إباحية

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا تقرأها إن كنت متوجها للعمل او الجامعة!!
اللاموسوعة غير مسؤولة عن أي إنتصاب غير محسوب حسابه ولكن المقالة سليمة إذا كنت متوجها للكرخانة

المواد الإباحية مطبوعات ومرئيات ومسموعات تثير الغريزة الجنسية . تاريخياً عانى الرجل الشرقي بشقيه الأعزب والمتزوج على حد سواء في تأمين مصدر إلهام لائق يلبي حاجاته الرجولية ، فالأعزب المكبوت والمقيد بقصص الحرام والعيب كان يلجأ إما إلى البصبصة القريبة المحفوفة بمخاطر الضبط التلبسي من قبل الأهل وما يترتب على هذا الضبط من قتلة حشك ولبك من الأب أو الأم أو يلجأ إلى البصبصة الخارجية النافذية أو السطوحية على شبابيك الجيران والتي تحمل في طياتها مقداراً أكبر من الحشك واللبك والدعوسة بالأقدام ليس من قبل والد أو شقيق أو زوج المبصبَص عليها لا بل من أهل الحارة مجتمعين بالإضافة إلى الإهانة الاجتماعية التي يجرها فعل البصبصة على العائلة التي ينتمي إليها البصباص، فقد تؤدي إلى وقف سوق زواج شقيقات المذكور .

لذلك كان المراهقون ومن لف لفهم من المحرومين والمتعطشين لتنشيط مخيلاتهم الفتية ، عندالحاجة يتداولون فيما بينهم بعض الصور المقتطعة من المجلات أو الكتالوجات كما يسمونها ، أو بعض أوراق الشدّة التي طُبعت عليها صور مثيرة للفضول ، وكان الحصول على هذه الصور أو الكتالوجات في غاية الصعوبة ، فهي لا تباع بشكل علني ، لأنها ممنوعة رسمياً واجتماعياً بسبب حضها على الخلاعة والفجور وارتكاب معصية المعاصي العادة الأكثر شيوعاً في تاريخ المراهق السري ولكن ومع كل هذا الحصار والمنع كانت هذه الصور تنتشر بسرية تامة في المكان الذي يضم أكبر كمية من مراهقي المجتمع ألا وهو المدرسة .

في كل مدرسة دائماً يوجد طالب حربوق، مقطع وموصل يستطيع تأمين هذه الصور والكتالوجات لزملائه الطلبة لقاء بدل إيجار نقدي أو سندويشة فلافل أو حتى لقاء كاسة شاي عكرة من عند آذن المدرسة ، وكما تجار المخدرات يقدمون الجرعات الأولية مجاناً ، ثم يبدأ الابتزاز، كذلك كان الطالب الحربوق يفعل مع المحرومين الذين لم يشاهدوا الأشياء السحرية فتكون البداية بأن يريهم جزءاً من الصورة ومن البنت المتربعة في الصورة ثم يعيدها إلى مكانها الآمن ، ولا تخرج من هناك إلا بعد أن يدفع المتلهف بدل الإيجار المتفق عليه، وعلى الرغم من هذا الأسلوب الاستغلالي إلا أن الطلاب كانوا ينظرون إلى الحربوق على أنه جيمس بوند، وعندما يلقطه الأستاذ ويرفعه فلقة أمام زملائه وهو يبصق عليه لم تكن صورة البطل تتزعزع في نظرهم، وبما أن الاستلام والتسليم وتفحص البضاعة يتم غالباً داخل دورات المياه بعيداً عن عيون الغرباء فإن رائحة تلك الصور كانت مسشبعة برائحة هذه الدورات وقد تختلط مع رائحة جرابات الحربوق أو المستأجر الذي قد يخبئها أحياناً داخل بوط الفتوة، وانت هذه الرائحة لا تثير النفور عند المراهق المدمن على مشاهدة هذه الصور بل على العكس كانت تسرّع في إثارته.

أما على صعيد السينما فكان لأفلام بعينها ومشاهد مميزة من هذه الأفلام ذكريات جميلة في مخيلة مراهقي السبعينيات ، وكان أبطال وبطلات هذه الأفلام حاضرين يومياً في أذهان المراهقين الذين شاهدوا هذه الأفلام عشرات المرات بلا كلل أو ملل وأنا متأكد أنه لو كان عندنا احصائيات سينمائية دقيقة لتربعت أفلام مثل أموت مرتين وأحبك أو الفهد أو راقصة على جراح أو ساعي البريد على قائمة أكثر الأفلام المشاهدة بتاريخ البشرية، وفي بداية الثمانينات من القرن الماضي ومع انتهاء مساحة الحرية التي كانت تتمتع بها الأفلام المنتجة في سورية في القطاعين العام والخاص على صعيد المشاهد الجريئة قام المعنيون بالأمر بقصقصة الكثير من هذه المشاهد الملهمة والملهبة للمشاعر، وبقيت الصور الفوتوغرافية الخاصة بهذه الأفلام تعرض على حالها في بهو السينما بعد تحشيمها يدوياً فيتم رسم وسائل السترة بأقلام الفلوماستر فوق الصور العارية .

أما داخل السينما فقد لجأ أصحاب دور العرض المتواصل التي تقدم ثلاثة أفلام متلاحقة طوال اليوم إلى اسلوب مغاير تماماً لما فعلوه في الصور المعروضة في البهو فقاموا بوضع مقاطع جريئة جداً من أفلامك أجنبية لا علاقة لها بالفيلم الأصلي مكان المشاهد التي اقتطعتها الرقابة ، كنت ترى ناجي جبر في فيلم أموت مرتين وأحبك مثلاً وبعد انتهاء مرحلة التقبيل يتحوّل إلى زنجي مهورن يده تتسلق الجبال وتستعد لهبوط الوديان ، فيلعو الصفير والزعيق ثم سكون تام إلى أن ينتهي المشهد الذي قد يمتد إلى دقيقة كاملة تثير جنون المراهقين ، فيختزن في مخيلته أكبر قدر من هذه المشاهد ليجترها ليلاً في فراشه، وكان لهذه السينمات التي ترفع شعار قرّب قرّب كاراتيه دور سلبي على الطالب أكثر من كتالوجات الصور ، لأنه كان يهرب من المدرسة ويُمضي نهاره في السينما ملبياً حاجته التخيلية .

مع دخول أفلام الفيديو البورنوية تحول اهتمام الشباب الطيبة من الصور الجامدة الميتة أو المشاهد المدحوشة في أفلام السينما إلى المشاهد المتحركة التي تصوّر كل ما يحلم بمشاهدته عالمفتشر والتي تعطي مفعولاً أسرع وأكثر إثارة ، وإذا كانت الصور مصدر إلهام المراهقين فإن الفيديو حاز على اهتمام الكبار قبل الصغار ، وخاصة المتزوجين منذ ردح من الزمن، وحجتهم أمام شريكاتهم في قفص الهمّ هي التجريب ، فتسكت الزوجات على مضض ، ويسترسل الأزواج في غيّهم والمشكلة الوحيدة التي تواجههم هي تأمين شريط الفيديو من محل الفيديو دون أن يُسفح ماء وجوههم أمام صاحب المحل الذي يبتزهم مادياً ومعنوياً وخاصة في المرات الأولى من الطلب ، فهو لا يكتفي بتقاضي ثلاثة أضعاف أجرة شريط الفيديو العادي ، لا بل ينشف عيون الزبون قبل أن يقبل أن يؤجره فيلم السهرة.

فمع دخول صاحبنا إلى المحل وتردده في السؤال يكتشف البائع نوعية الفيلم المطلوب ، ولكنه يجدبها ويطلب منه أن يرفع صوته فيزداد خجل الحنون ويهم بالخروج ، فيبادره الصياد بسؤال يريح أعصابه قليلاً من نوعية شو طلبك عالمضبوط؟ ما يعطي أخانا جرعة من الثقة فيسأل عندك فيلم كرتون ؟ هنا يبتسم البائع بخبث ويتابع قائلاً: قصدك توم وجيري ؟ فيكربج المسكين وهو يحاول التلغيز والترميز ، قصدي فيلم رومانسيكي ، فيجيب الجلاد يعني عاطفي ؟ فيتابع بصوت مبحوح ووجه مصفر يا أخي أكتر.. يعني فيلم شلون بدي أشرح لك ؟ هنا تزداداللعبة إثارة مع قول البائع: يعني فيه مناظر أم ترغب بفيلم فيه هيك وهيك ؟ وقبل أن ينهار الزبون يُخرج صاحب المحل فيلماً كُتب عليه اسم وهمي ويطلب من الزبون أن يخفيه تحت الكنزة، فينطلق الأخير إلى المنزل منتصراً قلقاً خائفاً من أن تقبض عليه شي دورية فيتبهدل على كبر.

مع دخول الدش وقنواته الفضائية التي تابعت ما قدمته القناة البولونية الشهيرة بولسات في التسعينيات من ثقافة رومانسي فقد الفيديو أهميته ، واتجه الجميع إلى الدش وكنوزه ، وأثناء التركيب يمضي صاحب الدش الوقت وهو يتحدث عن فضائل هذا الجهاز وعظمته وكيف سوف يسخر قنواته المحترمة فقط لتثقيف نفسه وتثقيف العائلة فقمر النيل سات كما سمع فيه أكثر من عشرين قناة تعليمية، بالإضافة إلى القنوات الإخبارية الشهيرة التي تقدم المعلومة الصحيحة، بالإضافة إلى القنوات الدينية وقنوات الأفلام العربية ، ويا أخي الدش شغلة كبيرة ، وبعد التركيب وقبل التوليف يسأل المركباتي: هل أولف القنوات الهيك وهيك ؟ فيثور صاحب الدش ويدفع عن نفسه تهمة الرغبة في مشاهدة العلاك المصدّي ويشير لزوجته بأن تخرج من الغرفة بينما يقول للمركباتي بصوت خفيض: خليها خليها، فيبتسم المركباتي وهو يخليها .