البارحة القرن الأول الحجري
  • قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ترفيع ألكسندر يفيموف، السفير فوق العادة والمفوض لدى دمشق، ليصبح ممثلا رئاسيا، وهي وظيفة تشابه في مضمونها منصب المندوب السامي الذي كانت تستخدمه الدول الأوروبية خلال فترة احتلالها لدول عربية . القرار يعني تحويل بشار الأسد الى مدير المخفر السوري وتحويل يفيموف الى حاكم سوريا مما يعني إعلان الكرملين صراحة أن سوريا صارت تحت السيطرة الروسية . الاعراب يبيعون أوطانهم او يرهنونها لأجل كرسي فوق مزبلة . من جانب أخر إيجابي , ترفيع بشار الأسد الى قائد مخفر يعني إنه سيبقى متمتعا ببعض الامتيازات المالية و الإدارية و هذا افضل من ان يكون عاطلا عن العمل .على مر التاريخ، كلما استنجد حاكم بدولة عظمى لتنقذ حكمه، يفقد استقلاله ويصير خادما ,هذا هو الف باء اول درس في التاريخ. الدول العظمى لا تحترم الحاكم الذي يستنجد بها ضد شعبه ولا تعطي بدون مقابل.
  • على خطى أوبرا وينفري العرب، أو كريستيانو العرب، مارلين مونرو العرب , بات المواطن الأسود ، جورج فلويد يُعرف في الوطن العربي بـ بوعزيزي أمريكا . المفارقة ان الشاب الذي اتصل بالشرطة بشأن استخدام فلويد عملة مزورة هو محمود أبو ميالة، صاحب متجر Cup Foods الذي يملكه أبو ميالة. من جهته صرح بنيامين نتنياهو ان كل ما تشهده أمريكا من اضطرابات بعد مقتل الأميركي من أصل إفريقي خنقا بركبة أحد أفراد الشرطة بدأ من هذا المتجر اللعين الذي أسسه صاحبه سمير أبو ميالة من مدينة الرملة بفلسطين. وفي غضون اشتعال أمريكا طولاً وعرضاً مارس ترامب ما يستهوي ممارسته كزعيم شعبوي حريص على حشد أنصاره من العنصريين والمؤمنين بالتفوق العرقي الأبيض. وكانت سابقة حقاً إنذاره المتظاهرين بأنهم إذا اقتربوا من البيت الأبيض فسوف ترحب بهم الكلاب الشرسة . كما لم يفوّت الفرصة لتصفية حسابات قديمة مع منظمة أنتيفا المعادية للفاشية والتلويح بتصنيفها في عداد المنظمات الإرهابية .
  • أضرم محتجون في مدينة مينيابوليس الأميركية، النار في مبنى للشرطة احتجاجا على وفاة الشاب الأميركي ذي الأصول الأفريقية جورج فلويد خلال اعتقاله بأيدي رجال شرطة من ذوات الرقبة الحمراء. فيروس كورونا مثله مثل كل الأوبئة الأخرى يأتي وينتهي ولو بعد حين لكن فيروس الغباء والعنصرية لاينتهي, لقد صاحَبنا هذا الفيروس منذ بداية تشكيل الحضارات الإنسانية واستمر إلى اليوم، لا يحصد الضمائر والأخلاق فحسب، بل الأرواح أيضاً .إذا كان البشر لا يزالون في القرن الـ21 يموتون بسبب لونهم، وإذا كان هناك رئيس دولة لا يزال يبني الجدران العازلة ويشير إلى سيادة لون على لون، وإذا اتُّهم الآسيويون فقط بسبب أشكالهم على أنهم حملة فيروس كورونا ، وإذا اضطهدت إنسانة بسبب غطاء رأسها ، وإذا ما زال الصغار يسلحون ، وإذا ما زال البعض يموت جوعاً وآخرون يموتون تخمة حينئذ نعلم أن كورونا هو أقل مخاطرنا ويفترض أن يكون آخر همومنا.
  • يمر العراق بفترة عصيبة بسبب إختفاء حوالي 750 طنا من الحنطة في مخازن مدينة النجف ،لا جديد هنا وربما خبر عادي جدا في بلد علي بابا ولكن الغريب في القصة ان المسؤولين ادعوا أن الطيور اكلتها. تدعو موقع بيضيبيديا هيئة النزاهة العراقية أن تفتح تحقيقا مع جميع الطيور على اختلاف أنواعها في مدينة النجف وجنوب العراق لمعرفة الاجندات الخارجية وراء اختفاء الحنطة من المخازن ونطالب باحالة جميع الطيور المشتبهة بها إلى القضاء بأسرع وقت وانزال اقسى العقوبات عليهم من السجن والحجز على اعشاشهم المنقولة وغيرالمنقولة والإعدام شنقا في أعلى شجرة . هذه الطيور التي عبثت بالعراق ونفطه وخيراته ، سرقت ونهبت ودمرت العراق ووصلت بهم الدناءة أن يسرقوا من حنطة الفقراء. لا والف لا ، نحن نحمل هذه الطيور ما وصل اليه العراق .
  • في تصريح ملفت للنظر خرج علينا الخامنئي بالقول ان الحسن بن علي بن أبي طالب يعتبر اشجع رجل في التاريخ من خلال صلحه مع معاوية !! ويستشف من كلامه رغبته بالصلح مع الولايات المتحدة مناقضا نفسه في جميع تصريحاته السابقة بأنه لا صلح مع الشيطان الأكبر ولا ثقة له بترامب وادارته , هذا التصريح لم يأتِ من فراغ، فالإقتصاد الإيراني على وشك الإنهيار، وهذا ينطبق على الدول السائرة في فلك ولاية الفقيه، العراق ولبنان وسوريا واليمن جميعها تعاني من إقتصاد متردي ، عجز في الميزانية، وإنهيار سعر صرف العملة، تراكم الديون الخارجية، الفساد الحكومي ، والفقر والبطالة، والنقص في الخدمات و الأدوية والمستشفيات ، لقد فضح فيروس كورونا عجز هذه الحكومات التي تتشدق بتسميات عفا عنها الزمن كمحور المقاومة وتحرير القدس، مع ان طريق القدس واضح وليس فيه لبس. المثير في تصريح الخامنئي أن ايران تحارب في العراق وسوريا واليمن تحت راية الحسين الثائر، وتتفاوض مع الشيطان الأكبر تحت راية الحسن المصلح .
  • عادت داعش الى العراق لتغطي على فيروس كورونا، وفشل التعامل معه، وعلى الفساد وكل ما يراد التستر عليه. عادت لتستعيد مكانتها كأداة جاهزة للترويع بحجة محاربة الإرهاب.فقد ظهرت بوادر تغير في خطاب مصطفى الكاظمي، فبعد أن كان يؤكد في خطبه الأولى، على أن حكومته تنوي التحضير لإجراء انتخابات مبكرة في البلاد، تَصدر خطبه في لقاءاته مع السفير الأمريكي أمله في أن تواصل امريكا دعمها للعراق في حربه ضد داعش. لماذا داعش الآن وما هي الجهة المستفيدة من ظهوره في هذا التوقيت؟ هناك جهات تحتاج إعادة نفخ الروح بداعش أو استحداث غيرها إذا استدعت الضرورة. داعش ذات الوجوه المتعددة هي عدو جاهز مُهيأ للاستخدام عند الحاجة، وعودة داعش ضرورة لكل المتنازعين على العراق وهو الخيار الأفضل لاستمرار تقسيم الجو لأمريكا والأرض لإيران .
  • في مفارقة علمانية وعقوبة ربانية لفرنسا التي اضطهدت المسلمين وفرضت الأقنعة لمواجهة فيروس كورونا ومنعت البرقع , ان سلط الله عليهم ان يتنقبوا من رئيسهم الى اخر فرد في المجتمع حيث تاب وتحجب المجتمع الفرنسي ولبس النقاب. ومن سخرية القدر ان فرنسا تستمر في حظرها لارتداء البرقع رغم إلزامها المواطنين على ارتداء الأقنعة للوقاية من فيروس كورونا. قد تكون تلك المفارقة هي التي دفعت إيمانويل ماكرون إلى الظهور بقناع مزين بألوان علم البلاد التي يقول الفرنسيون إنها تمثل قيم الحرية والمساواة. في فرنسا اليوم , إذا كنت مسلما وقمت بإخفاء وجهك لأسباب دينية، فأنت عرضة لغرامة ودورة تثقيفية في المساواة حيث سيتم تعليمك ما يعنيه أن تكون مواطنا صالحا أما إذا كنت مواطنا غير مسلم ، فسيتم تشجيعك وإجبارك على اتباع إجراءات التباعد والإمتناع عن الشرمطة لحماية المجتمع الوطني. هذه القراءة غير المتكافئة لنفس السلوك تعسفية في أفضل الأحوال وتمييزية في أسوأ الأحوال.