الفرق بين المراجعتين لصفحة: «محمد الماغوط»
imported>Amazegho لا ملخص تعديل |
ط (←مصدر: إضافة تصنيف) |
||
(22 مراجعة متوسطة بواسطة 16 مستخدماً غير معروضة) | |||
سطر 1: | سطر 1: | ||
{{كاتب ساخر}} |
{{كاتب ساخر}} |
||
[[صورة: |
[[صورة:Magout.jpg|left|200px|]] |
||
'''محمد الماغوط''' (1934 - 2006) أديب و[[الشعر|شاعر]] من [[سوريا]] كانت كتاباته [[سخرية|ساخرة]] مؤلمة وجميلة , لم يعش الماغوط |
'''محمد الماغوط''' (1934 - 2006) أديب و[[الشعر|شاعر]] من [[سوريا]] كانت كتاباته [[سخرية|ساخرة]] مؤلمة وجميلة , لم يعش الماغوط ب[[سلام]] مع أحد ولا مع روحه أبداً ، كان ساخراً لأن [[نكتة|المهزلة]] دائمة وكان يائساً لأنه لم يجد لدى [[العرب]] لحظة شغف واحدة ب[[الحرية]] . رغم سخريته من [[الثقافة في الوطن العربي|الثقافة]] و[[المثقف]]ين كان محمد الماغوط أحد أبرز رموز الثقافة [[سوريا|السورية]] طوال عقود وأبرز مثقفيه المشاغبين على اللغة وال[[سياسة]] والمفاهيم , برع في استخدام مفردات جديدة وتوظيف المفارقة والحس الساخر الذي وظفه بمهارة لكي يبين مفارقات [[حياة|حياتنا]] الثقافية . كان يشرب [[عرق|ويسكي]] ممزوج بالثلج ويدخن [[سيجارة]] إلى منتصفها ثم يرميها ويأخذ أخرى مباشرة . هجا [[الوطن|الأوطان]] والعواصم ، ال[[مدن]] والغرف و[[السجن|السجون]] ، [[تأريخ|التاريخ]] و[[الإنسان|البشر]] جميعاً، ترك الماغوط مناقب فصيحة في معنى ان تكون [[شتيمة|الشتائم]] المتصلة لل[[وطن]] نشيداً في المحبة التي لا تشبهها محبة أخرى . |
||
كان لمحمد الماغوط حساسية لكل ما هو ثقافي ب[[خرا|المعنى الدارج للثقافة]] , تميزت كتاباته بعفوية |
كان لمحمد الماغوط حساسية لكل ما هو ثقافي ب[[خرا|المعنى الدارج للثقافة]] , تميزت كتاباته بعفوية [[شعب]]ية إذ كان يرى أن طريقته هذه تكون أسهل في الوصول إلى شريحة كبيرة من [[الإنسان|الناس]] . [[ولادة|ولد]] محمد الماغوط عام 1934 في السلمية في محافظة حماة في [[سوريا]] من عائلة [[فقراء|فقيرة]] اكتسب فيها إحساسه بالظلم البشري والفوارق الطبقية . غادر السلمية نحو [[دمشق]] ليلتحق ب[[التعليم|مدرسة]] داخلية بناء على توصية [[الأب|والده]] ، ليدرس ال[[علوم]] الزراعية ، لكنه إكتشف أن اختصاصه ليس الحشرات الزراعية ، بل [[القائد العربي المحنك|الحشرات البشرية]] . كان يكره [[المدرسة]] وقد طفشت منها باكراً , درس في [[المدرسة]] الزراعية في الغوطة . وكان من تلاميذها أديب الشيشكلي و[[أنور السادات]] و [[صدام حسين]] تصوّر هؤلاء درسوا فيها . |
||
كان قدومه الثاني إلى العاصمة عام 1955 حين بدأ دراسته الأدبية والثقافية ، وبدأت دمشق تميز [[الشعر|شاعراً]] متمرداً على أساليب الكتابة القديمة ، وممثلا لمشرديها و فقرائها ولكن لوهلة قصيرة , عاش بعدها الماغوط وبنفس العام تجربة [[السجن]] الأولى في سجن المزة ، بتهمة انتمائه إلى الحزب القومي السوري الاجتماعي ، المنافس الرئيسي ل[[حزب البعث]] آنذاك . قال عن تجربته في السجن: |
كان قدومه الثاني إلى العاصمة عام 1955 حين بدأ دراسته [[أدبيات|الأدبية]] والثقافية ، وبدأت [[دمشق]] تميز [[الشعر|شاعراً]] متمرداً على أساليب الكتابة القديمة ، وممثلا لمشرديها و فقرائها ولكن لوهلة قصيرة , عاش بعدها الماغوط وبنفس العام تجربة [[السجن]] الأولى في [[سجن]] المزة ، بتهمة انتمائه إلى الحزب القومي السوري الاجتماعي ، المنافس الرئيسي ل[[حزب البعث]] آنذاك . قال عن تجربته في السجن: |
||
{{قال|كنت أظن أن السجن هو للمجرمين والقتلة . وعندما سجنت في المرة الأولى شعرت بأن شيئاً جوهرياً تحطّم في داخلي . كلّ ما كتبته وما أكتبه هو أشبه بعملية ترميم لتلك التجربة المرّة والقاسية . وما زلت أرمم آثار هذه التجربة حتى اليوم . ولا أبالغ ان قلت إن أمل ال[[حياة]] سقط في [[السجن]] . وكذلك الجمال والفرح . كان هناك الكثير من الرعب . قسوة |
{{قال|كنت أظن أن [[السجن]] هو للمجرمين والقتلة . وعندما سجنت في المرة الأولى شعرت بأن شيئاً جوهرياً تحطّم في داخلي . كلّ ما كتبته وما أكتبه هو أشبه بعملية ترميم لتلك التجربة المرّة والقاسية . وما زلت أرمم آثار هذه التجربة حتى اليوم . ولا أبالغ ان قلت إن أمل ال[[حياة]] سقط في [[السجن]] . وكذلك الجمال والفرح . كان هناك الكثير من [[الرعب]] . قسوة و[[رعب]] . كنت ضعيفاً وغير قادر على استيعاب ما يحصل ولا على تحمّل الإذلال والظلم. [[قندرة|حذاء]] الشرطي لا أنساه . كان [[شرطة|الشرطي]] يقطر عرقاً وهو يمارس فعل التعذيب . والفادح في الأمر أنني حتى الآن لم أعرف ما هي التهمة التي قادتني الى [[السجن]] ، أنا [[مراهق|الفتى]] الفلاح والقروي البسيط ، الذي لا يعرف شيئاً عن [[العالم]] . وانتمائي الى الحزب القومي كان عابراً ولم أكن حزبياً.}} |
||
==الماغوط والإنتماء الحزبي== |
==الماغوط والإنتماء الحزبي== |
||
[[صورة:maghot.jpg|left|150px|]] |
|||
قال عن سبب إنتماءه للحزب القومي : |
قال عن سبب إنتماءه للحزب القومي : |
||
{{قال|دخلت الحزب القومي من دون أن أقرأ مبادئه . كنت فتى [[تسول|فقيراً]] وكانت لديّ حاجة الى أن انضمّ الى جماعة ما. وكانت قريتي السلمية تضج |
{{قال|دخلت الحزب القومي من دون أن أقرأ مبادئه . كنت فتى [[تسول|فقيراً]] وكانت لديّ حاجة الى أن انضمّ الى جماعة ما. وكانت قريتي السلمية تضج ب[[فكرة]] الحزبية ، وكان هناك حزبان : الحزب القومي و[[البعث|الحزب البعثي]] . وقد اخترت القومي لأنه كان قريباً من [[بيت|المنزل]] ، وفي المركز كانت هناك صوبيا (مدفأة) ، أي أن الجوّ كان دافئاً، بينما المركز البعثي بلا صوبا. لم أقرأ مبادئ الحزب ، وفي الاجتماعات كنت [[الملل|أنعس وأتثاءب]] . وأذكر انهم عندما كانوا يتحدثون عن المناقبية الحزبية كنت أفكر بالمخدّة . عندما كان ينتهي البرد كنت أهرب من الاجتماعات . ومرّة كلفوني بجمع التبرّعات للحزب فجمعت ما يكفي لشراء بنطلون وفررت .}} |
||
انتقل الى بيروت ليشارك في مجلة شعر ، وينشر ديوانه الأول حزن في ضوء [[القمر]] في 1959 وتلاه ديوان غرفة ب[[مليون|ملايين]] الجدران (1961) و الفرح ليس مهنتي (1970). منحه الرئيس [[بشار الأسد]] وسام الاستحقاق من الدرجة الاولى ، وأرسل على حساب القصر الرئاسي للمعالجة في [[فرنسا]] .رغم الكآبة التي لم تكن تغادره والألم الذي يعتمل في ثنايا جسده ، كان يتمسك ب[[سخرية|سخريته]] الحيّة والعابثة وبخفة الظل التي وسمت مقالاته وأعماله المسرحية . كان يحاول دوماً ان يبتسم و[[الضحك|يضحك]] . |
انتقل الى بيروت ليشارك في مجلة شعر ، وينشر ديوانه الأول حزن في ضوء [[القمر]] في 1959 وتلاه ديوان غرفة ب[[مليون|ملايين]] الجدران (1961) و الفرح ليس مهنتي (1970). منحه الرئيس [[بشار الأسد]] وسام الاستحقاق من الدرجة الاولى ، وأرسل على حساب القصر الرئاسي للمعالجة في [[فرنسا]] .رغم الكآبة التي لم تكن تغادره والألم الذي يعتمل في ثنايا جسده ، كان يتمسك ب[[سخرية|سخريته]] الحيّة والعابثة وبخفة الظل التي وسمت مقالاته وأعماله المسرحية . كان يحاول دوماً ان يبتسم و[[الضحك|يضحك]] . |
||
==الرحيل== |
==الرحيل== |
||
حصل قبل شهر واحد من رحيله على جائزة العويس وصرف معظم الـ120,000 [[دولار]] على الأدوية . غيّب [[الموت]] الشاعر والكاتب [[سوريا|السوري]] بعد ظهر الاثنين 3 ابريل 2006 عن عمر يناهز 72 عاما، كان في يده اليمنى عقب [[سيجارة]] وفي اليسرى سماعة [[تلفون موبايل|الهاتف]] ، في حين يدور صوت شريط المسجلة في تلاوة ل[[القرآن|سورة يوسف]] . ترجمت قصائده الى لغات |
حصل قبل شهر واحد من رحيله على جائزة العويس وصرف معظم الـ120,000 [[دولار]] على الأدوية . غيّب [[الموت]] الشاعر والكاتب [[سوريا|السوري]] بعد ظهر الاثنين 3 ابريل 2006 عن عمر يناهز 72 عاما، كان في يده اليمنى عقب [[سيجارة]] وفي اليسرى سماعة [[تلفون موبايل|الهاتف]] ، في حين يدور صوت شريط المسجلة في تلاوة ل[[القرآن|سورة يوسف]] . ترجمت قصائده الى لغات [[أجنبي]]ة بالرغم من أنه كان لا يعرف أية لغة [[الأجنبي|أجنبية]] , لم يكن من اللذين يسعون الى [[العالم|العالمية]] , قال محمد الماغوط في احدى اللقاءات [[وسائل الإعلام|الصحفية]] : |
||
{{قال|العالمية لا تعنيني . انها تعني أدونيس مثلاً . ثم أقول إنّ أي لحام يستطيع أن يصبح عالمياً ليذبح [[المرأة|زوجته]] ، هذه طريقة اقترحها سبيلاً الى العالمية .}} |
{{قال|العالمية لا تعنيني . انها تعني أدونيس مثلاً . ثم أقول إنّ أي لحام يستطيع أن يصبح عالمياً ليذبح [[المرأة|زوجته]] ، هذه طريقة اقترحها سبيلاً الى العالمية .}} |
||
==نموذج من اسلوبه الساخر== |
==نموذج من اسلوبه الساخر== |
||
* '''مشهد من مسرحية كاسك يا وطن'''"" : غوار: في حدا بدو يضيّق لي خلقي ويكرّهني عيشتي , لأرحل عن |
* '''مشهد من مسرحية كاسك يا وطن'''"" : [[دريد لحام|غوار]]: في حدا بدو يضيّق لي خلقي ويكرّهني عيشتي , لأرحل عن [[وطن]]ي , ما بعرف مين هذا الحدا, من برّة من جوّة و[[الله]] ما بعرف . بس مين ما كان يكون هذا الحدا , أنا ما بقدر أرحل عن [[الوطن]] أنا بدوخ بالطيارة يا أخي , ثم لنفرض إني أنا بعدت عن الوطن ورحلت عنه لبعيد, بس مشكلتي أنه الوطن ما بيبعد عني , بيضل عايش فيّ من جوّة وين بدي أهرب منه ؟ وين ؟ لذلك بدي ضلّ عايش فيه غصب عن اللي ما بدّه , طالما عم بقدر [[حرية التعبير|احكي يلي بدي ياه]] مارح أيأس وبدي ضل أصرخ للغلط غلط ب[[عين|عينك]] , وبدّي أعمل [[ثورة]] بالبطحا, و[[عرق|اشرب]] كاسك ياوطني على رواق , بدي أشرب كاس عزك , ولسّه بدي أكتب [[اسم]] بلادي على الشمس اللي ما بتغيب . |
||
==احدى قصائده== |
==احدى قصائده== |
||
* كل يوم أكتشف في |
* كل يوم أكتشف في [[وطن]]ي مجداً جديداً |
||
* وعاراً جديداً |
* وعاراً جديداً |
||
* أخباراً ترفع الرأس |
* أخباراً ترفع الرأس |
||
* وأخرى ترفع الضغط |
* وأخرى ترفع الضغط |
||
* مللت اللجوء الى [[سيجارة|التبغ]] |
* مللت اللجوء الى [[سيجارة|التبغ]] |
||
* |
* و[[المشروبات الكحولية|الخمر]] والمهدئات و[[الأبراج|أبراج الحظ]] |
||
* إن سعة الخيال تمزق أعصابي |
* إن سعة الخيال تمزق [[عصب|أعصابي]] |
||
* ولم تعد عندي حدود واضحة أو آمنة بين المجد والعار |
* ولم تعد عندي حدود واضحة أو آمنة بين المجد والعار |
||
* والأمل واليأس والفرح والحزن |
* والأمل واليأس والفرح والحزن |
||
سطر 45: | سطر 43: | ||
[[تصنيف:كتاب ساخرون]] |
[[تصنيف:كتاب ساخرون]] |
||
[[تصنيف:شعراء عرب]] |
[[تصنيف:شعراء عرب]] |
||
[[تصنيف:سوريا]] |
|||
[[تصنيف:أدبيات]] |
|||
[[تصنيف:صفحات للتحقق]] |
المراجعة الحالية بتاريخ 08:25، 7 مارس 2024
![](https://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/b/bc/Magout.jpg)
محمد الماغوط (1934 - 2006) أديب وشاعر من سوريا كانت كتاباته ساخرة مؤلمة وجميلة , لم يعش الماغوط بسلام مع أحد ولا مع روحه أبداً ، كان ساخراً لأن المهزلة دائمة وكان يائساً لأنه لم يجد لدى العرب لحظة شغف واحدة بالحرية . رغم سخريته من الثقافة والمثقفين كان محمد الماغوط أحد أبرز رموز الثقافة السورية طوال عقود وأبرز مثقفيه المشاغبين على اللغة والسياسة والمفاهيم , برع في استخدام مفردات جديدة وتوظيف المفارقة والحس الساخر الذي وظفه بمهارة لكي يبين مفارقات حياتنا الثقافية . كان يشرب ويسكي ممزوج بالثلج ويدخن سيجارة إلى منتصفها ثم يرميها ويأخذ أخرى مباشرة . هجا الأوطان والعواصم ، المدن والغرف والسجون ، التاريخ والبشر جميعاً، ترك الماغوط مناقب فصيحة في معنى ان تكون الشتائم المتصلة للوطن نشيداً في المحبة التي لا تشبهها محبة أخرى .
كان لمحمد الماغوط حساسية لكل ما هو ثقافي بالمعنى الدارج للثقافة , تميزت كتاباته بعفوية شعبية إذ كان يرى أن طريقته هذه تكون أسهل في الوصول إلى شريحة كبيرة من الناس . ولد محمد الماغوط عام 1934 في السلمية في محافظة حماة في سوريا من عائلة فقيرة اكتسب فيها إحساسه بالظلم البشري والفوارق الطبقية . غادر السلمية نحو دمشق ليلتحق بمدرسة داخلية بناء على توصية والده ، ليدرس العلوم الزراعية ، لكنه إكتشف أن اختصاصه ليس الحشرات الزراعية ، بل الحشرات البشرية . كان يكره المدرسة وقد طفشت منها باكراً , درس في المدرسة الزراعية في الغوطة . وكان من تلاميذها أديب الشيشكلي وأنور السادات و صدام حسين تصوّر هؤلاء درسوا فيها .
كان قدومه الثاني إلى العاصمة عام 1955 حين بدأ دراسته الأدبية والثقافية ، وبدأت دمشق تميز شاعراً متمرداً على أساليب الكتابة القديمة ، وممثلا لمشرديها و فقرائها ولكن لوهلة قصيرة , عاش بعدها الماغوط وبنفس العام تجربة السجن الأولى في سجن المزة ، بتهمة انتمائه إلى الحزب القومي السوري الاجتماعي ، المنافس الرئيسي لحزب البعث آنذاك . قال عن تجربته في السجن:
” | كنت أظن أن السجن هو للمجرمين والقتلة . وعندما سجنت في المرة الأولى شعرت بأن شيئاً جوهرياً تحطّم في داخلي . كلّ ما كتبته وما أكتبه هو أشبه بعملية ترميم لتلك التجربة المرّة والقاسية . وما زلت أرمم آثار هذه التجربة حتى اليوم . ولا أبالغ ان قلت إن أمل الحياة سقط في السجن . وكذلك الجمال والفرح . كان هناك الكثير من الرعب . قسوة ورعب . كنت ضعيفاً وغير قادر على استيعاب ما يحصل ولا على تحمّل الإذلال والظلم. حذاء الشرطي لا أنساه . كان الشرطي يقطر عرقاً وهو يمارس فعل التعذيب . والفادح في الأمر أنني حتى الآن لم أعرف ما هي التهمة التي قادتني الى السجن ، أنا الفتى الفلاح والقروي البسيط ، الذي لا يعرف شيئاً عن العالم . وانتمائي الى الحزب القومي كان عابراً ولم أكن حزبياً. | “ |
الماغوط والإنتماء الحزبي[عدل | عدل المصدر]
قال عن سبب إنتماءه للحزب القومي :
” | دخلت الحزب القومي من دون أن أقرأ مبادئه . كنت فتى فقيراً وكانت لديّ حاجة الى أن انضمّ الى جماعة ما. وكانت قريتي السلمية تضج بفكرة الحزبية ، وكان هناك حزبان : الحزب القومي والحزب البعثي . وقد اخترت القومي لأنه كان قريباً من المنزل ، وفي المركز كانت هناك صوبيا (مدفأة) ، أي أن الجوّ كان دافئاً، بينما المركز البعثي بلا صوبا. لم أقرأ مبادئ الحزب ، وفي الاجتماعات كنت أنعس وأتثاءب . وأذكر انهم عندما كانوا يتحدثون عن المناقبية الحزبية كنت أفكر بالمخدّة . عندما كان ينتهي البرد كنت أهرب من الاجتماعات . ومرّة كلفوني بجمع التبرّعات للحزب فجمعت ما يكفي لشراء بنطلون وفررت . | “ |
انتقل الى بيروت ليشارك في مجلة شعر ، وينشر ديوانه الأول حزن في ضوء القمر في 1959 وتلاه ديوان غرفة بملايين الجدران (1961) و الفرح ليس مهنتي (1970). منحه الرئيس بشار الأسد وسام الاستحقاق من الدرجة الاولى ، وأرسل على حساب القصر الرئاسي للمعالجة في فرنسا .رغم الكآبة التي لم تكن تغادره والألم الذي يعتمل في ثنايا جسده ، كان يتمسك بسخريته الحيّة والعابثة وبخفة الظل التي وسمت مقالاته وأعماله المسرحية . كان يحاول دوماً ان يبتسم ويضحك .
الرحيل[عدل | عدل المصدر]
حصل قبل شهر واحد من رحيله على جائزة العويس وصرف معظم الـ120,000 دولار على الأدوية . غيّب الموت الشاعر والكاتب السوري بعد ظهر الاثنين 3 ابريل 2006 عن عمر يناهز 72 عاما، كان في يده اليمنى عقب سيجارة وفي اليسرى سماعة الهاتف ، في حين يدور صوت شريط المسجلة في تلاوة لسورة يوسف . ترجمت قصائده الى لغات أجنبية بالرغم من أنه كان لا يعرف أية لغة أجنبية , لم يكن من اللذين يسعون الى العالمية , قال محمد الماغوط في احدى اللقاءات الصحفية :
” | العالمية لا تعنيني . انها تعني أدونيس مثلاً . ثم أقول إنّ أي لحام يستطيع أن يصبح عالمياً ليذبح زوجته ، هذه طريقة اقترحها سبيلاً الى العالمية . | “ |
نموذج من اسلوبه الساخر[عدل | عدل المصدر]
- مشهد من مسرحية كاسك يا وطن"" : غوار: في حدا بدو يضيّق لي خلقي ويكرّهني عيشتي , لأرحل عن وطني , ما بعرف مين هذا الحدا, من برّة من جوّة والله ما بعرف . بس مين ما كان يكون هذا الحدا , أنا ما بقدر أرحل عن الوطن أنا بدوخ بالطيارة يا أخي , ثم لنفرض إني أنا بعدت عن الوطن ورحلت عنه لبعيد, بس مشكلتي أنه الوطن ما بيبعد عني , بيضل عايش فيّ من جوّة وين بدي أهرب منه ؟ وين ؟ لذلك بدي ضلّ عايش فيه غصب عن اللي ما بدّه , طالما عم بقدر احكي يلي بدي ياه مارح أيأس وبدي ضل أصرخ للغلط غلط بعينك , وبدّي أعمل ثورة بالبطحا, واشرب كاسك ياوطني على رواق , بدي أشرب كاس عزك , ولسّه بدي أكتب اسم بلادي على الشمس اللي ما بتغيب .
احدى قصائده[عدل | عدل المصدر]
- كل يوم أكتشف في وطني مجداً جديداً
- وعاراً جديداً
- أخباراً ترفع الرأس
- وأخرى ترفع الضغط
- مللت اللجوء الى التبغ
- والخمر والمهدئات وأبراج الحظ
- إن سعة الخيال تمزق أعصابي
- ولم تعد عندي حدود واضحة أو آمنة بين المجد والعار
- والأمل واليأس والفرح والحزن
- والربيع والخريف والصيف والشتاء
- والمذكر والمؤنث والمرفوع والمنصوب
- وها أنا أضع أجمل وآخر قصائدي في أذني
- وإصبعي على الزناد
- وأنا واثق بأن حلقات من الدخان ستتصاعد كأنها رصاصة حقيقية .
أعماله[عدل | عدل المصدر]
- الشعر : حزن في ضوء القمر 1959 ، غرفة بملايين الجدران 1960 ، الفرح ليس مهنتي 1970 . البدوي الأحمر , سأخون وطني 1987 , سياف الزهور 2001 , شرق عدن غرب الله 2005
- المسرح : العصفور الأحدب ، المهرج ، كاسك يا وطن ، غربة ، ضيعة تشرين ، شقائق النعمان
- رواية : الأرجوحة 1974
- تلفزيون : وادي المسلك , حكايا الليل
مصدر[عدل | عدل المصدر]
- لقاء صحفي أجراه عبده وازن مع الراحل محمد الماغوط قبل شهر من وفاته .
- موقع جهة الشعر , jehat.com