كاشف الفساد

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

كاشف الفساد ويسمى ايضا نافخ الصافرة (بالإنجليزية:Whistleblower) و بالعربية الفصحى "نافخ الكير" ربما سمعت بهذا المصطلح من نائب برلماني عربي حرامي أبا عن جد او أثناء متابعة فيديوهات المقاول والفنان المصري محمد علي، الهارب من ملاحقة السلطات المصرية في إسبانيا حيث كشف كواليس المشاريع التي تولت شركته «أملاك» إقامتها بإسناد مباشر من الجيش المصري. تلك العلاقة السابقة بين المقاول محمد علي والقوات المسلحة دفعت البعض لرفض شهادته باعتباره إخواني وهي تهمة وجبات ماكدونالدز سريعة في مصر المحروسة او لأنه كان جزءًا من المنظومة الفاسدة التي يزعم الآن محاربتها، لكن ما لا يدركه البعض أن هذا النوع من العلاقة بالتحديد هو ما ينطبق عليه تعريف نافخي الصافرات.

يمكن القول إن آلية عمل نافخي الصافرات هي نقيض آلية عمل المخبرجي السري في سوريا، أو القواد كما يطلق عليه أحيانًا، فالأخير يندس بين العامة أو بين زملائه لينقل أسرارهم إلى السلطة أو إدارة الشركة، بينما نافخ الصافرة يعمل على كشف عورة طيز الحكومة للعامة، مع فارق أن المخبر السري يكون مندسًا بالأساس لهذا الغرض لكونه دودكي، أما نافخ الصافرة فيكون جزءًا من الشرمطة قبل أن ينقلب عليها مثلما فعل محمد علي ليكشف ما تمارسه من انتهاك للقوانين أو لحقوق المواطنين ولأن نافخي الصافرات يأتون من داخل المنظومة فعادة ما تتباين الآراء بشأنهم، بين من يراهم يضحون بأنفسهم لأجل الصالح العام والمساءلة المؤسسية؛ ومن يراهم مجرد لوطي سالب يسعى فقط للمجد والشهرة والقضيب، وفي هذه المقالة نستعرض قصص أبرز الذين نفخوا في صافرات الفساد حول العالم، والذين سبقوا محمد علي بسنوات طويلة.

  • الحلق العميق (Deep Throat).. الأب الروحي لنافخي الصافرات على الرغم من كونه صاحب الفضل الأول في أهم فضيحة سياسية خلال القرن العشرين، وهي فضيحة ووتر جيت التي أدت لاستقالة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون بعد ثبوت تجسسه على معارضيه، إلا أن هذا الرجل ظل مجهولا لأكثر من ثلاثة عقود، ومن ثم فبإمكاننا استبعاد مساعي المجد والشهرة الشخصية في حالته على الأقل، فقد ذهب المجد والشهرة كلهما في تلك الحالة للصحافيين اللذين أدلى لهما بمعلوماته أثناء عملهما على تحقيق مطوّل حول القضية.روى الصحافيان بوب وودوارد وكارل برنشتاين قصتهما في كتاب «كل رجال الرئيس» الذي تحوّل إلى فيلم يحمل الاسم نفسه، كشف مارك فيلت عام 2005 وهو بعمر 91 عامًا أنه كان صاحب الصوت العميق في قضية «ووتر جيت»،
مردخاي فعنونو
  • مردخاي فعنونو كاشف الأسرار النووية لإسرائيل التي لا تعترف حتى الآن بامتلاكها لأسلحة نووية، ولكننا جميعًا أصبحنا نعرف ذلك، والفضل للرجل الذي يدعى مردخاي فعنونو. كان مردخاي يهوديًا مغربيًا هاجرت عائلته في الستينيات إلى إسرائيل، وعندما أنهى خدمته العسكرية التحق للعمل بمفاعل «ديمونة» النووي قبل أن يتركه عام 1985، كما أنه بدأ في تلك الفترة دراسة الفلسفة والاهتمام بالسياسة مقتربًا من الطلاب العرب المنتمين للحزب الشيوعي في إسرائيل، وأخذت أفكاره اتجاهًا متعاطفًا مع الفلسطينيين ورافضًا للحرب، فأسس حركة يسارية مع 10 من زملائه منهم خمسة عرب، في فترة عمله بمفاعل «ديمونة» نجح فعنونو في تسريب كاميرا إلى داخل المفاعل النووي ، واستخدمها لتصوير بعض أجزاء ومرافق المفاعل، إلا أن نشاطه السياسي والفكري كان قد بدأ يلفت أنظار الأجهزة الأمنية في إسرائيل؛ ما أدى إلى فصله من عمله، وبعد فصله سافر إلى عدة دول خارج إسرائيل حتى استقر في أستراليا، حيث انخرط في إحدى الحركات المناهضة للأنشطة النووية، كما ترك ديانته اليهودية ليعتنق المسيحية .أثناء إقامته في أستراليا أخبر مردخاي فعنونو صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية ، حقيقة امتلاك إسرائيل ترسانة نووية متقدمة تحتوي على ما بين 100 إلى 200 رأس نووي.
  • تشيلسي مانينج جندي ويكيليكس المجهول برادلي مانينج سابقًا، والذي أجرى فيما بعد عملية تحول جنسي وأصبح امرأة تدعى تشيلسي مانينج. في عام 2007 التحقت مانينج بالجيش الأمريكي وفي 2009 التحقت بصفتها برادلي مانينج آنذاك بإحدى وحدات الجيش الأمريكي في العراق، حيث شعرت بالإحباط من الحياة العسكرية، وأرادت إثارة الجدل في الولايات المتحدة حول دور الجيش الأمريكي والسياسة الخارجية لأمريكا، فدخلت إلى قواعد بيانات الجيش الأمريكي، لتحصل على أكثر من 720 ألف وثيقة عسكرية ودبلوماسية سرّبتها إلى جوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس.كشفت الوثائق ومقاطع الفيديو المسربة عن فظائع ممارسات الجيش الأمريكي والدبلوماسية الأمريكية حول العالم وبشكل خاص في العراق وأفغانستان، ومنها الفيديو الذي كشف ملابسات قصف بغداد في 12 يوليو 2007، ومثّل صدمة عالمية، بعدما أظهر طائرة أباتشي أمريكية تفتح النار بلا هوادة على مجموعة من المدنيين بينهم أطفال، وتسببت التسريبات في اضطراب سياسي دولي وجدل إعلامي امتد حول العالم كله.
  • جريجوري رودشينكوف و فضيحة المنشطات الروسية , كان جريجوري رودشينكوف مدير المركز الروسي للكشف عن المنشطات، وفي عام 2015 أصدرت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تقريرًا اتهم مسؤولين روسيين بالضلوع في برنامج لتعاطي الرياضيين الروس للمنشطات خلال أولمبياد سوتشي 2014، وإثر تلك الاتهامات استقال رودشينكوف من منصبه وقرر كشف ما بجعبته بخصوص تلك القضية. أعلن رودشينكوف أنه قد زوّد عشرات الرياضيين الروسيين بالمنشطات قبل انطلاق أولمبياد سوتشي 2014، منهم على الأقل 15 ممن حصلوا على ميداليات في تلك الدورة بما في ذلك أربع ميداليات ذهبية، موضحًا أنهم كانوا جزءًا من برنامج مكثف لتعاطي المنشطات برعاية الدولة، ومؤكدًا أن روسيا خدعت العالم في مجال الرياضة على مدار عقود.
  • المواطن 4 عمل إدوارد جوزيف سنودن لصالح وكالة المخابرات المركزية الأمريكية منذ عام 2006، كما عمل متعاقد مع وكالة الأمن القومي، وبعد توظيفه بفترة قصيرة اكتشف سنودن أن وكالة الأمن القومي بينما كانت تشكو علنًا من الصعوبة المتزايدة للرقابة على الإنترنت فإنها قد أنشأت برنامجًا سريًا يتيح لها مراقبة شاملة لجميع اتصالات المواطنين الهاتفية ومعاملاتهم البنكية، فضلًا عن مراقبة جميع أنشطتهم على شبكة الإنترنت، ويمتد هذا البرنامج إلى خارج الولايات المتحدة أيضًا.كشف سنودن أن وكالة الأمن القومي تمارس عمليات المراقبة على الجميع سواء كانوا متهمين أو مشتبه بهم في أعمال إجرامية أم لا وأثارت التسريبات جدلًا عالميًا خاصة أنها كشفت عن تورط حكومات ديمقراطية أخرى حول العالم في الاستعانة بالبرامج الأمريكية لمراقبة مواطنيها .