موسيقى الأندرجراوند

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

موسيقى الأندرجراوند جاية من الفرق الي بتعزف في مترو الانفاق . في مصر ليس هناك من يغني في محطات المترو . ليتهم استطاعوا الغناء ، يبحث الراكب حوله فلا يجد سوى العمامة . أصبح باستطاعة راكب مترو أنفاق القاهرة المرور على كشك صغير بعد نزوله في المحطة الخاصة به ، ليستضيفه أحد شيوخ الأزهر ، بالزي الرسمي للمشيخة ، ويجيبه عما يريد من أسئلة في مناحي الحياة ذلك بعدما وقعت مؤسستا الأزهر والمترو اتفاقية تعاون لنشر أكشاك الفتوى في المحطات ، حيث تتجلى تأملات المواطن المصري في جدليات الحياة المحتاجة إلى فتوى شرعية وهو جالس داخل عربة المترو يفكر في تفاصيل الدنيا والآخرة والمجرّات المجاورة في فضاء الكون الفسيح .

أمين عام مجمع البحوث الإسلامية ، التابع لمؤسسة الأزهر ، قال للصحافة إن مشروع أكشاك الفتوى يهدف إلى :

محاربة التطرف الديني

مؤسسة الأزهر التي تستسهل ساحات المحاكم للفصل بينها وبين الكتاب والمفكرين ، وتتسبب في سجنهم كعقوبة على التفكير ، هي ذاتها المؤسسة التي يعتمد عليها الرئيس والحكومة في مشروعهما القومي لتجديد الخطاب الديني ، والترطيب على قلب المواطن الموجوع بأفكار تحتاج الفتوى .أمين عام المجمع طمأن الجميع بأن المشروع، أيضًا سيصب في مصلحة المسلم وغير المسلم . طبعًا ليس المقصود أن أقباط مصر سيمرون على أكشاك الأزهر لأخذ فتوى مجانية . هو غالبًا يقصد أن تلك الطريقة في التوعية الفكرية ستمنع الإرهاب الذي يستهدف المسيحيين .

  • يا شيخ أركب حلوان منين؟.
  • من قال لا أعرف محطة المرج فقد أفتى.
  • هل يجوز للمسلم النزول من المترو في محطة مار جرجس ؟.

بينما يسخر المجتمع الثقافي من حكاية أكشاك الفتوى ، واجه المثقفون انتقادات عديدة . يأخذ هؤلاء المنتقدين على المثقف المصري عدم اجتهاده في الاقتراب من الشارع ، والاكتفاء بالجلوس في مقاهي وسط المدينة أو أمام فيسبوك . يتساءلون:

ليه الكتاب والمثقفين والفنانين معملوش حاجة مشابهة تقربهم من المواطن بدل ما يهروا وينظّروا وهم قاعدين في أماكنهم ؟

ليس من أدوار الكاتب أو الفنان ، أن يبحث لنفسه عن مكان للجلوس في الشارع وعمل نشاطات تقربه إلى المارة . هؤلاء أشخاص دورهم ، إذا افترضنا لهم دورًا ، سيتلخص في إنتاج المعرفة والثقافة والفنون ، وهي أشياء مفترض ترويجها وتوصيلها للمواطن من خلال دولة لديها مشروع يهتم برفع وعي وذوق شعبها ، وبالتالي رفع شأنها كدولة لا تتوقف عن الحديث عن إرثها الثقافي والفني ، وكليشيه 7 آلاف سنة حضارة .

ليس في مصر أكثر من الكتاب والفنانين والإعلاميين ورجال الدين ، لكن الدولة اختارت وضع يدها في يد الذين يساعدونها في ترويج مشروعات تغييب الوعي والذوق ، إعلامياً ودينياً . الكاتب والفنان المستقل في مصر ، لم يعد هناك من يساعده على التواصل مع الشارع غير مؤسسات وكيانات صغيرة غير رسمية. بعض هذه الكيانات يواجه اتهامات تصل إلى الجاسوسية ، عندما يأتي الحديث عن التمويل و الفندات.

رغم ذلك ، هناك من حاول من الكتاب والفنانين أن يقترب من الشارع ، وبالمجهود الذاتي . غير أن الدولة الخائفة دائمًا وأبداً من الفن والثقافة ، ستلغي تلك المحاولات لأسباب أمنية ، رغم أن تلك المبادرات لم ولن يتحول أبدًا إلى تظاهرة سياسية ولا يحزنون . الكتاب والفنانون ليس لديهم ما يفعلونه غير الاستجابة لمشروع عام والتعاون معه ، حال وجوده . بينما في ظل غيابه، لن يستطيعوا فعل شيء أكثر من الكلام والكتابة والغناء والرقص ، ولو لأنفسهم.