الفرق بين المراجعتين لصفحة: «حرب الخليج الثالثة»

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تمت إضافة المحتوى تم حذف المحتوى
imported>Classic 971
لا ملخص تعديل
ط (←‏خطة المعركة: إضافة تصنيف)
 
(27 مراجعة متوسطة بواسطة 20 مستخدماً غير معروضة)
سطر 5: سطر 5:
|colspan="2" style="font-size: 90%; text-align: center;"|[[صورة:Imperialism2.jpg|200px|]]<br/>الدبابتان [[الولايات المتحدة|الأمريكيتان]] اللتان سيطرتا على [[بغداد]]
|colspan="2" style="font-size: 90%; text-align: center;"|[[صورة:Imperialism2.jpg|200px|]]<br/>الدبابتان [[الولايات المتحدة|الأمريكيتان]] اللتان سيطرتا على [[بغداد]]
|-
|-
| colspan="2" |'''الصراع''': تسويق الهزائم الى انتصارات كلامية
| colspan="2" |'''الصراع''': تسويق الهزائم الى [[ضرطة|انتصارات كلامية]]
|-
|-
| colspan="2" |'''التاريخ''': 18 [[مارس]] 2003 - لحد هذه اللحظة
| colspan="2" |'''التاريخ''': 18 مارس 2003 - لحد هذه اللحظة
|-
|-
| colspan="2" |'''المكان''': [[العراق]]
| colspan="2" |'''المكان''': [[العراق]]
|-
|-
| colspan="2" |'''النتيجة''': سقوط [[صدام حسين]] و [[حزب البعث]] , عدم العثور على [[أسلحة دمار شامل]] , بداية [[الحرب الأهلية العراقية]] بين [[السنة]] و [[الشيعة]].
| colspan="2" |'''النتيجة''': سقوط [[صدام حسين]] و [[حزب البعث]] , عدم العثور على [[سلاح|أسلحة دمار شامل]] , بداية [[حرب اهلية|الحرب الأهلية العراقية]] بين [[السنة]] و [[الشيعة]].
|-
|-
!colspan="2" style="text-align: center; background:#B0C4DE"|المتحاربون
!colspan="2" style="text-align: center; background:#B0C4DE"|المتحاربون
|-
|-
|width="50%"| [[صورة:iraq_new_flag.png|25px]] [[العراق]]
|width="50%"| [[صورة:Iraq_flag_300.png|25px]] [[العراق]]
|width="50%"| [[صورة:flag_of_the_united_states.png|25px|]] [[الولايات المتحدة]] <br>[[صورة:uk_flag.png|25px|]] [[المملكة المتحدة]]<br>[[صورة:south_korea.png|25px]] [[كوريا الجنوبية]]<br> [[صورة:australia_flag.png|25px|]] [[أستراليا]] <br> [[صورة:poland_flag.png|25px]] [[بولندا]] <br> [[صورة:romania_flag.png|25px]][[رومانيا]]
|width="50%"| [[صورة:Flag_of_the_United_States.svg|25px|]] [[الولايات المتحدة]] <br>[[صورة:Flag_of_United_Kingdom.svg|25px|]] [[المملكة المتحدة]]<br>[[صورة:Flag_of_South_Korea.svg|25px]] كوريا الجنوبية<br> [[صورة:Flag_of_Australia.svg|25px|]] أستراليا <br> [[صورة:Flag_of_Poland.svg|25px]] بولندا <br> [[صورة:Flag_of_Romania.svg|25px]] رومانيا
|-
|-
!colspan="2" style="text-align: center; background:#B0C4DE"|القادة
!colspan="2" style="text-align: center; background:#B0C4DE"|القادة
سطر 25: سطر 25:
!colspan="2" style="text-align: center; background:#B0C4DE"|القوى
!colspan="2" style="text-align: center; background:#B0C4DE"|القوى
|-
|-
|width="50%"| 190,000 [[قندرة]]<br>4,500 نعال<br>4,000 عربانة [[فلافل]]<br>7,330 مبيد [[بف باف]]<br>500 [[طائرة ورقية]]<br>100 [[مصيدة فئران]].
|width="50%"| 190,000 [[قندرة]]<br>4,500 نعال<br>4,000 عربانة [[ماكدونالدز|فلافل]]<br>7,330 مبيد بف باف<br>500 طائرة ورقية<br>100 مصيدة فئران.
|width="50%"| 305,000 [[معارضة عراقية]]<br>500,000 خبير [[السجن|تعذيب]] <br>1000 حرامي [[آثار عراقية]]<br>1000 [[بيشمركة]]<br>3,000 [[فيلق بدر]]<br>450 برعم [[زرقاوي]]<br>750 مترجم [[الكويت|كويتي]].
|width="50%"| 305,000 [[معارضة عراقية]]<br>500,000 خبير [[السجن|تعذيب]] <br>1000 حرامي [[ثور مجنح|آثار عراقية]]<br>1000 بيشمركة<br>3,000 فيلق بدر<br>450 برعم [[الزرقاوي|زرقاوي]]<br>750 مترجم [[الكويت|كويتي]].
|-
|-
!colspan="2" style="text-align: center; background:#B0C4DE"|النتائج
!colspan="2" style="text-align: center; background:#B0C4DE"|النتائج
|-
|-
|width="50%"| حوالي أكثر من 10,000 سنة من تأريخ و ذكريات و [[حضارة]].
|width="50%"| حوالي أكثر من 10,000 سنة من تأريخ و ذكريات و حضارة.
|width="50%"| حوالي أكثر من 3,457 قتيل و 24,042 جريح عسكري قبل ثواني من كتابة هذه المقالة .
|width="50%"| حوالي أكثر من 3,457 قتيل و 24,042 جريح عسكري قبل ثواني من كتابة هذه المقالة .
|-
|-
سطر 36: سطر 36:
{{حروب الخليج}}
{{حروب الخليج}}
|}
|}
'''معركة الحواسم''' ويسمى أيضا بحرب الخليج الثالثة أو عملية غزو [[العراق]] أو عملية تحرير العراق او قادسية [[إبراهيم الجعفري|الجعفري]] كانت حربا حاول فيه [[دول عربية|نظام عربي]] تسويق هزائمه وتحويلها الى انتصارات كلامية وربما تكون هذه الظاهرة ملازمة لجميع الحروب التي خاضها [[العرب]] في القرن الماضي ، بدءاً بمعارك [[فلسطين]] الأولى مروراً بالاجتياح الإسرائيلي ل[[لبنان]] عام 1982 و حرب الخليج الثانية وانتهاء ب[[أم]] الحواسم التي لم يعمر النظام العراقي ليعلن انتصاره فيها إلا أنه مارس هذه الانتصارية في الأسبوعين الأولين من الحرب ، عبر [[وسائل الإعلام|المؤتمرات الصحافية]] اليومية ل[[وزير]] الإعلام العراقي [[محمد سعيد الصحاف]] وغيره من المسؤولين العراقيين .


ما ساعد النظام العراقي في تسويق انتصاريته ، تعثر القوات [[الولايات المتحدة|الأمريكية]] و[[بريطانيا|البريطانية]] في [[مدن]] الجنوب العراقي والمقاومة التي لقيها في الأيام الأولى من الحرب وخصوصاً في أم قصر والبصرة . [[الجزيرة|الإعلام العربي]] ، من جهته ، ساهم في تسويق هذه الانتصارية وخلق أوهاماً في [[الوطن العربي|الشارع العربي]] وكأنّ النظام العراقي بجيشه و قواته الخاصة يقاوم الغزو الأمريكي ل[[الأرض|أرضه]] . هنا لا بد من الدخول في التفاصيل وإيراد بعض الأمثلة ، ولنأخذ الفضائية الأكثر [[شعب]]ية في [[الوطن العربي|العالم العربي]] كمثال ، [[محطة الجزيرة]] الفضائية [[قطر|القطرية]] التي لعبت دوراً كبيراً في هذا المجال إلى حد بدت تغطيتها للحدث العراقي وكأنه خطاب رسمي ل[[دول عربية|نظام عربي]] يقاوم . ولوحظ وكأنّ القناة القطرية قد حددت مسبقاً هدفاً لتغطيتها وهو تلبية ما يعتلج في نفوس المشاهدين [[العرب]] التواقين إلى رؤية [[معارضة|مقاومة]] عراقية للغزو الأمريكي . ربما أكثر من ذلك إذ ظهر العراقيون على شاشتها وهم ملتحمون مع قيادتهم في مقاومة الغزو . [[الجزيرة]] التي ترفع شعار [[برنامج الإتجاه المعاكس|الرأي والرأي الآخر]] تدرك تماماً أنّ هناك آخر في [[العراق]] يخالف رأي حاكم [[بغداد]] ، إلا أن هذا الآخر لم يجد له مكاناً في شاشتها .
'''معركة الحواسم''' ويسمى أيضا بحرب الخليج الثالثة أو عملية غزو [[العراق]] أو عملية تحرير العراق او قادسية الجعفري كانت حربا حاول فيه [[دول عربية|نظام عربي]] تسويق هزائمه وتحويلها الى انتصارات كلامية وربما تكون هذه الظاهرة ملازمة لجميع الحروب التي خاضها [[العرب]] في القرن الماضي، بدءاً بمعارك [[فلسطين]] الأولى مروراً ب[[الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982]] و[[حرب الخليج الثانية]] وانتهاء بأم الحواسم التي لم يعمر النظام العراقي ليعلن انتصاره فيها إلا أنه مارس هذه الانتصارية في الأسبوعين الأولين من الحرب ، عبر المؤتمرات الصحافية اليومية لوزير الإعلام العراقي [[محمد سعيد الصحاف]] وغيره من المسؤولين العراقيين.


لم تستضف الجزيرة خلال ثلاثة أسابيع من الحرب أي [[المعارضة العراقية|معارض عراقي]] مهما كان انتماؤه [[سياسة|السياسي]] ، سواء من [[معارضة]] الداخل أو [[معارضة الخارج]] . لا بل نسيت دورها الإعلامي وأضحت طرفاً من خلال تصوير المعارضة كمجموعة من الخونة جاؤوا على ظهور دبابات الغازي . واكتفت ، في تغطيتها للحرب بالاتصال بخبراء عراقيين من الداخل ، أغلبهم أساتذة [[التعليم|جامعات]] في [[العراق]] ، موالون للنظام طوعاً أو كرهاً، حتى إنّ بعضهم ظهر ب[[زيتون|الزي العسكري]] الذي دأب المسؤولون العراقيون على الظهور فيه منذ [[الحرب العراقية الايرانية|الحرب التي شنها النظام العراقي على إيران في مطلع الثمانينات]] . فأين مصداقية [[محلل سياسي|محلل سياسي]] يتماهى مع نظامه حتى في طريقة ملابسه . الخبراء [[العرب]] ، الذين استضافتهم الجزيرة ، سواء أكانوا [[محلل سياسي|محللين سياسيين]] أم ضباط سابقين ، تجاهلوا لغة الوقائع وانساقوا إلى لغة [[محمد سعيد الصحاف|وزير الإعلام العراقي]] الانتصارية ، التي توسلت [[شتيمة|مفردات بذيئة]] ينأى أي عاقل بنفسه عن استعمالها ، ولعل أكثرها اتزاناً كانت مفردة '''العلوج'''.
ما ساعد النظام العراقي في تسويق انتصاريته، تعثر القوات [[الولايات المتحدة|الأمريكية]] و[[بريطانيا|البريطانية]] في مدن الجنوب العراقي والمقاومة التي لقيها في الأيام الأولى من الحرب وخصوصاً في [[أم قصر]] و[[البصرة]]. الإعلام العربي، من جهته، ساهم في تسويق هذه الانتصارية وخلق أوهاماً في [[الوطن العربي|الشارع العربي]] وكأنّ النظام العراقي بجيشه و[[الحرس الجمهوري العراقي|قواته الخاصة]] يقاوم الغزو الأمريكي لأرضه. هنا لا بد من الدخول في التفاصيل وإيراد بعض الأمثلة، ولنأخذ الفضائية الأكثر شعبية في العالم العربي كمثال، [[محطة الجزيرة]] الفضائية [[قطر|القطرية]] التي لعبت دوراً كبيراً في هذا المجال إلى حد بدت تغطيتها للحدث العراقي وكأنه خطاب رسمي لنظام عربي يقاوم. ولوحظ وكأنّ القناة القطرية قد حددت مسبقاً هدفاً لتغطيتها وهو تلبية ما يعتلج في نفوس المشاهدين [[العرب]] التواقين إلى رؤية مقاومة عراقية للغزو الأمريكي. ربما أكثر من ذلك إذ ظهر العراقيون على شاشتها وهم ملتحمون مع "قيادتهم" في مقاومة الغزو. [[الجزيرة]] التي ترفع شعار "الرأي والرأي الآخر" تدرك تماماً أنّ هناك "آخر" في [[العراق]] يخالف رأي حاكم [[بغداد]]، إلا أن هذا الآخر لم يجد له مكاناً في شاشتها.


من الخبراء في حروب التحرير اللذين قاموا بتغطية الحرب كان المناضل ال[[سيد]] عبد الباري عطوان الذي ومن خلال لغته العاطفية والمثيرة لل[[دولار|غرائز]] ، لم يهتم بالوقائع أو بالحقائق على [[الأرض]] والفرق الشاسع بين قوة الطرفين ، العراقي من جهة والأمريكي ـ البريطاني من جهة ، بل جل ما يصبو إليه بث [[خميعة|الحمية في القوم]] على طريقة '''طاب [[الموت]] يا عرب''' دون التفكير في النتائج ، وفيما ستسببه هذه الانتصارية من انكسار ويأس وقنوط عند الجماهيرية [[العربية]] ، حين يذوب الثلج ويبان المرج . وهو ما حصل في يوم 9 أبريل حين سيطرت القوات الأمريكية على [[بغداد]] العاصمة العراقية بدبابتين واختفت القيادة العراقية وكأنها فص [[طز|ملح]] وذاب بعد ساعات من تهديداتها برد نوعي على القوات الغازية .
لم تستضف الجزيرة خلال ثلاثة أسابيع من الحرب أي معارض عراقي مهما كان انتماؤه [[سياسة|السياسي]]، سواء من معارضة الداخل أو الخارج. لا بل نسيت دورها الإعلامي وأضحت طرفاً من خلال تصوير المعارضة كمجموعة من [[خائن|الخونة]] جاؤوا على ظهور [[دبابة|دبابات]] الغازي. واكتفت، في تغطيتها للحرب بالاتصال بخبراء عراقيين من الداخل، أغلبهم أساتذة جامعات في [[العراق]]، موالون للنظام طوعاً أو كرهاً، حتى إنّ بعضهم ظهر بالزي العسكري الذي دأب المسؤولون العراقيون على الظهور فيه منذ [[الحرب العراقية الايرانية|الحرب التي شنها النظام العراقي على إيران في مطلع الثمانينات]]. فأين مصداقية محلل سياسي يتماهى مع نظامه حتى في طريقة ملابسه. الخبراء [[العرب]]، الذين استضافتهم الجزيرة، سواء أكانوا محللين سياسيين أم ضباط سابقين، تجاهلوا لغة الوقائع وانساقوا إلى [[لغة]] وزير الإعلام العراقي الانتصارية، التي توسلت مفردات بذيئة ينأى أي عاقل بنفسه عن استعمالها، ولعل أكثرها اتزاناً كانت مفردة '''[[العلوج]]'''.


قبل سقوط [[بغداد]] شاهدنا على شاشات [[التلفزيون]] تقارير عديدة عن عراقيون مسلحون في شوارع [[بغداد]] على أهبة الاستعداد للقتال و [[ستات مشهورات|نساء ماجدات]] منهمكات بأعمال المساعدة من [[شيخ محشي|طبخ]] وما شابهه ، وكأننا في إحدى الغزوات في المدينة المنورة في الأيام الأولى من ظهور [[الإسلام]] . قبيل الإنهيار ظهر الرئيس العراقي [[صدام حسين]] في صور [[تلفزيون]]ية في حي المنصور ، ليثبت أنه على قيد ال[[حياة]] ، وبدأ [[العرب]] بشحن [[كهرباء|بطارياتهم]] الفكرية [[عروبة|العروبية]] و صرحوا بفشل الاستراتيجية الأمريكية في الوصول إلى القائد العراقي ، وها هو يظهر بمنتهى [[القائد العربي المحنك|الشجاعة]] بين [[شعب]]ه في أحلك الظروف وبثواني غيرت إشارة النصر التي رفعها [[صدام حسين]] من [[حقيقة]] هزيمة محققة وأصبح الصمود في وجه الترسانة الأمريكية تتم بالعظات [[الأخلاق]]ية والشتائم ولغة '''العلوج'''.
من الخبراء في حروب التحرير اللذين قاموا بتغطية الحرب كان المناضل السيد [[عبد الباري عطوان]] الذي ومن خلال لغته العاطفية والمثيرة لل[[غرائز]]، لم يهتم بالوقائع أو بالحقائق على [[الأرض]] والفرق الشاسع بين قوة الطرفين، العراقي من جهة والأمريكي ـ البريطاني من جهة، بل جل ما يصبو إليه بث [[الحمية في القوم]] على طريقة '''طاب الموت يا عرب''' دون التفكير في النتائج، وفيما ستسببه هذه الانتصارية من انكسار ويأس وقنوط عند الجماهيرية العربية، حين يذوب الثلج ويبان المرج . وهو ما حصل في يوم 9 [[أبريل]] حين سيطرت القوات الأمريكية على العاصمة العراقية بدبابتين واختفت القيادة العراقية وكأنها فص ملح وذاب بعد ساعات من تهديداتها برد نوعي على القوات الغازية.


كان جلياً منذ البداية أنّ حرب الخليج الثالثة ستخاض على [[الفضائيات العربية|شاشات التلفزة]] تماماً بالتساوي مع ساحات المعارك فكولن باول [[وزير]] الخارجية الأمريكي حذّر [[صحفي|الصحافيين]] ، حتى قبل وقوع الحرب ، من عدم التوجه إلى [[العراق]] ، ونصح المتواجدين هناك بالمغادرة . هذه الإشارات كانت واضحة بأنّ الجانب الأمريكي لا يريد شهوداً على حربه ، ويسعى إلى احتكار الصورة و[[علوم|المعلومة]] أيضاً ، خصوصاً إذا ارتفع عدد الضحايا المدنيين في صفوف العراقيين . سادة واشنطن ولندن الذين أداروا ظهورهم لكل [[العالم]] وخاضوا الحرب دون غطاء دولي وفي ظل [[معارضة]] شعبية لم يشهد ال[[تاريخ]] لها مثيلاً ، توجسوا من الإعلام . لأنّ المعارضات للحروب السابقة، كحرب فيتنام وغيرها ، تصاعدت بعد وقوعها ووصول أنباء الضحايا والخراب .
قبل سقوط بغداد شاهدنا على شاشات [[التلفزيون]] تقارير عديدة عن عراقيون مسلحون في شوارع [[بغداد]] على أهبة الاستعداد للقتال و نساء ماجدات منهمكات بأعمال المساعدة من [[طبخ]] وما شابهه، وكأننا في إحدى الغزوات في [[المدينة المنورة]] في الأيام الأولى من ظهور [[الإسلام]]. قبيل الإنهيار ظهر الرئيس العراقي [[صدام حسين]] في صور تلفزيونية في [[حي المنصور]]، ليثبت أنه على قيد الحياة، وبدأ العرب بشحن بطارياتهم الفكرية العروبية و صرحوا بفشل الاستراتيجية الأمريكية في الوصول إلى القائد العراقي، وها هو يظهر بمنتهى [[الشجاعة]] بين شعبه في أحلك الظروف وبثواني غيرت إشارة النصر التي رفعها [[صدام حسين]] من حقيقة هزيمة محققة وأصبح الصمود في وجه الترسانة الأمريكية تتم بالعظات الأخلاقية والشتائم ولغة [[العلوج]].


كانت حساسية [[أمريكا]] و[[بريطانيا]] عالية جداً من [[وسائل الإعلام|الإعلام]] . [[العقلية العربية|الإعلام العربي]] كان الحاضر الأقوى في هذه الحرب وذلك بوجود محطات تلفزيونية تملك قدراً كبيراً من [[الحرية]] ، وقدراً آخر أقل من [[السجن|الاستقلالية]] ، عطفاً على مهنية ، هي جديدة في تاريخ هذا الإعلام . وحين نتحدث عن محطات التلفزة العربية ، فإننا نستثني منها المحطات الرسمية التابعة للحكومات العربية كالفضائية [[مصر|المصرية]] أو [[سوريا|السورية]] أو [[تونس|التونسية]] إلخ . ما نعنيه بالإعلام العربي هنا هي المحطات الفضائية الإخبارية ك[[الجزيرة]] وأبو ظبي و[[قناة العربية]] وغيرها من الفضائيات الخاصة ، التي لعبت دوراً رائداً في كسر احتكار الإعلام الغربي لتغطية الحرب وخصوصاً محطة السي إن إن الإخبارية الأمريكية الذائعة الصيت .
كان جلياً منذ البداية أنّ حرب الخليج الثالثة ستخاض على شاشات [[التلفزيون|التلفزة]] تماماً بالتساوي مع ساحات المعارك ف[[كولن باول]] وزير الخارجية الأمريكي حذّر الصحافيين، حتى قبل وقوع الحرب، من عدم التوجه إلى [[العراق]]، ونصح المتواجدين هناك بالمغادرة. هذه الإشارات كانت واضحة بأنّ الجانب الأمريكي لا يريد شهوداً على حربه، ويسعى إلى احتكار الصورة والمعلومة أيضاً، خصوصاً إذا ارتفع عدد الضحايا المدنيين في صفوف العراقيين. سادة [[واشنطن]] و[[لندن]] الذين أداروا ظهورهم لكل [[العالم]] وخاضوا الحرب دون غطاء دولي وفي ظل معارضة شعبية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، توجسوا من الإعلام. لأنّ المعارضات للحروب السابقة، ك[[حرب فيتنام]] وغيرها، تصاعدت بعد وقوعها ووصول أنباء الضحايا والخراب.
==خطة المعركة==
كان المخطط الأمريكى للعمليات العسكرية عبارة عن التدمير الشامل لكل ما يتعلق ب[[حياة]] الانسان العراقي من اسلحة دمار شامل و تدميره و تفتيته الى كيانات عرقية و[[طائفية]] مرتبطة فرادى وجماعات ب[[الولايات المتحدة الامريكية]] تفتيت مماثل للتفتيت الذى اجراه الانجليز للمنطقة الشرقية من [[مجلس التعاون الخليجي|الجزيرة العربية]] التى صارت تعرف بمنطقة الخليج وتضم [[الكويت]] ومنطقة الاحساء [[السعودية]] تقابلها [[البحرين]] ثم [[قطر]] فاتحاد [[الامارات]] المكون من مشيخات ابوظبى و[[دبي]] والشارقة وعجمان وام القيوين ورأس الخيمة ومعها الفجيرة على خليج عمان ثم هناك فى اقصى الجنوب جزء تابع ل[[سلطنة عمان]]. وبذلك فإن هذه المنطقة الخليجية [[صحراء|الصحراوية]] الغنية ب[[النفط]] مجزأة الى 12 كيان مجموع سكانها [[المواطن]]ين [[العرب]] اقل من نصف سكان [[بغداد]] ولا يملأون حى شبرا فى [[القاهرة]] .


رفع العالم ناقوس الخطر منذ البداية وارتفعت أصوات المناهضين للحرب حتى من بين أخلص حلفاء [[الولايات المتحدة|القوة العظمى الوحيدة في العالم]]. [[الثقافة]] المدنية المناهضة للحرب بلغت أوج قمتها في العالم الغربي، رغم احتقار شعوبه ل[[دكتاتورية]] [[صدام حسين]] . من هنا كانت حساسية أمريكا وبريطانيا عالية جداً من الإعلام. الإعلام العربي كان الحاضر الأقوى في هذه الحرب وذلك بوجود محطات تلفزيونية تملك قدراً كبيراً من [[الحرية]]، وقدراً آخر أقل من [[الاستقلالية]]، عطفاً على مهنية، هي جديدة في تاريخ هذا الإعلام. وحين نتحدث عن محطات التلفزة العربية، فإننا نستثني منها المحطات الرسمية التابعة للحكومات العربية كالفضائية [[المصرية]] أو [[السورية]] أو [[التونسية]] إلخ. ما نعنيه بالإعلام العربي هنا هي المحطات الفضائية الإخبارية ك[[الجزيرة]] و[[أبو ظبي]] والعربية وغيرها من الفضائيات الخاصة، التي لعبت دوراً رائداً في كسر احتكار الإعلام الغربي لتغطية الحرب وخصوصاً محطة ال[[سي إن إن]] الإخبارية الأمريكية الذائعة الصيت.

==خطة المعركة==
كان المخطط الأمريكى للعمليات العسكرية عبارة عن التدمير الشامل لكل ما يتعلق بحياة الانسان العراقي و تدمير المجتمع العراقى ليسهل الوصول الى الهدف الاستراتيجى وهو تفتيت [[العراق]] الوطن الى كيانات عرقية وطائفية مرتبطة فرادى وجماعات ب[[الولايات المتحدة الامريكية]]. تفتيت [[الشعب]] كان فى اطار مخطط تفتيت للوطن مماثل للتفتيت الذى اجراه الانجليز للمنطقة الشرقية من [[الجزيرة العربية]] التى صارت تعرف بمنطقة الخليج وتضم [[الكويت]] ومنطقة الاحساء [[السعودية]] تقابلها [[البحرين]] ثم [[قطر]] فاتحاد [[الامارات]] المكون من مشيخات [[ابوظبى]] و[[دبى]] و[[الشارقة]] و[[عجمان]] و[[ام القيوين]] و[[رأس الخيمة]] ومعها الفجيرة على خليج عمان ثم هناك فى اقصى الجنوب جزء تابع ل[[سلطنة عمان]]. وبذلك فإن هذه المنطقة الخليجية الصحراوية الغنية ب[[النفط]] مجزأة الى 12 كيان مجموع سكانها المواطنين [[العرب]] اقل من نصف سكان [[بغداد]] ولا يملأون حى شبرا فى [[القاهرة]].
[[en:2003 Invasion of Iraq]]
[[تصنيف:حروب]]
[[تصنيف:حروب]]
[[تصنيف:العراق]]
[[تصنيف:تاريخ]]
[[تصنيف:صفحات للتحقق]]

المراجعة الحالية بتاريخ 19:07، 6 مارس 2024

الحواسم

الدبابتان الأمريكيتان اللتان سيطرتا على بغداد
الصراع: تسويق الهزائم الى انتصارات كلامية
التاريخ: 18 مارس 2003 - لحد هذه اللحظة
المكان: العراق
النتيجة: سقوط صدام حسين و حزب البعث , عدم العثور على أسلحة دمار شامل , بداية الحرب الأهلية العراقية بين السنة و الشيعة.
المتحاربون
العراق الولايات المتحدة
المملكة المتحدة
كوريا الجنوبية
أستراليا
بولندا
رومانيا
القادة
صدام حسين جورج بوش
القوى
190,000 قندرة
4,500 نعال
4,000 عربانة فلافل
7,330 مبيد بف باف
500 طائرة ورقية
100 مصيدة فئران.
305,000 معارضة عراقية
500,000 خبير تعذيب
1000 حرامي آثار عراقية
1000 بيشمركة
3,000 فيلق بدر
450 برعم زرقاوي
750 مترجم كويتي.
النتائج
حوالي أكثر من 10,000 سنة من تأريخ و ذكريات و حضارة. حوالي أكثر من 3,457 قتيل و 24,042 جريح عسكري قبل ثواني من كتابة هذه المقالة .

قادسية حمورابي , قادسية سعد بن أبي وقاص , قادسية صدام المجيدة , قادسية الجعفري , قادسية الزرقاوي

معركة الحواسم ويسمى أيضا بحرب الخليج الثالثة أو عملية غزو العراق أو عملية تحرير العراق او قادسية الجعفري كانت حربا حاول فيه نظام عربي تسويق هزائمه وتحويلها الى انتصارات كلامية وربما تكون هذه الظاهرة ملازمة لجميع الحروب التي خاضها العرب في القرن الماضي ، بدءاً بمعارك فلسطين الأولى مروراً بالاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 و حرب الخليج الثانية وانتهاء بأم الحواسم التي لم يعمر النظام العراقي ليعلن انتصاره فيها إلا أنه مارس هذه الانتصارية في الأسبوعين الأولين من الحرب ، عبر المؤتمرات الصحافية اليومية لوزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف وغيره من المسؤولين العراقيين .

ما ساعد النظام العراقي في تسويق انتصاريته ، تعثر القوات الأمريكية والبريطانية في مدن الجنوب العراقي والمقاومة التي لقيها في الأيام الأولى من الحرب وخصوصاً في أم قصر والبصرة . الإعلام العربي ، من جهته ، ساهم في تسويق هذه الانتصارية وخلق أوهاماً في الشارع العربي وكأنّ النظام العراقي بجيشه و قواته الخاصة يقاوم الغزو الأمريكي لأرضه . هنا لا بد من الدخول في التفاصيل وإيراد بعض الأمثلة ، ولنأخذ الفضائية الأكثر شعبية في العالم العربي كمثال ، محطة الجزيرة الفضائية القطرية التي لعبت دوراً كبيراً في هذا المجال إلى حد بدت تغطيتها للحدث العراقي وكأنه خطاب رسمي لنظام عربي يقاوم . ولوحظ وكأنّ القناة القطرية قد حددت مسبقاً هدفاً لتغطيتها وهو تلبية ما يعتلج في نفوس المشاهدين العرب التواقين إلى رؤية مقاومة عراقية للغزو الأمريكي . ربما أكثر من ذلك إذ ظهر العراقيون على شاشتها وهم ملتحمون مع قيادتهم في مقاومة الغزو . الجزيرة التي ترفع شعار الرأي والرأي الآخر تدرك تماماً أنّ هناك آخر في العراق يخالف رأي حاكم بغداد ، إلا أن هذا الآخر لم يجد له مكاناً في شاشتها .

لم تستضف الجزيرة خلال ثلاثة أسابيع من الحرب أي معارض عراقي مهما كان انتماؤه السياسي ، سواء من معارضة الداخل أو معارضة الخارج . لا بل نسيت دورها الإعلامي وأضحت طرفاً من خلال تصوير المعارضة كمجموعة من الخونة جاؤوا على ظهور دبابات الغازي . واكتفت ، في تغطيتها للحرب بالاتصال بخبراء عراقيين من الداخل ، أغلبهم أساتذة جامعات في العراق ، موالون للنظام طوعاً أو كرهاً، حتى إنّ بعضهم ظهر بالزي العسكري الذي دأب المسؤولون العراقيون على الظهور فيه منذ الحرب التي شنها النظام العراقي على إيران في مطلع الثمانينات . فأين مصداقية محلل سياسي يتماهى مع نظامه حتى في طريقة ملابسه . الخبراء العرب ، الذين استضافتهم الجزيرة ، سواء أكانوا محللين سياسيين أم ضباط سابقين ، تجاهلوا لغة الوقائع وانساقوا إلى لغة وزير الإعلام العراقي الانتصارية ، التي توسلت مفردات بذيئة ينأى أي عاقل بنفسه عن استعمالها ، ولعل أكثرها اتزاناً كانت مفردة العلوج.

من الخبراء في حروب التحرير اللذين قاموا بتغطية الحرب كان المناضل السيد عبد الباري عطوان الذي ومن خلال لغته العاطفية والمثيرة للغرائز ، لم يهتم بالوقائع أو بالحقائق على الأرض والفرق الشاسع بين قوة الطرفين ، العراقي من جهة والأمريكي ـ البريطاني من جهة ، بل جل ما يصبو إليه بث الحمية في القوم على طريقة طاب الموت يا عرب دون التفكير في النتائج ، وفيما ستسببه هذه الانتصارية من انكسار ويأس وقنوط عند الجماهيرية العربية ، حين يذوب الثلج ويبان المرج . وهو ما حصل في يوم 9 أبريل حين سيطرت القوات الأمريكية على بغداد العاصمة العراقية بدبابتين واختفت القيادة العراقية وكأنها فص ملح وذاب بعد ساعات من تهديداتها برد نوعي على القوات الغازية .

قبل سقوط بغداد شاهدنا على شاشات التلفزيون تقارير عديدة عن عراقيون مسلحون في شوارع بغداد على أهبة الاستعداد للقتال و نساء ماجدات منهمكات بأعمال المساعدة من طبخ وما شابهه ، وكأننا في إحدى الغزوات في المدينة المنورة في الأيام الأولى من ظهور الإسلام . قبيل الإنهيار ظهر الرئيس العراقي صدام حسين في صور تلفزيونية في حي المنصور ، ليثبت أنه على قيد الحياة ، وبدأ العرب بشحن بطارياتهم الفكرية العروبية و صرحوا بفشل الاستراتيجية الأمريكية في الوصول إلى القائد العراقي ، وها هو يظهر بمنتهى الشجاعة بين شعبه في أحلك الظروف وبثواني غيرت إشارة النصر التي رفعها صدام حسين من حقيقة هزيمة محققة وأصبح الصمود في وجه الترسانة الأمريكية تتم بالعظات الأخلاقية والشتائم ولغة العلوج.

كان جلياً منذ البداية أنّ حرب الخليج الثالثة ستخاض على شاشات التلفزة تماماً بالتساوي مع ساحات المعارك فكولن باول وزير الخارجية الأمريكي حذّر الصحافيين ، حتى قبل وقوع الحرب ، من عدم التوجه إلى العراق ، ونصح المتواجدين هناك بالمغادرة . هذه الإشارات كانت واضحة بأنّ الجانب الأمريكي لا يريد شهوداً على حربه ، ويسعى إلى احتكار الصورة والمعلومة أيضاً ، خصوصاً إذا ارتفع عدد الضحايا المدنيين في صفوف العراقيين . سادة واشنطن ولندن الذين أداروا ظهورهم لكل العالم وخاضوا الحرب دون غطاء دولي وفي ظل معارضة شعبية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً ، توجسوا من الإعلام . لأنّ المعارضات للحروب السابقة، كحرب فيتنام وغيرها ، تصاعدت بعد وقوعها ووصول أنباء الضحايا والخراب .

كانت حساسية أمريكا وبريطانيا عالية جداً من الإعلام . الإعلام العربي كان الحاضر الأقوى في هذه الحرب وذلك بوجود محطات تلفزيونية تملك قدراً كبيراً من الحرية ، وقدراً آخر أقل من الاستقلالية ، عطفاً على مهنية ، هي جديدة في تاريخ هذا الإعلام . وحين نتحدث عن محطات التلفزة العربية ، فإننا نستثني منها المحطات الرسمية التابعة للحكومات العربية كالفضائية المصرية أو السورية أو التونسية إلخ . ما نعنيه بالإعلام العربي هنا هي المحطات الفضائية الإخبارية كالجزيرة وأبو ظبي وقناة العربية وغيرها من الفضائيات الخاصة ، التي لعبت دوراً رائداً في كسر احتكار الإعلام الغربي لتغطية الحرب وخصوصاً محطة السي إن إن الإخبارية الأمريكية الذائعة الصيت .

خطة المعركة[عدل | عدل المصدر]

كان المخطط الأمريكى للعمليات العسكرية عبارة عن التدمير الشامل لكل ما يتعلق بحياة الانسان العراقي من اسلحة دمار شامل و تدميره و تفتيته الى كيانات عرقية وطائفية مرتبطة فرادى وجماعات بالولايات المتحدة الامريكية تفتيت مماثل للتفتيت الذى اجراه الانجليز للمنطقة الشرقية من الجزيرة العربية التى صارت تعرف بمنطقة الخليج وتضم الكويت ومنطقة الاحساء السعودية تقابلها البحرين ثم قطر فاتحاد الامارات المكون من مشيخات ابوظبى ودبي والشارقة وعجمان وام القيوين ورأس الخيمة ومعها الفجيرة على خليج عمان ثم هناك فى اقصى الجنوب جزء تابع لسلطنة عمان. وبذلك فإن هذه المنطقة الخليجية الصحراوية الغنية بالنفط مجزأة الى 12 كيان مجموع سكانها المواطنين العرب اقل من نصف سكان بغداد ولا يملأون حى شبرا فى القاهرة .