الفضائيات العربية
تنبيه |
أحداث هذه المقالة هي أحداث جارية. ولكن بالرغم من هذا، فالمعلومات المذكورة لن تتغير لعشرات السنين. |
الفضائيات العربية عبارة عن محطات تلفزيونية عربية يظهر فيها عادة حمار وسيم وأنيق وخارج لتوّه من غرفة الماكيير ليقرأ عليك حزمة من الأخبار غير المفهومة والتي تسبق كلا منها علامةُ تعجب وتنتهي باستفهام وتتجمع في لغز لا تقترب منه كل الفضائيات مجتمعة ومنفردة ولو كانت مُشَفَرّة لتمنعك من مشاهدة كأس العالم إن كان جيبك مثقوبا ولا يسمح باشتراكك وزيادة رأسمال الرأسماليين . إنْ لم تغلق عينيك فدعنا نغلقها نيابة عنك ونترك لك الحق في اختيار الحمار الذي تريد لتسمع منه أخبار العالم الثالث والحر والأخير ، وستجد بعد يوم واحد أن البلاهة هي العدو الأول أو الصديق الحميم للسادة المشاهدين والسيدات طبعا رغم ذكائهن في اختيار برنامج طبق اليوم .
ثمة فضائيات لكل شيء: للمزايين ، للصيد ، للتحف، للهررة. الأمر الوحيد الذي بات عزيزا هو الوقت ، ولا أعرف الاسم الأحسن لفضائية الحلم ومتخصصة في السجن العربي العظيم: أهو فضائية الزنزانة الكبيرة، أم فضائية القوقعة، أم فضائية "هذه ويلتي"، أم فضائية "أعدت لي هويتي"، أم فضائية بالروح بالدم ، أم فضائية ضرب الحبيب، أم فضائية المقاومون والممانعون ، أم فضائية الجحيم، أم فضائية خذوه فغلوه، أم فضائية أحسن مواطن في العالم، أم فضائية أبو كلبشة، أم فضائية "أنا العذب وهواك"؟ الهوى هو هوى السيد الرئيس والعذاب هو هواه وهوايته وهويته.
يقال إن لكل امرئ من اسمه نصيب، وكان هذا أيام الزمن الجميل، فالاسم نقيض المسمى هذه الأيام، والفضائيات تعمد مثل محلات الحلويات إلى نعت نفسها بأفضل الأسماء والشعارات: الواقع كما هو، الصورة الكاملة، أن تعرف أكثر، مش ح تقدر تغمض عينيك .. الفضائية التي ستطهر الناس من الحقبة الماضية، هي فضائية "مش ح تقدر تفتح بقك"، "مش ح تقدر تأخذ نفس"، فضائية "حتموت غرقان في الدموع"، أحلم بفضائية تسرد آلام ضحايا السجون من المناضلين والشهداء وليكن اسمها: "الجزيرة معتقلين"، أو "الجزيرة ضحايا" أو "الجزيرة شهداء أحياء" أو الجزيرة أصحاب الأخدود.. فطريق المصالحة الطويل يبدأ بخطوة احترام آلام الأبرياء والضحايا الذين احترقوا بالنار ذات الوقود من غير شهود.
فضائيات الفرس الناطقة بالعربية تواظب على مزاولة فن التغريب والترفيه والسياحة النضالية، فتحتفل براشيل كوري ، رحمها الله طبعاً، وفي غزة ضحايا ينزفون على الهواء ، وينزف فيها الهواء ، وتصرّ على تجاهل حماس، فتشتت اللعب ، بأكثر من وسيلة، كالتركيز على الفصائل: أبو علي مصطفى ، سرايا القدس ، كتائب القسام , فإسم حماس يجلب النحس ، ويثير الغيظ والحسد حماس في الفضائيات السورية والمصرية اسمهم الإخوان. فضائيات أبو جهل العربي مشغولة لا تزال بالتحذير من غسل الفروج قبل الطعام ، وفيديو الطفل عباس ، الذي بثّ ليومين ، عله يحمي ظهر إسرائيل ، جعل مذيعات التمساح يوشكن على البكاء. الفضائيات إياها تجنبت بيان إعلان كتائب القسام أسرَ جندي إسرائيلي، وكأنه أمير من الأسرة المالكة ، وتكرر تكذيب الخبر. عيون فضائيات السرداب اللبنانية فيها عودٌ، لعلها تشعر بالخزي؟ فقد بات بطل المقاومة الأوحد مغموراً ومجهولاً، فهو يدافع عن مرقد زينب. ماذا لو أعلن نتنياهو أنه يدافع عن مرقد داود؟
الخبر الأول كان عن انفجار سيارة مفخخة بالقرب من بغداد ، ثم يُحصي لك صاحبنا عدد القتلى والجرحى ، ويضيف إليها شفرات خاصة بالطائفة أو المذهب أو العقيدة أو الأيديولوجية التي ينتمي إليها رأسمال الفضائية . ليس لديك وقت لطرح أي سؤال قبل الخبر التالي ، ولن تعرف شيئا عن تحقيقات الشرطة ، وعن صاحب السيارة وعائلته وقبيلته وهل كان بداخلها أم فجّرها عن بُعد , قطعاً لن تسأل عن أجهزة الاستخبارات الأمريكية التي تلتقط راداراتها تحركات نملة أو موقع ذبابة أو همسات بين شخصين في شارع جانبي بالقرب من النجف أو بعقوبة أو الموصل ، فعشرات السيارات المفخخة التي تقودها أشباح وتنفجر في أطفال ونساء ومُسنّين وأسواق ومساجد وكنائس وشيعة وسنة وتركمان وأكراد لا تستطيع فضائية أن تجعلها قضية حوار جدّي ، فالمطلوب أن يصاب المشاهد العربي بالجنون قبل النوم وبعد الاستيقاظ وعند مشاهدة نشرات الأخبار .
مصر و ليبيا وتونس[عدل | عدل المصدر]
تعبث أصابعك بالريموت كونترول لتقف برهة أمام الفضائية المصرية ، فتجد أمامك مذيعة بينها وبين اللغة العربية خصومة شديدة ، ولسانها يقذف في أذنيك حروفَها كأنه يبعثرها أو يُهشّمها ، فتسمعها وهي تستضيف مسؤولا كبيرا يمتدح القلب الكبير والرحيم للسيسي , ياريتني كنت أنا , لماذا يُبدي الحمار في أي بلد عربي قدراً من الحماقة عندما يتحدث عن الزعيم , لمذا يتمتع المسؤول الكبير بنعمة البلاهة لدى حديثه عن توجيهات مولانا زعيم الدولة . تسرع إلى روموتك ليُحيلك إلى الفضائية الليبية فتكتشف أن كل الحمقى الذين قابلتهم في حياتك كانوا نُسخا من آينشتاين مقارنة بمذيعي الفضائية الخضراء . تشك في قواك العقلية فلا تجد مَفَرّا من القناة الفضائية التونسية ، لتتوقف أمام ندوة عن الإفلاس . تقضي يومك كله باحثا عن حل لغز واحد في أخبار قنواتنا العربية فلا تعثر إلا على سلسلة من الأخبار الصالحة للمعاقين ذهنيا والمتخلفين عقليا والمصابين بنعمة البلادة الذين لا يرتفع ضغط الدم في شرايينهم.
برامج الحوارات[عدل | عدل المصدر]
تقرر بعدها التوقف عن متابعة نشرات الأخبار والتوجه ناحية برامج الحوارات فيصيبك وجوم لا تشفى منه إلا أن تُلقي بتلفازك إلى عُرْضِ الشارع . تشاهد برنامجا حواريا يقتلك فيه الاثنان معا ، الضيفُ والمضيف . تكتشف أن نشرات الأخبار أرحم على كوليسترولك من برامج الحوارات ، فتعود إليها صاغرا، لتقع عيناك على وزير الداخلية الأردني يُقْسِم أمام مشاهديه أن حركة حماس متورطة في تهريب الأسلحة إلى الأردن وهي عبارة عن عدة بنادق وقنابل يدوية وعشرة خراطيش من الرصاص لقلب نظام الحكم الهاشمي ، والحمد لله أن المخابرات الأردنية لم تقل بأن حماس تريد اختطاف رغد صدام حسين وتزويجها عنوة من أحد أعضاء الحكومة .
سوريا و فلسطين[عدل | عدل المصدر]
تتابع أخبار فلسطين التي تعرفها منذ صرختك الأولى بعيد سقوطك من بطن أمك فتضرب كفا بكف ، ولا تفهم من مع إسرائيل ومن مع الشعب الفلسطيني ، وهل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء من بلدين متصارعين . تستلقي على مقعدك وتقرر أخيرا الانصات لصوت العقل ، فالفضائية السورية ستعلن قريبا خبر الافراج عن كافة المعتقلين السوريين الذين قضى بعضهم عشرين عاما في زنزانات تحت الأرض لا يدخلها إلا ضباط الأمن والفئران ، ويطول انتظارك فكل ما له علاقة بحقوق المواطن وكرامته وحريته مؤجل إلى اشعار آخر . سنوافيكم بأخبار عقيلة زعيم الدولة والتي شهد نصف مليار شخص أنها تستحق التتويج أميرة للعمل الخيري . مشاهدينا الكرام : قال رئيس مؤسسة غربية شهيرة بأن على العالم الحر وأوروبا وأمريكا أن يتعلموا من حكمة زعيمنا ، وأن يحسدوا المواطن العربي على نعمة مشاهدته طلعته البهية . تترك مقعدك المفضلَ ثم تتوجه لاحضار فنجان من القهوة المضبوطة . تنظر إلى المرآة فلا تفهم شيئا . تفكر في المذيع وزعيم بلدك ومدير الأمن العام ونشرات الأخبار فتعرف لحظتئذٍ مَنْ أنت .
الأردن[عدل | عدل المصدر]
اذا اصابتك دعوه من أمك وبالخطأ، بالخطأ وصلت الى الفضائية الأردنية أو الرياضية الأردنية فأنت متعوس يا ولدي، حيث سيكون الخبر الرئيسي حول مغادرة جلالة الملك أرض الوطن في زيارة خاصة - لا يتم الافصاح عادة عن مكانها - وأداء نائبه القسم بتولي مسؤولية البلاد حتى عودة جلالته - لا قدر الله - وهده الزيارات التي تستغرق بمجموعها 360 يوما في السنه دفعت أبو حسين للادلاء بتصريح للاسوشيتيد برس بأن الأردن هي وطنه الثاني، وثم يطالعك خبر عن قيام ( قوات الاحتلال الاسرائيلي) بقتل فلسطيني في القدس أو الخليل، على الرغم من وجود سفارة اسرائيلية معززة مكرمة، يزورها العديد من كبار مسؤولي الدولة للمباركة بعيد استقلالها سنويا، ومن ثم خبر عن عصابات داعش الارهابية على الرغم من كون العديد من منتسبيها من أبناء الوطن الميامين من السلط والكرك والبقعة واربد ومعان وعلى الرغم من قيام الجيش الأردني بتدريب هؤلاء المقاتلين في معسكرات سرية بالأزرق والمفرق، وأما الرياضية الأردنية فهي ظاهرة مميزه بعينها، من المباريات المنقولة بتصوير بهاتف نوكيا 3310 الى المعلق الدكتور العدوان الذي خاطب الأردنيين من أصل فلسطيني قائلا : خذوا ملوخياتكم وروحوا عالجسر، ورغم ذلك لم يتم اتخاذ أي اجراء بحقه ، الى المذيع أحمد الخلايلة والذي يحمل -بالصدفة طبعا - نفس اسم الزرقاوي، الى محللنا العتيد البروفيسور محمد فلاح عبيدات والذي لم تستطع skysports أو Bein Sports التعاقد معه كمحلل لدوري أبطال أوروبا بسبب كفاءته المفرطة .
إعلاميون من طيزي | |
أحمد منصور | أحمد موسى | ابراهيم عيسى | الإتجاه المعاكس | الصحافة في الأردن | الصحافة في مصر | الفضائيات العربية | باعث القناة | باسم يوسف | تامر أمين | توفيق عكاشة | جهاد الخازن | خالد أبو بكر | خراء ثقافي | شرطة فكرية | عزمي بشارة | فيصل القاسم | مرتضى منصور | نوري المرادي | عمرو اديب | غباء | كلام كبير | مواعيد التلفزيون | محمد الغيطي | وضاح خنفر | ياسر الحبيب |