مغامرات نيلز

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

مغامرات نيلز (باليابانية: ニルスのふしぎな旅) مسلسل رسوم متحركة انتج سنة 1980-1981 . المسلسل مكون من 52 حلقة، وفكرته مأخوذة من قصة حياة الطفل اليمني يزيد الذي ولد في ضواحي صنعاء، في قرية تبعد حوالي 30 كم من قلب العاصمة عام 2004 , وهو عمل مقتبس من رواية للكاتبة السويدية سلمى لاغرلوف، الروائية التي كانت أول امرأة تحصل على نوبل للأدب عام 1909.نيلز شخصية خيالية مشاكسة، صبي مشاغب يؤذي الحيوانات في مزرعة والده، كسول جدا لا يحب المدرسة ولا يقوم بأي عمل مفيد. مشاكسته توقعه يوما ما في شر أعماله فيحوله الساحر إلى قزم عقابا له ويصبح قادرا على فهم لغة الطيور، فيقوم بمغامرات مع جماعات البط والأوز الموجودة بمزرعتهم. والتي كان يسيء معاملتها في الماضي. من أهم المشاهد التي وردت في مسلسل نيلز ولم تكن ضمن الرواية، مشهد نيلز مع الساحر الذي أخبره أنه لكي يعود لهيئته فيجب أن يموت صديقة الإوزة مورتون. كان خيارا صعبا بالنسبة لنيلز فهو يحب صديقه ورفيق رحلاته لكنه يريد أن يعود لوالديه وأصدقائه وحياته السابقة .

شاهد سكان القرية نيلز لأول مرة عام 2004، بعد قرابة ثلاث سنوات من وصول شبكة الكهرباء لقريتهم. في ذات العام فقدت فاطمة، الشابة ذات السبعة عشر عاما، زوجها في حرب صعدة الأولى وهي حامل بابنهما الأول. أنجبت فاطمة بعد ثلاثة أشهر من وفاة زوجها، الذي قرر والده كنوع من الثأر، أن يسمي حفيده يزيد. بعد سنتين، تزوجت فاطمة برجل من قرية أخرى وبحكم العادات فقد كان لزاما عليها التخلي عن ابنها لجدته لأبيه. تنقل الطفل بين بيت جدته لأبيه وجدته لأمه وبيت زوج أمه وأخيرا عندما توفت جدته لأبيه، فرض عليه عمه البقاء معه، والعمل في المزرعة. كان يزيد صغير القامة ونحيفاً، عيناه عسليتان وشعره أشقر، لكن بشرته سمراء للغاية بسبب تعرضه الدائم لأشعة الشمس الحارقة. طفولته المشتتة جعلت منه طفلاً عنيداً ومشاكساً، كان يحاول جبر كسره بتمرده. ارتبط تاريخ ميلاده بيوم عرض نيلز، ثم ارتبط اسمه به كذلك، فحجمه ومشاكسته جعلت الجميع يلقبه بـ نيلز. نسي الجميع اسمه الحقيقي تماما، حتى أصدقاؤه وإذا تذكر أحدهم جيدا فسيخبرك أن اسمه يزيد، ربما.

في 2015 تم توزيع بعض الكتيبات على طلاب القرية، واكتشف نيلز أن طريقته في الصلاة كانت خاطئة، وبدأ بتعلم حركات الصلاة الصحيحة، من وجهة نظر الكتاب المقتبسة من ملازم حزب الله والخميني. أما القيّم الذي علمه الصلاة وزرع مبادئ الجهاد في سبيل الله لأول مرة في نفسه، فقد اختفى تماما وحل محله قيم جديد من أنصار الحوثي. والمدرسة الوحيدة في القرية والتي تتسع لمئات الطلاب من الصف الأول حتى الصف الثاني عشر، تحولت لملجأ لنازحين من المدينة والقرى المجاورة ممن فقدوا منازلهم بسبب قصف قوات التحالف.

لم تكن المدرسة تعني لنيلز أي شيء، لذلك فقد كانت الجبهة هي المكان الوحيد الذي يستوعب تمرده. انضم نيلز للجبهة بعد أن تم تلغيم فكره في أحد الكهوف لمدة شهر كامل. تعلم خلالها كراهية العدو وحب التضحية من أجل القضية وسمو الهدف الذي يقاتلون من أجله وفوق كل هذا ثواب الشهيد وما يحصل عليه في الجنة . كان أعظم حلم لنيلز هو أن يتعرف على والده، لكن بعد ذلك الشهر تخلى عن حلمه بلقاء الأب الضال الذي قاتل في صف عدو الحسين، ولعن جده الذي سماه باسم الطاغية يزيد. في ذلك اليوم عرف بنفسه عند أطفال قريته بالمحارب أبو صقر . سخر منه بعض أصدقائه وقالوا تقصد أبو وزة، ضحك عليك الحوثي! فيما غبطه البعض الآخر.

بعد شهرين من التحاق نيلز بالجبهة، أتى موكب من خمس سيارات للقرية. كان الحوثيون يطلقون النار ويرفعون صوت الزوامل وتجمع الناس من كل مكان ليحضروا زفة أبو صقر الذي عاد من جبهة القتال في تابوت. مات نيلز , قال الأطفال، وبكت نساء القرية على اليتيم الذي ضاع عمره . استلموا الجثة، قبروها، وأعادوا الصندوق لشهيد آخر . صندوق صغير لا يتسع إلا لنيلز . أم نيلز أو يزيد أو أبو صقر فلم تكن موجودة لا في حياته ولا في جنازته.

سلمى لاغرلوف كاتبة الرواية العالمية مغامرات نيلز المدهشة عانت كثيرا في حياتها فقد ولدت بعيب خلقي في وركها سبب لها الشلل الذي منعها من الالتحاق بالمدرسة، تعافت منه لاحقا مع بقاء عرجة صغيرة لازمتها إلى آخر العمر. ولدت سلمى في قرية من قرى شمال السويد البارد. ألهمتها حياتها في القرية بين الكهوف والقصص الشعبية الكثير ووظفت خيالها لخلق روايات وصلت للعالمية. لم تستسلم سلمى لأي ظرف، قاومت ونحتت أعمالها في قلب ملايين الناس حتى لو لم يعلموا شيئا عن اسمها أو حياتها. زرعت الكثير من القيم والمبادئ في قلوب الأطفال وشجعتهم على حب الآخر واحترامه.