النرد

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

النرد او زهر النرد هو شكل مكعب يستخدم في اغنية اه لو لعبت يا زهر أو الألعاب عندما تكون النتائج المطلوبة مليشيات عشوائية وهلاميّة تتعدّد وجوهها بحسب اختلاف الظروف والمصالح في حركات ثورية تطرح نفسها ممثلًا آمال شعب شاء حظه العاثر أن يتوزع على أربع جغرافيات سياسية، قد تختلف على كل شيء، إلا على هدف استراتيجي واحد، قوامه منع الأكراد من إنشاء دولتهم الخاصة. ونعني بالجغرافيات الأربع العراق وإيران وسوريا وتركيا التي تضع المليشيات الكردية نفسها في متاهات سياسية، على اختلاف جغرافياتها الأربع.

تبدأ المتاهة، أولًا، من غرابة التحالفات التي تعقدها تلك المليشيات مع الدول الأربع؛ لتحقيق أهدافها، ففي الحرب العراقية الإيرانية، كان ثمّة تحالف وتواطؤ بين مليشيات الكرد العراقية وإيران ضد العراق وجيشه، على الرغم من المجازر التي ترتكبها إيران ضد أكرادها. وفي الحالة السورية التركية، كان نظام حافظ الأسد يدعم حزب العمال الكردستاني المناوئ لتركيا، في وقت يضيّق الخناق على الأكراد السوريين ويزجّهم في السجون.

باختصار، ارتضت المليشيات الكردية لنفسها أن تكون محض أدواتٍ بيد اللاعبين الكبار من الدول الأربع، مراهنة دومًا على انتصار الخصوم ضد بلادها الأم، لتحقيق غايتها بإنشاء دولتها المشتهاة؛ أي أنها قبلت على نفسها أن تؤدي أدوار الخيانة العظمى لدولها وشعوبها، وأفدحها التحالف مع إسرائيل أحيانًا، على قاعدة أن الغاية تبرّر الوسيلة، وهي تعلم جيدًا أنه حتى بانتصار الخصوم لن تتحقق لها تلك الغاية.

الأنكى من هذا وذاك أن تلك المليشيات لم تكن، أبدًا، على وفاقٍ في ما بينها، ولا تقيم وزنًا لكردية الآخر من بني جنسها إذا تعارضت المصالح، ففي مستهل العدوان الأميركي على العراق واحتلاله، تواطأ حزبان كرديان متحالفان مع دول العدوان ضد حزب شقيق آخر لم تكن أمريكا راضيةً عنه، وسهّلا لها ضربه وإبادة مقاتليه عن بكرة أبيهم. وينسحب الأمر على العلاقة بين المليشيات الكردية العراقية والتركية، ففي حادثةٍ مماثلةٍ، حين حاول مقاتلون من حزب العمال الكردي في تركيا الفرار إلى الأراضي العراقية، هربًا من قصف الطائرات والمدافع التركية، استقبلهم أشقاؤهم بالرصاص، وأجبروهم على العودة إلى الجحيم، خوفا من ردّة الفعل التركية ضدهم، فكيف يستقيم لمليشياتٍ متنازعة في ما بينها، ويمكر بعضها لبعض، أن تقيم دولة يوما ؟

الجغرافيات الأربع شأنه شأن ذلك الرجل الذي يرمي بيوت الجيران بالحجارة، من دون أن يعي أن بيته مبني من زجاج، بدليل أن دول الجوار التركي تعيب على جارتها دفاعها عن أمنها القومي ضد الانفصاليين الأكراد، فيما تمارس هي ما هو أشد وأبلى بحق الأقليات الكردية في بلادها، فكم من حملاتٍ عسكريةٍ جرّدتها تلك الدول، تحت شعارات فرض الطاعة، والتأديب، لمحاربة المتمردين الأكراد. وهو ما يدفع إلى التساؤل بأي حق، إذن، تذرف تلك الدول دموع التماسيح على مليشيات كردية واضحة الأهداف والغايات في الشمال السوري، تسعى إلى بناء كيان سياسي خاص بها، مستغلة فرصة ضعف الدولة الأم، وعجزها عن بسط سيطرتها التامّة على أرضها .

عمومًا، الحرب خدعة، و أننا لم نعد في زمن شهامة الفرسان الذين لا يقبلون طعن خصومهم من الخلف، غير أننا لا نحترم مقاتلين يستغلون جراح دولهم التي تحتضنهم، ومصائب شعوبهم وكوارثهم، لإعانة الغزاة عليهم، حتى ولو كانت الهدية المنتظرة دولة بأكملها. أمّا النرد الكردي، فأنه أصبح أزيد من مثمّن، مع إيماننا المطلق بأن الشعب الكردي العريق سينبذ عما قريب تلك المليشيات التي لا تمثل غير مصالح الغزاة والصهاينة والطامعين بهذه الأمة .