قالب:اخبار

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
ملف:Beirut Explosion 2.png
  • لا وقت للحزن...لا وقت للموت...لا وقت للرثاء يا بيروت , غداً يوم جديد أيتّها المدينة الجميلة، المجنونة مثل قصيدة، العارية كانبلاج الصباح. فحكايتك المفتوحة مثل حكايا شهرزاد لم تنتهِ بعد. سنهرع إليك ونتعانق. وسيأتي بنوك وبناتك كي يطهّروا شوارعك بماء الياسمين من حقارة الساسة وسفالتهم. وسنزرع اللوز فتزدادين بياضاً. وستتدلّى الغروس من شرفاتك المتصدّعة. وسنبني ما تهدّم ونزيّنه بزهر وورد ورمّان، فتصبحين أكثر غنجاً، وأكثر رحابةً، وأكثر إنسانيّة. وسنغنّي معاً أغنيةً للحرّيّة، ونتعلّم معاً أبجديّة الحرّيّة. فهذه أقوى من الرصاص الذي شلّع حيطانك، وهذه أمضى من الرأسمال الذي استباح مدفوناتك، وهذه أعتى من النيترات الذي مزّق أحشاءك. سنغنّي معاً أغنيةً للحرّيّة، إذ لا حرّيّة في هذا الشرق ما لم تتعلّمي الغناء من جديد.
  • شاهدنا إهانة السيادة اللبنانية التي رافقت زيارة إيمانويل ماكرون، إلى بيروت الجريحة حين قال إن باريس ستقدّم المساعدات مباشرة إلى الشعب، وليس عبر الحكومة الممثلة للبنان. السعودية التي أنفقت نحو تريليون دولار لقاء ابتسامة من إيفانكا ترامب، تركت لبنان وحيدًا يواجه الجحيم، والإمارات التي تنفق عشرات المليارات على تنمية محصول الخراب في عواصم الثورات العربية، هي الأخرى تركت لبنان يتردّى في العجز والمهانة، حتى وصلنا إلى اليوم الذي باتت فيه رواسب الطبقة اللبنانية القديمة تجهر بالرغبة في عودة الانتداب على لبنان، وتهتف بسقوط الاستقلال، وهي تستقبل الكونت دي لا إيمانويل ماكرون، وهو يتجول في بيروت، متسربلًا في مسوح المندوب السامي الذي يتحدث إلى شعبه مباشرة، ويعده بالغوث والحماية من الحكام اللبنانيين الأوغاد الذين يمصّون دمه ويسرقون خبزه.
  • خرج رئيس مصر عبد الفتاح السيسي بعد صمت، وحذّر الشعب المصري من الكلام في سد النهضة، وأشار إلى أن النيل من حق الشعب الأثيوبي، وكأن الرجل ينوي تحرير مصر من شعبها، فقد رد الجزيرتين إلى السعودية حسب وصيّة أمه، وردّ النيل إلى أثيوبيا ربما حسب وصية خالته، ويُخشى من إعادة سيناء إلى إسرائيل حسب وصية عمته، فقد كلم موسى ربه من سيناء! ونعلم جميعاً أن موسى كان من بني إسرائيل . نضييع أحيانا في تشخيص الخبر هل هو حزين فنبكي أم سعيد فنضحك. فقد اختلط علينا شبح المأساة بطيف الملهاة، واستوت عندنا الأنوار والظلم. قبل سنوات كنا نعترف بالحالة لكن نبدل من حجمها ومقايسها فنقول عن الهزيمة نكسة، لكن تحسن حالنا وبتنا نقلب الأمور قلبا تاما، من غير أن يرف لنا جفن. يسمون هذه الحالة بالكوميديا السوداء، ولكن يمكن تسميتها بالتراجيديا البيضاء.

المزيد من الأخبار الطازة