الفرق بين المراجعتين لصفحة: «قالب:مقالة مختارة»

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تمت إضافة المحتوى تم حذف المحتوى
لا ملخص تعديل
لا ملخص تعديل
سطر 1: سطر 1:
[[صورة:Herding Sheep-Ochoco (24857733313).jpg|120px|left|]]
[[صورة:Alberto conversi profile pic.jpg|120px|left|]]
'''[[مندس|المندس]]''' , [[أنا]] من عائلة كبيرة , تكاثرنا جيلاً بعد جيل بطرق محزنة حتى لا ننقرض وها نحن كثيرون جداً لدرجة أننا لا نعرف بعضنا البعض ولا نشبه بعضنا البعض . اليوم قتلت شخصاً في ساحة الإعتصام وعندما عدت لل[[بيت]] وجدت [[أب]]ي [[بكاء|يبكي]] , سألته : ماذا هناك يا أبي ؟ قال: غريب ما .. قتل أخاك في الشارع , أصابته طلقة لأن صوته أصاب عروش [[دكتاتور|الطغاة]] , آه كم كانت [[ولادة|ولادته]] عسيرة ، لكن قميصه المضرج بالدمِ أفضل ! لونه ضارب للسمرة اكثر من الحمرة، ارجواني مطعون بالبنفسج الكئيب ، كان مرحاً قبل يومين ، أقرانه في ساحة الإعتصام أشعلوا شمعة عرفتها من بين الشموع . المندس [[شخصيات|شخص]] ينتمي الى الفئات الأكثر هامشية و[[مراهقون|الأصغر سناً]] والأكثر بطالة بين الشباب كان قبل [[الثورة]] صغيراً حتى أن يذهب لل[[مقهى]] أو يتأخر ليلاً , طالت [[لحية|لحيته]] من وقوفه تحت الشمس من تموزَ الى تموز ، منذ [[ولادة|ولادته]] يبيع الماء أو يفرش بضاعته على [[الأرض]] ليصادرها [[شرطة|شرطي]] بأمر [[زعيم|الرئيس]] . يعيل خمسة أو سبعة أفراد ، ويحفظ جدول ضربه الذى أضيف عليه رصاص القناص , لم يرى [[دولار]]اً واحد ؛ أما المليار فرقم فلكي صعب لا يدركه , فشهور [[سرقة|السراق]] طوال والمال شحيح لا يكفي أما شهور الضيم على البؤساء فهو الأعرف بقسوتها.
'''[[الطائفية]]''' : فيما يلي درس ل[[مواطن]]ين من دول متعددة القوميات وال[[أديان]] والمذاهب والطوائف أطاحوا حديثا أو يحاولون الإطاحة ب[[دكتاتور]]هم . هل انت [[مواطن]] من شبه [[دولة]] , متعددة الأعراق والقوميات وال[[أديان]] والطوائف , أُطيح ب[[دكتاتور]]ها مؤخرا لكنك لا تشعر بالإنتماء لتلك المجاميع وتعتبرها جزءا من ثقافة [[خروف|القطيع]] , هل تم إيقاظك في [[كهرباء|الساعة الثالثة فجراً]] فلم تنهض بسهولة [[شلوت|فرفسوك]] ثم ضغطوا رأسك [[حذاء|بالبسطال]] فإستطال وتربع وتقوس وجهك لعدم إنتمائك الى طائفة تدافع عنك ب[[عصب]]ية [[عمى الألوان|عمياء]] . هل أنت [[شيعة|شيعي]] و[[بكاء|بكيت]] عندما تم إعدام [[صدام حسين]] ؟ , مارونية أرثذوكسية سريانية مثل [[فيروز]] ومعجبة ب[[حسن نصرالله]] ؟ , [[علوية|علوي]] وتعتبر [[بشار الأسد]] طاغية ؟ , هل انت [[أقباط|قبطي]] وتعتبر [[زكريا بطرس]] ابن متناكة ؟ .هل تنتمي الى فصيلة من [[ثدي|الثديات]] الذين تقع عليهم آلاف الأسئلة التي تهرسهم و تدهسهم وتفرم عظامهم، وليس لهم إلا جواب واحد هو '''و[[الله]] العظيم انا مليش دعوة يا فندم''' .إن كان جوابك نعم لأي من هذه الأسئلة فأنت مهدد [[الموت|بالإنقراض]] , لقد حان الوقت لتأسيس طائفة خاصة بك مليئة [[عصب|بالغضب]] واليأس والإحباط ، كرد فعل على اتساع مدّ العنف الطائفي .الخطوة الأولى هو العثور على ثقب صغير في جسمك أصغر من خرم [[طيز]]ك والنظر من خلال ذلك الثقب الى [[حقير|الحقراء]] الآخرين الذين يشاركونك [[وطن]]ك و[[مدن|مدينتك]] و قريتك . سوف تحتاج الى قطيع خاص بك يعتبرونك سيدا ًعزيزا [[حفظه الله ورعاه|محبوبا ًمغفور الذنب]] ولو كنت من أقذر الناس وأكثرهم إجراما ًوقتلا وسفكا للدماء ويعتبرون الآخرين حقراء مكروهين مهدورة دمائهم و[[دولار|مالهم]] حتى لو كانوا من خيرة ال[[بوكيمون]] وأكثرهم صدقا ًوإخلاصا ً.


يساعد المندس على التحلل من عبء المسؤولية [[الوطن]]ية و[[الأخلاق]]ية من خلال تحميله وزر التخريب وال[[فوضى]] والدمار . لا [[هوية]] واضحة ومعلنة له , يتغلغل في الحشود . شخص [[عصب|غاضب]] ويائس ومستضعف مثخن بالإحباط واليأس والقنوط لا يجد إلا أن يعبر عن مرامه بالإحتجاج وإن كان مرفوضاً ومستهجناً من قبل الأكثرية القانعة والمستريحة . المندس شخص سأم الوعود وعمل اللجان الحكومية وانتظار نتائج الاجتماعات الموسعة على مستوى الرئاسات ورؤساء الكتل [[سياسة|السياسية]]. لم يعد بإستطاعته الصبر على مشروعات قوانين تعد بالخير الوفير في زمن ومكان يضيق بقاطنيه . لا يتقن على الأغلب [[أدبيات|أدب]] كتابة البيانات [[الثورة|الثورية]] المفوهة أو الخطابات المعبرة ببلاغة عن معاناته لكنه يمثل ذروة ما ينبغي الاستماع إليه والصبر على غضبته.
يمكنك الحصول على القطيع بسهولة في [[الشرق الأوسط]] حيث ان مربّو [[خروف|الغنم]] في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف ، وأجور النقل يعانون صعوبات جمّة في تربية أغنامهم ، ليكون مصيرها [[لجوء سياسي|التهريب إلى خارج الحدود]] . فالقطعان على قفى من يشيل في [[سوريا]] و [[العراق]] ، و[[السعودية]] و[[البحرين]] و[[اليمن]] , أمّا [[لبنان]] ، فيعد السوق الأكبر [[خروف|للأغنام]] . ينظّم المهربون عملية تقسيم الأغنام على عدة [[سيارة|سيارات]]. تكتفي كلّ سيارة بحمل ما لا يتجاوز 5 رؤوس ، لإعفائها من مساءلة السيطرات [[العدم|الوهمية]] في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة . يمكنك بدء طائفتك من خمسة [[خروف|خرفان]] يعتبرونك أفهم وأقدر منهم على [[فكرة|التفكير]] واتخاذ القرارات المناسبة يجب ان يكون الخرفان من [[الجهل|الجاهلين]] المفوهين المتحذلقين، أنصاف وأرباع [[التعليم|المتعلمين]] و الذين يعتقدون ببساطة شديدة بالخرافة و[[ضرطة|المعجزات الخارقة]] في زمن علم الوراثة والفلك و[[داروين]] و[[ألبرت أينشتاين|آينشتاين]] والفيزياء الكوانتية وما بعد الفيزياء الكوانتية , والعاجزين تماماً عن الفهم المجازي لقصص [[القرآن]] و[[العهد الجديد|الإنجيل]] و[[التوراة]] وحوريات [[الجنة]] و[[غلمان]]ها ومصّرين إصرارا شديدا على الفهم الحرفي [[غباء|الغبي]] القاصر للنص ال[[مقدس]].


في كل اضطرابات تشهدها [[دول عربية|الدول العربية]] هناك اتهام جاهز تطلقه الأنظمة وعليه تبرر [[قمع]]ها للمحتجين , التهمة الجاهزة هي وجود مندسين بين جموع المحتجين ، وهؤلاء المندسون أصحاب أجندات خاصة تتلقى [[تعليم]]اتها لتنفيذ مؤامرة تحاك من أعداء البلد في الخارج ، المندسون هم من شوهوا مطالب شباب [[تونس]] ، وهم من خرب وحرق وقتل ودمر , هذا ما قاله الرئيس المخلوع [[زين العابدين بن علي]] ونفس الشيء قاله الرئيس المخلوع [[حسني مبارك]] . ونفس الشيء قاله ملك الملوك وعميد الحكام [[العرب]] وأمير المؤمنين [[معمر القذافي]] . كما قاله الرئيس [[اليمن]]ي و[[سوريا|السوري]] و[[البحرين]]ي، وهو ما يقوله كل رئيس [[عرب]]ي إذا ما ثار [[شعب]]ه مطالبا بحقوقه [[سرقة|المسروقة]].
لكي يصبح الفرد عضواً في طائفتك يجب عليه أداء قسم العضوية و[[كافر|الكفر]] ب[[الوطن]] الذي نشأ وترعرع فيه فذلك الوطن الصغير لا يستطيع أن يستوعبه ويستوعبهم , ف[[الوطن]] إن لم يكن لك... يجب ألا يكون لأحد . لشراء [[خميعة|العلف]] لطائفتك ستحتاج الى إختيار ممول . هذه المهمة قد تكون صعبة فالطوائف [[الإسلام]]ية من [[السنة]] و[[الشيعة]] و[[علوية|العلويون]] والإسماعيليون و الطائفة الدرزية والطوائف ال[[مسيحية]] من الموارنة والروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك والأرمن الأرثوذكس والارمن الكاثوليك و [[السريانية|السريان]] الأرثوذكس و السريان الكاثوليك والكلدان واللاتين والأنجليون و الأقباط الأرثذوكس وال[[أقباط]] الكاثوليك والأشوريون لهم مصادرهم من العلف من ذوي [[عمامة|العمائم]] والغترات البيضاء و[[آل سعود]] و[[تركيا]] السلطان [[الدولة العثمانية|العثماني]] ومن لف لفهم. أو من جماعة العمائم و[[البشت|العباءات]] السود وملالي طهران أو من جماعة القلنسوات الملونة والصولجانات التابعة لدول [[كافر|الكفر]]. كن مبدعا فكر في ممول لم [[فكرة|يفكر]] فيه أحد , او توجه مباشرة الى اللاعبين الرئيسيين الذين يحركون [[آل سعود]] و[[قطر]] و[[تركيا]] و [[ايران]] ففي حال قيام حرب طائفية أو فتنة كالتي نحن فيها اليوم... تستطيع أن تقبل تدخل [[الأجنبي]] بكل أريحية ودون أي وازع من [[ضمير]].

المندس هو [[مجهول|شخص]] أو عدة أشخاص يتسللون إلى داخل [[الشعب|مجموعة كبيرة من الناس]] ، وهذا المندس لا يشارك المجموعة همومها ولا أحلامها وطموحاتها، ويعمل المندس على إضعاف الروح المعنوية للمجموعة ، وبث روح [[طائفية|الفرقة]] ، ويتعاون المندس مع جهات [[الأجنبي|خارجية]] ليست على وفاق مع الجهة التي اندس فيها ، وغالبا ما تكون المصالح المادية دافعا للمندس ، وأحيانا يكون دافعه الكره . من هذا التعريف اللغوي للمندس لا نرى فئة في [[الوطن العربي|العالم العربي]] ينطبق عليها هذا الوصف أكثر من الأنظمة الحاكمة وحاشيتها . فالأنظمة [[العربية]] انفصلت عن شعوبها حتى أصبحت قلة معزولة مقابل سواد أعظم هو [[الشعب]] ، كما أن الأنظمة [[العرب]]ية لا تشارك شعوبها همومها ولا آمالها وتطلعاتها ولا أحلامها وطموحاتها ؛ فالأنظمة العربية في واد وشعوبها في واد ، هي وزبانيتها ترفل بالنعمة ، وتتلفح بالحرير بينما شعوبها ترزح تحت خط [[فقراء|الفقر]] والبطالة
<div style="font-size .:08em;text-align:center;paddin
<div style="font-size .:08em;text-align:center;paddin
g:10px;">
g:10px;">
[[الطائفية|للمزيد]] | [[ثورة|المقال المختار السابق]] | [[مقالات مختارة]]
[[مندس|للمزيد]] | [[ثورة|المقال المختار السابق]] | [[مقالات مختارة]]
</div>
</div>
[[تصنيف:قوالب]]
[[تصنيف:قوالب]]

مراجعة 02:38، 16 يناير 2020

المندس , أنا من عائلة كبيرة , تكاثرنا جيلاً بعد جيل بطرق محزنة حتى لا ننقرض وها نحن كثيرون جداً لدرجة أننا لا نعرف بعضنا البعض ولا نشبه بعضنا البعض . اليوم قتلت شخصاً في ساحة الإعتصام وعندما عدت للبيت وجدت أبي يبكي , سألته : ماذا هناك يا أبي ؟ قال: غريب ما .. قتل أخاك في الشارع , أصابته طلقة لأن صوته أصاب عروش الطغاة , آه كم كانت ولادته عسيرة ، لكن قميصه المضرج بالدمِ أفضل ! لونه ضارب للسمرة اكثر من الحمرة، ارجواني مطعون بالبنفسج الكئيب ، كان مرحاً قبل يومين ، أقرانه في ساحة الإعتصام أشعلوا شمعة عرفتها من بين الشموع . المندس شخص ينتمي الى الفئات الأكثر هامشية والأصغر سناً والأكثر بطالة بين الشباب كان قبل الثورة صغيراً حتى أن يذهب للمقهى أو يتأخر ليلاً , طالت لحيته من وقوفه تحت الشمس من تموزَ الى تموز ، منذ ولادته يبيع الماء أو يفرش بضاعته على الأرض ليصادرها شرطي بأمر الرئيس . يعيل خمسة أو سبعة أفراد ، ويحفظ جدول ضربه الذى أضيف عليه رصاص القناص , لم يرى دولاراً واحد ؛ أما المليار فرقم فلكي صعب لا يدركه , فشهور السراق طوال والمال شحيح لا يكفي أما شهور الضيم على البؤساء فهو الأعرف بقسوتها.

يساعد المندس على التحلل من عبء المسؤولية الوطنية والأخلاقية من خلال تحميله وزر التخريب والفوضى والدمار . لا هوية واضحة ومعلنة له , يتغلغل في الحشود . شخص غاضب ويائس ومستضعف مثخن بالإحباط واليأس والقنوط لا يجد إلا أن يعبر عن مرامه بالإحتجاج وإن كان مرفوضاً ومستهجناً من قبل الأكثرية القانعة والمستريحة . المندس شخص سأم الوعود وعمل اللجان الحكومية وانتظار نتائج الاجتماعات الموسعة على مستوى الرئاسات ورؤساء الكتل السياسية. لم يعد بإستطاعته الصبر على مشروعات قوانين تعد بالخير الوفير في زمن ومكان يضيق بقاطنيه . لا يتقن على الأغلب أدب كتابة البيانات الثورية المفوهة أو الخطابات المعبرة ببلاغة عن معاناته لكنه يمثل ذروة ما ينبغي الاستماع إليه والصبر على غضبته.

في كل اضطرابات تشهدها الدول العربية هناك اتهام جاهز تطلقه الأنظمة وعليه تبرر قمعها للمحتجين , التهمة الجاهزة هي وجود مندسين بين جموع المحتجين ، وهؤلاء المندسون أصحاب أجندات خاصة تتلقى تعليماتها لتنفيذ مؤامرة تحاك من أعداء البلد في الخارج ، المندسون هم من شوهوا مطالب شباب تونس ، وهم من خرب وحرق وقتل ودمر , هذا ما قاله الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ونفس الشيء قاله الرئيس المخلوع حسني مبارك . ونفس الشيء قاله ملك الملوك وعميد الحكام العرب وأمير المؤمنين معمر القذافي . كما قاله الرئيس اليمني والسوري والبحريني، وهو ما يقوله كل رئيس عربي إذا ما ثار شعبه مطالبا بحقوقه المسروقة.

المندس هو شخص أو عدة أشخاص يتسللون إلى داخل مجموعة كبيرة من الناس ، وهذا المندس لا يشارك المجموعة همومها ولا أحلامها وطموحاتها، ويعمل المندس على إضعاف الروح المعنوية للمجموعة ، وبث روح الفرقة ، ويتعاون المندس مع جهات خارجية ليست على وفاق مع الجهة التي اندس فيها ، وغالبا ما تكون المصالح المادية دافعا للمندس ، وأحيانا يكون دافعه الكره . من هذا التعريف اللغوي للمندس لا نرى فئة في العالم العربي ينطبق عليها هذا الوصف أكثر من الأنظمة الحاكمة وحاشيتها . فالأنظمة العربية انفصلت عن شعوبها حتى أصبحت قلة معزولة مقابل سواد أعظم هو الشعب ، كما أن الأنظمة العربية لا تشارك شعوبها همومها ولا آمالها وتطلعاتها ولا أحلامها وطموحاتها ؛ فالأنظمة العربية في واد وشعوبها في واد ، هي وزبانيتها ترفل بالنعمة ، وتتلفح بالحرير بينما شعوبها ترزح تحت خط الفقر والبطالة

للمزيد | المقال المختار السابق | مقالات مختارة