كلام كبير.

برنامج يقدمه عماد جندلي أسبوعياً على الفضائية السورية ، وهو نسخة طبق الأصل عن البرنامج اللبناني هيدا حكي، بدءاً من الشارة والديكور، إلى أداء المقدم وحركاته، والفرقة الموسيقية ولكن الاستنساخ مشوه، من حيث الشكل والمضمون . يحاول جندلي على مدار ساعة من الزمن إطلاق مجموعة من الدعابات ، لاستجداء بعض الابتسامات من المشاهدين، تضاف إلى ضحكات اصطناعية يجرى إدخالها قسراً عن طريق المونتاج. جندلي قدم وعوداً بتجاوز جميع الخطوط الحمر، وتخطي الرقابة، وانتقاد الجميع. لكن الجرأة المنتظرة لم تظهر في الحلقات الأولى التي كانت مخيبة للآمال، حيث تناولت قضايا: رمي القمامة في الشوارع ، ومعرض دمشق الدولي ، وانتقاد إيران رياضياً في المباراة المؤهلة للمونديال مع المنتخب السوري.

في الحلقة الثانية، تناول جندلي سندويش شاورما أمام الجمهور ، وهو تقليد معروف للمدعو عبد الله الحاج ، الذي يدعي أنه ملك جمال سوريا والعالم . جرت العادة في هذا النوع من البرامج أن تصبح الفقرات والمواضيع مادة طريفة يتداولها روّاد مواقع التواصل الاجتماعي ، إلا أن كلام كبير يعتمد أساساً على المواضيع المطروحة سابقاً على السوشال ميديا ، ويعمل على إعادة اجترارها ، ما يجعل المنتج النهائي مادة مستهلكة غير صالحة للتداول مرة ثانية . رغم أن تعداد فريق عمل البرنامج يتجاوز 60 شخصاً ، تقوم حلقة كاملة منه على بضعة منشورات على فيسبوك ، إضافة إلى قضايا استهلكتها الكوميديا السورية منذ عقود ، بدلاً من رصد الفضائيات وابتكار مواضيع جديدة . كعادته، لم يرحم جمهور السوشال ميديا البرنامج الجديد، حيث قدّم رواد فيسبوك نصيحة للتلفزيون السوري بالتخلص من عقدة تقليد الإعلام اللبناني .

جندلي ، يتميز بالسماجة وغياب عناصر العفوية والظرافة وخفة الدم ، أنه أشبه بـالمهرج الذي استنفد كل الوسائل الممكنة لإضحاك الناس دون جدوى ، فأصبح بحد ذاته موضوعاً للسخرية. شريك جندلي، الـ DJ سعد ، فيتميز بانعدام الحس الفكاهي، و ردود الفعل البطيئة لديه .

مع بداية الحلقة الأولى ، بدأ الجندلي بالسخرية من الثورة السورية ، حيث يضيف لحديثه بشكل متعمد كلمة ثورة ، ليقتحم أبواب الاستديو أربعة ممثلين ، يمثلون أدوار رجال المخابرات ، ويجبرونه تحت التهديد أن يستبدل كلمة ثورة بكلمة نهضة ، ليكشف الجندلي البعد السياسي للبرنامج والهدف الرئيسي منه. فبعيداً عن المواضيع الاجتماعية الرائجة على وسائل التواصل الاجتماعي، التي يتناولها الجندلي بشكل أبعد ما يكون عن الكوميديا ، في حوارات تفتقد للمرونة واللباقة مع زميله الديجي ، فهو يستهدف وبشكل رئيسي قراءة منشورات أبرز المعارضين ، ويتعمد السخرية منها بشكل بذيء ومستفز ، حيث تناول في الحلقة الأولى منشوراً لفيصل القاسم تجاه المنتخب السوري ، ورد عليه بطريقة بذيئة ومستفزة ، فقط لأنه معارض ، ويسانده الجمهور المأجور في الاستديو ، ويشدد على السخرية، ليؤكد الجمهور مع بداية البرنامج، أن الهدف من وجوده ، المقتصر على الصفوف الأربعة الأولى من المسرح ، هو خلق صورة لرأي عام كاره للمعارضة والثورة . وهو الدور نفسه الذي يمارسه الجمهور في الحلقة الثانية بصورة أشد بشاعة ، حيث يقومون بالبصق على المعارضين السوريين الذين رفضوا تشجيع المنتخب ، ورفعوا علم أستراليا.

هذا النوع من البرامج ليس من اختراع القنوات اللبنانية، وهو رائج في الولايات المتحدة منذ بداية الخمسينيات.

       
إعلاميون من طيزي
أحمد منصور | أحمد موسى | ابراهيم عيسى | الإتجاه المعاكس | الصحافة في الأردن | الصحافة في مصر | الفضائيات العربية | باعث القناة | باسم يوسف | تامر أمين | توفيق عكاشة | جهاد الخازن | خالد أبو بكر | خراء ثقافي | شرطة فكرية | عزمي بشارة | فيصل القاسم | مرتضى منصور | نوري المرادي | عمرو اديب | غباء | كلام كبير | مواعيد التلفزيون | محمد الغيطي | وضاح خنفر | ياسر الحبيب