طه حسين
طه حسين (1889 - 1973) مفكر عربي كانت بدايته ثورة على فكرة القطب الواحد وكانت نهايته جامدة بلا أفكار أو تجديد والسبب كان قسوة ردة الفعل العنيفة من مجتمعات محافظة غارقة في الجمود و ترفض الحوار و لا تقبل الأخر ولا تفسح له المجال . قال عنه أعداءه عاش فرنسياً بالنسبة إلى مصر، ومصرياً بالنسبة إلى العرب ، ولم يكن عربياً ولا عروبياً أبداً , بينما قال عنه الشاعر نزار قباني : المبصر الوحيد الذي لا تدافع عنه عصور العميان , ووصل الأمر ببعض الأغبياء بوصفه جاسوسا اسرائيليا [1] . طه حسين , تمرد على الأزهر والتعليم الديني التقليدي وعلى البحث الذي لا يضيف شيئاً فانتهى به الأمر إلى الطرد من الأزهر, وإلتحق بالجامعة المصرية الوليدة . وجاء بنظرية الشك الديكارتي لإعادة قراءة التراث . وجاء الرد على ثورة طه حسين بشكل عنيف وعبر حركة غضب وصلت إلى اتهامه بالإلحاد , مع أنه كان يتحدث عن الأدب والشعر . وإلى الآن تصدر الكتب التي تتحدث عن طه حسين باعتباره الرجل العميل للغرب , وأنه كان يذهب إلى الكنيسة في فرنسا مع زوجته سوزان , إلى أخر هذا المسلسل السخيف .
الفتنة الكبرى التي أثارها الدكتور طه حسين هو أنه طالب بتعليم الناس وجعلهم يفكرون ويكتبون ويبحثون ورغم رحيله في أكتوبر عام 1973 , لا تزال سيرته تُنهش ويتم الانتقام منه والتشهير بمواقفه . طه حسين وجد أنه من الأفضل البناء في صرح التعليم حتى يتمكن المجتمع التنفس بحرية وعقلانية . فليس المهم ثورة المثقفين , وإنما الأهم وجود المجتمع الذي يقرأ ويفهم وينقد بحرية وركز صاحب الأيام على الجامعة وجعل الدراسة حتى المرحلة الثانوية بالمجان . لكن جهد طه حسين , انتهى لتخريج متعلمين يؤمنون برسالة سيد قطب في كراهية الأخر , ورفض التعامل معه وتكفيره .
فشل مجتمع طه حسين في تقديم نهضة تعتمد على الفكرة ونقيضها . وظل المجتمع الزراعي كما هو يفرز العادات الريفية في تحجيب المرأة وعزلها ورفض التعليم والتمسك بالظاهر والأشكال والتقاليد . بينما اصبح سيد قطب , أهم من طه حسين . ويصدر يوميا عشرات الكتب والتفسيرات التي تتحدث عن الشهيد سيد قطب وتعاليمه ودراساته وفكره ومحنته في السجن والتي انتهت بإعدامه . وفكر سيد قطب أفرز طالبان وأيمن الظواهري , بينما كان امتداد طه حسين هو حامد نصر أبو زيد الذي احتجب خوفاً من التصفية , كما حدث مع فرج فودة و محاولة الاعتداء على نجيب محفوظ و تهديد سيد القمني .
أصبحت الجماهير التي كان يحلم طه حسين بتعليمها فريسة لمشروع سيد قطب بالكامل مع تفسيرات طالبان وشروحات أيمن الظواهري , الذي تعرض هو نفسه للتعذيب والمهانة في السجون , فكانت النتيجة أنه لم يعد يرى سوى الأحزمة الناسفة وتدمير المعبد على رؤوس الجميع . لقد كان طه حسين يحلم بالنهضة والعلم والحرية . لكن الذي انتصر هو سيد قطب و جسَدَ إعدامه تحفيزاً لإتباعه الذين , يؤكدون أن كتابه معالم على الطريق هو الدستور , وليس كتاب مستقبل الثقافة في مصر الذي وضعه طه حسين في تألق مشروع النهضة وكان وصيته الأخيرة التي لم يلتفت إليها أحد .
في الشعر الجاهلي[عدل | عدل المصدر]
نظرية الأستاذ الدكتور طه حسين و التي طرحها في كتابه في الشعر الجاهلي المنشور في عشرينيات القرن الماضي و الذي يتحدث عن ما يسمى انتحال العرب لأخبارهم و شعرهم و أدبهم الجاهلي . تلك النظرية التي طرحها المفكر طه حسين لاقت الإهمال المقصود في مناهجنا لأنها تهاجم الفكر العربي الموروث و تدفع نحو التجديد و تعزز نظرية الشك بكل ما هو منقول في تراثنا و لو بشكل غير مباشر . كتاب طه حسين في الشعر الجاهلي يتعرض بالنقد لما يسمى عند العرب بالشعر الجاهلي , و يطرح الشك حول وجود ذاك الشعر من أساسه . نقرأ في ذاك الكتاب تفصيل الأستاذ طه حسين للمقارنات بين ما يسمى الشعر الجاهلي و الشعر الإسلامي من حيث اللغة و الأسلوب . و نقده للروايات العربية المختلفة حول قصص شعراء الجاهلية كأمروء القيس و طرفة بن العبد و أسلوب نقلها الغير علمي و المبني على انتحال قبائل العرب في العصر الإسلامي لتلك الروايات لخدمة أهداف التنافس فيما بينها . و جمع الكاتب أدلة متنوعة حول قصاصين من العصر الأموي و العباسي وظفو لرواية أخبار قبائل العرب الغير قرشية في فترة ما قبل الإسلام , و أوضح كيفية نحل الشعر الجاهلي في كثير من تلك الروايات على طريقة كتاب ألف ليلة وليلة .
قال الدكتور طه حسين في احدى كتاباته:
” | ورود اسماء إبراهيم وإسماعيل في التوراة و القرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي فضلاً عن القصة التي تحدثنا بهجرة إسماعيل بن إبراهيم إلى مكة ونشأة العرب المستعربة فيها ونحن مضطرون إلى أن نرى في هذه القصة نوعاً من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة وبين الإسلام واليهودية والقرآن والتوراة من جهة أخرى . | “ |
كما أن الكاتب طرح أسئلة حول أصل اللغة العربية و حول ماهية اللغة المستخدمة عند العرب قبل الإسلام و اختلافاتها بين قبائل العرب من يمانية و قحطانية و ذلك للتدليل على استغرابه من التشابه اللغوي بين كافة أشكال الشعر الجاهلي المنقول و الذي يتحدث كله بلغة قرآنية قرشية صرفة رغم أقرار العرب أنفسهم باختلاف لغات قبائلهم و ألسنتها قبل الإسلام.
رفعت قضية على المفكر العربي طه حسين أمام القضاء المصري سنة 1926 و حجة عدم احترام طه حسين للدين الإسلامي كان المبرر الوحيد لرفع القضية على الرغم من أن عميد الأدب العربي خريج جامعة الأزهر و دارس متعمق للدين الإسلامي , لكن سوط الجلاد كان لابد له من أن يضرب ذاك المفكر لأنه تجرأ على الموروث و شكك به . العبرة التي كان يجب على العرب أخذها من تلك الحادثة هي أن يمعنوا التفكير قبل أن يختلجوا و يحكموا على مفكر , و أن يتوقفوا عن ضرب كل ما هو مجدد في تراثهم و أن يرحموا أنفسهم و يستبدلوا العدائية تجاه الفكر و التفكير بالروية و النقاش العلمي لكل ما هو مختلف أو غريب عن موروثهم وعاداتهم و تقاليدهم . لكن الدرس قد مضى دون عبرة , لا بل دون أن يقرأ العرب ما قد حدث و تلك هي الطامة الكبرى , و عمل القائمين على التعليم في المناهج العربية على تغييب كل ما قد طرحه عميد الأدب العربي من نقد و تجديد للتراث لتمر القصة و الحكاية هكذا دونما عبرة أو اعتبار .
طه حسين وتهمة التعدي على الإسلام[عدل | عدل المصدر]
في 5 يونيو 1926 أرسل شيخ الجامع الأزهر للنائب العمومي محمد بك نور خطابا يبلغ به تقريرا رفعه علماء الجامع الأزهر عن كتاب طه حسين الذي كذب فيه القرآن صراحة وطعن فيه على النبي محمد حسب ما جاء في البلاغ . أجمل محمد بك نور الاتهامات الموجهة ضد طه حسين في أربعة :
- الأول أنه أهان الدين الإسلامي بتكذيب القرآن في إخباره عن إبراهيم واسماعيل .
- الثاني أنه طعن على النبي محمد من حيث نسبه .
- الثالث ما تعرض له المؤلف في شأن القراءات السبع المجمع عليها .
- الرابع أنه أنكر أن للإسلام أولوية في بلاد العرب وأنه دين إبراهيم.
لكن النائب العام محمد بك نور برأ طه حسين و قال :
” | أن ما ذكره المؤلف هو بحث علمي لا تعارض بينه وبين الدين ولا اعتراض لنا عليه, وبشأن تهمة الطعن في النبي (صلعم) , نحن لا نرى اعتراضا على بحثه على هذا النحو ، وإنما كل ما نلاحظه عليه أنه تكلم فيما يختص أسرة النبي بعبارة خالية من الاحترام , ونحن لا نرى اعتراضا على أن يكون مراده بما كتب هو ما ذكر ، ولكننا نرى أنه كان سئ التعبير جدا في بعض عباراته . | “ |
تحصيله العلمي[عدل | عدل المصدر]
- الدكتوراه الأولى في الآداب التى نوقشت فى 15 مايو 1914م عن أديبه الأثير: أبي العلاء المعري .
- دكتوراه فى الإجتماع عن رسالته عن ابن خلدون من جامعة مونبليليه فى فرنسا 1919
- دبلوم الدراسات العليا فى اللغة اللاتينية .
- عميدً كلية الآداب سنة 1930
- رفض منح الدكتوراه الفخرية لكبار السياسيين سنة 1932 وإضطروا إلى طرده من الجامعة ولم يعد إليها إلا بعد سقوط حكومة صدقي باشا.
- عام 1942 اصبح مستشاراً لوزير المعارف ثم مديرا لجامعة الإسكندرية حتى أحيل للتقاعد فى 16 أكتوبر 1944