هيلا ميفيس

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

هيلا ميفيس (1972) هي أحدى قديسات ألمانيا النازية , سيدة المانية مثقفة ناجحة في مجال عملها تتمتع بكل الامتيازات الممنوحة للألمان من حكوماتهم المتعاقبة. لديها بالتأكيد ضمان صحّي يمنحها راتبًا شبه كامل في حالة المرض أو التقاعد واذا ما اُصيبت بعاهة ما في العمل أو في أوقات الفراغ. كما يحقّ لها الحصول على كافة الحقوق الاقتصادية والمالية في حال أزرى بها الدهر – مثلًا في حال فقدت عملها. في بيتها ماء وكهرباء 7/24 وقرب باب بيتها محطة الباص العمومي الذي يأتي طبقًا لجدول زمني معروف، وزيادةً على ذلك لديها سيارة موديل 2015. حياتها هادئة الى حدّ الرتابة. وصداقاتها عميقة وعلاقاتها بمن حولها واضحة الى حدّ كبير. وفوق كلّ هذا لديها جواز سفر هو أحد أفضل ثلاث جوازات سفر في العالم يمنحها حرية السفر الى جهات العالم الأربع دونما عناء، أي الى 168 دولة في العالم كلها ترحب بها وتأخذ لها تعظيم سلام.

اختُطفِت من أحد شوارع الكرادة في بغداد في منتصف يوليو 2020 , في عرض الشارع وفي منطقة تعج بالحمايات والقوات الأمنية وكاميرات المراقبة , ثم تم تحريرها بعد 3 ايام فقط بصورة درماتيكية تثير الف سؤال وسؤال جرّاء صفقة أسفرت عن اطلاق سراح ضابط ايراني من فيلق القدس كان محتجزًا لدى حكومة العراق . لا أحد يعرف غير الراسخين في خفايا الامور كيف اختطفت هذه الولية بهذه الطريقة الهوليوودية و البوليوودية ان كنت من محبي الافلام الهندية . يعتقد احد المشبوهين واسمه قيس الخزعلي ان ميفيس قد تم إختطافها لتعطيل صفقة الدولة العراقية مع شركة سيمينس بشان إصلاح الكهرباء في العراق.

أما كيف يمكننا أن نحزر ذلك فالأمر بسيط لأن المواطن متوسط الحال في ألمانيا ودول عديدة من الاتحاد الاوروبي يعيشون في مستوى مشابه لذلك الذي افترضناه. عراقيون كثر عبروا عن ارتياحهم بعد ابعاد المواطنة الالمانية الى بلدها ، لأنها حسب اعتقادهم – وحسبما جاء في تصريح الناطق بإسم الحشد الشعبي – طُردت من العراق لأنها كانت تمارس أعمال تجسس لحساب دولة أخرى هي اسرائيل (كالعادة) وأنها دخلت البلد بشكل غير قانوني الخ.

كان التساؤل الأكبر لهؤلاء الشبّان والشابات لماذ تركت هذه الالمانية بلدها وجاءت الى العراق؟ أي لماذا تضحّي هذه السيدة الغريبة عن العراق بكل امتيازاتها وعلى رأسها نعمة الكهرباء (7/24) في هذا الصيف اللاهب وتأتي الى العراق لو لم يكن لديها أجندة خفيّة؟ الحقيقة، ليس هناك جواب مقنع للردّ على هكذا سؤال دون إهانة العراق بلدًا وشعبًا. لأن المعنى المخفي ما بين السطور في ذلك السؤال هو: ماذا تفعل هذه الإنسانة في بلدنا الذي هو تلّ قمامة أو مرحاض عام وشعبنا الذي هو عبارة عن كائنات غير بشرية تأكل بعضها بعضًا، وتتحمل كل هذه المهانة والخراب الكبير إلا إذا كان لهذه السيدة هدف غير معلن؟ لا مجال لفهم السؤال إلا بهذا الشكل! الشباب الذي يهاجمون كلّ من أدان اختطاف هذه الأجنبية في عاصمتنا المحتلة من قوى الفساد والعصابات والميليشيات والأحزاب ودول العالم أجمع، لم ينظروا جيدًا الى المعنى الخفيّ في سؤالهم الذي يعيدونه بالحاح كبير مطالبين الآخرين بالجواب عليه.

الأكيد أن هيلّا ميفيس قدمت الى شباب بغداد من الفنانين والموهوبين ما استطاعت اليه سبيلا. وربما جاءت الى بلد يُذكرّها ببلدها حينما تحوّل في غفلة من الزمن الى الديكتاتورية النازية وقد جاءت الى العراق لتساهم مع شبابه في منع تكرار ذلك. لكن خطيئتها الكبرى عند مغادرتها بغداد التي أحبتها كانت: أنها كشفت كم هيّ هشة نظرتنا الى بلدنا والى أنفسنا وكم هيّ دونية تقييماتنا لذواتنا وحياتنا وحاضرنا وماضينا ومستقبلنا، حتى أنّ حياتنا لا تستحقّ أن يُنظر لها باحترام وأن يمنحها أحدٌ ما اهتمامه أو حيّزًا في تفكيره! وتلك خطيئةٌ لا تُغفرُ لك يا هيلا ميفيس.

عملية إختطافها تعد امرا غريبا كونها عاشت في العراق سنوات عديدة دون مشاكل ومع كون الجماعات المسلحة موجودة على الأرض وتنشط على الساحة منذ الغزو الإمريكي للإطاحة بنظام صدام حسين، لكن يبدو إن الطرف الذي قام بالعملية هو جزء من الإدارة السياسية الحالية ويستعمل أسماء المليشيات أو "الجماعات المسلحة المتواجدة على الأرض" بتعبير أكثر موضوعية ومصداقية.. من أجل التمويه عن المرتكب الحقيقي للخطف. بدليل انه تم الإفراج عنها بدون ذكر حتى إسم "الجماعة الخارجة عن القانون" التي اختطفتها ناهيك عن كونها اتخطفت أمام انظار نقاط أمنية وهذا نفس ما حصل في عملية تصفية المحلل السياسي هشام الهاشمي في المنطقة الخضراء حيث يشتبه إن الطرف المرتكب للعملية أو الأغتيال هو محسوب على جهات سياسية متحكمة والا لما استطاع المرور كالشبح والخروج كالشبح في منطقة شديدة التحصين وتنتشر فيها النقاط الأمنية على مسافات ليست بالبعيدة ناهيك أيضًا ان وقت الأغتيال كان ضمن حظر التجوال المفروض بسبب تفشي فيروس كورونا في العراق.

لا تخفي حبها للعراق فهي نصف عراقية - نصف ألمانية وجاءت لتعيش هنا في بغداد رامية في عرض الحائط كل ما يدور في وسائل الإعلام عن خطورة الوضع أو إندعام الأمن واكتسبت محبة لدرجة خروج تظاهرات للمطالبة بالإفراج عنها والقبض على العصابة الخاطفة كما انها أرادت تقديم صورة مشرقة عن العراق لجرائد وصحف ومواقع إلكترونية باللغة الألمانية وتعتقد إن الفن والرياضة والحب الإجتماعي هو الثلاثي الذي يصنع مجتمع ناجح وشخصية متزنة سوية. هناك بعض المحللين الأمنيين يخشون أن تكون تلك الأحداث والتي من ضمنها تصفية ضابط أمن في طارمية بغداد يشتبه ان عملية القتل وقعت من داخل المؤسسة الأمنية وليس من خارجها (تنظيم القاعدة أو تنظيم داعش أو تنظيم محشي البيتنجان وغيرها من التنظيمات الهلامية التي لايوجد لها وجود فعلي حقيقي على الأرض يتم إستخدام اسمائها دائما كشماعة هزيلة للتغطية على الأطراف الحقيقية المتورطة.