محمد أنور السادات
محمد أنور السادات
| |
فترة الحكم | 15 أكتوبر 1970 الى 6 أكتوبر 1981 |
سبقه | جمال عبدالناصر |
الرئيس الذي لحقه | محمد حسني مبارك |
تاريخ الميلاد | 25 ديسمبر 1918 |
مكان الميلاد | محافظة المنوفية ، مصر |
تاريخ الإغتيال | 6 أكتوبر 1981 |
مكان الإغتيال | القاهرة , مصر |
محمد أنور السادات ممثل مصري أدمن الوقوف أمام الكاميرا ومثل أمامها كل الأدوار التى تحلو له ، دور الرجل الحكيم ، وكبير الأسرة ، والأب الذى يخاطب ابنته وكان يكشر عن أنيابه الديمقراطية متوعدا أولئك الذين أعطاهم الحرية بأن يفرمهم . وقبل أن يظهر أمام كاميرات كان السادات يستوثق من كل شىء من الملابس و الاكسسوارات ، ويستعد لالقاء الدور الذى رسمه لنفسه حيث كان هو البطل و المؤلف و المخرج ، أما المشاهدون فقد كانوا على اتساع العالم . وبطريقته التمثيلية استطاع أن يجذب انتباه العالم بحكم أنه يعيش فى أكبر منطقة ساخنة بالعالم ، ويقود فيها أكبر دولة فى الصراع العربى الاسرائيلى . لعب السادات كل الأدوارالمتناقضة وتفوق على كل نجوم الشاشة المصرية .
نجوم الشاشة المصرية تميزوا بالتخصص فكان اسماعيل يس مثلا للكوميديا بينما كان محمود المليجى لأدوار الشر ، ويونس شلبى لأدوار المتخلف عقليا ، وفتيان الشاشة من أنور وجدى الى حسين فهمى فقد كانوا للحب و تقبيل حسناوات السينما . أما السادات فى حياته العملية فقد قام بتمثيل كل الأدوار المتناقضة . قبل الثورة لعب دور الخائن حيث انضم للحرس الحديدى لحماية الملك فاروق ، ولعب ايضا دور الضابط الوطنى فانضم لتنظيم الضباط الأحرار ، و لعب دورا من أفلام الجاسوسية مع حكمت فهمى ضد الانجليز لصالح الألمان ، ولعب دورا آخر فى خلية سرية قامت باغتيال أمين عثمان أحد كبار المؤيدين لبريطانيا ، وفى المحاكمة أتيح للمتهم السادات أن يؤدى واحدا من أعظم أدواره الوطنية .
فى رئاسة جمال عبد الناصر لعب السادات دور التابع المسكين الذى يوافق دائما فوثق به عبد الناصر وأبقاه الى جانبه بينما أبعد الاخرين ، و بذلك وصل السادات الى الحكم فقام باعظم أدوار حياته ممثلا كل الأدوار التى يحبها ، دون رقيب ودون اهتمام بما يريده الجمهور . المهم عنده أن يصبح حديث العالم وفى واجهة الصفحات الأولى للاعلام . أثناء قيامه بتمثيل دور رئيس مصر حاز السادات لقب أشيك رئيس فى العالم لأنه كان يتصرف كممثل و ليس كرئيس مصرى ينتمى لشعب فقير ، ومولود فى قرية بائسة اسمها ميت ابو الكوم . أثناء قيامه بتمثيل دور رئيس مصر اصطنع السادات سياسة جديدة كانت فى الحقيقة اسلوبا معروفا فى صناعة السينما.
جمع بين التسويق السينمائى والتشويق السينمائى ؛ أسموه فى السياسة اسلوب الصدمة ، أى يفاجىء العالم بشىء يذهل صناع السياسة العالمية الذين هم لفرط جهلهم يحسبون السياسة علما له قواعد وأصول فيفاجأون باجتهادات سياسية جديدة تقلب موازين عقولهم ، وتختلط فيها الفهلوة المصرية بفن لعب الطاولة وحرفية الأكشن الهابط فى افلام حسام الدين مصطفى ولوعة الميلودراما الزاعقة فى أفلام حسن الامام. ولأن صناع السياسة العالمية لم يدرسوا الفهلوة المصرية ولم يجلسوا على مقهى فى العتبة يلعبون الطاولة و لم يدخلوا سينما دوللى فى شبرا فانهم كانوا لا يجدون تفسيرا للصدمات السياسية الساداتية الدرامية ؛ تهرع لهم أجهزة الاعلام فلا تجد لديهم تفسيرا، فلا مناص من أن يذهبوا الى السادات أبرع حواة القرن العشرين فعنده الخبر اليقين ، فيبيع لهم شربة الحاج محمود التى تطرد الدود و تعمى عين الحسود .
فيلم حرب أكتوبر[عدل | عدل المصدر]
فاجأ العالم بتصريحات متكررة قبل حرب اكتوبر عن عام الحسم و فتح قناة السويس التى كانت اسرائيل تحتل شاطئها الشرقى ، ثم فاجأ العالم بحرب اكتوبر التى وصفوها فيما بعد بانها كانت مجرد تمثيلية بطلها كان الممثل العالمى أنور السادات ، و فى مقابل النصر الهزيل الذى حصل عليه أعطوه سيناء بنفس العرض الذى كان معروضا على جمال عبد الناصر ورفضه بعد هزيمة 1967 ، ثم جاء السادات و قبل نفس العرض بعد جولات مكثفة من المفاوضات تحت سمع العالم وبصره ، و كان فيها السادات البطل الأكبر والفتى الأول فى أفلام كامب ديفيد ، وتفوق على كل شركائه الذين كانوا لا يمثلون بل يقومون بمفاوضات حقيقية لخدمة بلادهم مثل كارتر ومناحم بيجن . وعندما أراد بعض وزراء السادات أن يلعبوا دور حقيقيا وليس تمثيليا فى المفاوضات طردهم ، فعل هذا مع محمد ابراهيم كامل صديقه القديم ، واسماعيل فهمى .
جائزة الأوسكار[عدل | عدل المصدر]
كوفىء السادات على أدواره المعقدة بأن صار صاحب أكبر شعبية فى أمريكا مركز الإنتاج العالمي للسينما ، و قيل انه لو ترشح لرئاسة أمريكا لفاز فى الانتخابات . و فكر السادات فعلا فى إنتاج أفلام على المستوى الأمريكي ، لتخليد انتصاره الهزيل فى حرب اكتوبر ، وقال انه يريده على مثال فيلم أطول يوم في التاريخ ، وكان يأسف أشد الأسف لأنه لم يقم بتصوير عبور قناة السويس ليضاف إلى أفلامه الدرامية السابقة . فى مقابل شهرته الفائقة في أمريكا والغرب فلم يحظ بإعجاب المصريين الذين أدمنوا التندر عليه والتحسر على عبد الناصر وأيامه السوداء.
ولم يهتم المصريون بأمسياته المذاعة من قريته ميت أبو الكوم ، ولم تؤد أدواره التمثيلية إلا إلى صفر كبير . لقد كان الانفتاح الإقتصادي و الأحزاب و الرخاء كله تمثيل فى تمثيل . وازداد الوضع سوءا ، فاضطر إلى التكشير عن أنيابه الديمقراطية و قرر أن يمثل دور محمود المليجي فقام بما أسماه ثورة الخامس من سبتمير سنة 1981 التي اعتقل فيها عشرات الألوف من المصريين لمجرد معارضتهم لأدواره الفنية ولقيامه بالتمثيل دون أن يعمل رئيسا حقيقيا لأكبر بلد عربي .
النهاية[عدل | عدل المصدر]
جاء مشهد النهاية فى حياة هذا الممثل العبقرى . أنهى السادات حياته بدور مختلف عن أدواره السابقة، لأنه لم يكتب فيه نهايته. جاءت نهايته فى أخر عرض عسكرى أقامه كفيلم درامى وتسجيلى فى نفس الوقت . جاءت نهايته أمام أعين العالم وهو ينظر متفاخرا وسط الملأ . كان قد أعد السيناريو كالعادة بنفسه ، حيث هو البطل الأوحد المحاط بكومبارس داخل المنصة و خارج المنصة ، بينما ديكورات العرض العسكرى من الدبابات و المدافع و الطائرات تكمل المشهد وتزيد من واقعيته . وقبل أن يبدأ العرض العسكرى صدرت صحيفة المساء الحكومية تتحدث مقدما وتنشر الخبر المعتاد أو السيناريو المعتاد من حضور الرئيس العرض العسكرى وسط جنوده الأبطال وعودته الى بيته وسط مظاهر الترحيب و الهتافات .
وقت أن كانت صحيفة المساء فى أيدى الباعة كان السادات ينظر فى العرض العسكرى مبتسما مقلدا الممثل الراحل أنور وجدى ، وهو لا يعرف أن هناك فيلما آخر يحاك من وراء ظهره ، يقوم باخراجه أبناؤه من القوات المسلحة الذين ملّوا من التمثيل و أرادوا أن يقوموا بعمل حقيقى هو اغتيال السادات الذى كان أكبر عمل حقيقى يقومون به ، وليس مجرد دور يلعبونه . وكما اهدي له الشعب المصري هذه القصيدة بعد مقتله وهي لفؤد نجم العظيم:
- لا إله إلا الله مات الكلب وموته دواه
- كان الله لا يقدس روحه يندار صاحبه يعض قفاه
- لا إله إلا الله ما يغركش جنازه دي زفه عالم
- رابش عبي ف قفه اللي مشيعه
- واللي اتوفى قطع الميت واللي وراه
بعد النهاية[عدل | عدل المصدر]
بعد مصرعه تظل ثلاثة من أكبر أخطائه تحطم حياة المصريين حتى الان، وهما : أنه أصدر دستور 1971 ، وهذا الدستور مجرد سيناريو كوميدى هابط من نوع الفارس ، يعطى الدور الأكبر للرئيس ، فهو الذى يملك كل شىء ويتحكم فى كل شىء ، ويظل هكذا طيلة حياته ، ثم لا يكون مسئولا أمام أحد . أى أن السادات الممثل هو الذى قام بتفصيل سيناريو الدستور على مقاسه ، فأعطى لنفسه كل شىء ، ولعب دورالبطل والمخرج والمنتج و المصور والمؤلف والكومبارس و الجمهور . ولأنه لا يشاهد فى الدنيا سوى نفسه فقد افترض أنه سيظل حيا الى قيام الساعة فجعل مدة حكمه بلا نهاية.
الثانى : أنه اختار الضابط حسنى مبارك نائبا عنه ، فأتاح له أن يصبح حسنى مبارك رئيس مصر بالصدفة المحضة ، فحكمها هو أى حسنى مبارك منذ 1981 حتى الثورة المصرية 25 يناير 2011 متمتعا ومستبدا بهذا الدستور الالهى ، ومسلحا بقوانين الطوارىء. ومع أنه أى حسنى مبارك لا يجيد التمثيل ولا يعرف الفرق بين نعيمة عاكف ومهدى عاكف ، إلا أنه أيضا أى حسنى مبارك تعلم من تجربة السادات أن يبتعد عن المنصة وعن سياسة الصدمة وأن يمسك العصا من منتصفها طلبا للسلامة وضل حسنى مبارك يمسك العصا من منتصفها فى وجه المصريين الجوعى وهذا فيلم آخر فيلم هندي .
مصادر[عدل | عدل المصدر]
- د. أحمد صبحي منصور , أنور السادات .