واقعية
الواقعية (بالإنجليزية:Realism) هو رفض الإنسان الإنشغال بأحداث منتهية زي الفتنة الكبرى مثلا بين علي ومعاوية ، زي الملك فاروق وهل كان أفضل من جمال عبدالناصر ؟.. زي حسني مبارك وهل قتل المتظاهرين أثناء الثورة المصرية 25 يناير 2011 أم لا ؟ .. زي يونيو 2013 وهل كانت ثورة أم انقلاب ؟.. هل سجن ابن تيمية وابن حنبل ظلم أم عدل ؟ العيش داخل هذه الأحداث هو غباء ، لأنك بتحاول تفهم أو تصلّح شئ غير موجود وانشغالك بها أيدلوجيا تستمر معك وتنضج حتى تصبح جزء من كيانك الملخبط ، والحالة الأيدلوجية في الغالب تؤدي بصاحبها للعزلة وإهمال واقعه وبالتالي يتخلف عن بقية الحيوانات الغير الناطقة. الواقعية تفرض عليك الانشغال بالأحداث الحالية والمعاصرة يعني مثلا , الملوخية , اكتشفها الهكسوس لإذلال الفراعنة , أحدث تطورات أزمة أبلة فاهيتا , حرب سوريا والعراق واليمن ، حرب داعش في سيناء ، أمير سعودي يقيم حفل شم ضراط في لوس أنجلس , أطماع روسيا وأمريكا في المنطقة ، أطماع إيران والسعودية في الخميعة .الفقر والفساد وخدعة التنوير بالنسبة للمصريين ، المستقبل المجهول بالنسبة للجزائر وليبيا وحجم مؤخرة سما المصري .
العيش داخل هذه الأحداث هو عين الحكمة لأنك بتحاول تفهم أو تصلّح شئ موجود أو تنقذ ما يمكن إنقاذه ، وبنجاحك تقدر تحدد مستقبلك , فالمستقبل دائما يأتي من الحاضر وليس من الماضي كما يتوهم العرب والمسلمون. يبقى السؤال: ما الذي يحدد إذا كان هذا واقعي أم لا ؟ يعني ممكن يكون حدث منتهي زي الفتنة الكبرى بتاع عثمان له تأثير واقعي علينا وبالتالي انشغالنا بيه هو في حد ذاته واقعية . والجواب: كركشندي دبح كبشو يا محلا مرقة لحم كبشو عكشوا فركش نكشوا طنش الشو ما تإلش وسبع سلاطين اسطسلطناهم من عند المسطسلطنين تقدر يا مسلطن يا مستسلطن تستسلطن لنا سبع سلاطين زى ما استسلطناهم من عند المستسلطنين . مفيش شخص واقعي هايفكر أيهما أحق بالخلافة الإسلامية من 1400 سنة ، من يسأل هذا السؤال هو شخص رجعي ، وعليه السؤال الحقيقي هو السبع دبابيس اللي استدبسناهم من عند المستدبسين تقدر يا مدبس يا مستدبس تستدبس لنا سبع دبابيس زى ما استدبسناهم من عند المستدبسين
كيف نتعامل مع الشخص الرجعي أو على الأقل كيف نجعل هذا العالم واقعيا، وهل إهمالنا للشخص الرجعي سيساهم في إصلاحه أم لا ؟ فكل الحروب التي تحدث في اليمن وسوريا والعراق أساسها الرجعية اللي أنتجت نُظم سياسية وجماعات لها أطماع ومعتقدات لا علاقة لها بالواقع ، وبالتالي أنا عايز أعرف أيهم أحق بالخلافة معاوية أم علي . هذه الطريقة مفيدة جدا لفهم الأحداث والتنبؤ بمستقبلها ، فعندما يستقر في الدماغ أن جرائم السعودية في اليمن ومشاكل المسلمين المتطرفين مع الأقباط ومشاكل محمد بن عبد الوهاب مع البوكيمون و أم كلثوم مع أسمهان وفريد الأطرش أساسها سؤال رجعي فيعني أن الترللي بالكامل تجري بطريقة خاطئة ، وإنه من المستحيل لتلك الأطراف أن يفهموا بعض ، وبالتالي لن تقف الحرب قبل أن يفهم الجميع ذلك ، لإستحالة فرض إجابة معينة للسؤال الرجعي السابق عليهم .
الواقعية ليست مذهب عقلاني او فلسفة معقدة انها طبيعة في الشخص قد تكون فطرية أو مكتسبة يعني مفيش مثلا مذهب إسمه الواقعية زي ما فيه الوجودية أو البراجماتية، أو ستار أكاديمي بالعربي والأخ الأكبر في الغرب . الواقعية تفرض عليك تفكيك الكليات إلى جزئيات ، ثم تجريدها كمفاهيم مستقلة وجمعها بعد ذلك بالاستقراء . سيقول قائل: يا عم غور بقى بلاش فسلفة , أيهم أحق بالخلافة معاوية أم علي .
مختصر الواقعية من الناحية الواقعية وعلى أرض الواقع ، هي : لو افترضنا وجود السؤال السابق "أيهم أحق بالخلافة معاوية أم علي" . فالواقعية هنا تناقش تأثير هذا السؤال على حياتك ، وهل الواقع يهتم بالإجابة أم لا ؟ . كل الواقعيين عموما يعتبرون مثل هذه الأسئلة عبث لا تقدم شئ للبشرية وأمامك خيارين ، الأول : تقتل اللي بيجاوب غلط ، الثاني: تعيش مع الطرف الآخر مهما كانت إجابته .