لاأنباء:السيسي لن يسمح للحوثيين بقصف السعودية بالصواريخ البلاستيكية

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
نحن نأتيكم بالأخبار من مصادرها الموثوقة

حاولت مذيعة مصرية تبرير الخطأ الذي ارتكبه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته أمام القمة العربية في الظهران يوم 15 ابريل 2018 لكن المذيعة أثارت مزيدا من السخرية بالتبرير غير المتوقع الذي ألقت به على مسامع المشاهدين. وكان السيسي قال في كلمته أمام القادة العرب خلال القمة التي انعقدت في مدينة الظهران شرقي السعودية إن

مصر لن تسمح للحوثيين بقصف السعودية بالصواريخ البلاستيكية

في اشارة بطبيعة الحال الى الصواريخ الباليستية التي يقصف بها الحوثيون المملكة بين الحين والآخر. وأثارت سقطة السيسي موجة واسعة من السخرية في العالم العربي، خاصة وأنه وزير دفاع سابق وجنرال عسكري ومن المفترض أنه يجيد معرفة الأسلحة والأدوات العسكرية أكثر من غيره. وظهرت المذيعة المعروفة بولائها لنظام السيسي أماني الخياط على قناة أون تي في لتبرر خطأ السيسي فأثارت موجة سخرية أوسع بقولها إن السيسي تحدث باللغة المصرية التي هي علميا صحيحة أما الأمريكان فهم الذين بهدلوا اللغة الانجليزية ، في اشارة الى أن السيسي يتحدث الانجليزية أفضل من الأمريكيين أنفسهم، وأن اللفظ الصحيح للكلمة هو صواريخ باليستيكية وليس بالستية.

وأضافت الخياط:

الراجل ما غلطش، ده راجل عسكري، ومتعلم عن الأمريكان اللي بهدلوا اللغة الانجليزية بتاعة انجلترا ، يعني حرفوا في السبيلينج وفي البرونانسييشن.

نعم قال بلاستيكية ، ولم يقل بالسيتية، كما هو مقصود. سنأخذ مسافة من السخرية في مواقع التواصل الاجتماعي ، لأنه لا جديد فيها: رصف عدد من النكات ، والكوميكسات جنباً إلى جنب ، وحشر السيسي في عدد من اللقطات والمشاهد الكوميدية من أفلام مصرية قديمة. وهو ما أصبح يثير الرثاء أكثر من الضحك ، لأنه لم يعد مضحكا ًلانعدام خياله وتكراره ، ولأنه صار يحدث من باب التصيد، بغرض التكريس لفكرة هشاشة السيسي، التي ثبت عدم واقعيتها.

ما يعنينا هنا بالتحديد، حالة الجزع الغريبة التي عاشتها وسائل الإعلام منذ الخطاب ، في القمة العربية الكاريكاتيرية . جزع جعل من هذه الزلة، موضوعاً رئيسياً في الصحافة والشاشات المصرية، واستدعاء الخبراء العسكريين لأجل التأويل والتفسير والتبرير ، فتحولت السخرية الافتراضية، بكل تفاهتها وتكرارها إلى موضوع جاد. حتى لو قيل ان السيسي عاجز عن النطق، لا يراجع خطاباته كما ينبغي ، ولديه أزمة لغوية كبيرة، ويعاني نقصا حادا في العلوم العسكرية. هنا يجب أن نضع يدنا على المشكلة الأكبر وطبيعة الأزمة وفداحتها. ثمة إصرار على الانشغال بالتفاهة في المسألة السياسية المصرية، بعدما تجردت وسائل التواصل من ورقة تأثيرها التي أدت إلى الثورة، بدا وكأن الجميع لم يغادر طريقة التفكير التي أدت إليها، لذا فالسخرية والإصرار على التعليق على كل خطأ وكل زلل وكل هفوة صار واجباً يومياً على المجال العام الإفتراضي البديل.

هناك مشكلة بنيوية عميقة في فهم العلاقة والموقع من الدولة المصرية، وتأسيس النظام الجديد على يد عبد الفتاح السيسي. فلنتوقف لحظة لنعرف حقيقة موقعنا، الذي ليس متعالياً على مستوى فكري ، كما يتوهم الساخرون . نحن في موقع المهزوم المحاصر ، غير القادر على فعل أي شيء إلا والدولة تتربص به ، ولعل مرحلة البكاء على الهزيمة قد طالت أكثر من اللازم ويجب أن تنتهي.