نقشبندية

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الطريقة النقشبندية من الطرق الباطنية التي تبطن ما لا تظهر , ولها من القوانين والعقائد الباطنية التي لا يعلمها كثير من عوامهم فضلا عن غيرهم ممن لا ينتسبون لها , فهم يقسمون أتباعهم إلى ثلاثة أقسام , عوام , وخواص , وخواص الخواص , يكتمون معظم حقائق الطريقة عن عوام منتسبيها حتى يبلغوا درجة الخواص فيعلموهم , تنتسب النقشبندية إلى محمد بهاء الدين شاه نقشبند المولود في بخارى في أواخر القرن الثامن الهجري , وإن لم يكن هو مؤسسها الأول لكنها اشتهرت باسمه , ويقول بعضهم أن كلمة نقشبند ما هي إلا تعبير عن رؤية بهاء الدين للنبي ووضع يده على قلبه في المنام , فنقشت يد النبي محمد على قلبه فسمي بالنقشبندي . بهاء الدين نقشبند كان يقول للرجل مُت فيموت ثم يقول له قم حيا فيحيا مرة أخرى , جلس بهاء الدين نقشبند يوما في مجلس ذكر وتفكر مع كلب وحرباء فسمع منهما تأوها وأنينا وبكاء , فبكي معهما , واستلقى الجميع على ظهورهم , وحينها رفع الكلب والحرباء أرجلهما للسماء وهما يدعوان والشيخ يقول آمين مؤمنا على دعاء الكلب والحرباء . ويروى ان رجلا دخل على بهاء الدين نقشبند وسلَّم عليه فلم يرد عليه , ثم وجه إليه وجهه بعد فترة واعتذر منه وقال أنه كان مشغولاً بسماع كلام الله .

نقلوا عن شيخهم أحمد الفاروقي قوله

كثيراً ما كان يُعرجُ بي فوق العرش وأرتفع فوقه بمقدار ما بين مركز الأرض وبينه , وأني كلما أريد العروج يتيسر لي

ينقلون عن الفاروقي حاله بأنه : كانت الكعبة تطوف به تشريفاً له , كان منهم الذي يغيث المستغيثين فيرفع بيده السفن الغارقة وهو جالس في مكانه ومنهم من كان يستطيع أن ينقل المرض من رجل لرجل ومنهم من كان يجتمع بأرواح شيوخ الطريقة السابقين وهم أموات ليتباحث في شأن الطريقة معهم ولهذا فلشيوخهم الأموات قداسة عظيمة حتى بعد موتهم ولابد وأن يستشارون في كل الأمور ويستغاث بجنابهم ويُكتحل بتراب أعتاب قبورهم ويُلتجأ إلى أبوابهم عند الملمات

أماكن الانتشار[عدل | عدل المصدر]

انتشرت الطريقة النقشبندية في كثير من بلدان العالم , فبدأت من بلاد القوقاز وبخاري وسمرقند , ووصلت إلى الجزيرة العربية فكان لأتباعها حضور في كثير من البلدان العربية , وإن كان أكثر انتشارهم في بلاد العراق والشام , وكان لهم في سوريا نصيب كبير حيث كان مفتي سوريا نقشبنديا وهو الشيخ أحمد كفتارو لمدة أكثر من أربعين سنة متواصلة الذي توفي في عام 2004 , وهو الذي أوصى أتباعه قبل موته بالالتزام التام بطاعة بشار الأسد قبل أن يوصيهم باتباع الكتاب والسنة فقال

ووصيتي لكم الالتزام التام بمنهج سيادة الرئيس بشار الأسد وحكومتنا الوطنية لما فيه خير الوطن ومصلحته , وأن تجعلوا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما اجتمع عليه علماء الأمة

عقائدهم[عدل | عدل المصدر]

يقولون أن الله ليس عالما للغيب أما شيخ طريقتهم عبد الله الدهلوي فكان يطلع على قلوب مريديه وكان يقذف فيها ما يشاء من أنوار الحكمة . وينقلون عن أبي الحسن الشاذلي ذلك القول "أطلعني الله على اللوح المحفوظ ، فلولا التأدب مع جدي رسول الله لقلت هذا سعيد وهذا شقي" . ويذكرون عن شيخهم عبد الله الخاني أنه كان يخبر بالأمور قبل وقوعها . يؤمنون بوحدة الوجود الذي يقول ان العبد والرب ماهما إلا شيئ واحد , ويقولان أن الله يتجلى في مخلوقاته من إنسان ونبات بل ويتجلى في شكل فرس ولهذا يعتبرون الحيوانات والحشرات من شيوخهم فيعظمون الحصان والهرة والفهد والنحلة وغيرها من الحيوانات والحشرات . الفناء والبقاء في عقيدتهم يتعلمها خواصهم دون عوامهم , وفيها يتصورون أنهم ينصهرون فيها في ذات الله لأنهم كما يقولون أنهم قد " عرفوا الله حق معرفته ، فاستحقّوا بذلك أن ينصهروا فيه فيتحقّق البقاء وكانوا إذا امتدحوا أحد سادتهم يلقبونه بـ الفاني في الله والباقي بالله .

وعقديتهم في الولاية والأولياء إذ ينزهونهم عن كل نقص ويعظمونهم ويرفعونهم لمراتب ليست بشرية , وينعتونهم بصفات لا تختص بالعباد فيقولون عنهم " هم رجال لا تدرك عقول البشر أسرارهم وجلالة شأنهم , والكائنات بأسرها مسخرة لمشيئتهم , والملائكة تهبط إليهم بالطعام وبالشراب , والوحوش والكواسر تخافهم وتطأطئ رؤوسها لهم ، والأرض تطوى لهم فيطوفون في أرجائها بمثل لمح البصر , والولي عندهم هو وكيل الله في أرضه ، وخليفته القائم بالتصرف عنه ولا تنقطع عندهم الولاية عن الولي حتى بعد موته فقد ظهر من هذه العبارات أن للأولياء بعد الوفاة مددا روحانيا .

العلوم اللدنية هي علوم الغيب التي لا يعرفها إلا أولياؤهم التي يكتسبونها عن طريق ما يسمونه بـ الإشراق الروحاني والوجدان العرفاني الذي يفيض على قلب الولي من عند الله بإلقاء رباني عن طريق الإلهام ويترفعون عن العلوم الأخرى التي يحتقرونها ويسمونها بالعلوم الظاهرة وهي علوم التفسير والفقه والحديث . يزعم النقشبنديون أن أويسا القرني وهو التابعي الذي جاء المدينة في خلافة عمر بن الخطاب ولم يلق الرسول محمد فيزعمون أنه قد تلقى العلم من رسول الله عن طريق الإلهام , فاتخذوا من هذا ذريعة لارتباط كل منهم بمن سبقه من شيوخه الأموات ويتتلمذ على يديه دون أن يلقاه , ويسمون هذه العقيدة بالأويسية , فيقولون أن بهاء الدين نقشبند أخذَ الذكرَ الخفيَّ عن روحانيّة الشيخ عبد الخالق الغجدواني ولم يجتمع معه في عالم الأجسام .

مصادر[عدل | عدل المصدر]

  • المواهب السرمدية في مناقب النقشبندية لمحمّد أمين الكرديّ الأربلى .
  • الأنوار القدسية في مناقب النقشبنديّة لمؤلّفه ياسين بن إبراهيم السنهوتي
  • الحدائق الوردية لعبد المجيد بن محمّد الخاني