البطل مخلوق لا يولد وحيداً بل يُخلق ويترعرع في ظل جو عام تُلعن فيه اللابطولة وعندما يُنكح الشعب عن بكرة أبيه بكرة وأصيلا مما يؤدي الى ظهور بطل عن طريق إجتثاث الحشائش الضارة منه ، وحقائق سامة أخرى كالجبن ومشاهدة أفلام البورنو والتفاهة والنفاق واللعب على الحبلين والكذب والتبليح . البطولة نتاج لعوامل فكرية واقتصادية وسياسية مؤثرة في تشكيل المجتمع المفعول به الذي يلعب دورا بارزا في رسم ملامح البطولة وتأطير صورتها . يتواجد الأبطال بين الشعوب التي تشعر بالانكسار والظلم والعبودية التاريخية ، شعب ممزق من الداخل ، نفسيا واجتماعيا وثقافيا ومصيريا آثر رغما عنه أن يكون قابعا في بيت الطاعة القطيعية التي ضربها حوله الأبطال الخالدون في طي مزابل خواتيمهم المهلكة المكونة من شعب مبرمج في البكاء والسكوت والمناسف.

مصطلح البطل جاء من الإبطال والإزاحة والمحو السلبي ، فيقال بطل الشيء يبطل إبطالاً ، والبطل هو الشجاع الذي يبطل جراحته ولا يكترث لها ، ويقال للرجل بطل وجمعها أبطال وللمرأة بطلة ، ويقال أيضاً بطل الشيء بُطلاً وبطلاناً أي ذهب ضياعاً إذا لم يؤخذ له ثأر ولا دية . في العراق يستخدم مصطلح البطل كمرادف لقنيبة البيبسي الزجاجية التي كان يحشر في طيز المعارض السياسي حشراً في عهد صدام حسين , بعد السقوط تم تبديله بالدريل الكهربائي لإحداث الثقوب في الجمجمة . يمكن العثور على الأبطال في مسلسلات رمضان حول تحرير القدس من اختراع مؤلفين عرب وبإشراف مال عربي حيث يصفق الجمهور طويلا للبطولة العربية الكاذبة لأن القدس تنتظر بطلا بمواصفات أقل من مواصفات هذا البطل فلو جمعنا أبطال الأكشن الرديئين في الدراما العربية وأحضرنا مخرجا رديئا يحركهم وفلتناهم جميعا على حدود القدس لتحررت المدينة السليبة في نصف ساعة فقط لأن من مزايا بطل الأكشن العربي أنه لا يموت أبدا وإذا مات فسيموت بعد أن ينجز المهمة . البطل لا يقهر ونحن مقهورون كل يوم ، في كل زاوية وفي كل خرم طيز مقهورون.

يخرج البطل من مهبل كيان إنساني مُهمش في حاضرة الإنسانية المعاصرة ، طواه بطش العزلة وعاث به الأقوياء بلا رحمة وترك مسجونا في أقفاص مظلمة من الكفاح اليومي المرير وراء القوت والخبز والوقود وأكاذيب النضال المزيف . سُحقت أوطان وتلاشت شواهدها وحدودها بفعل ذلك الجنون الذي يتلبس روح الأبطال الذين اصطنعوا شرعية بقائهم في السلطة عبر الكم الأسطوري من طأطأة الجماهير والتقعر الأيدلوجي للنخب التي تدعي الأصالة والوطنية وتفرض على وجودنا هبلاً مسطولاً متطفلاً على دفاترنا وقراءة أطفالنا في مدارس الابتدائية، وتجبرنا على السجود للبطل بكل المآذن والتسابيح وخطب الجمعة، ونهض بهذا الإفتراء علماء دين وشيوخ انتهازيون من اجل تبييض السواد الذي يكسو جباه بطل الشعب العربي في موسم ربيع عربي بلا منجل ولا حاصد ولا محصول .وردت قصة كليب بن وائل في كتاب الدكتاتور بطلا , حيث دخلت الى أراضيه ناقة تعود الى البسوس اخت جساس . قام بتوجيه سهمه نحو ضرع الناقة فقتلها . جاء جساس الى كليب فقتله . كان سبب الحرب رغبة كليب ان يفرض ارادته , والإرادة هي ان تحرك مايقع تحت سيطرتك بحرية كاملة . كان كليب يمتلك جروا بمواصفات معينة , من اهم خصاله ان له صوت من طبقة السوبرانو العالية وكان كليب عندما يدخل ارضا يطلق جروه كي يصل الى ابعد مسافة , كان يقول بعدها : ارضي هي مساحة عواء جروي , اي ان كليب يمنع اي متطفل من الدخول الى تلك المساحة من الارض .