محمد منير (10 أكتوبر 1954 ) مطرب من مصر ولد في قرية منشيه النوبة ولكنه لايمثل النوبة , يشتهر أغانيه بإختلاط الجاز مع الموسيقى النوبية ولكن أغانيه لا تلقي رواجا بين النوبيين ، بالرغم من قدرته على خداع غيرهم بالموسيقى النوبية في أعماله الفنية ، وبالدف الذي يحمله في أغانيه المصورة ، وبالأطفال السُمر الذين يمرحون معه. كما يمكنه خداع أي شخص بقَصره المشيد على ضفاف النيل بأسوان، وكأنه يعود وحيدا بعد غرق قريته بمنشية أسوان بعد بناء السد العالي ، ولكن هذا الخداع لا ينطلي على النوبيين . أغانيه النوبية مختلطة باللغة العربية ، تعكس مدى ركاكة نطقه للغة النوبية التي لا يجيدها . خلال مشواره الفني الذي وصل إلى ما يقرب من 350 أغنية ، كان إنتاجه لأغانٍ نوبية جديدة قليلًا جدا ؛ ومع ذلك تظهر مهارته التجارية في كل ألبوم، باختياره لأغنية نوبية يقوم بتعريب جزء منها وإعادة صياغتها ، كما حدث مع أغنية شمندورة ، وأغنية أباياسا للفنان النوبي الراحل سيد جاير، التي كانت في الأساس رثاء لحال النوبيين بعد التهجير وأحلام العودة ، لكن منير اقتنص مقطعين منها وغفل عن باقيها الذي يتحدث عن قضية حق العودة ، التي لم يقحم نفسه بالإشارة إليها طيلة مسيرته الفنية.

في لقاء البيت النوبي مع منير عام 2008 سألته المذيعة عن مشكلة النوبيين وقضية التهجير وكان رده مخيبا للآمال النوبية تمامًا حين قال:

إيه مشكلة النوبيين! مفيش مشكلة.. ماتكبريش الموضوع

لتتلاشى طموحات النوبيين في المغني النوبي المشهور، الذين أملوا أن يكون لهم سندا وعونا، وختم أفعاله مع أهل النوبة بمسلسل المغني الذي صور فيه النوبيين وهم مسرورون بالتهجير، ويحملون صورا للرئيس جمال عبد الناصر، أثناء إبعادهم عن منازلهم لبناء مشروع السد العالي في بداية ستينات القرن الماضي الذي أدى إلى غمر مياه بحيرة ناصر لقرى نوبية بكاملها، وتهجير 18 ألف أسرة عن ديارهم إلى هضبة كوم امبو بشكل غير إنساني ، حيث كان يتم نقلهم في صنادل نيلية مُخصصة لنقل المواشي. بالإضافة إلى استخدامه اللهجة الصعيدية في حوارات المسلسل، والتي لا تمت بصلة للغة النوبية القديمة التي كان يتحدث بها أهل النوبة قديما، ليأتي هذا المسلسل ويقصم ظهر البعير، ويترك منير خارج اختيارات النوبيين وخارج مجتمعهم، حتى إنهم أطلقوا وسمًا بعنوان لمغني_لا_يمثل_النوبة على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهروا فيه مدى رفضهم للعمل الزائف وخيبة أملهم الكبيرة في المغني الشهير.

أغنية عن النوبة ليست لمحمد منير

شتاء 1966 , بعد مرور عام ونصف على تهجير النوبيين من بلادهم الأصلية بسبب السد العالي قام محافظ أسوان وقتها الفريق مدكور أبو العز بزيارة إلى كوم أمبو وبالتحديد قرية أبو سمبل لتفقد أحوال النوبيين فى المهجر الجديد . وبما أن السيد المحافظ فى القرية الفنانة المشهود لها بالطرب فقد كان لابد من فقرة فنية غنائية للترحيب بالضيف الكبير ، وهنا صعد على المسرح الأستاذ العملاق العبقري الراحل سيد جاير طيب الله ثراه وغنى أغنيته الشهيرة ووه حنينه ، وما أن أنشد سيد جاير مذهب الأغنية وأول كوبليه [1] حتى ضج المكان بالبكاء والنحيب والعويل ، أحد الرجال ، قام وخلع عن رأسه عمامته وحزَّم بها وسطه وراح يولول ويلطم ويبكى بحرقة زادت من بكاء ونحيب الجمع الحاضر .إستغرب واندهش وتعجب الضيف الكبير مدكور أبوالعز وبدت على وجهه علامات البلاهة والوجوم مما يحدث ، فطلب من أحد الحضور بأن يترجم له ما يتغنى به سيد جاير كي يعرف أسباب كل هذا البكاء والنحيب . وعندما عرف الحكاية ، عبس وأدبر واستكبر فأمر ألا تذاع أو تُغَنَّى هذه الأغنية مرة أخرى على الإطلاق .