سعادة

السعادة مصطلح وهمي يُطلق على ذلك السراب المتملص المتهرب المراوغ الصعب المنال الذي للإنسان كامل الحرية بالسعي والهرولة والزحف بإتجاهه حسب الدستور الأمريكي . الإنسان لم يُخلق من قبل الله , إن كنت من المؤمنين القانتين , و لم يتطور من البكتيريا واللافكّيات إن كنت من اللاقانتين الداروينيين , لكي يكون سعيدا . حسب نظرية النشوء والتطور , الإنسان مخلوق تعيس ونتن , والدماغ البشري لم يتطور لكي يكون سعيدا , فقوى التطور مهمتها الرئيسية هو إنتقاء الكائنات الحية القادرة على التكاثر بنجاح لكي تنتقل الجينات الى الجيل التالي , وهذه القوى لاتهتم على الإطلاق إن كان ذلك الكائن الحي نشواناً من الطرب أثناء التكاثر أم عبوسا ميكانيكيا قمطريرا يعاني من القذف المبكر (بالإنجليزية:Premature Ejaculation) . بإختصار , الإنسان كائن لايملك نزعة متأصلة لكي يكون سعيدا , علاوة على ذلك , العديد من الآليات التي تساعد الإنسان في عبثية الصراع على البقاء , مثل قدرتنا على التفكير في المستقبل وتذكرنا لأشياء أو قرارات في منتهى الغباء إتخذناها في السابق , و التوقع لحدوث مصيبة متنيلة بـ 60 نيلة , جميع هذه المهارات تساهم في تعاسة الإنسان اللاسعيد , تماما مثل هذه اللاموسوعة الفكاهية من طيزي .

تم الإستنتاج في تجارب تمت إجرائها في مختبرات بيضيبيديا ان الإنسان فظيع في التنبأ بما يجعله سعيدا . للعديد منا أساطير وخرافات حول ما يجعل الإنسان سعيدا وكثير البركات , مثلا , الحفاظ على شيئ معين , مهنة كانت أم إنجازاً أم مجموعة من الدراهم أو مجموعة من الأطفال كفيل بأن تمنحنا سعادة مستمرة , لكن التجارب أثبتت حماقة هذه الفكرة , فمعظم البشر يعتقدون ان الثراء أحد أركان السعادة ولكن الخبير في شؤون السعادة الأسطة هشام الحرامي وجد بأن الأثرياء ليسوا أكثر سعادة عند مقارنتهم بالطبقة الوسطى من المجتمع . معظم البشر يعتقدون ان الشباب إذا عاد يوما , إما من خلال العمليات التجميلية او إختراع آلة الزمن فسنخبره بما فعل المشيب وهذا كفيل بأن يجعلهم سعداء ولكن التجارب أثبتت ان كبار السن , إن أخذنا عينات من تجاربهم الإنسانية اليومية , فسنجد فيها لحظات سعادة أكثر , كمياً ونوعياً مقارنة بالشباب والمراهقين .

يتصور البعض ان إنجاب الأطفال وتربيتهم لكى يكونوا مواطنين صالحين في هذا الوطن اللاصالح سيجلب لهم السعادة , ولكن وبالرغم من حب الأبوين لفلذات أكبادهم بصورة عامة فأن التجارب المستندة على قياس وتصنيف نوعية المزاج خلال اليوم الواحد للآباء والأمهات أظهرت بأن الأغلبية الساحقة من الآباء والأمهات , في الواقع , ليسوا سعداء على الإطلاق عندما يتعاملون مع أمور العناية بالطفل الى مشاكلهم وتمردهم وهم في سن المراهقة بالمقارنة من ممارسة هواياتهم و إهتماماتهم الشخصية .

ببساطة وعلى بلاطة , السعادة صعبة المنال أو على أحسن تقدير , من الصعب جدا ان نحافظ على السعادة . كشفت الأبحاث ان ميل الإنسان نحو السعادة مربوط بالبرمجيات الأساسية في دماغ الإنسان ربطاً شديداً ومحكما وكأنه مغار الفتل شدت بيذبل وإن لكل إنسان نقطة ضبط وراثية تحدد مستوى الخط الأساسي من السعادة الذي نعود اليه بعد الإنتهاء من التعامل والمعالجة مع الأحداث المفرحة جدا أو المحزنة جدا , ويسمى هذه الظاهرة في علم النفس بالـ Hedonic Treadmill الذي قررنا في بيضيبيديا ترجمته الى حلقة اللذة المُفرغة . إستنادا الى هذه الفرضية فإن الإنسان وإن صادفته أحداث مفرحة تسّر العين واليد والجيب والقضيب والمعدة فأنه وبعد فترة تقصر أو تطول ولكنه لامحالة آيل الى الرجوع بخفي حنين نحو مستوى نقطة الضبط الأساسية الوراثية المحفورة في دماغك بعد أن تعود الدماغ على الحدث المفرح او المحزن .

على سبيل المثال الفوز بجائزة اليانصيب والتعرض الى حادث مروري أصابك بالشلل . أنهما لعمري وعمرك وعمرو بن العاص وعمرو بن دياب أمر جلل عند وقوعه . عند قياس درجة السعادة لدى الفائزين بجائزة اليانصيب بعد سنة واحدة من ثروتهم الجديدة فأنهم لم يكونوا أكثر سعادة من الخاسرين للجائزة . الخط البياني لمستوى سعادتهم كان في إنحدار كالقدرات العقلية لخادم الحرمين الشريفين . من الجانب الآخر , المشلولين الذين كانوا في قمة الكآبة في بداية مصابهم , أمسوا أكثر سعادة بعد سنة واحدة بعد أن تعلموا كيفية الوصول الى القدرات المدفونة والغير المستعملة في أعماقهم .

لكون كل الأفكار الحديثة حول السعادة ترهات وتفاهات فإننا قررننا العودة الى جزيرة ساموس اليونانية موطن الفيلسوف إبيقور (باليونانية: Ἐπίκουρος) (بالإنجليزية: Epicurus) (341-270 ق.م) بالرغم من ان الإسم يتلفظ بها كـ إبيكيورَس إلا ان المترجم العباسي قرر إقحام حرف القاف في منتصف الإسم وقرر حذف النصف الأخير من إسم الفيلسوف الغلبان . هذا الفيلسوف عاش قبل ميلاد المسيح بـ 341 سنة إكتشف مفاتيح السعادة التي غابت عن الأجيال التي أتت بعده .

كان إبيكيورَس واثقاً بأن مايحتاجه الإنسان فعلا لكي يكون سعيدا هو ليس ما يعتقد دماغه الغبي بأن الإستحواذ عليه سيجعله سعيدا . إن كنت أيها التعيس تقرأ هذه المقالة لإكتشاف أكثر الطرق كسلاً للوصول الى السعادة فأن كل ماتحتاج ان تتذكره وتردده مثل الحمار الذي تعلم من التكرار هو مصطلح رغبة بديلة . لتوضيح مفهوم الرغبة البديلة لـ إبيكيوروس أليك بهذه الأمثلة إن كنت من المبحلقين في الإعلانات التجارية:

السعادة

left

الطريق الى السعادة

(تحتاج الى ثلاثة أشياء فقط : أصدقاء , حرية , مطالعة النفس)

---

ملاحظة : إبيكيورَس على وشك ان يعلمك معنى السعادة ولكنه غير سعيد إطلاقاً بالترجمة العربية لإسمه وإسم زملائه الفلاسفة مثل أريستوتليس الذي تحول الى أرسطو وبلاتو الذي تحول الى أفلاطون .

---

أنظر الى هذا الإعلان التجاري الذي صمم خصيصا لإقناع الحمير ان شراء ذلك الزورق سيفتح أبواب السعادة عليهم . الإعلانات التجارية فكرتها بسيطة جدا , ألا وهو عملية دمج بين الشيئ الذي يحتاجه الإنسان فعلا مع الشيئ الذي لايحتاجه ولكن الشركة المصّنعة تريد إفراغ جيبك من خلال هرولتك للحصول عليه وتحقيق النصر المؤزّر . وبما انك مفلس و جيبك فارغ من الأساس في أغلب الأحوال , فأنك ستكتشف بعد رحيل العمر وبعد أن إقترضت المال أنك أكثر تعاسة لأن الذي تحتاجه فعلا هو شريكة حياة و مجموعة من الأصدقاء وليس الزورق وان الأشخاص في الصورة ليسوا بأصدقاء بل ممثلي إعلانات وان إبتساماتهم مصطنعة وكاذبة .

يمكنك تعميم الفكرة على أي إعلان فيه عائلة سعيدة مكون من الزوج والزوجة وطفلين وكلب ثالثهما أمام منزل أو سيارة او ساحل في جزيرة الواقواق وهم يلتقطون السيلفي ويشربون البيبسي ويأكلون الكنتاكي فرايد . إن كنت كاسد العقل والرأي , كثير الكلام , سريع الجواب , تجهل عيوب نفسك , إن تكلمت عجلت وإن تحدث وهلت والنظر الى وجهك خطيئة وجمجمتك مثل الفخار المكسور لا يرقع ولا يشعب ولا يعاد طينا , فأنك ستتصور ان البيبسي او الدجاج او السفرة السياحية او المنزل أوالسيارة أو الكلب إن كنت كافرا والقطة إن كنت من أتباع أبا هريرة سيقذفك من حياتك التعيسة بمنجنيق يزيد بن معاوية الى غيمة السعادة في سماء تسكنه ملائكة تعزف القيثار .

---

أنظر الى هذا الإعلان التجاري الذي صمم خصيصا لإقناع الحمير ان شراء ذلك العطر سيجعله او سيجعلها سعيدا بمجرد إخفاء الرائحة النتنة التي قد تصدر من جسم الإنسان الناتجة من البكتيريا التي تنتج مركبات كريهة الرائحة في الإبطين والقدمين وبين الفخذين ، وشعر العانة وشعر الطيز وخاصة إن كنت من المدخنين المستهلكين للثوم والبصل والحلبة والأطعمة الحارة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين ولا تحرص على النظافة الشخصية وتستحم في الأعياد والمناسبات ولا تبتعد عن أقمشة النايلون والألياف الصناعية وعندك جوراب واحد تقلبه ذات اليمين وذات الشمال بدلا من غسله او وضعه في الغسالة إن إستطاع جيبك اليه سبيلا .

يمكنك تعميم الفكرة على أي إعلان فيه ملبس أو مأكل أو مشرب تستخدم إسم الحب او الحرية لتسويق منتجها . إن كنت تتوهم أنك أعقل من ركب فيه الروح وأن الحمق قسم على من غيرك في العالم , و إن كنت مجهولا في الدنيا عاطلا عن العمل والتفكير ورقيع ومائق وفي طبعك هجهاجة وهلباجة وكان أصحابك يطلقون عليك لقب الهجرع , المجع , الانوك , الهبنك , الاهوج , الهبنق , الاخرق , الداعك , الهداك , الهبنقع , الجعبس , الاوره , الهوف , المعضل , الفدم , الهتور . فأنك تتصور ان ذلك السيجارة او الجينز المصنوع من نسيج مبرد قطني اوالعصير او الكتشب أو ما يعرف صلصة الطماطم (بالإنجليزية: Ketchup) , سيقذفك من حياتك التعيسة بسهم مصنوع من الألمنيوم أو ألياف الكربون وفي مؤخره ثلاث ريشات الى غيمة السعادة الواقعة أسفل برج خليفة في الإمارات .

---

أنظر الى هذا الإعلان التجاري الذي صمم خصيصا لإقناع الحمير ان السفر وحيدا الى مكان هادئ كغراند كانيون أو الأخدود العظيم , بعد خصام او طلاق او إنقلاب او تنحية وإحالة على المعاش طوعا او إكراها سيجعل المرء سعيدا وكثير البركات , فهيا أيها التعيس الوحيد المطلق بالثلاثة او المرفوض حديثا , إحزم الحقائب وروح ع عالم تاني بعيد من هون وبعيد عن تويتر وفيسبوك والآيفون .

يمكنك تعميم الفكرة على أي إعلان فيه قتراح للسكون والهدوء والطمأنينة لشخص جالس او واقف او منبطح في أى مكان لوحده و بحوزته أي شيئ يمكن شرائه بالمال , او في خلفية الصورة أي مكان غير منزلك يمكنك السفر اليه . إن كنت ممن لا يُشاور ولا يُلتفت إليه في أمر حرب و سكوتك خير من نطقك وبعدك خير من قربك وموتك خير من حياتك وأحمق من نعامة لأنها إذا مرت ببيض غيرها حضنته وتركت بيضها ولاتدري ولاتدري انك لاتدري , فأنك تتصور ان ذلك الشيئ هو الحل الهادئ للمشاكل وليس الاستبطان أو مطالعة النفس حيث يتأمل الشخص تفكيره ويلاحظه ويقرر الحالات والمراحل والادراكات التي شعر بها في مواجهة موقف معين ساقه اليها عقله المغتر بالدنيا . يمكنك ممارسة الاستبطان وانت جالس في مرحاض منزلك إن كان التواليت من النوع الغربي .

---

ماذا تعلمت من إبيكيورَس

كلما شاهدت من على شاشات التلفزيون إعلانا تجاريا , أو قرأت في الصحف والمجلات عن فياغرا يطوي المطاوي طيا , او لاحظت ان التويتر والفيسبوك يهمس في أذنيك إعلانا خفيا , فإعلم انك بلغت من الإستغلال والإستحمار مبلغا عتيا , وأنك أضعت وقتك ونقودك وجهدك في سراب لم يكن في الحقيقة شيا , لأنك ورثت كروموسومات الغباء عندما كنت صبيا , فأخرج من غبائك وتذكر ان السعادة غير مضمونة بشراء الثريا , وأشكر فلسفة إبيكيورَس بكرة وعشياً ان جعلك إنسانا بعد ان كنت حمارا وحشيا.

سقراط والسعادة

سوكراتيس او مايسمى عند المترجم العباسي بـ سقراط (470 – 399) كان قبيح الشكل على وزن فعيل , حيث ان الله لم يصّوره بأحسن كاميرا سيلفي وكان الذوق العام في أثينا ينفر منه , إن قمنا بتصنيف القبح الى درجات كــ نص قبيح , قبيح , الأقبح , نجد ان سقراط كان أقبح خلق زيوس شكلا . مما زاد الطين بلة هو إرتدائه للملابس الرثة الوسخة وعدم حبه للإستحمام وإرتداء الصندل .

قال سقراط إن هناك أوجه تشابه كبيرة بين الإنسان والخرفان , صحيح انك , إن لم تكن من منطقة حوض البحر المتوسط , لا تمتلك صوفا يغطي ظهرك ولاتقول ماااع أو ما يسمى بالمأمأة , لكنك تمتلك نزعة تعقب و إتّباع وتقليد القطيع , ويتملكك رعب وخوف ورهبة وإشمئزاز عند الإبتعاد عن قطيع الخرفان أمثالك . ويكون الرعب أكبر عندما تبتعد ولو قليلا عن الخراف المهمة والكبيرة . يقول سقراط ان السبب هو إفتراض الخروف ان عقلية القطيع مجتمعة مثله مثل شهادة الدكتوراه في الفلسفة (بالإنجليزية:PhD) , أدرى و أعلم و أكثر حكمة من الخروف الواحد .

فعندما تكون , على سبيل المثال , الخروف الوحيد بين 11 خروفا من الأهل او الأصدقاء أو الزملاء , وتتوصل الى إكتشاف حقيقة ان جميع الخرفان ما عداك إما أغبياء أو شراميط أو منافقين أو كذابين أو يلبسون مليون ألف قناع او متخلفين او دودكيين (مصطلح عراقي) بمعنى يحبون نكاح الدبر كفاعل وكمفعول به , أو على خطأ في فكرة ما . فأن هذا يخلق إرتباكا و خوفا وقلقا بأنك على شفى حفرة من الجنون وخاصة إذا كان الخرفان الآخرون أكبر منك عمراً و أعلى منك مكانةً .

كان سقراط قبيح الشكل رث الثياب ويمشي حافيا في الأسواق , كان خروفا لا يبالي على الإطلاق ببقية الخرفان وخاصة الأثرياء والزعماء وأعضاء مجلس الأعيان و قادة الجيوش . كان سقراط كلما لقيهم في الأسواق يسألهم أسئلة عميقة مثل : ماهو العدالة , ماهو الحياة الجيدة , ماهو السعادة , ماهو الحقيقة , وكانت هذه الأسئلة تزعجهم . لم يكن هدف سقراط إزعاجهم بل كان هدفه توضيح ان ما يؤمن به العقل الجمعي ليس بالضرورة هو الحقيقة المتكاملة .

إبتدع سقراط 5 خطوات للوصول الى ما إذا كانت فكرة أو معتقد ما جدير بأن يتبعه الإنسان . شّبه سقراط التفكير بعملية صنع الأواني الفخارية :

• أنظر حواليك وتأمل ما يعتبره الآخرون , معلومات عامة لا تحتاج الى إثبات وبرهان او ما يُعتبر تفكيراً او منطقاً سليما , مثل أفضل الوظائف هي التي تدّر راتبا عاليا وكثيرا من الدولارات , او السعادة مصدرها الزواج .
• أنظر حواليك , وحاول ان تجد إستثناءا لتلك الفرضية , كرجل ثري ولكنه مُحتقر وتعيس او رجل إزداد تعاسة على تعاسته الأصلية بعد الزواج .
• إن وجدت إستثناء فمعنى ذلك ان فرضيتك كانت خاطئة او غير دقيقة .
• قم بإضافة الإستثناءات الى الفرضية الأساسية مثلا قم بتصحيح مقولة الوظيفة ذات الدخل العالى ليست بالضرورة مصدر سعادة الإنسان أو الشخص الذي له مليون متابع على تويتر و له ملايين اللايكات على فيسبوك ليس بالضرورة جدير بأن تبول عليه لتطفأ الحريق الذي يكاد ينقله من شفى حفرة من الموت الى الحفرة الحقيقية للموت .
• خامسا و أخيرا , إستمر على هذا المنوال حتى تجد فكرة او مقولة او مَثل لا يمكن دحضه ولو بإستثناء واحد وإتّبع تلك الفكرة وإن كنت وحيدا .

نصائح قديمة عن السعادة
	سينيكا (بالإنجليزية: Seneca) (4 ق.م – 65 ب.م) من مواليد قرطبة , كان معلم الإمبراطور نيرون أو نيرو عندما كان الدكتاتور لاحقا طفلا في الـ 12 من عمره . قال سينيكا ان الإنسان كي يكون سعيدا فأن علية خفض سقف توقعاته من المجتمع ومن زملائه والبشرية عموما الى الحضيض وأسفل السافلين . إبدأ يومك بالنهوض من النوم سعيدا إن كنت قمت نمت لمدة ساعتين فقط , فمن المحتمل ان يكون أسوء , كالنوم ساعة واحدة مع كوابيس , في طريقك الى العمل إحمد الله بكرة وأصيلا ان كنترول الحافلات قد سمح لك بالوقوف في الحافلة بجانب ميكانيكي ملابسه ملطخة بزيوت السيارات مما أدى الى بقع سوداء متناثرة في وجهك مثل قبلة الحبيبة في يوم الحب , فمن المحتمل ان يكون أسوء , كالوقوف أمام ميكانيكي سيارات ملابسه ملطخة بالزيت ولكنه بالإضافة الى ذلك متحرش جنسي ذو قضيب منتصب موجه نحو مؤخرتك . فكرة سينيكا ببساطة هو ان قليلا من التشائم سيجعل حياتك سعيدا .
	ميشيل دي مونتين (بالإنجليزية: Michel de Montaigne) (1533 – 1592) فيلسوف فرنسي قال ان شعور الإنسان بالدونية والنقص عندما يقارن نفسه بالآخرين الأكثر تعليما و الأرفع شهادة ومالا وجمالا وتناسقا في الجسم يجعل المرء تعيسا وقد يجعله موضح إحتقار لنفسه وقد يدفعه الى نشوب كراهية مع تفاصيل جسده كقضيبه الصغير او عدم قدرته السيطرة على ضراطه أو قامته القصيرة أو سمنته المفرطة. إقترح دي مونتين ان يدرك الإنسان التعيس ان الإنسان والحيوان هما أبناء عمومة وبينهما الكثير من المتشابهات .إن كنت من المعجبين بفتاة في الجامعة تعتبرها بعيدة المنال لجمالها وقبحك , لخصرها النحيل و كرشك المفلطح , فإعلم ان كلاكما , مع الحمار في الزريبة , تتشاركون بفعالية الجلوس على مؤخراتكم أثناء عملية الخراء . ذلك الثري الحاصل على الدكتوراه قد يكون أشد الناس غباءً في التعامل مع الناس , أو العشق أو تربية الأطفال. دي مونتين إعتقد ان الحيوانات لها علاقة أفضل مع أجسامها مقارنة بالإنسان وإن ما نعتبره هدفا صعبا المنال او جميلا او لذيذا هو في الواقع تعريف جغرافي محلي . فأنت في الشرق الأوسط لا تأكل القطط والكلاب وقضيب الحيوانات التي تعتبر من الأكلات الفاخرة في الصين , في الغرب السمنة دليل على إنتمائك للطبقات السفلى من المجتمع بينما هو دليل الصحة والثراء في مجتمعات أخرى. نصيحة دي مونتين , السياحة والسفر والتعرف على ثقافة وعادات الشعوب الأخرى .
	آ رثر شوبنهاور (بالإنجليزية: Arthur Schopenhauer) ) (1788 – 1860) الفيلسوف الألماني العبوس التعيس الكاره للنساء , قال ان الحب والعشق كلام فارغ وان إختيار المرأة لرجل ما ورفضها لآخر هو في جوهره عبارة عن إرادة غريزية لإختيار ما يعتبره الدماغ أفضل شريك للتكاثر و إنجاب أطفال أصحّاء لتحسين النسل وضمان ديمومة الحياة المتمثلة بالأجيال اللاحقة . نصيحة شوبنهاور لتكون سعيدا هو الذهاب الى حديقة الحيوانات ومراقبة الحشرات والزواحف والطيور والحيوانات الوحشية التي تتكاثر بدافع غريزي بحت بدون إستعمال المنطق والعاطفة والمشاعر. هناك بعض الحشرات , عمرها الكامل , هو يوم واحد فقط , يولدون في الصباح الباكر وينضجون جنسيا عند إنتصاف النهار ويتكاثرون في المساء ويموتون بالليل . الإنسان يعيش نفس السيناريو لكن لفترة أطول . فإن كنت ايها العاشق الولهان تعيسا لأنه تم رفضك من قبل فتاة أحلامك , تذكر أنها ليست هي التي رفضتك بل انها غريزة الحياة والتكاثر في داخلها التي جعلت ميلانيا ترامب تختار السائل المنوي لدونالد ترامب لإخصاب بيضتها المتمثلة بـ بارون ترامب Barron Trump (2006) .