عرب سات

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

عرب سات شركة إشترى آل سعود أكثر من ثلث أسهمها لوحدهم وثلاثة أرباع الأسهم مع باقي دول الخليج . رأى هذا المشروع النور في 1985 و ها نحن نعيش هذا الزمن الذي لم تعرف الأمة نظيرا و لا مثيلا له في الإنحدار و الإنحطاط . عرب سات , يفترض أن تكون الجامعة العربية هي التي تمتلكها وتديرها و هي صاحبة الحق في توقيع العقود أو إلغائها مع الشركات الحكومية أو الشركات الخاصة , ولكن يبدو أن آل سعود قد حصلوا على كل الحقوق أوتوماتيكياً بعد أن اشتروا الجامعة العربية كلها مع عفشها و مكاتبها و رئيسها بأرخص الأسعار . و أصبحت الجامعة العربية مجرد دكان يبيع فيه آل سعود و أذيالهم بضاعتهم الفاسدة .

منذ تأسيس شركة عرب سات في سبعينيات القرن المنصرم حدد لها العم سام مقرّها و مديرها وموظفيها وخدمها وحشمها و كتب لها دورها وخططها و برامجها وما هو مسموح أو ممنوع و ما هو ممكن أو غير ممكن ومتى يتكلمون و متى يخرسون و متى يصرخون و متى يهمسون , كل شيء بحسبان عند العم سام . حقيقة الأمر أنه كان مرسوما لهذه الشركة أن تصبح في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ المنطقة و العالم , أداةً لتكميم الأفواه و الأقلام و العقول في عالمنا العربي أو وسيلة لتطويعها و تدجينها و توجيهها بالطريقة التي تخدم الأصحاب الحقيقيين لكازيات النفط الخليجية في واشنطن و تل أبيب .

ما تمارسه إدارة عرب سات اليوم من عاصمة آل سعود في الرياض يشبه إلى حد كبير ما كان يمارسه الشرطي المسؤول عن بيوت البغاء في مصر إيام الإحتلال الإنكليزي , فقد شرع الإنكليز الدعارة في مصر أيام احتلالهم لها , وأفرزوا لها قسما لمراقبتها وإعطاء التراخيص الطبية لها حرصا على الزبائن الأكارم من الأمراض آنذاك . أطلق المصريون أسم العرص على الشرطي الذي كان يقتحم بيوت الدعارة متى يشاء من أجل تفتيش الداعرات و التأكد من حصولهم على التراخيص للإطمئنان على صحتهم و صحة الزبون الذي وضع ثقته بين يدي الشرطي العرص ليس إلا , وليس من أجل منع الشرموطة و الداعر من ممارسة البغاء .

بشكل أو بآخر عرب سات و الأصح عرص سات , يمارس اليوم نفس وظيفة الشرطي العرص فهو يقوم بإنشاء العقود و الإتفاقات و إعطاء تراخيص الدعارة الإعلامية و البغاء السياسي لمن يرغب و يشاء من القنوات العربية , لكنه و الحق يقال , يراقب بدقة متناهية عمل الداعرة و مهنيتها و مواظبتها على تطوير و تحديث طرق و أساليب الدعارة الإعلامية بما يتناسب مع تطور العصر و يلزمها باتباع دورات شهرية و سنوية من أجل المحافظة على لباقة و لياقة كل عضو يدخل للعمل في هذه القنوات الإعلامية و ها هي و الحمد لله قنوات العهر السياسي و الثقافي تملأ محطات عرب سات نظرا لثقة الزبون المطلقة بتفاني العرص سات في عمله و حرصه على راحة عقول زبائنه التي لن يحتاجونها في بعض قنواته .

لم تعد مشكلتنا اليوم مع عرص سات في تشريع و تقنين الدعارة الإعلامية و نعلم جيدا اسم شركات الدعارة الإعلامية التي أعطاها التراخيص من قناة الجزيرة إلى العربية و أخواتها ولم يعد خافيا على أحد الدور الذي لعبته هذه القنوات ا في سفلسة العقل الجمعي العربي و تضليل الرأي العام وإغرائه بمفاتن الربيع العربي و حرياته و حورياته المنفوخة بالسيلكون الصهيوني و المسمومة ببول البعير الوهابي .مشكلتنا الحقيقية مع هذا "العرص سات" تتلخص في أنه بات يروّج للبغاء و الدعارة بالترغيب و الترهيب .

بالترغيب عن طريق تقديم خدماته و دعمه اللامحدود للقنوات الداعرة و هذا ما يفعله مع الجزيرة و قناة العربية على سبيل المثال لا الحصر , و بالترهيب أحيانا عن طريق إغلاقه للقنوات التي ترفض تراخيص البغاء والعهر التي يعرضها و هذا ما فعله بإغلاق القنوات الحكومية الرسمية الليبية و اليمنية و السورية . على كل من يحمل قلما شريفا أو لسانا نظيفا أن يحضر نفسه لقرارات إغلاق الشاشات و الصحف و الصفحات و الحسابات و تكسير الأقلام و تكميم الأفواه و الآذان و العقول و كل شيء يمكن أن يشكل خطرا و لو بسيطا على المشروع الصهيووهابي في المنطقة .