• يشهد العالم العربي جدلا حامي الوطيس بين الفقهاء ورجال الدين حول جواز الترحم على مارادونا بعد موته لكونه كافراً سكيراً وطاغوتاً يُعبدُ من دون الله ، هلك ومصيره جهنم ! . بات واضحاً أن هناك نوعية معينة من الاستقطاب تنتشر في العالم العربي ، تتمحور حول دور الدين في الحياة المعاصرة. مارادونا، اسم مفرد واحد لا شريك له ، ولا حاجة لتذييله بدييغو . لا حاجة للتعريف، مارادونا فقط. أخذه الموت وترك سواه من أركان اليأس وشيوخ الإحباط من فاقدي المتعة .مارادونا صبغ كوكباً بألوانه , بالأزرق , أزرق الأرجنتين وأزرق نابولي. مارادونا، تحدّى الفيزياء تحدّى الجاذبية، تحدّى عامل طول القامة، تحدّى التاريخ، فهزم إمبراطوية بريطانية ، وأسقط ألمانيا في المونديال وأشعر ملك إسبانيا بالعار بعد أن سحق المدريديين في عقر دارهم . هذا مارادونا. الإله في يده، والشيطان في رجله.
  • بعد ان علق السيسي كثيراً من فشله على شماعة ثورة يناير، وفي أكثر من مرة ذكر أن بناء سد النهضة بدأ عندما كشفت مصر كتفها وعرت ظهرها . وها هي إثيوبيا تكشف كتفها وتعري ظهرها، فماذا انت فاعل يا بلحة . إثيوبيا تمر هذه الأيام بمنعطف خطير، وبحرب أهلية طاحنة، بين الحكومة برئاسة آبي أحمد، وبين إقليم تيغراي، وهو إقليم وإن كان يمثل 6 في المئة من عدد السكان الذين يبلغون مئة مليون نسمة، إلا أن التيغراي هم من كانوا يهيمنون على السلطة، قبل وصول آبي أحمد لرئاسة الحكومة، فعمد إلى إبعادهم من كل المناصب العليا، وسجن العديد منهم . لقد تخلصت إثيوبيا من ملابسها تماماً، وإذا كان بناء السد تم انتهازاً لفرصة كشف مصر لكتفها وتعريتها لظهرها، فلماذا لا تُستغل الفرصة والجيش الإثيوبي مشغول بحربه الداخلية، وإزالة آثار العدوان المتمثل في سد النهضة، وقد بني استغلالاً للحظة التي كشفت فيها مصر كتفها وعرت ظهرها، لتكون دقة بدقة، والبادي أظلم .
  • ماكرون، الآن، هو السيسي وبشار الأسد ، جميعهم حامي حمى الوطن من خطر الإرهابيين الأشرار، المسلمين طبعا، الذين لا يحبون الفنون والموسيقى والكاريكاتير، ولا يبتهجون بشتيمة الله وأنبيائه. وحين يقف الرئيس الفرنسي في جنازة معلم التاريخ الفرنسي الذي قتله شاب مسلم فرنسي، ويصرّح، إننا، أي هو ومن معه، متمسّكون بالرسومات، فهو لا يقصد سوى الرسومات المسيئة للنبي محمد .إذا كنتَ ممن تخطوا مرحلة المراهقة، فأنت تعلم يقينا أن تصريحات ماكرون بخصوص الإسلام، هي مزايدات سياسية لا علاقة لها بالإسلام ذاته، أو بالعلمانية الفرنسية، لا يتمسك ماكرون بالرسومات والكاريكاتيرات المسيئة للنبي من أجل الفن وحرية التعبير، بل من أجل منصبه وكرسيه، والتغطية على إخفاقاته الاقتصادية، وفشله في تجاوز أصحاب السترات الصفراء، وهي وصفةٌ سهلةٌ ومجرّبةٌ ومكرّرةٌ ومضمونة، المسلمون متطرفون، انعزاليون، انفصاليون، خطرون، يقتلوننا، يذبحوننا، وأنا من يحميكم، فانتخبوني.
  • أرسل 56 عضواً في الكونغرس الأمريكي رسالة في زجاجة إلى الرئيس المصري الدكر السيسي تحثّه على إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ظلماً ، خاصة أنَّ فرعوناً ملكياً هو فيروس كورونا يفتك بهم، ولا يصح أن يتسلط فرعونان على المواطن المصري المسكين. وعلمنا من البيان أن من بين المعتقلين ناشطون مثليون في دولة الدكر المصري، فعسى أن يخرج الناشطون الفحول في السياسة بشفاعة المثليين وفضلهم، إن كان فيهم مثليون، فالإعلام المصري يسخر من النشطاء جميعاً ويصفهم بالشواذ جنسياً. السيسي لن يفرج عن أحد من المختفين قسرياً، وإن فعل، فعن بضعة منهم، يصير بعدها رحيماً وبطلاً في الإعلام العالمي، وهم متظاهرون ومغردون وناشطون وأحيانا أقارب رهائن .تقدم بهذه الرسالة 56 عضواً ديمقراطياً، مصحوبة بوعيد مضمر إلى الرئيس المصري الدكر إن فاز بايدن. يظنُّ البعض أن انتخاب بايدن قد يحرك بعض المياه الراكدة ، لكنه سيركد مياها متحركة في أمكنة أخرى، وعلي العرب ألا يتفائلوا كثيراً.
  • خرج آلاف العراقيين، يوم 1 تشرين بمسيرات احتجاجية في ساحة التحرير وسط بغداد إحياءً لذكرى ثورة تشرين 2019 التي يمرّ اليوم عام على انطلاقها. ووسط انتشار أمني مشدد بمحيط الساحة، ردّد المتظاهرون شعارات أكدوا فيها استمرار ثورتهم . تشرين لا تلتفت , واصنع لنا ماض جديد , نريد مستقبل لنا فيه حاضر , ضعنا وضاع فينا المعنى . القتلة كانوا حشرات متوحشة إفترست الحقل وتركتنا على ارض بلا عرض . هم وليس غيرهم تقيئوا فسادهم وإرهابهم فينا وقالوا عقائد , آمنا بالتخريف والشعوذات وشرائع التخدير وقلنا آمين , فقدنا فيهم ما كان لنا , سافرنا خلفهم بلا سفر, الجوع والجهل والأنهاك والأذلال متاعنا, قالوا نصيبكم في اليوم الآخر. هكذا كنا ومنذ مئآت السنين نتغرغر في الـ آمين, نحمل نعش موتنا, نستعجلهم الدفن لـنفوز فوزاً عظيما , وهكذا في مقابر الأنتظار, حتى التقيناك يا تشرين , في ساحات المدن السمراء, حيث الجدل والرفض والأنتفاض , ووفرة الدماء والمعجزات, فأنسلخنا هناك عن ماضيهم , المشبع بمعتقدات الألغاء والتدمير, وهتفنا البداية نريد وطن .
  • نشرت جريدة واشنطن بوست فضيحة تعتبر كبرى الفضائح وخاصة بما يتعلق بأي سياسي أو رجل أعمال أو حتى أبسط عامل بسيط تحت العادي وهو دفع أبسط الضرائب المستحقة على دخله العام السنوي للخزينة الأمريكية. على ما يظهر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يدفع أية ضريبة خلال العشرة سنوات السابقة سوى مرة واحدة مجملها 750 دولارا فقط والتحقيقات جارية فيما إذا تجنب ما يلزم عليه بالسنوات التي سبقت. والمعروف أن أبسط عامل بأدنى الأجور يدفع سنويا للخزينة ما يعادل هذه القيمة مع العلم أن دخل شركات ترامب سنويا بالمليارات والانتخابات الأمريكية القادمة بعد بضعة أسابيع قليلة . من جانبه قال ترامب انه الــ Fake News وانه مجرد إلتباس في وضع النقاط على الحروف ووضع الأصفار على اليمين وأكدت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض ان ترامب دفع 750,000,000,000,000 دولار و 23 سنتا وان معشر دائرة الإيرادات الداخلية لفي ضلال مبين.
  • أعلنت صحف عبريّة عن لقاء ثان قريب جدا بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومن المتوقع إعلان السودان عن اتفاقية سلام مع إسرائيل قريبا فالخرق الذي تمكّنت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل إحداثها في طيز العرب قد اتسع كثيرا وليس مستبعدا، إذا استمرّ انخراط الدول العربية بهذه الخطة وبهذه السرعة، أن يصبح التطبيع هو الأمر الطبيعي في العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، وأن يترك الفلسطينيون ليواجهوا إسرائيل وحدهم من دون غطاء سياسي عربي، ولو شكلي .يشير إعلان الحكومة المدنية السودانية عدم حصولها على تفويض سياسي بالتطبيع مع إسرائيل إلى رغبة في الابتعاد عن تجرّع هذه الكأس المسمومة، لكنّ الأريحية التي يتصرف بها البرهان في ملف التطبيع مع إسرائيل تعني أن هناك موافقة ضمنيّة على ما يفعله، إلا إذا أعلنت الحكومة، صراحة، معارضتها لهذا التوجّه. السودان شبه المفلس والمحشور في قائمة الدول الداعمة للإرهاب،لم يتلق وعودا برفعه من هذه القائمة وهو سوط مسلط حتى يرضخ لشروط امريكا واسرائيل والإمارات .