السياحة
السياحة عبارة عن عملية يقوم بها صنفان من الناس , الصنف الأول عيونه ملونة و شعره أصفر ويحمل آلة تصوير والصنف الثاني هو مواطن من الخليج الغير العربي يلبس دشداشة و عقال ولايمكن بأي حال من الأحوال إعتبار الصينيين والافارقة و السود والمصريين والأسكيمو و العراقيين والبدون و الفلسطينيين من السياح حتى لو حملوا معهم مليون آلة تصوير و لبسو الشورت و المايوه . و عليه و في هذا المقال فقط لن يتم اعتبار مسافر الترانزيت بين بريطانيا و استراليا سائحا كما يصنف في الإمارات العربية المتحدة و لن يعتبر الحجاج الذين يفترشون الارض في الحرم المكي سياحا كما تصنفهم المملكة السعودية و لن يعتبر الجنود الاجانب في قواعدهم العسكرية على اراضي العرب سياحا. موضوع اليوم هو عن تعامل المواطن الصالح في بلد عربي سياحي مع سائح اجنبي .
عندما يكتشف مواطنونا احد السواح الغربيين فإنهم يتراكضون عليه مرحبين بكلمة ويلكوم ويلكوم كما لو كان هذا السائح قريبا لهم لم يروه من ابد بعيد او مسؤولا او شخصية اجنبية مهمة . يسألهم عن مكان ما فيصرون على مرافقته الى وجهته بل و يعرضون عليه جولة سياحية يختارون مسارها كما لو كان ضيفهم الخاص . ثم يتسابقون ليعرضون عليه نصائحهم و خدماتهم المجانية و يجيبونه عن اسئلة لم يطرحها اصلا و يتبنوه فورا فيحذروه من سائقي التكسي و عمال المطاعم و المقاهي و اصحاب المحلات التجارية . الكل يريد التقرب منه و الاختلاط به و التحدث اليه من اولئك الذين لا يعرفون الا كلمة ويلكوم مدعمة بابتسامة بلهاء و تلويح باليد في سوق شعبي الى طلاب الجامعات الذي يمكن مصادفتهم في المطاعم و المقاهي الغربية الطابع وسط المدينة او المطاعم المنتشرة في قلب المدينة القديمة .
معظم اولئك صادقون في ترحابهم و ينطلقون بتصرفاتهم من احساس معين بمسؤولية و واجب وطني تحتم عليهم رسم صورة مثالية الى حد الاسفاف عن مجتمعنا و طيبته و محبته و يصل رد الفعل تجاه السائح الى ذروته اذا كان امريكيا او بريطانيا . هنا فقط و دون مقدمات يبدأ السائح بسماع جمل من نوع : نحن نحبكم جدا (ولاحظوا كلمة جدا) . لا تصدق ما يقال في اعلامكم عنا . نحن شعب مسالم و كأنما السائح اصلا سألهم عن ذلك او اتهمهم بغير ذلك ثم تبدأ محاضرة من الدفاع عن النفس مع شخص لم يوجه اتهامات اصلا و ربما لا يفقه بالسياسة اساسا ولا يعنيه الموضوع . هكذا بكل بساطة يتورط سائح يسأل عن مكان ما لى مستمع لتحليل سياسي يتناول اوضاع المنطقة و العالم و لا يخلو من تأكيدات باننا لسنا ارهابيين و اننا مجتمع متحرر و انا نعيش في المدينة الفاضلة . اخيرا من الجميل و المطلوب ان نكون مضيافين و ودودين و محبين للاجانب لكن بشرط ان نكون مضيافين و ودودين و محبين لبعضنا البعض اولا .