الإهانة

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
(بالتحويل من إهانة)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الاهانة تعتبر مصدر ثراء العرب فالعربي يحصل عليها في كل ساعة تقريبا ان لم يكن في كل دقيقة فتعتبر تكوين هذه الثروة منذ بدء الحيوانات المنوية بالاعتداء الاخلاقي على البييضة الموجدة داخل الي يتمناه كل العرب في كل الاوقات حيث انه يبدء بسمع هذه الكلمات وهو في بطن امه مثل العرس او هذا الكواد او المنعول اما عند بلوغه سنواته الاولى في اكتشاف هذا العالم فقد يكون الانسان قد بدء بتكوين راس مال جيد من عدد لايستهان به من الاهانات فيلقب بعدد لامتناهي من اسامي الحيوانات المسكينة حيث بذلك تتم تهيئته ليستطيع ان يتعايش في هذه البلاد الثرية .

مايلبث ان يدخل الصف الاول من المدرسة حتى تراه قد تعلم على سماع كلمة غبي او حيوان او اثول او طشم او جرذ او فار واشهرها ابن الزنا او ابن العاهرة او ابن القحبة التي غالبا ما يسمعها وهو يحاول ان ينتهي من الشجارات العادي الحاصلة في كل المدارس العربية وغيرها من الالقاب . بعد ان يكون قد اشتاز مرحلة معينة من عمره حتى قد كون مصدر هائل من هذه الثروة لينتقل لمرحلة اخرة في حياته عند ما يحاول ان يثبت رجولته امام احدى النساء التي بدورها قد كانت ان اثارته لتضيف الى ثروته الصغير بضع كلمات مهينة تعتبر من اهم المكونات للثروة لاكنه لايعتبر من اثرياء العرب اذا لم يكن قد دخل احد السجون او تعرض ل احد ابناء الحاشية الملكية او حاول ان يكون معارض لم يعرف ما معنى الاهانة . هذا وقد تعتبر كلمة خنزير او عميل لليهود للعربي المجاهد اقسى من الرصاصة بينما تعتبر من الاسامي او الالقاب الثانوية لرؤساء العرب .

الإهانة القومية والوطنية غير الإهانة الشخصية، فهي إهانة أمة، ويمكن أن نتذكر حروباً طاحنة بسبب كلمة كحرب البسوس، وأحياناً بسبب استغاثة كموقعة عمورية، أو بسبب صفعة، كصفعة الوالي العثماني، داي الجزائر حسين لقنصل فرنسا بيار دوفال، وكانت فرنسا قد استدانت 24 مليون فرنك من الجزائر، ولم تردّها وماطلت، فغضب القنصل من صفعة الداي، وأدّت إلى احتلال الجزائر ومليون شهيد، وهم في الحقيقة سبعة ملايين شهيد. وهناك أمثلة كثيرة على أن معظم النار من مستصغر الشرر، ففي عام 1886 وقعت حرب بين المكسيك وفرنسا بسبب فطائر، ووقعت عام 1325 في إيطاليا حرب بين مدينتين هما مودينا وبولونيا بسبب دلو خشبي سرقه جنود، ووقعت حرب بين بريطانيا العظمى والإمبراطورية الإسبانية، بدأت عام 1739 وانتهت عام 1748 بسبب قطع القوات الإسبانية أذن قبطان إنجليزي يدعى جينكينز أثناء قيادته لسفينة قرب سواحل إسبانيا. وحرب عُرِفت بحرب المائة ساعة بين السلفادور وهندوراس، اندلعت في أعقاب مباراة في تصفيات كأس العالم عام 1969 . كرامة الأمم عظيمة ولا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم. وهذه الطريقة في صيانة العزة القومية نطلق عليها اسم: طريقة عمرو بن كلثوم.

هناك طرق التفافية لرد الإهانة، غير الطرق الحربية الدموية الكريهة السابقة، والعرب يسمّون الحرب بالكريهة، ومن أسمائها الخميس، وقد مضت أيام خميس العزّة ولم يبق منها سوى برنامج هلا بالخميس، وصارت طريقة النظام السوري معبّدة ومزفّتة وملوّنة بخطوط وإشارات طرقية، فالنظام السوري المنضم يتعرض منذ نعومة حوافره إلى إهانات وطنية، نذكر منها خطف إسرائيل عبد الله الأحمر عضو القيادة القطرية، وأعادوه لنا معززا مكرما بعد أن ركعوه مع أنه لا يركع سوى لله، من غير أن يستفيدوا من عقله وخبرته التنظيمية في حزب البعث، ومنها قصف عين الصاحب، والتحليق فوق القرداحة أيام الحب العذري ثم تحولت الإهانة إلى دأب إسرائيلي يومي وعادة جهرية، إسرائيل تهين وتعتدي وتقصف، والنظام يبلع لها الزلط .

الاسم المختار لهذه الطريقة من المثل المصري: عدوك يتمنى لك الغلط وحبيبك يبلع لك الزلط، والعدو هو الشعب طبعاً. والطريقة الزلطية هي تصريح من مصدر مسؤول، وليس من الرئيس، بأن الرد سيكون في الزمان والمكان المناسبين، لأن تكرار الرئيس لهذا الوعيد سيجعل منه مهرجاً، ولأن الإنسان يكبو ويتعثر ويتعلم، والضربة التي لا تكسر تقوي، فقد تعلم النظام، وشبّ عن الطوق، وبلغ سن الرشد، وعرف أخيراً الرد على الإهانات والاعتداءات، ليس بـ "أس 300" التي عمل لها النظام دعاية كبيرة، والطريقة هي الرد على إسرائيل في خان شيخون وادلب والغوطة وسائر المدن السورية. وكأن المدن السورية تحت الاحتلال! لا يستطيع النظام تأديب الحمار فأدّب البردعة.

الطريقة الثالثة لرد الإهانة هي بالتجاهل والتغافل، وقد جعل الله تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل كما يقول الإمام ابن حنبل، ولو كان تغافل العرب بين الأخوة لكان محموداً، ولهذه الطريقة وصفات شعبية مثل "اعمل نفسك ميتاً"، و"اجعل نفسك مزهرية"، أو "بص العصفورة"، وقد صارت هذه طريقة قديمة، فالإنسان يتطور ويتقدم، الأوربيون اخترعوا درّاجات حوّامة، وفُرش أسنان آلية، واليابانيون صنعوا فناجين يصب المرء فيها القهوة، فتخلع الصبية الكاسية صاحبة الصورة على الفنجان ثيابها كلها من شدّة الحرِّ. والطريقة الجديدة اسمها العرس، وهو غير العرس الديمقراطي الانتخابي الذي خبرناه، وكان العرس أحد أهم الطرق في سرقة المواطنين، ليس أموالهم فهي مسروقة، وإنما عقولهم وقلوبهم ومُلكهم. انصبْ سرادق العرس، وأحضرْ مطرباً، وادعْ الناس للرقص يأتينك سعيا. ولها اسم مقتبس من أغنية نانسي عجرم: أخاصمك أه أحاربك لا. ويمكن تسميتها بالطريقة الأحنفية نسبة إلى الأحنف بن قيس الذي ضرب به المثل في الحلم.

الطريقة الرابعة لرد الإهانة هي التصرف بحكمة وعقل، فالحرب كره، والطريقة هي الشكوى للأمم المتحدة، وكان الأسد قد تصرف بمنتهى الحكمة التي لو تعامل بها مع شعبه كما يتعامل مع إسرائيل، لكان الوطن وشعبه بخير، مثال ذلك عندما وصفه ترامب بالحيوان، فقال: إن هذه طريقة ترامب في التعبير، وهي تعكس أخلاق الأخير. لقد سحرَنا الرئيس بحسن أخلاقه وحكمته، حفاظاً على السلام والحضارة السورية ، وقبل هذا وذاك على أرواح المواطنين وأرواح هررتهم وكلابهم. وأضاف الأسد في مقابلة مع قناة "روسيا اليوم": إن ما قاله ترامب بحقه لا يؤثر فيه، وهو يهتم فقط بالتصريحات الصادرة من الأشخاص الذين نثق فيهم "المتوازنين، العقلاء الأخلاقيين.. وهذا ما يؤثر فيك، سواء أكان كلامهم إيجابياً أم سلبياً". ونقول فيها ما قال عمر بن الخطاب في الأحنف بن قيس، هذا والله السيد. أيها الرئيس العزيز الأبيّ لقد أتعبت من بعدك.

الطريقة الخامسة لرد الإهانة هي طريقة قشر البطيخ، وسبب تسميتها بقشر البطيخ، نكتة تنسب إلى حجا، وكان قد أكل بطيخاً فارتوى، وبال على القشر، ثم نام واستفاق، فوجد نفسه عطشاناً فمدّ يده إلى القشور وقال لم يصبها شيء. ومَثَلُها حرب عاصفة الحزم التي ارتدّت بعد فترة قصيرة لم تجاوز الشهر، إلى اسم آخر هو "إعادة الأمل" وقد طالت الحرب، وتقول معظم التحليلات إنَّ السعودية تسعى إلى الخروج من الحرب بماء الوجه وقشر البطيخ، وهي أفضل الطرق وأحكمها. ما دامت القبة الحديدية قد فشلت في إسقاط صواريخ الحوثيين. دعت واشنطن السعودية والحوثيين إلى مفاوضات، والأغلب أنّ الدعوة تمت باقتراح من السعودية، بعد أن تعبت من أكل قشر البطيخ.