حميدتي

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
مراجعة 19:15، 6 مارس 2024 بواسطة LolkekBot (نقاش | مساهمات) (←‏top: إضافة تصنيف)
(فرق) → مراجعة أقدم | رؤية النسخة الحالية (فرق) | نسخة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي (1975) تاجر إبل سابقًا، الرجل النحيل الطويل ذا التعليم الابتدائي والزوجات الأربعة ، . رجل سريع الغضب لا يعرف الدبلوماسية , شخص جاهل لا يعرف ان يقرأ أو يكتب , أمّي ترك المدرسة الابتدائية بعد الصف الثالث وعمل في تجارة الجمال والأغنام عبر ليبيا ومصر . اللهم لا شماتة فهو ليس أول أمّي وراعي جمال وأغنام يحكم قطرا عربيا ؛ لقد حكمنا رعاة أمّيون جهلة في أكثر من قطر عربي قبل وبعد استقلال دولنا الإسمي، وما زال يحكمنا أو يشارك في حكمنا أبناء ملوك وأمراء ورؤساء حصلوا على شهادات من جامعات بلادهم بدون جهد ودون أن يتعلّموا شيئا؛ أو حصلوا على شهادات مزوّرة من جامعات أخرى.

حميدتي لا يدرس الأمور السياسية من كل جوانبها، ينحدر من قبيلة عربية بدوية على الحدود بين تشاد والسودان، شخص وظيفي خُلق لتأدية أدوار ميليشاوية . ارتفع طموحه السياسي ، بعد الإطاحة بعمر البشير ، وبات مدعومًا سياسيًا من السعودية والإمارات فالرجل كسر شوكة النظام قبل سقوطة بنحو 100 يوم حين أعلن عصيانه على البشير بالانحياز للمتظاهرين . ينحدر حميدتي من قبيلة الرزيقات ، إحدى أكبر القبائل العربية في إقليم دارفور التي تشكلت منها قوات الجنجويد التي قامت الحكومة بتسليحها، ضمن سياسة القتال القبلي لطرد العنصر الأفريقي من إقليم دارفور، وقامت تلك القوات بانتهاج سياسة القتل الجماعي وحرق قرى المتمردين، في الحرب التي اعتبرت واحدة من أبشع مجازر القرن، والتي خلفت وراءها نحو 300 ألف قتيل، وأكثر من 3 مليون مشرد أصبحوا بلا مأوى.

منح البشير اسم قوات حميدتي لقب حرس الحدود ، ومنحه زيا عسكريا تابعا للقوات المسلحة . صعود حميدتي اللافت وقربه من دوائر النفوذ كان سببا قي العداء الذي لاحقه من المؤسسة العسكرية التي اعتبرته دخيلًا عليها خاصة بعدما منحه عمر البشير ترقية استثنائية برفعه إلى رتبة لواء ، ثم فريق ؛ لكن الرجل الذي اعتاد الحديث عن نفسه بأنه لا علاقة له بالقتال ، ولا الحكومة ، ولا السياسة ، مثل وجوده امتدادا لقوات الدفاع الشعبي التي تشكلت من الإسلاميين لتكون قوة رادعة لحماية المشروع الإسلامي من انقلاب الجيش، وتحسبًا لخيانة صلاح قوش من جهة، والقوة الضاربة في الأرض التي يخشاها المتظاهرون من جهة أخرى. في عام 2014 استجاب البشير لحميدتي ، ووّحد ميليشيات الجنجويد ، وأطلق عليها قوات الدعم السريع، وهو ما أثار حفيظة كبار قادة الجيش الذي رفضوا انضمام تاجر الإبل إليهم، لذا ألحق البشير تلك القوات بجهاز الأمن ، وفي نهاية العام قاد الحزب الحاكم مشروع قانون لتعديل الدستور الانتقالي، والذي أصبحت تلك القوات بموجبه قوة نظامية إلى جانب الجيش والشرطة.

ينقُص حميدتي الذكاء في تشكيل المواقف ، وأحاديثه السياسية ونيران تصريحاته تلحق ضررًا به وبأصدقائه قبل أعدائه. فما حققه من مكاسب عسكرية في مناطق النزاع خسره في ساعتين عند فض قواته للاعتصام أمام القيادة العامة . تورط عناصره في فض اعتصام أمام مقر قيادة الجيش في يونيو 2019 ، الذي أدى لمقتل المئات حيث أحرقت القوات المدججة بالأسلحة الخيام، واغتصبت النساء وقتلت عشرات الناس ، وأغرقت بعضهم في مياه النيل.

مجموعة القوات المنضوية تحت سيطرة حميدتي ليست كتلة بشرية واحدة، وتنقسم بين قطاع كبير منها أشبه بموظفين ينصاعون بالأوامر من أجل الحصول على المال شهريا، وآخرين منتمين للقبائل، والجزء الأخير عناصر لديها ولاء سياسي وإثني لحميدتي . الدور الأبرز الذي لعبه حميدتي كان في حرب اليمن، فبينما طلبت السعودية والإمارات من كلٍ من مصر وباكستان والمغرب وتركيا وبنغلاديش، المشاركة بقوات عسكرية برية قوبل طلبهما بالرفض ؛ لأن حرب اليمن ليست معركة جيش نظامي ، كما أنّ تعدد أطراف النزاع بين تنظيم القاعدة و«الحوثيين» جعلها حرب عصاباتٍ بامتياز، لذا فالصفقة التي عقدها البشير من الدول الخليجية تمثلت بالدفع بقوات الدعم السريع صاحبة الخبرة الطويلة في حرب العصابات مقابل الحصول على منح اقتصادية سخية، وسُرعان ما تمت الصفقة، وبحسب التقديرات غير الرسمية فإن عدد القوات تجاوز 10 آلاف جندي. بالإضافة إلى عشرات الآلات الثقيلة والمدرعات العسكرية.

الخطورة في وضع محمد دقلو تتمثّل في ان الرجل يبذل جهده للسير بالثورة السودانية على خطى حركة 30 يوليو التي أعادت العسكر إلى حكم مصر؛ المراقبون للوضع في السودان يؤكّدون أنه هو من يصدر الأوامر في الخرطوم، ويحاول إفشال الثورة الشعبية السودانية المطالبة بتحقيق العدالة والديمقراطية؛ ولهذا قامت قوات التدخل السريع التي يقودها بقتل وجرح مئات المعتصمين في الثالث من يوليو 2019. حاول حميدتي خداع الشعب السوداني والحصول على تأييده بالادعاء أنه رفض الانصياع لأوامر عمر البشير بفضّ الاعتصام الجماهيري بالقوة، ويعمل على إقامة علاقات شخصية مع قادة الدول العربية المعادية للتغيير الديمقراطي. فقد استغل مشاركة القوات السودانية في حرب اليمن وزار السعودية واجتمع مع ولي العهد محمد بن سلمان، وتمكّن من بناء علاقات وطيدة مع السعودية والإمارات اللتان لا تريدان قيام حكومة مدنية ديمقراطية في السودان، وتعهدتا بتقديم 3 مليارات دولار لدعم اقتصاده المتردي، وتمدان المجلس العسكري بالسلاح لوأد الثورة السودانية وتثبيت المجلس العسكري في السلطة.