اغتصاب
الإغتصاب عملية تشرف عليها وزارة الاغتصاب والشؤون الجنسية و وزارة الألبسة الداخلية التي حُمل رجالها على الأكتاف في ثورات الربيع العربي , المغتصبات هن إناث انتقلن بعد الأحداث الدامية إلى العمل العام : مسكينة أخذتها الوحدات الخاصة وصارت سبيل الربطة المعقودة على زنود الجيش هي : وطن ، شرف ، اغتصاب . تأتي الدول الأوربية السويد والدانمارك وفرنسا في مقدمة الدول التي ترتفع فيها معدلات الاغتصاب ، وتليها الكونغو وكينيا ، ولعل حالات الاغتصاب العالية في الهند هي الأقسى ، فهي غالباً ما تترافق مع القتل الفظيع . في الهند يقع الاغتصاب من أجل الشهوة الجنسية الصافية المدمرة ، ففيها ينخفض معدل النساء عن الرجال . القتل عادة يكون سببه إخفاء الجريمة ، أو الانتقام من التنين الجميل البارد المذل الذي لا يدرك قوته الناعمة ، ويرش وراءه ذهباً يخطف الألباب ، ولا يطال وربما يكون أحد أسباب القتل هو سرعة السقوط من الجنة ، على الأرض .
المغتصب يفاجأ بأمرين ، قصر مدة اللذة ، التي تجعله يصطدم بحجرين ، أحدهما هو الحائط الأخلاقي ، فيقع بين خيارين إما قتل الذات التي فقدت شرفها أو قتل الضحية المغدورة . والموت هو النقيض الرمزي ، وأحيانا الشقيق الفعلي للحياة ! تعمد شركات الألبسة الداخلية التي تنشط تجارياً بدوافع أخلاقية طبعاً إلى حلول مضحكة لحماية الشرف ، مثل إنتاج سراويل عفة مضادة للاغتصاب ، لها كلمة سر ، مثل أجهزة الهاتف الجوال ، أو تدريب النساء على المقاومة و الجودو وستحتاج المرأة العربية في موسم سقوط الخريف الدكتاتوري ليس إلى بودي غارد، وإنما إلى فريق كامل يحرس المرمى .
الاغتصاب العربي للإناث هذه الأيام في معدله الأعلى ، في سوريا ومصر لأسباب وطنية سياسية ، وقد لبّست بها بعض وسائل الإعلام الخبيثة أسبابا دينية ، فاخترعت جهاد النكاح لإهانة الثورة السورية طائفياً ، الأمر الثاني أن الاغتصاب يقع للذكور الكبار الناشطين سياسياً ، وهو ما لا يحدث في الدول المتقدمة في ماراتون الاغتصاب ، الناشطون ليسوا مرداً يُذَّكر مردهم بجمال الأنثى ، كل ما هنالك أن الاغتصاب نوع من الإخصاء غير العضوي . إنه إخصاء من الشرف . يشبه الحرمان القانوني من الحقوق المدنية فالاغتصاب السياسي يستلزم الاغتصاب الجنسي والاقتصادي والثقافي والديني
وأعتقد أننا تأخرنا في فهم ظاهرة التحرش التي باتت وباءً مصرياً، إلى بضعة أيام عندما علمنا أن الداخلية ، أو من يتبعها من المجرمين والبلاك بلوك المقنعين ، كانوا يقومون بالتحرش المنهجي في أيام حسني مبارك بالنساء المتظاهرات . ويمكن بالمقارنة أنّ نعرف سبب عدم تحول التحرش إلى ظاهرة سوى التحرش اللفظي ، السبب هو لأنها بلاد معقمة من المظاهرات والعدالة السرية الكتومة ثمت عوامل أخرى التي تساق في فهم الظاهرة : مثل الحرارة مع أن الدانمارك والسويد بلاد باردة ، والإغراء في الأفلام والإعلانات الجنسية والانترنت . الداخلية في مصر اسمها في سوريا المخابرات ، التي تحتفظ بوثائق مصورة تبتز بها المسؤولين ، والفنانات الجميلات ، اللاتي يستبسلن في اظهار الولاء ويظهرن مع البيادة العسكرية في صور تذكارية وعاطفية، وأحيانا الشيوخ الذين يفتون فتاوى مطلقة في القتل الشامل مترافقة مع الشتائم
الأمر الثالث هو أن الجنود اليهود في اسرائيل لا يقومون بفعل الاغتصاب الجنسي من أجل النكاية والإهانة ، في حدود علمي ، فغايتهم هي الأنثى الكبرى , الأرض . اليهودي يعتقد أن المال هو الرب و الشرف .أو ربما لأن اليهود شعب مختار ، ولا يريد لنطفته المقدسة أن تسقط في رحم فلسطينية من الغوييم الأغيار ، أو لأن الجندي اليهودي لا يغترب عن المرأة ، فهو يعمل بدوام واحد ، و يعود مساء إلى بيته وزوجته أو صديقته ، قال جندي هارب بعد سنة من خدمة العلم: لم أصدق كيف أصل إلى البيت ، خشيت أن ألتهم طفلاً أو امرأة في الطريق . علم بلادي مرفوع، انسان بلادي مجرور ومسحول ومذلول.
إن أشهر اغتصاب اسرائيلي سمعنا به هو اغتصاب أنثى لكبشين معروفين ، ومعلوفين جيداً ، عندما أعلنت الزعيمة الشقراء تسيبي ليفني مذكرة بأستير الشهيرة في السفر السابع عشر أنها أغوت زعيمين فلسطينيين من أجل مصلحة اسرائيل . اسرائيل أيضاً تقوم بالاغتصاب من أجل الوطن ، لكنه اغتصاب الأنثى للذكر . وهو يتكرر في الأفلام الهوليودية ، فالعربي والهندي ، والكينغ كونغ يخطف شقراوات السياح والمستشرقين . وربما تعبر رواية موسم الهجرة إلى الشمال عن تعويض الخسران الحضاري بالاغتصاب الجنسي.
لا يعرف كم بلغ عدد المغتصبات في سوريا المغتصبة ، ولا يعرف ايضا ما سيكون مصيرها , التي تسعى إلى ادانة مغتصبها ، الذي تمتع باغتصابها ، الى درجة التمثيل في مدرعة خير اجناد الارض المقدسة ومغتصبها محصن بالدستور غير المكتوب، والمفتاح عند الحداد ، والحداد في مرحلة انتقالية معفاة من الرسوم والجزاء.السؤال: متى ستوزع الداخلية بطاقات الشرف الذكية؟ .