قالب:مقالة مختارة

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الدكتاتور تاريخياً هي التسمية التي كانت تطلق على قاضي يعين من قبل مجلس الأعيان في روما ليحكم الدولة في أوقات الطواريء والأزمات في العصور القديمة . أما اليوم فالدكتاتور هو لقب إبن الشرموطة الذي يحكم بلد ما واضعاً إحدى قندراته في حلق الشعب والقندرة الأخرى في طيزه ، وقد يمتد تعريف الدكتاتور ليشمل أي رمز يمارس السلطة المطلقة . بصراحة كتابة هذا المقال للجمهور العربي هو أمر سخيف حقاً وذلك لسببين :الدكتاتورية (جمع دكتاتور) هم أكثر من الغم على القلب في حياة المواطن العربي منذ مولده وحتى موته ، فنحن العرب أعرف شعوب العالم بهذه الآفة . لا أعتقد أنه بسبب وجود هذا الكم من الدكتاتورية بأن أحد سوف يتمكن حتى من الإطلاع على لاموسوعتنا العزيزة!.يمكن تفسير الدكتاتورية تفسيراً عاطفياً فهي حالة عشق فريدة بين الجماهير الحسناء والفحل الوحيد تحت سقف الوطن ، الدكتاتور هو الوحيد الذي يصعد فوق سطح الوطن ، بل يعيش فوقه . إنها أجمل قصة حب نبت في الظلام ، وأينع في جهنم. وضع العرب للحب قريباً من ستين اسماً ذكرها ابن قيم الجوزية في كتابه روضة المحبين ونزهة المشتاقين منها: المحبة والهوى والصبوة والتتيم والعشق والهيام ولا نعرف بعد الاسم الذي يناسب قصة حب الأمة للرئيس المنتخب والمنتجب ، الذي كان قد سرّح شعره ، وارتدى كسوة عسكر ، ومر والأمة تنظر من الشباك ، فوقعت في حبه إلى حد الجنون ، وكادت أن ترمي حالها ، وصبتْ إليه وصبأت عن دينها وتاريخها وعقلها، الذي خاب وذاب برؤية الفحل الوحيد، وهو يمر والنجوم على كتفه تلمع تحت الشمس في عز النهار، وكأنها سماء ثانية بعرض إصبعين . لقد شغفها حباً، فقد أوتي شطر الرعب.

الحب أعمى ، ومن عجائب هذا الحب بين الرئيس والأمة ، أنّ غيرة الرئيس قاتلة، وهي غيرة أعرابية ، بدوية ، إذا سمع أو شعر أنها قلبت عواطفها إلى ذكر آخر ، قلب لها ظهر المجن . السيسي قال: اللي حيقرب لها ح شيلو من وش الأرض هذا الوصف لا يناسب سوى مُزة أم الدنيا متجوزة سابقاً، أيمٌ ثكلى أما في سوريا فقد دفع العشق العاشق إلى استخدام الكيماوي ، وكل الأسلحة المحرمة دولياً ، والمتوفرة في بيت العاشق حتى لا تحوّل قلبها وحبها. اضطرت الدماء الرئيس إلى عراضة ديمقراطية، فأحضر لها تيسين مستعارين للانتخابات الصورية، وفاز عليهما، وبرهن للغرب أن الأمة تحبه من قلب ورب . تقتضي الديمقراطية الغربية الصنع ، أن الزوج لا يغار على زوجته، لثقته في حبها له، والعلمانية تقتضي أن تراقص الزوجة آخرين ، لكن تبين للجميع ممن ضم مجلسنا ومرقدنا، أن الزوج توراتي وليس علمانياً، فقد رجم الأمة بالنار قبل الحجر، لأنها فكرت في الخُلع. يريد الفحل الأوحد الذي لم تلد النساء مثله الأمُّةَ، الأَمَةَ، في بيت الطاعة، بيت قانون الطوارئ ، مبرزاً الدستور كوثيقة زواج عرفي وطارئ جاء آوان استخدامها. البرلمان يدّعي أنه والدها، وجهاز المخابرات يزعم أنه أخوها، والإعلام يغني ليل نهار الأغنية القائلة: إن الأمة عمرها عشرة آلاف سنة، وفي مصر سبعة آلاف سنة، القصد هو: إنها أمة لقيطة . الغرب الكافر ، هو ولي الأمر الحقيقي ، فقد صارت الأمة ملك يمينه ، لكنه يتحلى بأخلاق الحداثة التي تجافي العبودية ، وهو يحب القصص الفردية مثل التي بين جاك وروز في التيتانك ، ولا يبالي بسورية ولا بمصر ، مع أن قصة الحبين المصري والسوري أقوى ، وأن مصيرهما يشبه التيتانك، فسوريا تُحرق ، ومصر تغرق في كباية ماء ، والجزائر تمشي على عربة ذات مواهب خاصة.

للمزيد | المقال المختار السابق | مقالات مختارة