• انتشرت فيديوهات مؤلمة لمواطنين عراقيين يأكلون من حاويات النفايات. ما أن نضغط على الفيديو حتى يقابلنا رجل مسن يحاول أن يتماسك وهو على شفير الانهيار فيسند يده على الحاوية ويمد الأخرى ليلتقط بها فضلات الطعام المرمية. يأكل وهو ينظر حوله وكأنه خائف أن يعرفه أحد. لقيمات رغم عفونتها ، ولكنها تسد جوعه وتعفيه أن يمد يده للآخرين. كثيرون لجأوا لأكوام النفايات بعد أن جاء فيروس كورونا . العراق الذي يعتبر من أغنى البلاد العربية بثرواته النفطية أوصله السراق والمليشيات إلى الحضيض.ولكن العراقيين هم كطائر الفنيق يجددون أنفسهم بأنفسهم ويولدون من جديد من رماد احتراق أجسادهم.ففي مدينة النجف، قام طبيب عيون بإجراء عملية لطفلتين صغيرتين من عائلة فقيرة جداً مقابل خبز وحلوى. فقد جاءته الأم وهي لا تملك النقود لإجراء العملية لابنتيها. ولم يكن بحوزتها سوى كسرات خبز وبعض الحلوى فما كان من الطبيب إلا أن قبل عرضها وقام بالعملية معيداً البصر للطفلتين.
  • بمناسبة ذكرى حركة / ثورة / انقلاب يوليو 1952 وقف السيسي يخطب في الجماهير، محاولًا إنجاز استعارةٍ متهافتةٍ لهيئة جمال عبد الناصر مع أن الثابت قطعًا أن عبد الناصر أنجز لمصر السد العالي، فيما ساهم السيسي في إنجاز سد النهضة لأثيوبيا. قال السيسي إنه صار حاكمًا لمصر في ظل تحدّيات غير مسبوقة بتاريخها على حد تعبيره البلاغي الركيك وهي جملةٌ من معلبات التاريخ السياسي في جميع دكتاتوريات الشرق والغرب حيث لابد لكل طاغيةٍ من أن يخترع سياقًا تاريخيًا يظهر فيه بصورة الزعيم الذي خلقه الله لحماية الأمة . 7 سنوات والسيسي معه مفاتيح الجيش والشرطة وفي جيبه اقتصاد البلد , معه إسرائيل وأميركا وأوروبا وروسيا والصين , معه مال السعودية والإمارات , وعلى الرغم من كل ذلك صار عنوانًا للبلادة والفشل في كل الاختبارات الحقيقية . مصر تتحوّل تدريجياً إلى دولة فوتوشوب، مجرّد تكوينٍ فوق رمال ناعمة على شاطئ بحرٍ صاخب، مع أول موجةٍ تنهار الأكاذيب والأوهام، ليرفع الستار عن زعامةٍ كرتونيةٍ مصنوعةٍ في ورش إعلام بلغ من العبط عتياً.
  • لبنان ليس بخير، شعبه يحتضر، اقتصاده منهار مثل أبنائه، طرقاته تضيق من تراكم النفايات، هواؤه مسرطن، زعماء الطوائف يجتمعون يتفقون يختلفون في جحورهم وحين يظهرون يلسعون من بقي حياً, لبنان أطفأت أضواؤه، لا كهرباء، لا ماء، والأسعار حارقة بعد أن تخطى الدولار الواحد العشرة آلاف ليرة.المواطنون في الشوارع يصرخون ولا أحد يأبه لصراخهم.اعتقالات ووعود كلها كاذبة.المؤسسات الصغيرة أقفلت والكبيرة تصرف موظفيها تدريجياً.تم صرف أكثر من 850 موظفاً من مستشفى الجامعة الأمريكيّة في بيروت.لم يكن عدد الأشخاص المطرودين فقط صاعقاً وإنما مشاهدتهم وهم واقفون في حالة من الانهيار أمام المبنى الذي يكاد يهوي من شدة الحزن عليهم، فالحجر في لبنان أشد رأفة من بعض البشر.