تاج راسك اردوغان

أردوغان وهتلر

يتباكى المثقفون اليساريون العرب والترك والفرس ، على الحريات في تركيا. يصفون أردوغان بالسلطان العثماني والمستبد . يذرف إعلام السلطات العربية الرسمي الدموع على جثة التويتر المغدور ، فالبلاد الوحيدة المسموح فيها بالشدو والتغريد هي مصر وسوريا التي فيها تويتر صداح ، وليس فيها كهرباء أو بشر ، الإمارات والسعودية فيهما تويتر بحمد الله وكانت الحكومة التركية قد حجبته ، و عاد بحكم محكمة تركية ، و سيعود اليوتيوب بعد حذف مقاطع من اجتماع أمني مسرّب كان غرض سرقته وتسريبه ، عمل انقلاب سياسي وإعلامي ، قبيل الانتخابات البلدية التركية التي باتت الشعوب العربية ترقص على أنغامها بعد أن كانت ترقص على أنغام الصراع الانتخابي بين العمل والليكود. أخفقت محاولات الانقلاب العسكرية على أردوغان، فالانقلاب بات مكلفاً، وصعباً، للأسباب داخلية وخارجية، سيكون كارثة، ولن يسمح به الشعب التركي، الاتهامات بتزوير الانتخابات نكتة غير مضحكة. لم يحدث أن أثيرت فضائح تزوير حقيقية، يمكن أن تعاد الانتخابات في النقطة التي شابتها شوائب!

لو فتشنا بالمجاهر الالكترونية عن أواصر وروابط مشتركة بين هتلر وأردوغان ، أو أردوغان و صدام حسين ، لوجدنا شبهاً وحيداً هو ذات الشبه بين الفيل والنملة ، ربما يشترك أردوغان مع هتلر بموهبة الغناء بعد كل فوز , أردوغان أحيا أمة شبه ميتة ، على النقيض من هتلر الذي أباد شعوباً و أقليات ! يذكر أولياء تبخيس الفوز في صناديق الانتخابات التركية بفوز هتلر في الانتخابات من غير ذكر شروط العملية نفسها وظروفها ومرحلتها! من غير مزاح: يشبه صدام حسين أردوغان في موهبة الخطابة التي يفتقدها زعماء العرب كما يفتقدون إلى الشرعية الانتخابية.

تذكر الاتهامات هذه بالتهم التي لا تزال تساق إلى محمد مرسي ؛ صاحب الإعلان الدستوري والسلطات الإلهية المتخابر مع حماس والمتواطئ مع أوباما الإخواني ، و صديقه العظيم شمعون بيريز السلفي ، واشنطن بوست باتت إخوانية الميول إنها عين السخط التي تبدي المساويا . لم ينصرف أردوغان إلى بناء أعلى ناطحة سحاب تطور عامودي من أجل الصور التذكارية ، أو إلى تبليط البحر بأموال طائلة في بلد شاسع مثل الإمارات ، أردوغان عمل معجزة تركية يحط من شأنها أعداؤه ، ويقللون منها بتعليلها بعلة وجيهة ومثيرة للضحك والتأمل هي  : حتمية التطور البشري . اذا : أردوغان مجرد دمية أو كومبارس في خطة الحتمية القدرية! لا يفسرون لنا لمَ لم تجر ِقوانين الحتمية التطورية على سوريا أو مصر أو السعودية مع أنها دول أغنى من تركيا بالثروات الأرضية والبشرية والدينية. ابان فضيحة الفساد كان الاعلام العربي قد اكد تراجع شعبية اردوغان، ان التغييرات ستعصف به، وان امريكا قليلة من الفضيحة الاعلام العربي لم يكن يعلم أن الاتراك يجهلون العربية .

وعد أحد النشطاء الترك بتنزيل ملف صوتي كامل لمكالمات بلال وأردوغان في فضيحة الفساد منسوبة للمطلق الشهيرة، فاشترك مئات الألوف في الصفحة متربصين بعدوهم اللدود الذي يهزمهم في صناديق الاستبداد ، وفي اليوم الموعود ، نصّب الناشط المكالمات الأصلية لأردوغان وابنه ، والتي تم اقتطاع أجزاء منها ، وفبركتها ! فعاد أعداؤه بخفي ضاحي خلفان ، الغريب أن عداوة العرب يساريين ، خلفانيين ، سيساويين سبحان من جمعهم في فندق واحد لا تقل عن عداوة أعضاء حزب الشعب الجمهوري ، أو الحركة القومية ، للعدالة والتنمية ، و الذين باتوا ضيوفاً مقيمين في فضائيات الميادين والعربية والسعودية الرسمية.

تنقطع الكهرباء ساعة عن أحدى المدن فيشبهونه ببشار الأسد ، يقرع المسحراتي الطبل فيتحدثون عن طالبان وطورا بورا . يصاحب أردوغان زوجته في اللقاءات الجماهيرية، فيسمي الرفاق عائلته بالمالكة ، دافوس كانت تمثيلية ، وأسطول مرمرة مسرحية ، و أردوغان عضو في حلف الناتو ويأتمر بأوامر المرشد . قياساً عليه: يصبح ضاحي خلفان جيفارا العرب ، بتويتاته التحريرية، ، أوجلان مهاتما غاندي وبطل اللاعنف الكردي والسيسي سيف الله المسلول. حتى الآن ، يؤلف الإعلام الدكتاتوري أخباراً عن تهريب الإخوان لملايين الدولارات من رابعة العدوية التي كانت تخفي أسلحة كيماوية وذرية، وكنوز الذهب والفضة، وتركها للمساكين الغلابة يلاقون مصير القتل . والدليل هو مرسي ومحمد بديع والبلتاجي وحجازي الذين ينتجعون في شواطئ ميامي .

أردوغان سيبني جسراً ينقذ اسطنبول من زحام يطول ثلاث ساعات في الذروة المسائية ، والمعارضة التركية والعربية تبكي على الأشجار التي سيقتلعها الجسر، يعتزم الفاسد أردوغان تنفيذ خط حديدي لقطار الطلقة بين اسطنبول و أنقرة والأعداء ينعون أصحاب الباصات الذين سيموتون من الجوع ؟ ربما ستستأنف المعركة حول اسم الجسر السلطان سليم الذي هزم الفرس في معركة جالدران التي يرى كثير من المراقبين أن ما يجري في سورية اليوم هو الجولة الثانية من تلك المعركة. بدأوا جماعة غوار الطوشة يشبهون أردوغان رئيس عصابة الإخوان في تركيا ببوتين وعبد الله غول بمدفيدف ، لكن المشكلة أن فلاديمير بوتين محبوب فقط في سوريا، التي لن يروقها تشبيه دكتاتور تركيا بقديس روسيا بو علي بوتين.

أس - 400 ترايمف

كان حافظ الأسد على مدى عقود ما بعد هزيمة 67 و في كل لقاء مع الزعماء السوفييت يلح على حصول سوريا على منظومة اس - 300 الصاروخية ولكنه لم يجد آذانا صاغية من الحليف السوفياتي . مع مطلع الألفية الثالثة، دخلت روسيا حقبة بوتين الذي أعاد الى رأس النسر في الشعار الروسي التفاتته نحو الشرق الأوسط. وعادت الحياة إلى صادرات الأسلحة الروسية لسوريا.وحين حلقت الطائرات الاسرائيلية فوق قصر بشار الاسد، اعلن بوتين، ان موسكو ستزود دمشق بالمنظومة المتطورة ذات المدى في الرصد والدفاع يصل الى 300 كيلومتر كي لا تحلق طائرات تل أبيب ثانية فوق القصر الرئاسي السوري هكذا صرح حينها بوتين.

لكن تل أبيب ، استنفرت كل قواها للتشويش على الصفقة،وتدخل حماة إسرائيل في واشنطن لاجهاضها. وباتت زيارة كبار المسؤولين في الدولة العبرية إلى موسكو تتم في غالبيتها تحت عنوان منع وصول اس - 300 إلى السوريين. وجاء حادث إسقاط طائرة سو-24 الروسية بصواريخ الأتراك في نوفمبر 2015 ، لينفض الغبار عن مشروع كانت موسكو وضعته على الرفوف العالية ، وتجده اليوم ضرورة حتمية للدفاع عن القوات الروسية المرابطة في الأراضي السورية.

لعل اسرائيل هذه المرة لن ترفع عقيرتها بالعواء . فالروس أدرى بمصالحهم ، وبدلا من اس - 300 التي حلم بها الأسد الأب ، صار لدى بشار اس - 400 الأكثر تطورا والتي يصل مداها الى عمق إسرائيل . من غير المحتمل أن رجب طيب أردوغان كان يتوقع تطورا نوعيا سيطرأ على تسليح سوريا ، حين أمر طياريه بملاحقة القاذفة الروسية وإسقاطها! . في 26 نوفمبر 2015 أكد مسؤول أمريكي كبير ، بأن إعلان روسيا نيتها نشر صواريخ مضادة للطائرات متطورة جداً في قاعدة حميميم في سوريا يثير "قلقاً جدياً" لدى العسكريين الأمريكيين. وأعلن وزير الدفاع الروسي نشر صواريخ مضادة للطائرات من طراز س-400 في القاعدة الروسية في سوريا، ما يتكامل مع إرسال الطراد قاذف الصواريخ "موسكو" إلى السواحل السورية. ويصل مدى هذه الصواريخ إلى 400 كلم، ويمثل تهديداً حتمياً لطائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة. وقال المسؤول الأمريكي ، الذي فضل عدم الكشف عن هويته ، إن "الأمر يتعلق بنظام سلاح حديث يمثل تهديداً كبيراً على الجميع".