شهربانو
شهر بانو شاه زنان بنت يزدجرد بن أنوشروان سبية سيد شباب أهل الجنة الحسين, عندما أُخِذت بنات كسرى الثلاث سبايا إلى المدينة وعرضن للبيع في سوق الحرة , وبعد ان قام تاجر الرقيق بعرضهن للبيع ولمس احداهن بيده صفعته وقيل كسرت انفه . فقال علي بن ابي طالب لعمر بن الخطاب وقيل انهما كانا حاضران : هؤلاء النسوة لا يصلحن للبيع . فقال عمر له. اذن فماذا توصي: فقال علي: ارى ان يجعلن من عطايا بيت المال , وفعلاً فقد اعطيت واحدة للحسين بن علي وهي ام زين العابدين. والذي انقطع نسل الحسين إلا منه ، واما بقية البنات فاحداهن كانت من نصيب عبد الله بن الزبير والأخرى على ما اذكر لعبد الله بن عمر وهذا يعني ان الحسينيين يربطهم نسب بالزبيريين وكذلك بابناء الفاروق . أناس عاشوا سويا ، سبوا سويا ، وتقاسموا السبايا سويا ، ولم ينب المسلمين مما تركوه إلا حربا طائفية تُغَلِّبُ أحدهم على الآخر ! فهل كانوا فعلا أعداءٓ ؟
رابع الخلفاء الراشدين ، علي بن أبي طالب كانت له كلمته في تقسيم سبايا حرب فارس ، بل بنات ملك فارس شخصيا على كل من ابنه الحسين وابن عمر دون نسيان الزبير , إذ يبين لنا هذا بجلاء ، كيف كانوا يُراؤون بعضهم ويحتفظون بأجمل وأحسن السبايا لأنفسهم وأبنائهم ! كيف كان الأسد وحاشيته يقتسمون الولائم بينهم ويتركون الفضلات لأضعف الحيوانات هذا إن تركوها ولأن شر البلية ما يُضحك فقد ذكرني هذا بعدالة الصحابة الكرام وعلى رأسهم الفاروق , سرقوا ونهبوا وقتَّلوا ، لكنهم قطعوا يد السارق الفقير المحتاج في ربع دينار , رحم الله أبا العلاء المعري حيث قال :
تناقُض ما لنا إلا السكوت لـه | وأن نعوذَ بمولانا من النّارِ |
يدٌ بِخَمْسِ مِئِين عَسجد فُديت | ما بالها قُطّعت في ربع دينارِ |
السيّدة شهر بانو بنت يزدجرد بن كسرى ملك الفرس ولقبها شاه زنان ، ومعناه ملكة النساء . السيدة شهر بانو هي جدّة ثمان من الأئمة المعصومين ، وزوجة سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين ، وأم الإمام زين العابدين ، وحفيدة كسرى ملك الفرس . لم يكن بعض أهل المدينة يرغبون في نكاح الجواري حتّى ولد الإمام زين العابدين فرغبوا فيهنّ ، وكان يقال للإمام السجّاد زين العابدين ابن الخيرتين ، فخيرة الله من العرب هاشم ، ومن العجم فارس . لمّا ورد سبي الفرس إلى المدينة أراد عمر بن الخطاب بيع النساء ، وأن يجعل الرجال عبيداً , متى استعبتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار , فقال علي : إنّ رسول الله قال : أكرموا كريم كلّ قوم . فقال عمر : قد سمعته يقول : إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه وإن خالفكم .
هل تتخيلون بنات كسرى مقيدات مذلولات تحت الشمس المحرقة ونيران أنظار باعة أسواق النخاسة ، ينظرن وسط الجمهور الغفير ، مشيرات بأصابعهن إلى المختارين الثلاثة , طبعا ، كما قالوا عن الناقة وبناء المسجد ، خلوا سبيل الناقة ، فإنها مأمورة وخلوا بنات كسرى ، فهن ملهمات مأمورات لاختيار آزواج سيقتسمون معهن جنة الخلد , ألم يقولوا عن الحسين سيد شباب الجنة ، مع أنه توفي بعد سن الستين ؟ أو لم يقتل بن عمر انتقاما لموت أبيه أناسا ظلما وعدوانا فلم يجرؤ عثمان على عقابه أو القصاص منه ؟ فالقصاص يُفرض على الفقراء والحدود للفقراء دون غيرهم أو لم يتسبب ابن الزبير في حروبه مع الحجاج بن يوسف الثقفي وعبد الملك بن مروان في هدم بيت الله ، واغتصاب آلاف العذارى ؟
توفّيت السيدة شهر بانو في الخامس من شعبان 38 هـ بالمدينة المنورة ، وذلك في نفاسها ، أي حين ولادتها للإمام زين العابدين وهكذا ، ضمن الشيعة احسن نسب ، رحم الله شهر بانو ، أخذ الله روحها قبل أن تعرف ذل الضرائر وملكات يمين الحبشة واليمن .