• أعلن خليفة حفتر النفير العام لصد أيّ تدخّل عسكري تركي في بلاده وإحتشدت قناة العربية بعد صدور قرار البرلمان التركي بتفويض الحكومة بإرسال قوات إلى ليبيا ودقت طبول الحرب وقامت باستضافة أكثر من ضيف معظمهم من القاهرة ويقولون أن مصر ستكون في هذه المعركة جواً وبراً وبحراً وانغمست القناة في الدور فأعلنت هذا الخبر العاجل على شاشتها: الجيش الليبي يقصف طائرة تركية , مع أن قرار البرلمان التركي لم يدخل بعد طور التنفيذ .ومن جانب آخر كانت قنوات التلفزيون المصري خارج إطار الخدمة، وتتعامل مع القرار التركي، على أنه خبر يشبه سقوط أمطار رعدية خفيفة في بنغلادش، أو سقوط شابين في حفرة شمال شرق الصومال ولأنها قنوات تدار بواسطة جهات أمنية ، فإن أمرا بالتصعيد لم يصدر، وعليه تم التعامل مع خبر موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات إلى ليبيا، كما لو كان لا يعني القوم ، إلا في حدود ما يعنيه لهم تسمم خمسة أفراد في الإسكندرية من جراء خمرة مغشوشة في ليلة رأس السنة.
  • قُتل الجنرال قاسم سليماني , قائد فيلق القدس ، بعد ان ضل الطريق الى القدس, فبعد قدومه من لبنان محلقا في سماء دمشق الى بغداد أعلن مسؤولون أمريكيون الجمعة 1 يناير 2020 انتهاء صلاحية قائد التنظيم المسلح الذي حمل إسمه ذكرًا للقدس ولكن عملياته العسكرية لم توجه ضد الإسرائيليين في فلسطين وتركزت بشكل أساسي في تمكين الشيعة في سوريا والعراق واليمن ولبنان. تقاسمت آراء الناس في قاسم الذي دخل بلاد العرب من خرم الابرة ليصبح ديناصوراً لكن انتهى دوره كما انتهى قبله دور البغدادي. حياة قاسم سليماني العسكرية خلفت وراءها الجثث في كل الشرق الأوسط ، وها هو ينضم إليها ولو كان ترامب يعتقد أنه بأمره قتل سليماني أنه سيحصل على نفس الترحيب والحفاوة عندما قتل البغدادي فهو مخطئ لأن تنظيم داعش هزم وتناثرت جثث مقاتليه وبالمقارنة فقائد فيلق القدس هو رمز لإيران وهو ثاني أقوى رجل بعد خامنئي وقتله هو فعل حرب ضد قوة إقليمية وجيشها البالغ عدده نصف مليون ولكن لايهم فالعراق سيكون ساحة الصراع وسيدفع شيوخ الخليج ثمن الصواريخ.
  • في متلازمة عتيدة لدولة لبنان مع الفساد , تحتضن السلطة السياسة في لبنان كارلوس غصن الرئيس السابق لتحالف رينو - نيسان للسيارات ، الهارب من الإقامة الجبرية في اليابان والمتهم بالفساد , وتتذرع الدولة بعبارات ركيكة حول طريقة دخوله لبنان . حين كان كارلوس غصن ناجحاً في عمله ، كان يجول في العالم بصفته فرنسياً وبرازيلياً ، وحين اتهم بالفساد صار لبنانياً شاطراً وفهلوياً . لا يترك لبنان فرصة إلا ويثبت فيها سلوكه طريق الدولة المارقة وكأن منطق العصابات يتمأسس. وبعيداً عن زجليات الدولة ومؤسساتها التي يتحفنا بها السياسيون اللبنانيون فالواقع مختلف فلبنان دولة تخوّن الجميع ، ولا تعترف بالخطأ ,وقد بلغت الصفاقة مدى بعيداً إلى حد اعتبار البعض اعتقال غصن وزجه في السجن بمثابة استهدافا للناجحين اللبنانيين. هذه الدعاية والخلاصة خير تعبير عن تماثل المدافعين عن غصن ، وركونهم إلى ما يدّعونه العهد القوي . قوة مبنية على أوهام و صور مصطنعة وأضاليل ودعائيات ليس لها ما يثبتها بل كل الوقائع تناقضها ، تماما كمعادلة الليرة بخير فيما الدولار في طور التحليق.