يلعن إللي طرقك

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

يلعن إللي طرقك مصطلح سوقي أردني إلا أنه له أصل في العربية الفصيحة . من تنويعات هذه العبارة "يلعن إللي نفضك" ، وقد تنطق "يلعن" مع القلب المكاني/ الإبدل للام والنون أي "ينعل/ ينعن"، وقد تضاف كلمة أبو بعدها أي: "يلعن/ ينعل/ ينعن (أبو) إللي طرقك/ نفضك"! . يقول أمرؤ القيس:

فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ وَمُرْضِعٍ فَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْوِلِ
  • ألهيتها : أي أشغلتها .
  • ذي تمائم محول : أي صبي صغير يلبس التمائم (ذو تمائم) وعمره سنة فقط .
  • محول : مر عليه الحول .
  • أما كلمة "طرق" فيقال أنها تعنى زارها ليلاً ، وأنا في رأيي أنها هنا بمعنى جامعها ودليلي على ذلك البيت الذي يليه:
إذا مَا بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ لَهُ بِشِقٍّ، وَتَحْتِي شِقُّهَا لَمْ يُحَوَّلِ

أتوقع ما في داعي أشرح ! حسب لسان العرب : "الطرق في الأصل: ماء الفحل ، وقيل هو الضِراب ثم سمي به الماء واستطرقه فحلاً: طلب منه أَن يُطرقه إِياه ليضرب في إِبله. وطروقة الفحل: أنثاه، يقال: ناقة طروقة الفحل للتي بلغت أن يضربها الفحل، وكذلك المرأة. وتقول العرب: إِذا أَردت أَن يشبهك ولدك فأغضب طروقتك ثم ائتها. وفي الحديث: كان يصبِح جنباً من غير طروقة أَي زوجة، وكل امرأة طروقة زوجها، وكل ناقة طَروقة فحلها، نعت لها من غير فعلٍ لها؛ قال ابن سيده: وأَرى ذلك مستعاراً للنساء كما استعار أَبو السماك الطرق في الإنسان حين قال له النجاشي: ما تسقنيي؟ قال: شراب كالورس، يطيب النفس، ويكثر الطرق ... وقد يجوز أن يكون الطرق وضعاً في الإنسان فلا يكون مستعاراً. وفي حديث الزكاة في فرائض صدقات الإِبل: فإِذا بلغت الإِبل كذا ففيها حقَة طروقة الفحل؛ المعنى فيها ناقة حقَة يطرق الفحل مثلها أي يضربها ويعلو مثلها في سنها، وهي فعولة بمعنى مَفْعولة أَي مركوبة للفحل. ويقال للقَلُوصِ التي بلغت الضَّرابَ وأَرَبَّتْ بالفحل فاختارها من الشُّوَّل: هي طَرْوقَتُه. ويقال للمتزوج: كيف وجدتَ طروقتك ؟ ويقال: لا أطرق الله عليك أَي لا صير لك ما تنكحه ... وأصل الطرق الضِراب ثم يقال للضارب طرق بالمصدر، والمعنى أنه ذو طرق؛ قال الراعي يصف إِبلاً: كانت هجائن منذر ومحرقٍ أماتهن وطرقهُن فحِيلا أَي كان ذو طرقها فحلاً فحيلاً أَي منجباً. وناقة مطراق: قريبة العهد بطرق الفحل إِياها. وطبعاً عمنا أمرؤ القيس ما بيوفر حدا!

تفسير العبارة في اعتقادي أن الذي "طرقك/ نفضك" تعني والدك / أباك، ويكون المعنى مشابهاً لكلمة "الذي بزرك" المستخدمة في اللهجة الأردنية كذلك . حسب القاموس المحيط "نفضت المرأة: كثر ولدها، وهي نفوض"، هذا في الأصل، وربما عممت الكلمة لتشمل الأب كما في كلمة "والد"، أي الذي يلد! في حديث عمرو بن العاص أنه قدم على عمر، رضي الله عنه، من مصر فجرى بينهما كلام، وأَن عمر قال له: إِن الدجاجة لتفحص في الرماد فتضع لغير الفحل والبيضة منسوبة إِلى طرقها، فقام عمرو متربد الوجه؛ قوله "منسوبة إِلى طرقها" أَي إِلى فحلها (لسان العرب) وأنا أقول الى أبيها، فالنسبة هنا للبيضة وليس للدجاجة! وفي عبارتنا (الذي طرقك / نفضك) الدلالة هي "سبب وجودك" بشكل مجازي ومختصر، فهي دعاء على والد المخاطب تقال للتندر و للأسف بستخدموها الشباب زي السلام عليكم!

هنالك رأي آخر يقول أن الأصل في هاتين العبارتين هو الذي "أطرقك/أنفضك"، الأولى بمعنى أحزنك والثانية بمعنى أفزعك، أي أن العبارة الفصيحة هي:" لعن الله الذي أحزنك/ أغضبك". فيكون الأصل في العبارة بمثابة الدعاء للمخاطب بدلاً من الدعاء عليه! إلا أن استخدام نفس العبارة عند الغضب والتهديد ولكن بصيغة "واللهي لألعن (أبو) إللي طرقك/ نفضك"، دليلٌ على المعنى السلبي للعبارة في اعتقادي وتخطيء لهذا الرأي.

في سياق متصل، يذكر إن تنظيم داعش الإرهابي كان قد أصدر بياناً ذكر فيه العبارات والألفاظ الدارجة في الشارع السوري والأردني التي يمكن إعدام من ينطقها، ومنها عبارات مثل "

  • يلعن اللي طرقك
  • والله لاعبدك العجل
  • بعرض اختك
  • بشرفك
  • الله يظلمك مثل ما ظلمتني
  • الله بيعطي ناس وبيحرم ناس
  • الله بشوف الصالح وبنسى الطالح
  • قتلك حلال،
  • فلان حرام يموت ، فلان مسكين ما بيستاهل .
  • الله يصب المصايب عليه صب
  • استفقاد الله رحمة، اسمع يا الله ، بس أصلي بتكثر علي المصايب، ما صدقت على الله، آخر ما عمر الله، يسلم لي الله، اسع يا عبدي لأسعى معك,
  • بدي أحسب الله ما خلقك ، بس يجي الصبي منصلي على النبي ، سايق عليك الله و لا حول الله ، ما بفيدنا صلاة ولا صيام،
  • خلي الله على جنب، خلي الدين على جنب ، كثر خير الله ، الله مع دواليبك .

ذات صلة[عدل | عدل المصدر]