سفير
سعادة السفير الباكستاني أكبر زب سبب أزمة بين باكستان و الدول الخليجية بسبب اسمه في عام 2010 , حيث رفضت وزارات خارجية كل من السعودية والبحرين و الإمارات قبول اعتماد السفير الذي قررت باكستان تعيينه سفيرا لها ، ليس لعدم كفاءته أو لوجود توتر في العلاقات الخليجية الباكستانية ، وإنما بسبب اسمه ميانغيل أكبر زب [1]. وكان رئيس مجلس الشيوخ الباكستاني في عام 2011 , حامد نايك , قد إختار اكبر زب بين عدة اسماء مرشحة لهذا المنصب وقال ان اسم اكبر زب بالباكستانية يعني صاحب الملامح الوسيمة .
السفارات في كل دول العالم هي مكاتب لتمثيل الدول لدى الدول الاخرى ومن اهم اعمالها متابعة هموم ومشكلات ابناء الوطن في المغترب وتشجيع العلاقات السياسية والتجارية والسياحية مع الاخرين والتجسس ايضا . اما السفارات العربية فلا تنطبق عليها هذه الاوصاف لانها وجدت اصلا لتكون ملاجيء او محطات للاستجمام يرسل اليها اصدقاء الحاكم او خصومه اما على سبيل المكافأة وتغيير الجو او على سبيل النفي والابعاد او على سبيل التنفيع والاسترزاق . مثلا عندما اراد الزعيم العراقي المقتول عبد الكريم قاسم ان يتخلص من زميله في الثورة عبد السلام عارف المقتول لاحقا بواسطة هليكوبتر , بعث به سفيرا الى بون لمدة شهرين ولما طلقت الاميرة بسمة شقيقة الملك حسين بن طلال زوجها العراقي تيمور ابن اللواء غازي الداغستاني رغم انف اخيها الملك قام جلالته بترضية صهره بتسليمه سفارة المملكة في بريطانيا ليكون قريبا من امه مديحة ولما مات محمد عبد الوهاب وبقيت زوجته وحيدة في القاهرة بعث الملك حسين بابنها عمر من زوجها الاول السابق رئيس الوزراء الاردني عبد المنعم الرفاعي لتونسيها فسلمه سفارة الاردن في القاهرة حتى يكون قريبا من الماما .
مهدي التاجر لم يكن سفيرا في لندن فحسب بل كان سفيرا للامارات في اوروبا كلها ليس لانه افضل من يخدم مواطني المشيخات المتصالة في بلاد العجم ولكن لان اوروبا كانت محطة لتهريب المخدرات وهي تجارة كان شيخ دبي يحترفها ولم تغير الامارات سفيرها مهدي التاجر حتى بعد ان ضبطت سلطات الجمارك في مطار هيثرو حاوية تزن عشرين طنا تبين انها مملؤة بالمخدرات ومعنونة باسم سفارة الامارات في لندن باعتبارها حقيبة دبلوماسية . كريم قعوار خدم الملك عبد الله الثاني يوم كان اميرا فعرفه على رانيا الياسين احدى موظفاته والتي اصبحت فيما بعد ملكة فكان من الطبيعي ان ترد الملكة رانيا التحية لكريم بتعيينه سفيرا في واشنطن وعميدا للدبلوماسية الاردنية في العاصمة الامريكية مع ان كريم لا علاقة له بالدبلوماسية ولا سلوكها فضلا عن تكدس ديوان وزارة الخارجية في عمان بموظفين وسفراء محترفين لا عمل لهم . ولم تنس رانيا الياسين سكرتيرتها دينا قعوار ابنة عم كريم فعينتها سفيرة للاردن في باريس بعد تفنيش عدنان بهجت التلهوني ابن رئيس الوزراء السابق الذي لم تعد له ضرورة فيما يبدو .
السفارة الإسرائيلية[عدل | عدل المصدر]
أدرك الأردنيون أن الزقوم هي ثمرة السلام الوحيدة المتاح لهم قطفها من معاهدة وادي عربة ، حتى قبل حادث السفارة الإسرائيلية 2017 الذي أغلق نصف عاصمتهم .وكان حارس أمن إسرائيلي في السفارة يدعى زيف قتل في 23 يوليو 2017 أردنيين ، هما: محمد الجواودة (17 عاما) والطبيب بشار الحمارنة (58 عاما)، إثر إشكال وقع داخل مجمع السفارة، علما بأن السلطات الأردنية كانت قد سمحت للحارس الإسرائيلي بمغادرة الأردن بعد التحقيق معه. صحيحٌ أنها بضع عيارات نارية، أطلقها حارس سفارة مأفون، وأردى فيها فتىً لا يتجاوز عمره سبعة عشر عامًا، وطبيبًا أنفق نصف عمره في تحصيل شهادة الطب ، غير أن مجرّد بوق سيارة يطلقه سائق مجنون في محيط السفارة المقدّسة كفيل بأن يشكل تهديدًا أمنيًا يقتضي المتابعة والتحرّي وإغلاق الطرق ، فعبارة محيط السفارة التي وردت في نص البيان الرسمي الأردني فضفاضة، قد تستطيل في لحظة واحدة لتصبح مساحة العاصمة برمتها، إذا اقتضى الأمر، بدليل أن المنطقة التي تهجع فيها السفارة أغلقت بكاملها عقب الحادث، وأصبح الاقتراب منها مجازفة غير محسوبة العواقب، لأي أرعن يفكر بالمرور من هناك، أو لاستطلاع ما يحدث.
السفارة غرفة، أما المحيط غير الهادئ فهو بحر متلاطم، يشمل مسافة أمانٍ للكيان الصهيوني المتمثل بالسفارة، والذي يضع أي مواطن أردني في دائرة الشك والريبة، ما دام معارضًا للتطبيع، ولاتفاقية وادي عربة برمتها. على هذا النحو، قامت فكرة إسرائيل ذاتها، وليس السفارة فحسب: مساحة ضئيلة ومحيط واسع ، قوامه أن كل ما يحيط بإسرائيل يشكل تهديدًا لها، والمقصود طبعًا العالم كله، وليس العرب فحسب، ومن حقها أن تجعل هذا المحيط منطقة عملياتٍ لها، في أي وقتٍ تشاء، لحفظ أمنها ومصالحها. لا بأس من قتل فتىً وطبيب وقاض وعالم ذرّة ورسام كاريكاتير وروائي وسياسي ومتظاهر إذا لزم الأمر، لجعل هذا المحيط مسكونًا بفكرة أن إسرائيل إمبراطورية ضخمة، لها اليد الطولى والقرار الأخير في التحكّم بحياة الآخرين، وهي تتعمّد أن تجعل القتل باردًا وسريعًا لا يخضع القرار فيه لأي تفكيرٍ أو حسابات، لتبعث رسالةً واضحة لا لبس فيها: حياتكم بالنسبة لنا لا تضاهي حياة صرصور، وهي رسالةٌ قابلة للتطبيق، ومخوّلٌ بها أي جندي أو شرطي أو مستوطن أو موسادي أو شاباكي أو حارس أمني في أي سفارة.
قد نتفهم أسباب المحتل الصهيوني في حرصه على هذا المحيط الدموي الذي يضربه حول كيانه ، غير أن ما يفلق القلب، حقًا، أن يتبنّى عرب هذا المحيط بطبعته الإسرائيلية، فيصبحوا أدواتٍ له، بل وأشد حرصًا عليه من صاحبه. وهو عين ما تفعله سلطة أبو مازن، مثلاً، في الضفة الغربية. وهو ما يحدث في عمان، حين يتم غلق نصفها بذريعة التحقيق الذي ينطوي في أعماقه على تثبيت حق السفارة الصهيونية في محيطها الشاسع، ومناطق نفوذها في أرض لا تملك أي حق بها، وهو ما يدخل في روع المواطن أن إسرائيل وممتلكاتها أوسع مما كان يعتقد، فيتحاشى المرور أحيانًا في منطقة السفارة كلها، أو يُصاب بالتوتر والخوف، إن فعل مضطرًا،
لعل أبلغ دليلٍ على ذلك أن الأردنيين صاروا يختزلون منطقة الرابية كلها التي تقع فيها السفارة بالسفارة الإسرائيلية، فأحدهم تساءل على صفحته في فيسبوك إبّان الحادثة: "ماذا يحدث في الرابية ؟ ، علمًا أن الرابية منطقة ممتدة وشاسعة في العاصمة عمان، ولا تشكل السفارة أكثر من طعنة سوداء في قلبها. هي محض ثمرة زقوم جديدة ، ازردها الأردنيون في حادثة السفارة، وعلقت في حلوقهم، كما ازردوا من قبل مديونية بلادهم التي قفزت أضعافًا عقب معاهدة السلام مع إسرائيل ، على الرغم من أن حكوماتهم كانت تعدهم بالمن والسلوى، حال توقيع المعاهدة، غير أن الوعود سرعان ما تبخرت، ولم تبق سوى أرقام المديونية الفلكية، وازدياد معدلات الفقر والبطالة، وقتل المواطنين بدمٍ بارد على يدي حارس أو مراسل سفارة لا فرق لكن السؤال الممضّ على ألسنة الأردنيين الآن: هل السفارة في الوطن أم الوطن في السفارة ؟