الحقيقة هي نقيض الواقع الغامض الملتبس ، و تولد عادة من تزاوج الوقاحة وخيبة الأمل والتمرد على القطيع وفقدان البراءة والرفض وقساوة الحياة. مصطلح الحقيقة يستعملها عادة المسلم واليهودي والمسيحي والبوذي والهندوسي و ... ألخ ... ويدركها الإسلامي والعلماني واليساري والليبرالي و ... ألخ ... بدون ان يراه او يسمعه , و يُستعمل عادة بعد كلمة .... في .... ويُلحق عادة بكلمة ..... و الواقع . الواقع أمر ملموس لا تتغير طبيعته لا في الحاضر ولا في المستقبل ولا في القنصلية السعودية في تركيا أما الحقيقة فيمكن أن تتغير في الوقت المناسب والمكان الغير المناسب . في الحقيقة والواقع وبعد دراسة جميع المواقع والتحقق من كل الوقائع في هذا الكوكب الرائع فقد تبين ان الحقيقة هي كذبة و مؤامرة قديمة كانت معرضة للشك والتساؤل و تمت البرهنة عليها و التثبت منها من قبل السلطات الدينية و الحكومية ولكنها لم تشاركها مع الجماهير أبدًا . في بعض الأحيان قد تكون الحقيقة واضحة كالشمس ولكن من شدة وضوحها لا يستطيع المرء النظر إليها ولهذا السبب تحذر الأديان بما فيه السيسية من مخاطر التحرش الجماعي بالحقيقة وينصح العباد بالإكتفاء بما لديهم من جزئيات فمعرفة الكل سيؤدي الى حتمية الجنون .

في وقت من الأوقات ، كانت الحقيقة العارية موجودة بالفعل في بئر خاوية ، لكن البشر نظروا إلى عريها وأشاحوا بوجوههم عنها فى إستهجان , وتملكهم الغضب من فعلتها الشنيعة فعادت الحقيقة المسكينة إلى البئر لتستقر فيه وتختفي من فرط خجلها الى الأبد . يستقر الكذب عادة في دول الإيمان مرتديا ثوب الحقيقة ويُنشأ عادة مراكز ومقرات ومدارس ومنابر , لنشر دعوته في طول البلاد وعرضها , رغم معرفة البشر من حوله أن ردائه مسروق و لايغطي عيوب حقيقته التي تتستر تحت رداء الدين والوطنية والشرف , في عملية تبادل للأدوار ولكن الكذب لايبالي لطالما يأبى الناس رؤية الحقيقة العارية فزنا العين النظر ويجب تجنب النظر إلى صور النساء السافرات النصف عاريات اللواتي تلبسن المايوهات و البيكيني ، فالنظر إليهن سواءً بالصُدفة أو للتأكد من حشمة الحرمة يُعتبر من الزنا وليست من اللمم أو صغائر الذنوب .

يمكن إستعمال الحقيقة في نشر الهراء ، يمكن تتبع أصل الحقيقة إلى معلقة الليث بن فار الغضنفري المعلقة الجاهلية الديمقراطية التي يستطيع الجميع الإضافة إليها . لا يمكن أبدًا اعتبار الحقائق ممتعة ، بشكل عام مشاعر الحزن أو السرور والاكتئاب أو السعادة والغضب أو الرضا والخوف أو الطمأنينة جميعها حقيقية، ولكنها تتولد من شيء غير حقيقي وهو تخيلاتنا .الحقيقة هي في الواقع مرض عقلي تتسبب في أن يصبح الشخص متعجرفًا و وقحًا ويتعامل بإستعلاء وتكبر لكل شخص يقابله , فوهم امتلاك الحقيقة المطلقة يخفي عنا كثيرا من الحقائق الذي يهلك صاحبه وخاصة عندما تسألك زوجتك عما إذا كان الثوب قد جعلها تبدو بدينة ، في الحقيقة و الواقع : نعم ، هذا اللباس المعجزة , بطريقة ما , جعلك تبدين أكثر بدانة . والحقيقة تسببت ايضاً في قطع رقبة فارس شجاع من القرون الوسطى عندما سئله الملك ذات مرة عما إذا كان قد قتل التنين الذي أرسله قبل يومين لقتله , فأجاب بـ لا وأضاف إن كنت يا مولاي تؤمن فعلاً بهذه الأشياء الغبية فيجب ألا تكون الشخص الذي يحكم مملكـ ..., [لم يتمكن من إكمال الفكرة لإنفصال الرقبة]. فهكذا هي الحياة فعندما تخبر أحدهم الحقيقة فإنه يكرهك و كلما تحدثت عن الحب والحقيقة إزدات كراهيتهم لك .