روهينغيا

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

روهينغيا (بالبورمية: ရိုဟင်ဂျာ) قومية تنتمي إلى عائلة الشعوب الهندية وتقطن في ولاية أراكان غربي بورما . الروهينغيا ببساطة مسلمون ، يصومون رمضان، يعبدون إلهًا واحدًا فردًا صمدًا ، والأعجب من ذلك أخي المسلم ، شعب الروهينغيا يصلون أيضًا خمس صلوات في اليوم ، نعم بالطبع لهم مساجد ويرفع فيها الأذان . لا عذرا ، لا أظن أن المساجد بقيت ، لقد دمرت وأحرقت . هناك: أجساد تحترق ، وأخرى ترمى للنسور ووحوش البرية. شيوخ ونساء وأطفال تقدم كقرابين لبوذا وسط تراتيل الموت يتلوها الرهبان. صياح واستغاثة ولا من مجيب. هنا: هتاف وصياح في المقاهي والحانات ضحك وصخب وملذات. خمر وشاي ومسبحة .

يبلغ تعداد مجتمع الروهينغا حوالي المليون نسمة وهم ينتمون إلى إحدى الممالك القديمة التي قامت على أنقاضها حاليًا دولة بنغلادش ، وهم في الأصل مهاجرون اتخذو من ميانمار موطنا لهم، ولكن رغم انتمائهم السابق لبنغلادش إلا أن الأخيرة ترفض الاعتراف بهم ، كما تعتبرهم سلطات ميانمار مهاجرين غير شرعيين من البدون , رافضةً منحهم أي أوراق رسمية أو استصدار بطاقات جنسية أو وثائق سفر لهم، مما صعّب الأمر على أقلّية الروهينغا وقلب حياتهم رأسًا على عقب.

ومع وجود العديد من الأقليات الأخرى التي تعيش في ميانمار ومعاناتها من أوضاع إنسانية صعبة وصعوبة في العيش إلا أن حال الروهينغا يختلف عنهم لا لشيء سوى أنهم يرغبون في ممارسة شعائر دينهم وعبادة الله بالطريقة التي يرونها صحيحة . مارس الجيش الحكومي المسيطر على الأمور بالبلاد عمليات قتل وتشريد وسجن ممنهجة بحق الروهينغا في 2017 إلا أن المجتمع الدولي الذي طالما تشدّق باحترامه للقيم الإنسانية لم يحرك ساكنًا تجاه هذه الجرائم في ميانمار طالما كان الضحايا مسلمين، وفي أزمات سابقة كهذه أبدى المجتمع الدولي مرونة أكبر في التحرك لتنهال سيل الإدانات والشجب والاستنكار على انتهاكات في بقاع مختلفة من العالم، حيث وصل الأمر أحيانًا إلى إرسال قوات أجنبية بدعوى حماية السلام كما حدث في لبنان والسودان .

لماذا أتعاطف مع الروهينغا ؟ أمن أجل بعض الصور الخادعة الكاذبة ؟ لقد شاهد العالم ، كلّ العالم أصدقائي في سوريا وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة على الهواء مباشرة، دون أن يتعاطف معنا أحد . لقد شاهد كلّ العالم مدينتي وهي تتدمّر شارعًا شارعًا وبيتًا بيتًا دون أن يتحرّك له ساكن. لمَ أتعاطف مع الروهينغا ؟ ألأنهم مسلمون ؟ ألم يقتلنا المسلمون أيضًا في سوريا ؟ ألم يحزّ ذاك الملتحي رأس ابن جيراننا وهو يقول الله أكبر ؟ ألسنا مسلمين نحن أيضًا ؟ ألم يُشاهد العالم أطفالنا ونسائنا وبؤس حالنا وترحالنا ؟ أكلّما أراد مُستبد عربي أو أعجميّ إلهاءنا عن أمر ما، نخترع لنا ما يلهينا ويُشتتنا ويُضحك العالم علينا؟ .

سأكون معك صادقًا يا صديق ، لم أعُد أؤمن بعالم إسلامي، ولا حتى بعالم عربي، لا بقومية ولا حتّى بوطنية أيضًا .لم أعد أؤمن بشيء ربّما، ولا أدري منذ متى ؟ رُبّما منذ أن عُدتُ لقريتي لأجد جاري قد سرق عفش بيتي أثناء غيابي، أو ربّما بعد أن طردوني من عملي الحكومي لعدم انتظامي بالدوام اليوميّ، علمًا أنّني أخبرتهم أنّ من حاصر قريتي قد منعنا من الخروج، ومنع حتى الطعام من الدخول إلى القرية . بما منذ أن قرر وطني أنه لم يعد يتسع لي، وأن علي الرحيل بعيدًا لأتمكن من إيجاد الخبز لعيالي . ربما بعد أن ركلني حارس الحدود ذاك على مؤخرتي تحت أنظار زوجتي وأولادي ، وهو يمن علينا باللجوء إلى بلده. ربما منذ أن اختلس من اعتبرناه رجل دين كل أموال الإعانة وفر ليستأجر تلك الفيلا التي تحوي مسبحًا في تركيا .

دعني أسر لك بأمر أزعجني مؤخرًا، كنتُ أتمنى أن أفرح مع منتخب بلدي الكروي وهو يتأهل لكأس العالم، أو حتى الشماتة به لعدم فوزه ، ولكن يبدو أنّني لم أعد أؤمن بالرياضة أو الرفاهية حتى . أنظرني يا صديق ، أعلم أنك ستطعن بإنسانيتي ، وربما تطعن في إيماني أيضًا، وأقول لك بكل سماحة، لا عليك ، فقد فعلت حكومتي ذلك قبلك وألغت إنسانيتي ، وفعل قومي أيضًا وألغوا إيماني .

المضحك المبكي هو أننا نحن العرب المسلمين حاذقون فقط في الاستقواء على بعضنا البعض، حاذقون فقط في الاستقواء على جيراننا ومقاطعتهم . أعلن العرب الحرب على اليمن وقاطعوا قطر ونسوا مسلمي الروهينغيا.أين اختفى الشيوخ والوعاظ ؟، أليست تلك الثروات التي يكنزونها كافية لفك أسر الروهينغيا . أم أنها فقط تكفيهم في سفريات الوعظ والإرشاد ؟ لماذا لم نسمع صوت شيخ واحد ولو بالتلميح يتكلم أو يشير إلى مأساة واضطهاد هذا الشعب المظلوم. أم أن الروهينغيا خارجة عن نطاق فتاويهم ؟ لمثل هؤلاء أقول، من تخدعون؟ لقد سقط القناع حقًا، ولم يبق الكثير لكي تكشف الحقيقة، بل كشفت بالفعل.

اليوم مسلمو الروهينغيا وغدا سيأتي دوركم أنتم ، وستطلبون الغوث والرحمة ممن كنتم تدعونهم كفاراً. جرح يتلو الآخر. هذا هو حال أمة كانت خير أمة أخرجت للناس . سطروا على فعل كانت . لقد سبق القول وجفت الصحف . الروهينغا ليست بحاجة لكم فأنتم لستم أهلا لذلك .