شهربانو

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

شهر بانو شاه زنان بنت يزدجرد بن أنوشروان سبية سيد شباب أهل الجنة الحسين, عندما أُخِذت بنات كسرى الثلاث سبايا إلى المدينة وعرضن للبيع في سوق الحرة , وبعد ان قام تاجر الرقيق بعرضهن للبيع ولمس احداهن بيده صفعته وقيل كسرت انفه . فقال علي بن ابي طالب لعمر بن الخطاب وقيل انهما كانا حاضران : هؤلاء النسوة لا يصلحن للبيع . فقال عمر له. اذن فماذا توصي: فقال علي: ارى ان يجعلن من عطايا بيت المال , وفعلاً فقد اعطيت واحدة للحسين بن علي وهي ام زين العابدين. والذي انقطع نسل الحسين إلا منه ، واما بقية البنات فاحداهن كانت من نصيب عبد الله بن الزبير والأخرى على ما اذكر لعبد الله بن عمر وهذا يعني ان الحسينيين يربطهم نسب بالزبيريين وكذلك بابناء الفاروق . أناس عاشوا سويا ، سبوا سويا ، وتقاسموا السبايا سويا ، ولم ينب المسلمين مما تركوه إلا حربا طائفية تُغَلِّبُ أحدهم على الآخر ! فهل كانوا فعلا أعداءٓ ؟

رابع الخلفاء الراشدين ، علي بن أبي طالب كانت له كلمته في تقسيم سبايا حرب فارس ، بل بنات ملك فارس شخصيا على كل من ابنه الحسين وابن عمر دون نسيان الزبير , إذ يبين لنا هذا بجلاء ، كيف كانوا يُراؤون بعضهم ويحتفظون بأجمل وأحسن السبايا لأنفسهم وأبنائهم ! كيف كان الأسد وحاشيته يقتسمون الولائم بينهم ويتركون الفضلات لأضعف الحيوانات هذا إن تركوها ولأن شر البلية ما يُضحك فقد ذكرني هذا بعدالة الصحابة الكرام وعلى رأسهم الفاروق , سرقوا ونهبوا وقتَّلوا ، لكنهم قطعوا يد السارق الفقير المحتاج في ربع دينار , رحم الله أبا العلاء المعري حيث قال :

تناقُض ما لنا إلا السكوت لـه وأن نعوذَ بمولانا من النّارِ
يدٌ بِخَمْسِ مِئِين عَسجد فُديت ما بالها قُطّعت في ربع دينارِ

السيّدة شهر بانو بنت يزدجرد بن كسرى ملك الفرس ولقبها شاه زنان ، ومعناه ملكة النساء . السيدة شهر بانو هي جدّة ثمان من الأئمة المعصومين ، وزوجة سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين ، وأم الإمام زين العابدين ، وحفيدة كسرى ملك الفرس . لم يكن بعض أهل المدينة يرغبون في نكاح الجواري حتّى ولد الإمام زين العابدين فرغبوا فيهنّ ، وكان يقال للإمام السجّاد زين العابدين ابن الخيرتين ، فخيرة الله من العرب هاشم ، ومن العجم فارس . لمّا ورد سبي الفرس إلى المدينة أراد عمر بن الخطاب بيع النساء ، وأن يجعل الرجال عبيداً , متى استعبتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار , فقال علي : إنّ رسول الله قال : أكرموا كريم كلّ قوم . فقال عمر : قد سمعته يقول : إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه وإن خالفكم .

هل تتخيلون بنات كسرى مقيدات مذلولات تحت الشمس المحرقة ونيران أنظار باعة أسواق النخاسة ، ينظرن وسط الجمهور الغفير ، مشيرات بأصابعهن إلى المختارين الثلاثة , طبعا ، كما قالوا عن الناقة وبناء المسجد ، خلوا سبيل الناقة ، فإنها مأمورة وخلوا بنات كسرى ، فهن ملهمات مأمورات لاختيار آزواج سيقتسمون معهن جنة الخلد , ألم يقولوا عن الحسين سيد شباب الجنة ، مع أنه توفي بعد سن الستين ؟ أو لم يقتل بن عمر انتقاما لموت أبيه أناسا ظلما وعدوانا فلم يجرؤ عثمان على عقابه أو القصاص منه ؟ فالقصاص يُفرض على الفقراء والحدود للفقراء دون غيرهم أو لم يتسبب ابن الزبير في حروبه مع الحجاج بن يوسف الثقفي وعبد الملك بن مروان في هدم بيت الله ، واغتصاب آلاف العذارى ؟

توفّيت السيدة شهر بانو في الخامس من شعبان 38 هـ بالمدينة المنورة ، وذلك في نفاسها ، أي حين ولادتها للإمام زين العابدين وهكذا ، ضمن الشيعة احسن نسب ، رحم الله شهر بانو ، أخذ الله روحها قبل أن تعرف ذل الضرائر وملكات يمين الحبشة واليمن .