تقطيب الحاجبين

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

تقطيب الحاجبين وتسمى ايضا بـ لوى البوز وتقطيب الجبهة وعقد الحاجبين و توسيع العينين من الألعاب الشائعة في الوطن العربي وخاصة أثناء النقاش . يصاحبه عادة رفع الأصوات عند النقاش والتشويش على الطرف الآخر لإلغاء كلامه وطمس معالم أقواله . اللعبة عبارة عن تحقير المخالف والتقليل من شأنه عن طريق التغليس فى أسلوب الكلام بما يوحى بتهميش الطرف الثانى وإقصائه والإيحاء له أنه بلا قيمة وأن رأيه سينتهى إلى صندوق الزبالة . كلمة غلاسة لا أعرف لها أصلاً ولكنها مهمة جداً لتوصيل المعنى المطلوب ، فقد لاحظت تلذذ الكثيرين بالتغليس على الناس فى النظرة والكلمة والحركة ، وكأن الغلاسة واجب مقدس وعمل مطلوب لكى يكمل عمله ويؤديه على أحسن وجه ، ولست أدرى ما هو النبع الذى يستقى منه هؤلاء الغلسين ثقافتهم وكيف ينامون مرتاحين البال بعد أن قضوا معظم يومهم فى التغليس والترذيل على خلق الله الذين ساقهم حظهم العاثر إليهم فرأوهم وتصبحوا بوجوههم الغلسة .

بعض الناس يبخلون عليك بمجرد الإبتسامة فى وجهك أو حتى البشاشة ويصرون على العبوس والتكشير وكأن بينهم وبينك ثأر قديم ، مع أنهم لم يروك من قبل ولم يعرفوك ولم يتعاملوا معك ، قد يكون شكلك ليس على مزاجهم ، أو وجهك ليس من النوع المحبب لديهم ، يتعاملون مع الإنسان كما يتعاملون مع أنواع البهارات والسلطات . تذهب لقضاء مصلحتك عند موظف ما فينظر إليك كأنك خارج على القانون أو متهم ، يريد أن يفترسك كأنه وحش وأنت أرنب ضعيف لمجرد إحساسه أن مصلحتك عنده ، يتلصص بك ويتآمر عليك ، ينظر إليك بنصف عينه كأنك حشرة وهو عملاق عظيم ، فإذا ضربت يدك فى جيبك ونقدته بالمعلوم راحت تكشيرته أدراج الرياح وبدا طيباً ووديعاً وأصبح خطه جيداً وكلامه واضحاً ، وراح يتمتم بكلمات الذكر والتسبيح كأنه من عباد الله الصالحين ، والويل لك لو كان المبلغ تافهاً أو لا يعادل ما يرنو إليه وما يحلم به .

بعض الناس تأخذه العزة بالإثم ويستكثر عليك كلمة جميلة أو جملة يفتح نفسك بها وكأنه لو فعل ذلك وأشعرك بإنسانيتك يكون قد إرتكب جرماً أو أتى إثماً مبيناً ، لا يعرف أن الله تعالى قد قال وقولوا للناس حسناً ، فأى بيان وتوضيح أكثر من ذلك لكى يتعلم أهل الدين كيف يتعاملون مع الخلائق فيبتسمون لهم بدلاً من الوجه العبوس القمطرير ، ويقولون لهم قولاً حسناً بدلاً من العجرفة والكبر المقيت ، ويتذكرون أن الله قد أمر نبييه موسى وهارون ألا يكونا خشنين مع أكفر خلق الله وأظلمهم وهو الفرعون الملعون فيقول لهما فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى .