جنون البقر

جنون البقر عبارة عن مرض تم إكتشافه في العصر العولماني الأول , حدثنا أكرم بن الحلاب عن القصاب بن أبي اللبن قال : حصل انه في العصر العولماني الأول اتسع الثقب في طبقة الأوزون وكذلك اتسعت الثقوب في جيوب كل العباد بسبب ما مارسه العولمانيون من الظلم والاستبداد وكان من نتيجة ذلك ان اتسع الثقب في الطبقة الاجتماعية المتوسطة وبات الهبوط إلى الطبقة الفقيرة من الأمور الناشطة وتنعم العولمانيون بكافة الخيرات نتيجة حكمة السياسيين في وضع السياسات وصارت سرقة المواطنين قائمة على قدم وساق .

قلة قليلة من كبار النفوس اعترضت على العولمة وهذا الناموس أما الأكثرية النائمة فهي راضية بالأوضاع القائمة . وحدها البقر من بين كل الكائنات الحية دبت فيها الكرامة والنخوة والحمية فرفضت هذه الأوضاع المزرية ولكن البشر العائشين بثبات ونبات المنصرفين إلى تخليف الصبيان والبنات رموا البقر بالتهم الفهلوية رغم محاولاتها الاعتراضية واتهموها بالجنون دون ان يتبينوا حقيقة الأمر.

الحقيقة

الحقيقة يا سادة يا كرام بعيدة كل البعد عما يقوله الأنام فقد اكتشف أحد العلماء المحترمين في مكان يشبه الحصن الحصين مخطوطة وضعها صاحب كليلة ودمنة تروي تاريخ هذه الحيوانات الوديعة الآمنة وقد استعرض فيها تاريخ البقر عبر مختلف الأنظمة التي اعتمدها البشر . وهكذا أدرك ذلك العالم الشهير سبب اتهام البقر الاتهام الخطير وقد حصلنا على نسخة من المخطوطة ننشرها تعميما للفائدة غير المشروطة :

• منذ وجودنا ونحن البقر خاضعون للبشر هم يقررون ونحن نقوم بما نؤمَر وقد تحملنا كافة الأنظمة السياسية والاقتصادية رغبة منا في إتمام خدمة البشرية . لكننا في العصر العولماني الأول فقدنا كل قدرة على الصبر والتحمل .

• في نظام الحكم الإقطاعي يكون لدى الرجل بقرتان فيأتي الإقطاعي ويأخذ بعض الحليب بالمجان .

• في النظام الفاشي يكون لدى الرجل بقرتان فتأتي الحكومة وتأخذهما دون حسبان ثم تستأجره ليعتني بهما وتبيعه ما تنتجانه من حليبهما .

• في النظام الاشتراكي يكون لدى الرجل بقرتان ويعتني بهما بمساعدة الجيران ثم يقتسمون الحليب بالميزان .

• في النظام الشيوعي يكون لدى الرجل بقرتان ويعتني بهما على مر الزمان ثم تأتي الحكومة فتأخذ الحليب المجموع وتبيعه باشتراك غير مدفوع .

• في النظام الديكتاتوري يكون لدى الرجل بقرتان تأخذهما الحكومة وترميه بالرصاص لينام باطمئنان .

جنون البقر في العصر العولماني

في النظام العولماني يكون لدى الرجل بقرتان فيبيع ثلاثة منهما لشركته المساهمة في تايوان مستخدما حسابا مصرفيا جاريا فتحه زوج أخته مع انه ليس داريا ثم يستعيد الأبقار الأربع من شريكه الراضي بعد عملية بيع وشراء بالتراضي ويحصل على إعفاءات ضريبية لعنايته بخمسة أبقار فرنسية بسبب ما في ذلك من فوائد وطنية أما الحليب الذي تنتجه البقرات الستة الهنية فيبيعه ويحول ثمنه إلى شركته المغفلة البانامية عبر حساب مفتوح في مصرف بالجزر القمرية ثم تقوم الشركة البانامية ببيع ما للبقرات السبع من حقوق حصرية فتشتريها شركة الرجل التايوانية وهنا يقتل الرجل البقرتين عن عمد ، اذ لم يعد لهما أي فائدة أو قصد فهو قد صار لديه خمس سواها، فلماذا يعتني بها ويطعمها ويرعاها.

وقبل نهاية السنة الفلكية يكون عدد الأبقار على الورق وفي الشهادات الرسمية قد بات يشكل جزءا أساسيا من الثروة الوطنية . النظام العولماني المهيب لا يقيم وزنا للحوم والحليب ويقتل الأبقار من دون سبب مثيرا في نفوسها الدهشة والعجب ثم يستبدلها بأبقار وهمية موجودة في الدفاتر أو الصفحات الانترنتية. فهل يصح التساؤل بعد الآن عن الجنون الذي أصاب البقر والثيران أوليست القضية قد صارت واضحة وجلية لمن له أذان وعيون بصرية .

أشهر المصابين بجنون البقر

التسلسل	البقرة	قبل العلاج
1	هايشة أم عيون عسلية , دخلت البريونات المعدية الى جسمها عن طريق تناولها علف حيواني متلوث قادم من الشيشان
2	هايشة أم عيون جوزية أصيبت بجنون البقر بسبب انتشار مصادر حرق الوقود وعوادم السيارات ومولدات الطاقة الكهربائية
3	هايشة أم عيون وسيعة أصيبت بجنون البقر نتيجة كثرة العواصف الترابية التي بدأت تهب على المدن العراقية بشكل كثير التكرر
4	هايشة أم عيون حراقة أصيبت بجنون البقر نتيجة تناولها علف تم تصنيعه بالقرب من مكان سقطت فيه قذائف قوات الحلفاء للقنابل المضادة للدروع والمغلفة بطبقة من اليورانيوم المستنفذ
5	هايشة أم عيون مشتاقة أصيبت بجنون البقر نتيجة تناولها المواد البلاستيكية و النفايات المنزلية من بيت فد واحد من الناصرية