الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الرجل»

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تمت إضافة المحتوى تم حذف المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 1: سطر 1:
[[صورة:Mars_symbol.svg|left|200px|]]
[[صورة:Mars_symbol.svg|left|200px|]]
'''الرجل''' كائن كان يعتقد ولعصور طويلة بأنه الأصل والكل و [[سلاح|القوة]] والعظمة و[[القائد العربي المحنك|السيطرة]] في حين أنه كائن مسكين جدا ومسيّر عبر العصور من قبل قوى خارجية ساهمت في إبعاده عن [[الإنسان|كينونته الخاصة]] ، التي تداخلت مع الملامح الجاهزة التي فُرضت عليه ، وأدغمت في ملامحه وكيانه حتى لم يعد هو نفسه يدركها . فالرجل كان أداة في يد [[مجتمع|المجتمعات]] أو في يد [[سلفية|قوى الشر]] و[[كهرباء|الإظلام]] في تلك المجتمعات ربما بسبب تكوينه الجسماني ، أداة لصناعة [[السجن|الظلم]] والقهر والحرب و[[الموت]] و[[الجهل]] والقبح وكانت مؤثرات كثيرة تعده بلا وعي منه ليحمل منجل الحصاد ، ليجذ أرواح [[الحيوانات|الكائنات]] والطبيعة . أحد أنواع الرجال هو الرجل [[العرب|العربي]] الذي كان و لايزال أداة الظلم والقهر وأداة [[الجهل]] والتجهيل وأداة [[سيارة مفخخة|القبح والتدمير ]]، وأداة الكبت من قبل ال[[مجتمع]] ، فقد ُظلم على مر العصور من حيث فرض عليه تحقيق الظلم وممارسة أدوار لم يخطط لها في البدء مثل القوة والشدة و[[سلاح|العنف]] والسيطرة و[[العقلية العربية|القمع]] والكثير من الأدوار القبيحة التي ُزين له أن رجولته لاتكتمل إلا بها وفي المقابل حرم من تحقيق جوانبه الإنسانية كالتداعي التام مع [[الحب]] ، و[[الخوف]] والجزع و[[البكاء]] ، فجعلت هذه الخصائص الطبيعية للكائن [[الإنسان|الإنساني]] خصائص [[المرأة|للمرأة]] فقط .
'''الرجل''' كائن كان يعتقد ولعصور طويلة بأنه الأصل والكل و [[سلاح|القوة]] والعظمة و[[القائد العربي المحنك|السيطرة]] في حين أنه كائن مسكين جدا ومسيّر عبر العصور من قبل قوى خارجية ساهمت في إبعاده عن [[الإنسان|كينونته الخاصة]] ، التي تداخلت مع الملامح الجاهزة التي فُرضت عليه ، وأدغمت في ملامحه وكيانه حتى لم يعد هو نفسه يدركها . فالرجل كان أداة في يد [[مجتمع|المجتمعات]] أو في يد [[سلفية|قوى الشر]] و[[كهرباء|الإظلام]] في تلك المجتمعات ربما بسبب تكوينه الجسماني ، أداة لصناعة [[السجن|الظلم]] والقهر والحرب و[[الموت]] و[[الجهل]] والقبح وكانت مؤثرات كثيرة تعده بلا وعي منه ليحمل منجل الحصاد ، ليجذ أرواح [[الحيوانات|الكائنات]] والطبيعة . أحد أنواع الرجال هو الرجل [[العرب|العربي]] الذي كان و لايزال أداة الظلم والقهر وأداة [[الجهل]] والتجهيل وأداة [[سيارة مفخخة|القبح والتدمير]]، وأداة الكبت من قبل ال[[مجتمع]] ، فقد ُظلم على مر العصور من حيث فرض عليه تحقيق الظلم وممارسة أدوار لم يخطط لها في البدء مثل القوة والشدة و[[سلاح|العنف]] والسيطرة و[[العقلية العربية|القمع]] والكثير من الأدوار القبيحة التي ُزين له أن رجولته لاتكتمل إلا بها وفي المقابل حرم من تحقيق جوانبه الإنسانية كالتداعي التام مع [[الحب]] ، و[[الخوف]] والجزع و[[البكاء]] ، فجعلت هذه الخصائص الطبيعية للكائن [[الإنسان|الإنساني]] خصائص [[المرأة|للمرأة]] فقط .


خلقه ال[[مجتمع]] ليكون كائنا مخيفا ، وجافا وثابتا حتى [[الرعب]] و اليباس و[[الملل]] ، وحاصره بمفاهيم خلقها له خصيصا كالعيب والحرام ليقلل من مساحاته [[الإنسان]]ية ، أو يغيّر لونها الطبيعي لألوان أكثر حلكة ، أو يقلصها داخله حتى [[العدم]] ومع الزمن صدّق الرجل [[العرب|العربي]] هذه [[فكرة|الأفكار]] وتبناها وأصبحت جزءا من [[خرا|سايكولوجيته]] ، بل و صار الحمل أثقل حين أصبحت هذه الأدوار تركة يتوارثها جيل بعد جيل . كما أن [[المرأة]] ظلمته كثيرا أيضا ، فقد حملته أعبائها المناطة بها أصلا فاتخذت منه حارسا وخادما وسائقا ، والكثير من الأدوار التي تخلت عنها ليقوم هو مجبرا بها وكان [[سعادة|سعيدا]] بالقيام بهذه الأدوار التي تحقق له شروط سيطرة [[غباء|غبية]] وقوة مصطنعة تتلاشى أمام [[سحر]] عيونها ولكن كان يعيش تناقضات الكينونة ب[[دول عربية|لا رغبة في التغيير]] . في هذا العصر المسمى بعصر المرأة عصر الرقمية و[[جنون البقر|العولمة]] يجب النظر للرجل العربي ليس بعطف ومحاولات تبرير فقط ، بل ب[[تسول|شفقة]] وحزن كبيرين فلقد صدر ال[[مجتمع]] المرأة لكل مواقعه وفتح لها كل الأبواب للدخول في حين أوصدت الكثير من الأبواب في وجه الرجل ، ولم يكتفي ال[[مجتمع]] بأن يجعلها إلى جواره بل أخذت مكانه في كثير من المواقع وهزمت بذلك كل مخططاته ومشاريعه الذكورية . كما أن [[فكرة]] [[المساواة]] لم تعد مقبولة في طرحها الأول ، مساواة [[المرأة]] بالرجل بل أصبح الرجل هو الذي يطالب ب[[المساواة]] مع المرأة التي أصبحت تحمل تأشيرة دخول لجميع الحيوات الخاصة والعامة ، وتتصدر المواقع العليا و[[قندرة|الدنيا]] .
خلقه ال[[مجتمع]] ليكون كائنا مخيفا ، وجافا وثابتا حتى [[الرعب]] و اليباس و[[الملل]] ، وحاصره بمفاهيم خلقها له خصيصا كالعيب والحرام ليقلل من مساحاته [[الإنسان]]ية ، أو يغيّر لونها الطبيعي لألوان أكثر حلكة ، أو يقلصها داخله حتى [[العدم]] ومع الزمن صدّق الرجل [[العرب|العربي]] هذه [[فكرة|الأفكار]] وتبناها وأصبحت جزءا من [[خرا|سايكولوجيته]] ، بل و صار الحمل أثقل حين أصبحت هذه الأدوار تركة يتوارثها جيل بعد جيل . كما أن [[المرأة]] ظلمته كثيرا أيضا ، فقد حملته أعبائها المناطة بها أصلا فاتخذت منه حارسا وخادما وسائقا ، والكثير من الأدوار التي تخلت عنها ليقوم هو مجبرا بها وكان [[سعادة|سعيدا]] بالقيام بهذه الأدوار التي تحقق له شروط سيطرة [[غباء|غبية]] وقوة مصطنعة تتلاشى أمام [[سحر]] عيونها ولكن كان يعيش تناقضات الكينونة ب[[دول عربية|لا رغبة في التغيير]] . في هذا العصر المسمى بعصر المرأة عصر الرقمية و[[جنون البقر|العولمة]] يجب النظر للرجل العربي ليس بعطف ومحاولات تبرير فقط ، بل ب[[تسول|شفقة]] وحزن كبيرين فلقد صدر ال[[مجتمع]] المرأة لكل مواقعه وفتح لها كل الأبواب للدخول في حين أوصدت الكثير من الأبواب في وجه الرجل ، ولم يكتفي ال[[مجتمع]] بأن يجعلها إلى جواره بل أخذت مكانه في كثير من المواقع وهزمت بذلك كل مخططاته ومشاريعه الذكورية . كما أن [[فكرة]] [[المساواة]] لم تعد مقبولة في طرحها الأول ، مساواة [[المرأة]] بالرجل بل أصبح الرجل هو الذي يطالب ب[[المساواة]] مع المرأة التي أصبحت تحمل تأشيرة دخول لجميع الحيوات الخاصة والعامة ، وتتصدر المواقع العليا و[[قندرة|الدنيا]] .


هذا الكائن من حيث الدائرة النفسية والفكرية مهيأ للانقراض ك[[الجمل]] تماما ، أو تخصيصه لأدوار ثانوية كالكتابات والأفلام [[تأريخ|التاريخية]] أو العرض في المتاحف بوصفه [[لحية|تراثا]] ، حيث لم يعد مقبولا منه أن يفكر أنه يحرك [[اصل الحياة|الكون]] بعضلاته وأنه مصدر القوة في حين أنه يمكن لأي كائن أن يحطم [[العالم]] بلمسة زر وهو لايملك إلا أن يعيش أو يمارس أدواره المنقرضة تلك ، ويحاول من خلال أدوات [[قمع]]ية قديمة ، ك[[شتيمة|الصوت العالي]] والعضلات وبشكل يدعو لل[[سخرية]] أو للشفقة أو لكليهما معا أن يثبت أنه لازال موجودا ، وأنه يشغل ذات المساحة المهيأة له من قبل [[الله|الرب]] والعباد وال[[تاريخ]] وال[[جغرافيا]] ، وبالطبع لن يجد سوى كائنات أقل منه هشاشة ليمارس عليها أدواره تلك ك[[المرأة]] و[[الأطفال]] وهذا مما يؤسف له .
هذا الكائن من حيث الدائرة النفسية والفكرية مهيأ للانقراض ك[[الجمل]] تماما ، أو تخصيصه لأدوار ثانوية كالكتابات والأفلام [[تأريخ|التاريخية]] أو العرض في المتاحف بوصفه [[لحية|تراثا]] ، حيث لم يعد مقبولا منه أن [[فكرة|يفكر]] أنه يحرك [[اصل الحياة|الكون]] بعضلاته وأنه مصدر القوة في حين أنه يمكن لأي كائن أن يحطم [[العالم]] بلمسة زر وهو لايملك إلا أن يعيش أو يمارس أدواره المنقرضة تلك ، ويحاول من خلال أدوات [[قمع]]ية قديمة ، ك[[شتيمة|الصوت العالي]] والعضلات وبشكل يدعو لل[[سخرية]] أو للشفقة أو لكليهما معا أن يثبت أنه لازال موجودا ، وأنه يشغل ذات المساحة المهيأة له من قبل [[الله|الرب]] والعباد وال[[تاريخ]] وال[[جغرافيا]] ، وبالطبع لن يجد سوى كائنات أقل منه هشاشة ليمارس عليها أدواره تلك ك[[المرأة]] و[[الأطفال]] وهذا مما يؤسف له .


==عندنا رجالة زي الدهب==
==عندنا رجالة زي الدهب==
جملة شهيرة قالها [[محمد مرسي]] ، أول رئيس منتخب في [[مصر]] منذ فجر مولدها ، عن طيب نيةٍ ، أو [[مغازلة]] للعسكر ، خداعاً أو توقيفاً لهم في قفص المديح الذهبي . لعله قصد أمراً هو "اطعم الأذن تستح [[العين]]" ، أو قالها جاداً ، انخداعاً بتقواهم و[[وطن]]يتهم وتصريحاتهم . لحظتها ؛ التفتت عدسة [[الأعور الدجال|الكاميرا]] إلى الفريق [[عبد الفتاح السيسي]] ، بوضعية القرب كلوز ، الذي ذاب خجلاً من الإطراء وقرأنا ، في وجهه ، سطراً من خجل العذارى ، ربما أراد من [[الأرض]] أن تنشقّ وتبلعه ، فقد كان [[الرجل]] الدهب ، عفواً ، ثاني أوكسيد المنغنيز ، ينوي ويكيد ، ويتآمر ليقلب [[مصر]] ، [[أم]] الدنيا ، فيجعلها بوركينا فاسو ، أو يحولها إلى الإمارة الثامنة من [[الإمارات]] العربية ! وبدلاً من أن يلحق الطغاة ب[[زين العابدين بن علي]] ، في [[جدة]]، ها هي تصدر لنا طغاة ، حسب المواصفات القياسية ، مكفولين بحصانات دستورية و[[عربية]] و[[دين]]ية وعالمية ! وتبين أن مرسي على حق ، وإن كان [[مقلوب]]اً ، فعندنا رجالة تحكي ساعات على [[التلفزيون]] ، وتحاور وحدها الآنسة الولية جماهير ، تخطب فيها ، وتتحرش بها ، وتزمر ، وتطبل ، وتفتي وتفتن وتنعى ، وتستخدم [[سلاح|الأسلحة]] المحرمة [[وطن]]ياً وإنسانياً و[[الدين|دينياً]] ، مثل التحريض [[طائفية|الطائفي]] على الطائفة [[الأم]] التي باتت تستحق وصف الأقلية المصرية ، من حيث القوة والنفوذ ، لا من حيث العدد والحساب .
جملة شهيرة قالها [[محمد مرسي]] ، أول رئيس منتخب في [[مصر]] منذ فجر مولدها ، عن طيب نيةٍ ، أو [[مغازلة]] للعسكر ، خداعاً أو توقيفاً لهم في قفص المديح [[السكوت|الذهبي]] . لعله قصد أمراً هو "اطعم الأذن تستح [[العين]]" ، أو قالها جاداً ، انخداعاً بتقواهم و[[وطن]]يتهم وتصريحاتهم . لحظتها ؛ التفتت عدسة [[الأعور الدجال|الكاميرا]] إلى الفريق [[عبد الفتاح السيسي]] ، بوضعية القرب كلوز ، الذي ذاب خجلاً من الإطراء وقرأنا ، في وجهه ، سطراً من خجل العذارى ، ربما أراد من [[الأرض]] أن تنشقّ وتبلعه ، فقد كان [[الرجل]] الدهب ، عفواً ، ثاني أوكسيد المنغنيز ، ينوي ويكيد ، ويتآمر ليقلب [[مصر]] ، [[أم]] الدنيا ، فيجعلها بوركينا فاسو ، أو يحولها إلى الإمارة الثامنة من [[الإمارات]] العربية ! وبدلاً من أن يلحق الطغاة ب[[زين العابدين بن علي]] ، في [[جدة]]، ها هي تصدر لنا طغاة ، حسب المواصفات القياسية ، مكفولين بحصانات دستورية و[[عربية]] و[[دين]]ية وعالمية ! وتبين أن مرسي على حق ، وإن كان [[مقلوب]]اً ، فعندنا رجالة تحكي ساعات على [[التلفزيون]] ، وتحاور وحدها الآنسة الولية جماهير ، تخطب فيها ، وتتحرش بها ، وتزمر ، وتطبل ، وتفتي وتفتن وتنعى ، وتستخدم [[سلاح|الأسلحة]] المحرمة [[وطن]]ياً وإنسانياً و[[الدين|دينياً]] ، مثل التحريض [[طائفية|الطائفي]] على الطائفة [[الأم]] التي باتت تستحق وصف الأقلية المصرية ، من حيث القوة والنفوذ ، لا من حيث العدد والحساب .
عندنا رجالة منورون ، قلوبهم سود ، ووجوههم مضاءة، لأنهم لا يغادرون أنوار غرف الاستوديو ، عندنا [[موظف]]ون في [[الكهرباء]] عملوا [[مصر]] ظلام وظلم ، عندنا قضاء رفع بيادة [[مصر]] عالياً ، ووضع رأسها في .. الطين , عندنا رجالة زي الدهب جاذبة ، ليس للاستثمار وال[[علوم]] والعقول ، وإنما للرجال بالمعنى العاطفي قبل النساء وهي رجالة ما شاء الله كلها شهامة ومروءة ، تغيث النساء الحرائر ، فتؤويهم إلى قرار مكين هو [[السجن|المعتقل]] ، [[اغتصاب|فتغتصبهم]] ، أو [[تحرش جماعي|تتحرش]] بهم، في حالات أقل نخوة وشهامة ، من أجل حضرة وجناب الأمن القومي الموقر . عندنا رجالة شيوخ يتزيون بزي [[الأزهر]] المحترم الموقر ، يضعون العمامة ويرتدون الجبّة ، وقد بات زياً عسكرياً لا أزهرياً ، وربما يحدث تبادلٌ في الأزياء بين العسكر والأزهر ، فالانقلاب يقلب الأمور كلها. الشيوخ إياهم يرفعون الظُلّام إلى درجة الأنبياء ، ويوطئون لهم الملك بالآيات البينات ! ويبيحون القتل . ألسنتهم طعانة [[اللعنة|لعانة]] فاحشة بذيئة ، يحرمون ما أحلّ [[الله]]، و[[ممنوع|يمنعون]] الصلاة والاتصال مع [[الله]] ، وكأنه جهة [[الأجنبي|أجنبية]] ويحرمون الصلاة على [[محمد|النبي]] ، لأنها فتنة ، ويمنعون ال[[دعاء]] على الظالم ليس حرصاً على [[صحة|صحته]] من سهام الدعاء، فهم لا يؤمنون بالدعاء والإجابة، وإنما [[خوف]]اً من الرمز والإشارة. ويخشى أن تعمد الأوقاف إلى تعميم الدعوة في المنابر على المظلوم .
عندنا رجالة منورون ، قلوبهم سود ، ووجوههم مضاءة، لأنهم لا يغادرون أنوار غرف الاستوديو ، عندنا [[موظف]]ون في [[الكهرباء]] عملوا [[مصر]] ظلام وظلم ، عندنا قضاء رفع بيادة [[مصر]] عالياً ، ووضع رأسها في .. الطين , عندنا رجالة زي الدهب جاذبة ، ليس للاستثمار وال[[علوم]] والعقول ، وإنما للرجال بالمعنى العاطفي قبل النساء وهي رجالة ما شاء الله كلها شهامة ومروءة ، تغيث النساء الحرائر ، فتؤويهم إلى قرار مكين هو [[السجن|المعتقل]] ، [[اغتصاب|فتغتصبهم]] ، أو [[تحرش جماعي|تتحرش]] بهم، في حالات أقل نخوة وشهامة ، من أجل حضرة وجناب الأمن القومي الموقر . عندنا رجالة شيوخ يتزيون بزي [[الأزهر]] المحترم الموقر ، يضعون العمامة ويرتدون الجبّة ، وقد بات زياً عسكرياً لا أزهرياً ، وربما يحدث تبادلٌ في الأزياء بين العسكر والأزهر ، فالانقلاب يقلب الأمور كلها. الشيوخ إياهم يرفعون الظُلّام إلى درجة الأنبياء ، ويوطئون لهم الملك بالآيات البينات ! ويبيحون القتل . ألسنتهم طعانة [[اللعنة|لعانة]] فاحشة بذيئة ، يحرمون ما أحلّ [[الله]]، و[[ممنوع|يمنعون]] الصلاة والاتصال مع [[الله]] ، وكأنه جهة [[الأجنبي|أجنبية]] ويحرمون الصلاة على [[محمد|النبي]] ، لأنها فتنة ، ويمنعون ال[[دعاء]] على الظالم ليس حرصاً على [[صحة|صحته]] من سهام الدعاء، فهم لا يؤمنون بالدعاء والإجابة، وإنما [[خوف]]اً من الرمز والإشارة. ويخشى أن تعمد الأوقاف إلى تعميم الدعوة في المنابر على المظلوم .

مراجعة 18:28، 13 ديسمبر 2019

الرجل كائن كان يعتقد ولعصور طويلة بأنه الأصل والكل و القوة والعظمة والسيطرة في حين أنه كائن مسكين جدا ومسيّر عبر العصور من قبل قوى خارجية ساهمت في إبعاده عن كينونته الخاصة ، التي تداخلت مع الملامح الجاهزة التي فُرضت عليه ، وأدغمت في ملامحه وكيانه حتى لم يعد هو نفسه يدركها . فالرجل كان أداة في يد المجتمعات أو في يد قوى الشر والإظلام في تلك المجتمعات ربما بسبب تكوينه الجسماني ، أداة لصناعة الظلم والقهر والحرب والموت والجهل والقبح وكانت مؤثرات كثيرة تعده بلا وعي منه ليحمل منجل الحصاد ، ليجذ أرواح الكائنات والطبيعة . أحد أنواع الرجال هو الرجل العربي الذي كان و لايزال أداة الظلم والقهر وأداة الجهل والتجهيل وأداة القبح والتدمير، وأداة الكبت من قبل المجتمع ، فقد ُظلم على مر العصور من حيث فرض عليه تحقيق الظلم وممارسة أدوار لم يخطط لها في البدء مثل القوة والشدة والعنف والسيطرة والقمع والكثير من الأدوار القبيحة التي ُزين له أن رجولته لاتكتمل إلا بها وفي المقابل حرم من تحقيق جوانبه الإنسانية كالتداعي التام مع الحب ، والخوف والجزع والبكاء ، فجعلت هذه الخصائص الطبيعية للكائن الإنساني خصائص للمرأة فقط .

خلقه المجتمع ليكون كائنا مخيفا ، وجافا وثابتا حتى الرعب و اليباس والملل ، وحاصره بمفاهيم خلقها له خصيصا كالعيب والحرام ليقلل من مساحاته الإنسانية ، أو يغيّر لونها الطبيعي لألوان أكثر حلكة ، أو يقلصها داخله حتى العدم ومع الزمن صدّق الرجل العربي هذه الأفكار وتبناها وأصبحت جزءا من سايكولوجيته ، بل و صار الحمل أثقل حين أصبحت هذه الأدوار تركة يتوارثها جيل بعد جيل . كما أن المرأة ظلمته كثيرا أيضا ، فقد حملته أعبائها المناطة بها أصلا فاتخذت منه حارسا وخادما وسائقا ، والكثير من الأدوار التي تخلت عنها ليقوم هو مجبرا بها وكان سعيدا بالقيام بهذه الأدوار التي تحقق له شروط سيطرة غبية وقوة مصطنعة تتلاشى أمام سحر عيونها ولكن كان يعيش تناقضات الكينونة بلا رغبة في التغيير . في هذا العصر المسمى بعصر المرأة عصر الرقمية والعولمة يجب النظر للرجل العربي ليس بعطف ومحاولات تبرير فقط ، بل بشفقة وحزن كبيرين فلقد صدر المجتمع المرأة لكل مواقعه وفتح لها كل الأبواب للدخول في حين أوصدت الكثير من الأبواب في وجه الرجل ، ولم يكتفي المجتمع بأن يجعلها إلى جواره بل أخذت مكانه في كثير من المواقع وهزمت بذلك كل مخططاته ومشاريعه الذكورية . كما أن فكرة المساواة لم تعد مقبولة في طرحها الأول ، مساواة المرأة بالرجل بل أصبح الرجل هو الذي يطالب بالمساواة مع المرأة التي أصبحت تحمل تأشيرة دخول لجميع الحيوات الخاصة والعامة ، وتتصدر المواقع العليا والدنيا .

هذا الكائن من حيث الدائرة النفسية والفكرية مهيأ للانقراض كالجمل تماما ، أو تخصيصه لأدوار ثانوية كالكتابات والأفلام التاريخية أو العرض في المتاحف بوصفه تراثا ، حيث لم يعد مقبولا منه أن يفكر أنه يحرك الكون بعضلاته وأنه مصدر القوة في حين أنه يمكن لأي كائن أن يحطم العالم بلمسة زر وهو لايملك إلا أن يعيش أو يمارس أدواره المنقرضة تلك ، ويحاول من خلال أدوات قمعية قديمة ، كالصوت العالي والعضلات وبشكل يدعو للسخرية أو للشفقة أو لكليهما معا أن يثبت أنه لازال موجودا ، وأنه يشغل ذات المساحة المهيأة له من قبل الرب والعباد والتاريخ والجغرافيا ، وبالطبع لن يجد سوى كائنات أقل منه هشاشة ليمارس عليها أدواره تلك كالمرأة والأطفال وهذا مما يؤسف له .

عندنا رجالة زي الدهب

جملة شهيرة قالها محمد مرسي ، أول رئيس منتخب في مصر منذ فجر مولدها ، عن طيب نيةٍ ، أو مغازلة للعسكر ، خداعاً أو توقيفاً لهم في قفص المديح الذهبي . لعله قصد أمراً هو "اطعم الأذن تستح العين" ، أو قالها جاداً ، انخداعاً بتقواهم ووطنيتهم وتصريحاتهم . لحظتها ؛ التفتت عدسة الكاميرا إلى الفريق عبد الفتاح السيسي ، بوضعية القرب كلوز ، الذي ذاب خجلاً من الإطراء وقرأنا ، في وجهه ، سطراً من خجل العذارى ، ربما أراد من الأرض أن تنشقّ وتبلعه ، فقد كان الرجل الدهب ، عفواً ، ثاني أوكسيد المنغنيز ، ينوي ويكيد ، ويتآمر ليقلب مصر ، أم الدنيا ، فيجعلها بوركينا فاسو ، أو يحولها إلى الإمارة الثامنة من الإمارات العربية ! وبدلاً من أن يلحق الطغاة بزين العابدين بن علي ، في جدة، ها هي تصدر لنا طغاة ، حسب المواصفات القياسية ، مكفولين بحصانات دستورية وعربية ودينية وعالمية ! وتبين أن مرسي على حق ، وإن كان مقلوباً ، فعندنا رجالة تحكي ساعات على التلفزيون ، وتحاور وحدها الآنسة الولية جماهير ، تخطب فيها ، وتتحرش بها ، وتزمر ، وتطبل ، وتفتي وتفتن وتنعى ، وتستخدم الأسلحة المحرمة وطنياً وإنسانياً ودينياً ، مثل التحريض الطائفي على الطائفة الأم التي باتت تستحق وصف الأقلية المصرية ، من حيث القوة والنفوذ ، لا من حيث العدد والحساب .

عندنا رجالة منورون ، قلوبهم سود ، ووجوههم مضاءة، لأنهم لا يغادرون أنوار غرف الاستوديو ، عندنا موظفون في الكهرباء عملوا مصر ظلام وظلم ، عندنا قضاء رفع بيادة مصر عالياً ، ووضع رأسها في .. الطين , عندنا رجالة زي الدهب جاذبة ، ليس للاستثمار والعلوم والعقول ، وإنما للرجال بالمعنى العاطفي قبل النساء وهي رجالة ما شاء الله كلها شهامة ومروءة ، تغيث النساء الحرائر ، فتؤويهم إلى قرار مكين هو المعتقل ، فتغتصبهم ، أو تتحرش بهم، في حالات أقل نخوة وشهامة ، من أجل حضرة وجناب الأمن القومي الموقر . عندنا رجالة شيوخ يتزيون بزي الأزهر المحترم الموقر ، يضعون العمامة ويرتدون الجبّة ، وقد بات زياً عسكرياً لا أزهرياً ، وربما يحدث تبادلٌ في الأزياء بين العسكر والأزهر ، فالانقلاب يقلب الأمور كلها. الشيوخ إياهم يرفعون الظُلّام إلى درجة الأنبياء ، ويوطئون لهم الملك بالآيات البينات ! ويبيحون القتل . ألسنتهم طعانة لعانة فاحشة بذيئة ، يحرمون ما أحلّ الله، ويمنعون الصلاة والاتصال مع الله ، وكأنه جهة أجنبية ويحرمون الصلاة على النبي ، لأنها فتنة ، ويمنعون الدعاء على الظالم ليس حرصاً على صحته من سهام الدعاء، فهم لا يؤمنون بالدعاء والإجابة، وإنما خوفاً من الرمز والإشارة. ويخشى أن تعمد الأوقاف إلى تعميم الدعوة في المنابر على المظلوم .

عندنا رجالة فنانون ، ونساء فنانات ، نجوم ونجمات ، تنازلوا عن الفن وأضوائه وتطوعوا لكتابة الدستور ، وكأنه سيناريو أو اسكتش ، أو برنامج تلفزيوني، ورجالة تجار عملوا البيضة بجنيه ، والدم المصري أقل سعراً، واقترح أشقاها الدية الشرعية ، اقتل وادفع الدية فوراً , الدين ممنوع، والرزق على السعودية والإمارات. ثمة أوكازيون على الدم المصري . فاللي تعرف ديته اقتله كاش . عندنا رجالة ترقص في الانتخابات أحسن من نجوى فؤاد وسهير زكي ، عندنا سياحة فضائية ناشطة في الظلم ، والافتراء ، والترويج للعداوة والبغضاء.

عندنا رجالة زي الدهب ، قارونات ، مليارديرات ، ثرواتهم أكبر من الميزانية السنوية، عملوا ثروتهم من جبين الأمن القومي ، عن بعد، بالريموت كونترول ، وإذا مالك الملك وهب ، فلا تسألنّ عن السبب ، ولا عن الضرائب طبعاً . عندنا رجالة زي الدهب ، تربط من عراقيبها ، وكانوا أيام زمان ، يناطون بألسنتهم . عندنا أزهريون يحرسون المساجد ويقفلونها من دون أن يذكر فيها اسمه ، أو يعبد فيها غير الجنرال المنتخب ، جعلوا المسلمين طائفتين ، كفاراً ومرتدين . عندنا قساوسة مشنشلون بالذهب ، يتدخلون في السياسة ، بل يعيشون فيها وكأنها صومعة ، عملاً بمقلوب قول المسيح: دع ما لله لقيصر، وما للشعب لقيصر! عندنا ضباط وعساكر بواسل يخافرون في ثغور المعكرونة ، وتعليب اللحمة ، وصناعة الكفتة ، ومزارع الموز والتمر ونوادي الرياضة ، وجبهات الثرثرة والقصف واللهو.

عندنا شعراء تحبل نساؤهم بنجم المشير ، وكتاب حاصلون على جوائز عالمية يدبجون له الخطب ، يرونه في الأحلام وهو يصلي ، ويسرى ويعرج به ، ويخاطب جمال عبد الناصر في سدرة المنتهى ! عندنا كوميديانات مضحكون وساخرون ، يضحكوننا على أفضل ما فينا ، وأحسن من فينا ، وعلى ما يجب أن نبكي عليه دماً ، ونكتب فيه المراثي ! رجالة زي الدهب الفالصو ، زي الكنز الاستراتيجي ، رجالة زي الزفت ، الرجالة من مريخ العسكر... والنساء من أرض الكنانة , رجالة زي "دهب" ، ورئيس انقلابي زي بطوط ، بعد الاقتباس من جون ماكين ، ومن مفتي العسكر علي تعلوب جمعة الذي كشف عن ذاكرة ميكي ماوس ، وليس ذاكرة فقهاء وشيوخ، وعلماء، إنه حقا... مفتي "الدياب" المصرية وديزني لاند: نعم تعني Yes، وفلسطين تعني إسرائيل، وتكبير تعني "Take Beer". لكن ، حقاً وفعلاً : عندنا رجالة زي الدهب ، الإبريز ، العسجد ، الزرياب .. نازحون ، أو معتقلون ، أو منفيون ، أو شهداء بالحق ، أو شهداء في دار الحق وذاكرة الخلد .