنسان على اختلاف درجاتها:
سجن الرزين – الإمارات[عدل | عدل المصدر]
في 14 اكتوبر 2015 اقتحمت قوة عسكرية مكونة من 50 جنديًّا، بقيادة الإماراتي طارق حمد المقبالي ، زنازين سجن الرزين وشنت حملة تفتيش كبيرة بحثًا عن قلم كتب به السجناء السياسيون رسالة تعزية في شهداء الإمارات باليمن لحاكم الإمارات . هذا مشهد بسيط من مشاهد مؤلمة متواصلة تحدث في السجن الأسوأ سمعة بين سجون الإمارات ، ففي هذا السجن يقضى المئات من المعتقلين السياسيين الإماراتيين أحكامًا مشددة عقابًا على مطالبتهم بالإصلاح السياسي ، إذ يعتاد هؤلاء على اقتحام الحراس للزنازين وضربهم ومصادرة مقتنياتهم ، وإغلاق نوافذ كافة الزنازين بالطوب لمنع دخول أشعة الشمس ، ويحرمون من النوم ، ويجوعون ، ويمنعون من الزيارة.
سجن رومية – لبنان[عدل | عدل المصدر]
أكبر السجون في لبنان ويقع في شرق العاصمة بيروت . وتبلغ طاقته الاستيعابية 1500 سجين بينما يقدر عدد السجناء القابعين فيه بما بين 3000-4000 سجين. معظم سجناء سجن رومية هم من الإسلاميين ، ويشتهر السجن بكثرة أحداث التمرد خلاله بسبب سوء المعاملة، وقد كان سجن رومية بؤرة للنقاش الإعلامي منتصف 2015 إثر تسرب مقاطع فيديو أظهرت عملية تعذيب للسجناء داخل السجن. وكانت لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة نشرت تقريرًا نهاية عام 2014 تضمن الإشارة إلى ممارسات التعذيب والمعاملة القاسية وغير الإنسانية في لبنان. وأشار التقرير إلى أن التعذيب في السجون والمقارّ الأمنية والعسكرية اللبنانية أمر شائع وممنهج.
سجن جو – البحرين[عدل | عدل المصدر]
في مارس 2015 وقعت أحداث شغب في سجن جو البحريني ، فاقتحمت قوات الدرك الأردنية – تتولى مهامَّ بالسجن – بأعداد كبيرة المبنى الرابع من السجن ، وقامت بإيقاف المعتقلين على شكل طابور طويل ، ثم أخذت تضربهم بالهراوات مركزة على الضرب في الأماكن الحساسة، لم تقتصر الشهادات على ذلك، فقد قال شاهد أنه: “أجبر بعض المعتقلين على لعق أحذية رجال الشرطة ومسح الجدار بـالبراز، وجعلوهم يرقصون ويغنون.
سجن برج الرومي – تونس[عدل | عدل المصدر]
أسوأ السجون التونسية سمعة، وأكثرها تسجيلًا لوقوع الانتهاكات الممنهجة إبان عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي ، وحسب جمعية مكافحة التعذيب في تونس فآلاف المعتقلين السياسيين في السجون التونسية عذبوا حتى مات بعضهم في عهد بن علي واختفى البعض الآخر. وتناول التونسي سمير ساسي ، وهو سجين سياسي سابق ؛ المعاناةَ في هذا السجن بكتابه “برج الرومي، أبواب الموت”، وقال ساسي الذي سجن عشر سنوات: “كانوا يتفننون في طرق التعذيب النفسي، ومن بينها تجريد السجين من الثياب أمام زوجته أو أمه، وكانوا يتعرضون لتكبيل الجسد طيلة ساعات كما الدجاج المشوي ، والضرب ، وحمام الماء البارد، والحرمان من النوم، والشتم، والحرق ببقايا السجائر. في أعقاب ثورة الياسمين تقرر إغلاق سجن برج الرومي وتحويله إلى متحف ليكون شاهدًا على آثار نظام بن علي، ولكن لا تشير مصادر رسمية إلى تنفيذ هذه الخطوة حتى الآن.
سجن الجويدة - الأردن[عدل | عدل المصدر]
يقع هذا السجن شرق العاصمة عمان في منطقة الجويدة، ويشتهر بسوء معاملة السجناء والمعتقلين، حتى قيل أنه في الشتاء ونتيجة للبرد القارس تجف عظام المعتقلين من سوء المعاملة. يقول رئيس مركز الجسر العربي لحقوق الإنسان والتنمية ، المحامي أمجد شموط : “لا يصلح لإيواء الحيوانات، أصبح “خرابة” باستثناء بعض أقسامه، تشققات بسقوف البناء والجدران وتظهر رائحة الرطوبة والعفونة، كما أن رائحة المهاجع كريهة للغاية بسبب عدم وجود صرف صحي بالمبنى ووجود الحفر الامتصاصية فيه”. ومن فصول التعذيب في هذا السجن أن السجناء يضربون عراة أمام بعضهم البعض ، وشهد “الجويدة” أعمال شغب في مارس 2006، وفي 2015 قرر الملك الأردني عبد الله الثاني، إغلاق قسم الرجال تمهيدًا لإغلاقه نهائيًّا إلا أن هذا لم يتم حتى الآن.
سجن العقرب - مصر[عدل | عدل المصدر]
في عام 1993 بني سجن العقرب المصري، في منطقة سجون طرة المركزية الواقعة جنوب القاهرة، صمم على غرار السجون الأمريكية، وتحديدًا على غرار سجن جوانتانامو، يحاط السجن بسور يبلغ ارتفاعه سبعة أمتار وبوابات مصفحة من الداخل والخارج، ويتكون من 320 زنزانة مقسمة على أربعة عنابر. في عهد السيسي تستخدم السلطات المصرية في هذا السجن الكثير من أساليب التعذيب ، منها على سبيل المثال الإهمال الطبي للقتل البطيء للمعارضين، هناك إصرار وخطة للتخلص من قيادات رافضي الانقلاب عبر سوء المعاملة والإهمال الطبي ومنعهم من تناول أدويتهم، مما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية، فالتعذيب الممنهج في سجن العقرب لا يسقط بالتقادم، وأن ما يجري هو قتل عمد.
هذا الكلام غير صحيح و لا يستند علي اي خبر رسمي
سجن القنيطرة – المغرب[عدل | عدل المصدر]
كان السجن يستعمل منذ العهد الاستعماري لأصحاب الأحكام الثقيلة. واستعمل في السبعينيات والثمانينيات للمعارضين اليساريين ثم الإسلاميين، ويستخدم حاليا للمتهمين بقضايا الإرهاب. يقع هذا السجن المغربي على بعد 25 كيلومترًا من العاصمة الرباط ، وهو الأكبر في المملكة المغربية. يضم غالبية السجناء المحكوم عليهم بالإعدام، وقد وصفته المنظمة الأميركية غير الحكومية لمناصري حقوق الإنسان بالقول أن ظروف سجن القنيطرة كارثية في أحسن الأحوال ومهددة للحياة في أسوئها.
سجن البرواقية – الجزائر[عدل | عدل المصدر]
أحد أشهر سجون الجزائر، يقع البرواقية بولاية المدية، وهو سجن معروف منذ عهد الاحتلال الفرنسي للجرائز. يرتبط اسم السجن بمجزرة حدثت عام 1994 عندما حاول بعض السجناء التمرد، يقول أحد شهود المجزرة: “كان وضع المساجين مأساويًّا حقًا، حيث لا أكل ولا ماء ولا ضياء، ولا أيّ شيء يمكّننا من المقاومة، لمدة ثلاثة أيّام”. ويؤكد السجين أنه قتل ما لا يقل عن 50 سجينا بالرصاص الحي، بينما جرح حوالي 1000 سجين، وقال الشاهد أنه: “تم القتل والتقطيع والتمثيل بمجموعة في القاعة 1 وحرقهم، وتمّ ردمهم في حفرة بمنطقة تاخابيت بين المدية والبرواقية”.
سجن تدمر – سوريا[عدل | عدل المصدر]
يقع هذا السجن نحو 200 كم شمال شرق العاصمة السورية دمشق، وتحديدًا في ريف حمص ، وهو أكبر سجون النظام السوري ، والأسوأ حتى على المستوى الدولي ، إذ يمتلك فيه الحراس صلاحيات بقتل أي معتقل برصاصة أو تعذيبه حتى الموت دون حتى إبداء أي أسباب. شهد هذا السجن واحدة من أكبر المجازر على المستوى العالمي، وقعت في الثمانينيات عندما تعرض الراحل حافظ الأسد لمحاولة اغتيال فاشلة، وأودت المجزرة بحياة مئات السجناء غالبيتهم من جماعة الإخوان المسلمين بسوريا. يذكر أن تنظيم داعش تمكن في مايو 2015 من تدمير السجن.
سجن الكاظمية – العراق[عدل | عدل المصدر]
بعد مرحلة صدام حسين، يعد سجن الكاظمية الأسوأ في العراق، فهذا السجن الواقع في الضاحية الشمالية من بغداد هو المكان الذي يختفي فيه العراقيون كما أكدت صحيفة نيويورك تايمز، إذ أنه المكان الأكثر الذي يُعدم فيه العراقيون بالدرجة الأولى. في فبراير 2015 على سبيل المثال، كشفت مصادر عراقية عن قيام إدارة السجن بإجبار السجناء بدفع ألف دولار، وعاقبت الإدارة كل من يرفض الدفع من السجناء بالسجن الانفرادي، مبررةً استيفاءها للمبلغ بالحاجة لصيانة الحمامات، وتجديد تأسيساتها الصحية!