• تم رصد ملياري جنيه تكلفة لانتخابات عضوية مجلس الشيوخ المصري في إهدارا للمال العام حيث لا انتخابات في الواقع. ففي معظم الدوائر لا توجد بها إلا قائمة واحدة تنافس نفسها، وهي القائمة التي وضعتها الأجهزة الأمنية من شخصيات دون المستوى فليست هناك أسماء معروفة، أو شخصيات مرموقة، وشاهدنا مرشحاً لا يميز في دعايته الانتخابية بين كيلوباترا ونفرتيتي، فالأولى هي رمز قائمته، بينما وضع هو صورة الثانية. بل إن اختيار رمز كليوباترا لقائمة السلطة القائمة الوطنية من أجل مصر يكشف عن حالة من الضياع الفكري لدى السلطة الحاكمة، فالمذكورة لا تصلح مرجعية يحتفى بها، إلا من حيث كونها مارست الخيانة، وتآمرت ضد شقيقها، وقدمت نفسها قربانا لمن ساعدها في مهمتها وهو القيصر الروماني، هي ليست مصرية، ولكنها تنتمي إلى الأسرة المقدونية، فهي من اليونان والتي حكمت الإمبراطورية البيزنطية . لا بأس فالدولة البيزنطية هي من تحكم المحروسة. صباح الخير يا أهل مقدونيا .
  • لا وقت للحزن...لا وقت للموت...لا وقت للرثاء يا بيروت , غداً يوم جديد أيتّها المدينة الجميلة، المجنونة مثل قصيدة، العارية كانبلاج الصباح. فحكايتك المفتوحة مثل حكايا شهرزاد لم تنتهِ بعد. سنهرع إليك ونتعانق. وسيأتي بنوك وبناتك كي يطهّروا شوارعك بماء الياسمين من حقارة الساسة وسفالتهم. وسنزرع اللوز فتزدادين بياضاً. وستتدلّى الغروس من شرفاتك المتصدّعة. وسنبني ما تهدّم ونزيّنه بزهر وورد ورمّان، فتصبحين أكثر غنجاً، وأكثر رحابةً، وأكثر إنسانيّة. وسنغنّي معاً أغنيةً للحرّيّة، ونتعلّم معاً أبجديّة الحرّيّة. فهذه أقوى من الرصاص الذي شلّع حيطانك، وهذه أمضى من الرأسمال الذي استباح مدفوناتك، وهذه أعتى من النيترات الذي مزّق أحشاءك. سنغنّي معاً أغنيةً للحرّيّة، إذ لا حرّيّة في هذا الشرق ما لم تتعلّمي الغناء من جديد.
  • شاهدنا إهانة السيادة اللبنانية التي رافقت زيارة إيمانويل ماكرون، إلى بيروت الجريحة حين قال إن باريس ستقدّم المساعدات مباشرة إلى الشعب، وليس عبر الحكومة الممثلة للبنان. السعودية التي أنفقت نحو تريليون دولار لقاء ابتسامة من إيفانكا ترامب، تركت لبنان وحيدًا يواجه الجحيم، والإمارات التي تنفق عشرات المليارات على تنمية محصول الخراب في عواصم الثورات العربية، هي الأخرى تركت لبنان يتردّى في العجز والمهانة، حتى وصلنا إلى اليوم الذي باتت فيه رواسب الطبقة اللبنانية القديمة تجهر بالرغبة في عودة الانتداب على لبنان، وتهتف بسقوط الاستقلال، وهي تستقبل الكونت دي لا إيمانويل ماكرون، وهو يتجول في بيروت، متسربلًا في مسوح المندوب السامي الذي يتحدث إلى شعبه مباشرة، ويعده بالغوث والحماية من الحكام اللبنانيين الأوغاد الذين يمصّون دمه ويسرقون خبزه.