أريكة

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الأريكة ويعرف في العراق بالقَنَفة التي قام مجموعة من المتظاهريين العراقيين بالجلوس عليها أثناء إقتحامهم لمبنى البرلمان العراقي في 1 مايو 2016 بتشجيع من مقتدى الصدر وتحت شعار شلع قلع للفاسدين جميعا بإستثناء الفاسدين من أتباعه . في خضم الاحداث ، وارتفاع اهازيج المواطنين طلبا للاصلاح ، وبلوغهم مجلس النواب وجلوسهم على القنفة لبضع ساعات ، ارتفعت عقيرة الحكومة ورجالاتها تطالب بكنس المواطنين من ساحات الاعتصام والقائهم بسلال القمامة ، وحبسهم في سجون الندامة ، فكيف يحق لهم الجلوس على قنفة النواب المحروسة ، التي صنعت في مصانع باريس من خشب الابنوس وزينت بالديباج و الدمقس الذي وعد الله به عباده الصالحين .

ما دام النواب واعضاء الحكومة هم عباد الله الصالحين فقط ، فلا يحق لغيرهم الجلوس على هذه القنفة المقدسة . والانكى من ذلك ان بعض الطيبين من فقراء البلد الميامين ، لم يعرفوا استخدام الـقـنفة ولم يجلسوا عليها كما يجلس نابليون او ماري انطوانيت ، وانما جلسوا عليها متربعين ، او ربما والعهدة على رئيس الحرس الذي ادلى بشهادته امام مجلس القضاء ، انهم جلسوا عليها القرفصاء ، يعني كما يجلس الناس في بيوتهم على الحصران ، وفي هذا كفر ما بعده ايمان ، لذلك استحقت الجموع الطرد من البرلمان . فبدلا من ان يرحب بهم رئيس المجلس ، هرب منهم ، و كان الاحرى به ان يتشبه بمعن بن زائدة حين اراد الاعرابي امتحان حلمه ، وياخذ المواطنين على قدر عزمهم ويحسبهم اقتحموا عليه المجلس ليمتحنوا حلمه ، كما امتحنتهم الحكومة بالمفخخات والجوع والحرمان من الماء والكهرباء ، وما زالوا يهتفون لها بالروح بالدم نفديك يا برلمان ، وان صعب على الكثير منهم ان يلفظ البرلمان باحترام ، فاخذ يهزج ، بالروح بالدم نفديك يا برطمان .

منذ اقتحام المواطنين هذا المجلس المشؤوم ، والحكومة تنام مرة على جنبها الايسر واخرى على جنبها الايمن ، لا تعير امر المواطنين عناية ولا اهتماما ، حتى دخل الارهاب عقر بيوت الفقراء ، فانفجرت المفخخات المدروسة بعناية والموجهة نحو صدور المواطنين الذين جلسوا على الـقـنـفة ليحسبوا حسابهم في المستقبل ولا يقربوا القنفة وهم حيارى مثلما امر الله المسملين ان لايقربوا الصلاة وهم سكارى . فالجلوس على قنفة البرلمان امر محاط باقصى ايات السرية والكتمان ، ولا يحق لاحد الجلوس عليها الا اذا كان ممن ورد ذكره في كتب السماوات لا الارضين ، و ان يكون من الحوريات القانتات او من الغلمان المرد الميامين . ولما كان مطلب المواطنين العادل هو الاصلاح ، لم تستطع الحكومة اتخاذ اي اجراء سوى التنديد بالمواطنين الفقراء ووصفهم بالزومبيات او الرعاع مثلما وصفهم سابقا رئيس الصياع بانهم غوغاء يجب سحقهم ومحقهم بالكيمياوي والاسلحة البيضاء .

تنام حكومة العراق الفستقية رغدا دون اي هاجس خوف من العقاب ، حتى المرجعية اوكلت امرها الى الله ، وهو ما قال به المواطن ايضا منذ سنوات ، ولكن الله يمهل ولا يهمل ، وكما طال حكم صدام سنين عجاف وامهله الله عمرا مديدا ليشوي على السفود العامة والعلماء نأمل ان لا يمهل هذه الحكومة عمرا طويلا مثل عمر نوح ، وسنصلي الى الواحد القهار ان لا يطيل عمر الحكومة عقودا اخرى ، ففي بقائها خراب البلاد وجفاف الزرع والضرع ، وسنودعكم على امل اقتحام قريب الى بيت الحكومة انشاء الله ، ولكن احذروا هذه المرة ،ان تكسروا الجرة ، و اوصيكم عباد الله ان لاتقطعوا من المنطقة الخضراء شجرة ، ولا تضربوا نائبا او نائبة ، ولا تجلسوا على القـنـفة القرفصاء وانما اصعدوا عليها حفاة عراة وارقصوا لها رقصة سندريلا او هيفاء وهبي لا رقصة الرعاع والزامبوات وهوسات الدهماء ولكم اجمل التحيات .