تنبيه
أحداث هذه المقالة هي أحداث جارية. ولكن بالرغم من هذا، فالمعلومات المذكورة لن تتغير لعشرات السنين.

ثورة تشرين 2019 في العراق ثورة سواء حققت أهدافها أو لم تحققها , وهي ثورة الشباب لا ثورة الأحزاب . ثورة جيل لم يعش 14 تموز 1958 ، ولا 8 شباط 1963، ولا 17 تموز 1968، جيل لم يشهد ثورة الخميني ، ولا الحرب العراقية الإيرانية ، ولا احتلال الكويت ، ولا انتفاضة آذار الشعبانية 1991. إنه جيل لم يقرأ رأس المال ، ولا فلسفتنا ولا في سبيل البعث. إنها ليست ثورة صدريين ، ولا شيوعيين، ولا بعثيين ، ولا أتباع مرجعية عليا ولا غير عليا. شباب لم تغسل أدمغتهم لا ايديولوجيات سياسية سابقة ولا ايديولوجيات دينية لاحقة . شباب فتحوا عيونهم على حقيقة اصبحت متلازمة بل هي اقرب الى اهزوجة شعبية : كلهم حرامية . انه الفساد ، وحيتان الفساد الذي كان سببا لانتفاضة الشباب .

يتميز حراك 2019 هذا عما سبقه عام 2011 وعام 2014، دون أن نبخس لأصحاب الحراكين السابقين حقهما بثلاثة معالم ميزت هذه الموجة عن سابقاتها، أولها ارتفاع سقف المطالب ، وثانيها غياب مشاركة تيار سياسي بارز ، وثالثها القمع الذي بلغ حد قتل وإصابة العشرات وتعطيل شبكات الإنترنت حيث شهدت العاصمة بغداد و 9 محافظات عراقية احتاجات واسعة تطالب برحيل النظام السياسي في العراق .

الذي حرك شباب ثورة تشرين الأول 2019 معاناتهم ، وحرمانهم ، من أبسط شروط العيش الكريم ، من الماء والكهرباء ، ومن فرص العمل ، وحركهم مقتهم لحيتان الفساد وسراق المال العام ، والمتاجرين بدينهم ومذهبهم ومقدساتهم ، وحركهم رفضهم للنفوذ الإيراني. إنها ثورة لا تختفي وراءها أصابع من وراء الحدود، سواء الحدود الشرقية ، أو الشمالية ، أو الجنوبية ، أو الغربية. فهي عراقية ، شبابية ، عفوية. هم الأجيال التي سحقتها الحروب و الاحتلال العسكري و الامني الأجنبي و القاعدة و جيش النقشبندية و داعش الارهابية الاجرامية، و سحقتهم ديمقراطية الطوائف التحاصصية ، هم الذين بدونهم لم تتحطم دولة داعش و سُجل النصر للدولة العميقة اللادولة التي بدأت بمعاقبة ابطال ذلك النصر و لم يُحاكم الى الآن من تسبب بسقوط الموصل ، رغم ادلّة و بيانات و قرارات البرلمان .

يستعد حيتان الفساد في العراق لركوب موجة الإحتجاجات التي تعم العراق فقد قرر مجلس النواب تشكيل لجنة لدراسة أسباب خروج الشباب في مظاهرات ليس فيها حضور لأي من الاحزاب الطائفية والميلشيات و مقتدى في وطن تحول الى شباك تذاكر واصبح لقمة سائغة لدول القشامر. يعتبر خروج الشعب الى الشارع بعفوية وإمتلاكهم إصرار الأحرار والتطلع الى مستقبل بحجم النهار سابقة خطيرة ,فقد قتل بسبب عفوية المتظاهرين وكونهم ممن لم يهاجروا ، ولَم يخونوا ، ولَم يتسكعوا على ابواب السفارات 311 شخصاً منذ 1 أكتوبر 2019. وفرضت قوات الأمن حظرا شاملا للتجوال في بغداد، بتعليمات من عاطل عبد المهدي لمنع رئيس الحكومة الأسبق نوري المالكي او حيدر العبادي ورهطهم من العودة إلى السلطة من الشباك وإبقاء الوضع على ما هو عليه بل و أضرط.وصرح عبد المهدي بأنه قرأ سورة الفاتحة على أرواح شهداء التظاهر وبعث للمدهوسين أمنياته بالشفاء العاجل.

ليأذن لنا شبابنا الثائر ، الذي ننحني لهم ، أن ننبه إلى بعض النقاط، والتي بلا شك هناك منهم الكثيرون الملتفتون إليها ، ولكن بسبب العفوية ، وعدم وجود قيادة موحدة ، أو على الأقل عدم وضوح هذه القيادة ، إن وجدت، لنا ولأمثالنا ، يكون من الطبيعي أن تتعدد الشعارات ، ولعلها تتعارض مع بعضها البعض أحيانا بدرجة أو أخرى.

  • لا تدعم المظاهرات بطائفية
  • لا تنشر صور لطاغية لا تعلم عن ربع جرائمة ضد الشعب العراقي بحجة أنهم كانوا عايشين بأمان .
  • إدعمم المظاهرات بحياد لمواطنين يستحقون العيش بكرامة في وطنهم بلا أي تصنيف .
  • شعار إسقاط الأحزاب: هو نِعْمَ الشعار ، لأن الأحزاب المتنفذة أو المشاركة في السلطتين التنفيذية والتشريعية، تكاد تكون كلها تتحمل مسؤولية ما آل إليه العراق من وضع كارثي منذ نيسان 2003 وحتى يومنا هذا، والتي لا تتحمل المسؤولية، إن وجدت، فهي لا أقل من كونها فشلت، أو هي ليست ذات تأثير يذكر.
  • كلما ازداد حجم استخدام القوة وحملات التشويه والتشكيك ضدكم ، كلما ازدادت قوة الانتفاضة وفاعليتها والتحاق الناس بها افواجا افواجا وفي معظم المدن العراقية.
  • شعارها العراق ثم العراق ثم العراق.
  • الاستعداد لاحباط اية محاولة مضللة للالتفاف على الثورة مثل اجبار عادل عبد المهدي على الاستقالة وتشكيل حكومة من وجوه جديدة او محاسبة عدد قليل من القتلة او الحرامية او الاعلان عن قيام بعض الاصلاحات الترقيعية.
  • شعار إسقاط النظام: فرق بين العملية السياسية والنظام السياسي ، فنحن لا نريد إلغاء النظام الجمهوري ، لنتحول إلى نظام عسكري ديمقراطي من طيزي ، ولا من دولة ديمقراطية دكتاتورية طائفية إلى دولة دكتاتورية فيدرالية .اعتراضنا هو على الديمقراطية المشوهة، وعلى النخبة السياسية المتنفذة أو المؤثرة. الجماهير الثائرة يمكن أن تطالب بإسقاط الحكومة، أو بحل لمجلس النواب العراقي ولكن يبقى نظام القنادر قائما .
  • شعار إصلاح النظام: هذا الشعار يجب حذفه من القاموس العراقي فلا يصلح العطار ما أفسده الدهر , فالسلطة التشريعية والرقابية المتمثلة بمجلس النواب العراقي فشلت في أداء مهامها الوطنية، في كل دوراتها لأنه متكون على الأعم الأغلب من القوى السياسية المسؤولة عن الوضع الكارثي في العراق، سواء الشيعية منها او السنية او الكردية , لو حققت الثورة نجاحها، وحاسبت القوى السياسية عما ارتكبته بحق العراق وشعبه، وحظرت الأحزاب المسيسة للدين، والممارسة للخطاب الطائفي، والمتاجرة بالمذهب ، والمتورطة بالفساد المالي أو بأعمال العنف، ثم جرى العمل على تأسيس أحزاب بديلة ، وطنية وملتزمة بمبدأ المواطنة، وبمبدأ الفصل بين الدين والسياسة، ولم يتورط أي من قادتها لا بالفساد ، ولا بالعنف، ولا بتسييس الدين ، ولا الخطاب الطائفي، عندها سنكون وضعنا أقدامنا على الطريق الصحيح.

نرجو من المطالبين بالتحول إلى النظام الرئاسي أن يخبرونا، أي من الأنظمة الرئاسية هي نموذجهم، الأمريكي برئاسة المهرج دونالد ترامب، أم الروسي الستاليني برئاسة فلاديمير بوتين، أم التركي العصمنلي برئاسة رجب طيب أردوغان ، أو المصري برئاسة البلحة عبد الفتاح السيسي. وأخيرا من المهم أن يبقى كل من الصدريين ، والشيوعيين ، والحكيميين و القوميين المتطرفين من الإنفصاليين الأكراد و المرجعية الشيعية والوقف السني و أحباب مختار العصر نوري المالكي وقاهر داعش من طيزي حيدر العبادي , بعيدا عن هذا الحراك .

مطالب الشباب

لم تفهموا رسالتنا ولم تستمعوا جيدا لمطالبنا بل واجهتمونا بالقمع والقتل بدماء باردة على مدة 4 أيام ولا يزال قمعكم ورصاصكم هو وسيلتكم التي لا تملكون غيرها في التواصل مع المحتجين. واليوم نعلنها لكم وللعالم أجمع أن أحدا من السياسيين لن يختطف حراكنا أو إرادتنا هذه المرة فقد فاض الكيل..

  • إسقاط النظام السياسي الحالي الذي امتاز بالفشل وتدهور الأحوال المعيشية والتفرقة والظلم.
  • لا قبول بتدوير الحلول؛ لأن النظام الحالي عبارة عن نفايات لا يقبل المحتجون بتدويرها مرة أخرى.
  • كتابة دستور عراقي جديد تشترك به القواعد الأكاديمية والشعبية من الداخل.
  • حظر جميع الشخصيات التي اشتركت في العملية السياسية طيلة 16 عاما وأثبتت فشلها بجدارة في إدارة البلاد.
  • إشراف الأمم المتحدة بعملية التغيير والتخلص من النظام السياسي وأحزابه وأزلامه وذيوله
  • المباشرة في إجراء محاكم علنية على جميع الرموز السياسية والدينية التي اشتركت بالعملية السياسية واستعادة الأموال المنهوبة.
  • لا نقبل بالاستقالة أو الإقالة إنما تغيير النظام السياسي
  • لا يحق لأي سياسي التحدث باسم المتظاهرين خاصة مما اشترك في إدارة البلاد لمدة 16 عاما من الفشل والخراب والدمار
  • محاسبة القيادات الأمنية التي تسببت في قتل وجرح المتظاهرين وإحالتهم إلى المحاكمة

عمليات قمع ثورة شباب العراق

مع تواصل إنتفاضة الشباب العراقي التشرينية 2019 أصبح العراق قبلة للسياح المزيفين من الإيرانيين والسعوديين والأمريكيين المحاولين ركوب موجة الاحتجاجات فمن جهة وحسب مصادر سعودية وصلت عناصر تابعة لـ قوات أنصار الحسين من همدان و قوات بني أكرم من كرمانشاه وقوات أمير المؤمنين من عيلام وقوات محمد رسول الله من طهران بملابس مدنية بحجة زيارة أربعينية الحسين في 19 أكتوبر 2019 لقمع المتظاهرين . ومن جهة أخرى وحسب مصادر إيرانية ينتشر الذباب الإلكتروني السعودي بكثافة في بغداد و جنوب العراق من خلال هاشتاغ #العراق_ينتفض والذي يدعو العراقيين الى التظاهر ولكن 79% من المشاركين على الهاشتاغ هم من السعوديين ومن جهة ثالثة تريد أمريكا ان تظل ايران عامل خطورة في المنطقة ، وعدوا مفترضا تستغله لحلب الدول النفطية مثل السعودية ، وقطر ، والإمارات . أيها الثوار لا تلدغوا من نفس الجحّر 6205 مرة على مدى 17 عشر عاماً عجاف مرت بكم فالجميع لم يكتفوا بسرقة ما فوق وما تحت الأرض وبيع ورهن وطنكم بل سرقوا من أعماركم كل هذه السنين والأشهر والأسابيع والأيام , وحطموا ودمروا ونهبوا وطنكم ومستقبلكم ومستقبل أبنائكم وأحفادكم , لاتكونوا ساحة خلفية للصراعات الإقليمية , اللهم إننا قد بلغنا , اللهم فأشهد .

أشرف على عمليات قمع التظاهرات مدير مكتب عادل عبد المهدي أبو جهاد الهاشمي من المجلس الأعلى الإسلامي والمرتبط بإيران. والذي أدار القمع ميدانيا كان المستشار العسكري لعادل عبد المهدي أبو منتظر الحسيني مدير عمليات الحشد الشعبي سابقا والقريب من الحرس الثوري الإيراني. أما قوة القمع الأساسية بالملابس السوداء، فكانت قوات مشتركة من حماية مكتب عادل عبد المهدي وميليشيا الخراساني وعصائب أهل الحق وقوة الدعم اللوجستي للحشد الشعبي وعناصر من سوات . وحسب معلومات عكستها وسائل إعلام المعارضة الإيرانية في الخارج فإن عناصر من الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس التي يرأسها قاسم سليماني دخلت العراق ومتواجدة بحجة تنظيم زيارة الأربعين، ومشاركتها ومداه هما رهن ما تراه القيادة الإيرانية المتمثلة بقاسم سليماني .

رسائل شباب الانتفاضة

يا أهلنا الطيبين ويا أهلنا الغيارى والشجعان , لقد خرج أبناؤكم ببغداد ومحافظات كثيرة ومنها النجف الأشرف ليس بطرا وليس بأجندة خارجية ولا أجندة بعثية ولا أجندة داعشية وأنتم يا شعبنا تعلمون ذلك علم اليقين . خرجنا على من خانوا شيعة علي وخانوا سيدنا أبا عبد الله الحسين وخانوا الأمانة وخانوا العراق واستهتروا بكل قيم الإسلام والدين وقيم الأخلاق ونهج الإمام علي وسلموا أنفسهم لإيران وأمريكا وذهبوا بالعراق وبشعبنا طوال هذه السنين إلى الهاوية ولا داعي لسرد الدمار الذي حلوا به على العراق وأهله لأن ذلك أصبح واضحا كضوء الشمس في النهار.

عندما خرج أبناؤكم ياشعبنا ويا أهلنا , خرجوا على الحكومة التي خبرتوها جيدا، بأنها ليست حكومة بل عصابة إجرامية فاسدة وحاقدة خائنة عميلة لأمريكا وإيران ولا تمثل هي ومن يسندها أي شرعية ولا تمثل أي تمثيل لشيعة أهل البيت عليهم السلام ولا تمثل العراق. الحكومة ومليشياتها أغرقوا الشوارع بالدماء , حكومة العار.. حكومة الذل والفساد.. حكومة الدم وأحزابها ومليشياتها، استخدموا أبشع الجرائم بحق شعب العراق وبحق المتظاهرين السلميين ومارسوا القتل والجريمة والاعتقالات التعسفية والغدر ضد المتظاهرين ، وكل ذلك تم بعلم وموافقة إيران وأمريكا ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ووزيري الدفاع والداخلية اللذين نطالب بمحاكمتهم جميعا عن هذه الجرائم البشعة والتي مارسوا فيها كل بشاعة وعنف وإجرام.

من الأمور المضحكة ادعاء الحكومة وجود العديد من المندسين اللذين قاموا بالقتل وإطلاق النار؛ وهنا نقول لهم أنتم بهذا الكلام تضحكون على أنفسكم وتظنون أن شعب العراق لايعي شيئا ولا يفهم والعكس هو الصحيح فأنتم الدواب التي لاتفهم ولاتعقل وانتم شذاذ الآفاق الذين جاءت بهم أمريكا وإيران من المزابل والشوارع والملاهي الليلة . يا من أصبحتم مضربا للأمثال في الخيانة والجبن والفساد أيعقل أن يقتل ويجرح أكثر من 10 آلاف مواطن بريئ من قبل مدسوسين، وإن كان هناك مدسوسين وهذا أمر لايعقله عاقل فما عملكم أنتم وماهي مسؤليتكم ؟

إن القتلة هم أنتم أيها الحكومة ومعكم الأحزاب ومليشياتها التي نتبرأ منها بالكامل ولا يشرفنا الانضمام لها أو التعامل معها بل أصبحت هذه الأحزاب ومليشياتها المجرمة والأدوات القمعية للحكومة هي عدو لنا ولشعب العراق. سنلاحقكم برفع الصوت والتظاهر ورفع دعاوى قضائية ضد المجرمين أمثال عادل زوية وغيره في المحاكم الجنائية الدولية . أن عدونا الآن هي حكومة العار والفساد والخيانة . إن أبناءكم أيها الشعب المظلوم وأيها الشعب الأبي الشجاع لن يسكتوا على الظلم ولن يهادنوا المجرمين والفاسدين فقد جسدوا فعلا وسيجسدون في المستقبل القريب المقولة الخالدة لسيد الشهداء الإمام الحسين وسنعمل بها ولأجلها “هيهات منا الذلة” وإن غدا لناظره لقريب.

خطاب عادل زوية للشعب العراقي

أعرب عاطل عبد المهدي عن اسفه لقيام بعض القنوات الفضائية والاعلاميين العراقيين بتقليد الاعلاميين الغربيين ، مُشيدا بالقناة الرسمية الحكومية التي لم تنقل اي حدثٍ يدل على وجود اعمال عنف او شغب ، حيث ان هذه القناة العراقية الرسمية الصادقة اوضحت بعدم وجود ما يمكن اطلاق وصف التظاهرات عليه ، بل ان خلاصة وحقيقة الموضوع هو وجود مُشاجرات بين شباب مراهقين امتدت لتشمل عدة مدن عراقية ، تلك المشاجرات التي ابتدأت صباح يوم الاول من شهر اكتوبر عندما رَفَع احد الشباب السنة من ذوي الاكشاك عَلَما دينيا مكتوب عليه كلمة عمر مقابل عَلَم كان رَفَعه أحد زملائه من الشباب من ذوي الاكشاك المجاورة وفيه كلمة الحسين ، وهنا ابتدأت المشكلة بتضارب الشابين فيما بينهما ولتمتد احداث هذا الشجار الى جميع الشباب في سوق مدينة النجف ، ومنها الى العاصمة وكل مدن وسط وجنوب العراق ، مُوقِعة خسائر من قتلى وجرحى بين الشباب رغم محاولات القوى الحكومية فك الاشتباكات بين هؤلاء الشباب الغير منضبطين .

رئيس الوزراء دَعا في خطابه الى الغاء الانترنيت في العراق نظرا لكَون الانترنيت هو المُسبب الرئيسي لانتقال الشجار الدموي بين الشباب السُنة والشباب الشيعة الى معظم مدن وسط وجنوب العراق ، كما دعا رئيس الوزراء العراقي الى ايقاف كل قنوات البث الأجنبي والعراقي والابقاء على بث القناة الرسمية العراقية وقنوات بث القرآن الكريم . وأوضح بأن الإسلام يؤيد العِلم والحداثة ، وعليه فأن الدولة يجب ان لا تُبْقي خدمات الانترنيت في العراق ولكن فقط في المجال الذي يَخدم الحصول على النصوص القرآنية وتفسيراتها ، وكذا ترتيل الآيات القرآنية والنقل المباشر لأحداث الحج في بيت الله الحرام ، وكذا مراسيم الزيارات الدينية في كربلاء والنجف والكاظمية وسامراء ، وكذا مراسيم كل مواكب العزاء في شهر محرم.

تعَهّد عادل زوية ايضا بأنه سيَحل كل مشاكل العراق وسيقضي قضاءا تاما على البطالة في العراق بالقرارات الفورية التالية :

  • اغلاق كل المدارس والمعاهد والجامعات في العراق اعتبارا من مطلع عام 2020 والابقاء فقط على المدارس والمعاهد والجامعات التي تُدَرّس القراءة والكتابة والقرآن واصول الدين سواءا الشيعية منها والسُنّية ، نظرا لان القرآن وغيرها من كتب السيرة النبوية او كتب الأئمّة والفقهاء الشيعة تحوي بمجملها كل ما نحتاجه في حياتنا . أما فيما يخص التعامل مع خريجي السنوات السابقة ولاسيما ذوي الشهادات الجامعية العليا فقد اوضح رئيس الوزراء العراقي أمره بتعيينهم جميعا وفورا بصفة لطّامين في المواكب الدينية التي تنطلق حزنا على الحسين على مدار السنة في المدن ذات الاغلبية الشيعية ، وبصفة عاملين في مهمات تسهيل العُمرة و الحج في المدن ذات الاغلبية السنية .
  • رئيس الوزراء دعى ملايين العراقيين الى ممارسة دورهم الجهادي بمحاربة الكفار اوالمشركين في العالم وذلك بمغادرة وهجرة العراق فورا والانتقال الى بلدان اولئك الكفرة والمشركين في وكر دارهم قائلا : الاسلام رسالة الله الى العالم من أجل انقاذ اولئك الكفرة والمشركين من نار جهنم . مضيفا قول ما نصه : الجهاد ضد الكفار والمشركين أمر الاهي ، مفروض في كل زمان ومكان ، على كل المسلمين وفي مقدمتهم العراقيون .ودعا الملايين من العراقيين الذين عليهم مغادرة العراق الى ترك كل اموالهم لدى الدولة العراقية التي ستتكفل بها لبناء المزيد من الابنية والجوامع والحسينيات والمراقد الدينية ، زُهدا بالدنيا ومحبة لله والرسول واهل البيت والصحابة الابرار واعلاءا للدين والحق.
  • رئيس الوزراء العراقي انهى خطابه بدعوة العراقيين وجميع مسوؤلي دولته لتنفيذ اوامره ابتدأ من يوم الرابع من اكتوبر عام 2019 واصفا اياها بانها الطريق الوحيد ليأخذ العراق والعراقيون دورهم الصحيح في هذه الحياة الدنيا وكذا في الآخرة التي ستكون مليئة بالنساء والغلمان والبيوت الفخمة ذات المؤكولات والفواكه المتنوعة والماء الصالح للشرب والخمور التي لا تُصدع الروؤس بعد شربها ، كما ان تلك البيوت الفخمة ستكون مليئة بالدولارات والذهب والفضة وسوف لن يحتاج المؤمن لسرقة اي بنك للحصول عليها .

جيل ما بعد الاحتلال

عاني جيل الاحتلال.، في العراق، من الأمية والفقر . فبينما هناك أكثر من خمسة ملايين عراقي أمي؛ فإن معظمهم من هذا الجيل الذي ولد أو نشأ بعد الغزو الأميركي لـالعراق ، عام 2003، وأصبحو يعملون منذ الصغر في الورش الصغيرة والحرف اليدوية ويُستغَلوا من أصحاب رؤوس الأموال؛ وحتى المتعلمون منهم وذوو الشهادات العليا يعانون من البطالة , فالاحتلال ومن بعده الحروب، وإنعدام الاستقرار الأمني، ضربت قطاع التعليم أكثر من غيره، ما أدى إلى تحوّل العراق، من واحد من أفضل بلدان المنطقة في التعليم وأقلها أمية، إلى واحدًا من أسوؤها في ذلك القطاع.. ليس فقط الفقر والحرمان ما يخشاه من عانى ويعاني من شظف العيش، على مستقبلهم ومستقبل أسرهم، بل هناك ما هو أخطر من ذلك، وأول تلك المخاطر أن الفقراء يكونون ضحايا سهلة للميليشيات والعصابات الإجرامية وللتجارة بالبشر دون أن تلتفت إليهم الحكومات أو من تربو على أيدى الاحتلال ونظام الملالي الإيراني، من قادة الأحزاب والحكومات المتعاقبة.

غالبية المتظاهرين من أبناء الشيعة، ويعتبر مؤشرًا على استياء القاعدة الشعبية الأوسع، التي تعتمد عليها الحكومة في العراق. بالرغم من أن هذا الجيل نشأ والشيعة في السلطة، ولم يعيشوا أزمة المظلومية، التي أستندت عليها القوى السياسية في خطابها للجمهور الشيعي، بعد مرحلة ما بعد 2003. هؤلاء المتظاهرون يبلغون العشرينات من العمر أو تحت ذلك السن؛ وقد نشأوا دون أي ذكريات مرتبطة بصدام حسين، لكنهم، جيل الشباب الذين يفتقرون إلى المدارس والمستشفيات والمستقبل ، وقد نفذ صبرهم. أن سعة الفجوة الزمنية بين المرحلة التي يعيشها الشباب الحالي مع النظام السابق يعتبر أن حق التظاهر هو واقع حال، فهم ليسوا من الناحية النظرية في زمن الدكتاتورية.

أمام أخطاء الحكومة؛ فإن هذا الجيل يعتبر نفسه فاقدًا لحقوقه الحقيقية، وهو ما تسبب بإنشقاق هذه الفئة المهمة عن الدين السياسي , وهذا يقلل خيارات الحكومة في التعامل مع المحتجين لتهدئة الشارع بواسطة ورقة الدين، التي كانت تلعبها في السنوات الماضية. ولعل الشعار الذي استخدمه، ويستخدمه المتظاهرون؛ “باسم الدين باكونا، (سرقونا)، الحرامية”، وسؤالهم عن سبب غياب صوت المؤسسة الدينية، خير دليل على فقدان الدين السياسي لسلطته على الشارع. إضافة إلى ما سبق؛ يرى جيل الشباب المحتج اليوم أنه لا يملك سوى خيار الاحتجاج، كونه جيل لا يملك ما يخسره. فالاحتجاج والتظاهر لأيام لا يعرضه لخسارة وظيفة لا يملكها، أو مستقبل مجهول، فهذا ما تظاهر من أجله بالأساس. فضلًا عن أزمة الثقة بالوعود الحكومية، التي طالما أخلفت الأخيرة فيها، بل وتعاملت مع المحتجين بلغة الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه الحارة. مواجهة المتظاهرين بالقوة، فإنها إن أدت إلى السيطرة على الأوضاع، لكنها ستكون جمرة قابلة للاشتعال في أي وقت ومكان، وحينها سيحترق الجميع , أن الحل في مصارحة الشعب والاستجابة الفورية لمطالبه الممكنة التحقيق، والإعتذار له عن الفشل الحكومي، وتقييد سلطة الأحزاب وهيمنتها.

إن أبناء الحسين لم يخرجوا هذه المرة لكي يحتفلوا بذكرى إستشهاد جدهم بالطريقة التقليدية التي وضعتها لهم دوائر الياس والتيئيس والخنوع, لطاميين طبارين مُزّنجلين. لقد صار بإمكانهم الآن أن يقولوا للمدرسة الصفوية والشيرازية التي سرقت المعنى الحقيقي للإستشهاد الحسيني: ها نحن نسترجع منكم حسيننا بنسخته العراقية النقية الصافية إلا من قيم الإستشهاد والثورة ونعطيكم حسينكم بنسخته الفارسية المشوهة بكل ما تحمله وما تستهدفه من قيم قهر الذات العراقية والإنتقام منها. ها نحن نعطيكم حُسينكم الصفوي الشيرازي القُمي المشهدي ونستعيد حُسيننا العراقي البصري الكربلائي النجفي البغدادي الذيقاري الأنباري الموصلي. ولسنا في هذا قوميون عنصريون متعصبون وإنما نحن نريد أن ندرأ عن عراقنا وأنفسنا خطر تعصبكم الفارسي الأعمى, فإن لم تشأوا أن يكون بيننا وبينكم جبل من إحترام الذات وإحترام الهوية وإحترام السيادة فليكن بيننا وبينكم جبل النار إذن. خذوا حسينكم. إستبدلوا إسمه بإسم آخر, فليكن إسمه خامئني او فليكن إسمه الخميني أو فليكن إسمه سليماني أو حتى حتى فليكن إسمه مكي الفياض لكن دعوا لنا حسيننا الذي إختار إلا أن يكرم العراق بدمه الزكي.

شرارات

  • تدمير سوق العمل في العراق فقد كانت هناك طبقة عاملة في العراق، لها شكل وهيئة، وهذه الطبقة أنتجت حركات سياسية وأحزاباً وقيماً اجتماعية، لأن العمل الصناعي أخلاق، ويشيد قيماً أخلاقية رفيعة، على عكس التجارة والسياسة. بعد 2003 أصبح الصراع على مجتمع الوفرة، نوعاً من صراع طبقي جديد ، صار التمايز بين الناس على مقدار ما تملكه من متاح في مجتمع الوفرة، الصراع في العراق على الوظيفة هي المتاح الوحيد من سوق العمل ، 7 ملايين موظف ، وهو عمل بلا انتاج تماماً.
  • ظهور طبقة سياسية جديدة تحتكر مجتمع الوفرة، في السابق كانت الطبقة السياسية في العراق طبقة هرمسية ، لا أحد يراها، لا تحتك بالمجتمع ، أصبحت الطبقة السياسية في العراق كبيرة ، ومن المجتمع الفقير نفسه، وهم يرونها سرعان ما تثري وتحوز بسرعة كبيرة أكبر مساحة من مجتمع الوفرة. أدواتها هي الفساد، والفساد ثقافة سياسية واجتماعية بحيث أن التغيير السياسي لم يعد نافعاً فالمنتقد لعمليات الفساد ينتقد لأنه ليس هو الفاسد، لكنه مع أول فرصة سيتحول إلى فاسد.

تكدير الصورة المشرقة

ما يكدر هذه الصورة المشرقة دخول بعض ممن يحسبون انفسهم زورا وبهتانا ضمن المعسكر المعادي للاحتلال وعمليته السياسية الطائفية المقيتة، تحت مسميات رنانة، مثل محلل استراتيجي او صاحب مركز دراسات او خبير سياسي او مفكر مقاوم ، وهم في حقيقة الامر مجموعة من الانتهازين والوصوليين والمنتفعين ببقاء الحال كما هو عليه. ومهمة هؤلاء زرع المخاوف بين الناس وتحذيرهم من النتائج السلبية لمثل هذه الانتفاضات، ويضربون الامثال بما حدث في سوريا او ليبيا او اليمن .لا امل في انتزاع الحقوق المشروعة اذا لم يتم القضاء على حكومة الإنبطاح ومن ثم طرد المحتل بكل جنسياته، واذا حدث تغيير بدون هذا فانه لن يتعدى بعض الاصلاحات الترقيعية، والتي هي اشبه بالمسكنات التي تخفف عن المريض الامه ولا تقضي عليها.

هذه الانتفاضة التي شملت معظم مدن العراق ومشاركة النساء فيها لاول مرة، هي تتويج لتاريخ العراق الكفاحي ودرس يعشي بصر الذين شبه لهم بان العراقيين قد استسلموا للامر الواقع. فها هم ابناء العراق يواجهون النار والحديد لحكومة عادل عبد المهدي، بمزيد من الشجاعة والصمود. التفاؤل باقتراب موعد الانتفاضة الكبرى لا يدخل في باب الوهم والخيال وانما يدخل في باب الحقائق العنيدة. نعم قد تتمكن قوة الحديد والنار قلب هذه المعادلة واجبار الانتفاضة على التراجع، لكنها لن تتمكن من اخماد نيرانها للابد، فهي ستلد انتفاضة اخرى اقوى واشد ضراورة منها. والتاريخ قدم لنا حقيقة ثابتة ان النصر في النهاية حليف الشعوب قطعا.

جمعة 25 أكتوبر 2019

  • مقتل 24 متظاهرا وإصابة 1779 آخرين جراء اطلاق الرصاص الحي و الغازات المسيلة للدموع من قبل القوات العراقية ضد المتظاهرين في مناطق متفرقة من البلاد.
  • إطلاق قوى الأمن العراقية لكميات مهولة من الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية في العاصمة بغداد .
  • متظاهرين يلقون القبض على منتسب بوزارة الداخلية يرتدي الزي المدني أثناء إطلاقه النار تجاههم في العاصمة بغداد .
  • مجهولين أضرموا النار في عدد من مقرات الأحزاب في مدينة السماوة التي شهدت تظاهرات حاشدة .
  • متظاهرون يطردون محافظ الديوانية ويغلقون قائممقامية الدغارة , ورفع المتظاهرون لافتة على مقر القائممقامية كتبوا عليها “مغلق بأمر الشعب
  • خرجت حشود كبيرة من المتظاهرين في مدينة النجف أغلبهم من الشباب مرددين هتافات “ما نريدكم”، في غشارة إلى حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي والأحزاب وأعضاء مجلس النواب العراقي.
  • مستشفيات الرصافة في بغداد استقبلت نحو 700 متظاهر مصابين بالرصاص والغاز الذي استخدمته القوات الحكومية وعناصر ملثمة ترتدي ملابس سوداء.
  • عصائب أهل الحق التي يتزعمها قيس الخزعلي فتحت الرصاص الحي على المتظاهرين في محافظة ذي قاروقتلت 4 متظاهرين بالرصاص الحي .
  • المقرات التي تعرضت للحرق : مقر منظمة بدر, مقر عصائب اهل الحق , مقر تيار الحكمة , مقر حزب الدعوة , مكتب النائب اشواق الضالمي , مقر كتائب سيد الشهداء , مقر تيار الإصلاح , مقر تحالف النصر , مقر سرايا الخرساني , مقر حزب الفضلية , مقر حزب الطليعة , مقر حركة البشائر (يرئسها صهر نوري المالكي) , مقر المجلس الاعلى الإسلامي

ذات صلة