عبد العزيز بوتفليقة

من بيضيبيديا، الموسوعة الفارغة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
وصل الى الحكم بإنتخابات تنافس فيها مع نفسه فقط فبعد ان تأكد للمرشحين الآخرين أحمد طالب الابراهيمي ومولود حمروش وعبد الله جاب الله و مقداد سيفي ويوسف الخطيب وحسي أيت أحمدأنّ هناك قرارا من صقور المؤسسة العسكرية بايصال طيز عبد العزيز بوتفليقة الى كرسي الرئاسة قرروا وبشكل جماعي الانسحاب من الحلبة ولم تكثرت مؤسسات الدولة الجزائرية بانسحاب المرشحين الستة بتاتا وعاملتهم معاملة ضرطة بعد وجبة فول , فالمؤسسة العسكرية لم تعبأ بأحد , واليامين زروال الذي جاءت به المؤسسة العسكرية تبرأّ من المرشحين الستة وأعلن الذهاب بالانتخابات الى أخرها , ووزارة الداخلية أعتبرت أنّ ما أقدم عليه المرشحون الستة يندرج في سياق زرع الشك حول نزاهة الدولة . كان بوتفليقة عندما يتوجه الى ولاية معينة في سياق حملته الانتخابية كانت الدوائر الرسمية تعطّل ليتسنى للجميع حضور مهرجانه الخطابي وهذا ما لم يحدث مع أيّ من المرشحين الباقين . وحتى وسائل الإعلام العمومية المرئية والمسموعةوالمكتوبة وقفت وقفة غير طبيعية مع عبد العزيز بوتفليقة , وكل هذه المؤشرات وغيرها كشفت عن وجود لعبة مدروسة ودقيقة والهدف منها ايصال بوتفليقة الى قصر المرادية .

سنين حكمه

في عام 2000 حاول تحقيق الهدنة بين المؤسسة العسكرية والجيش الإسلامي للإنقاذ ولكن أعضاء الجماعات المسلحة رفضوا الهدنة وتسليم السلاح , فإستعمل بوتفليقة سيف الحجاج بن يوسف الثقفي على معارضيه , غير أن تلك الهجمات لم تستأصل العمل المسلح من جذوره فاستمرت الجماعات قادرة على التجدد يغذيها تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الجزائرية بعوامل الاستمرار والتجدد . تدريجيا أخذ وضع البلد يتدهور على أكثر من صعيد وخاصة على الأصعدة السياسية والاجتماعية. فبالرغم من المستوى القياسي لمدخول النفط خلال العام 2000 ، فإن الفقر قد استشرى في البلاد, فصار 17 مليوناً جزائرياً في حالة فقر ، بينما 14 مليوناً منهم دون خط الفقر الدولي ؛ وتزايد نزوح سكان البوادي والقرى والأرياف نحو المدن الكبرى طلبا للأمن ؛ وتراجعت الفلاحة والصناعة وتزايد الاستيراد من الخارج بسبب تراجع المنتج الداخلي .

فشلت محاولات بوتفليقة من مسك العصا من الوسط و ترضية جميع الأطراف , تدريجيا وجد بوتفليقة ظهره عاريا بعد أن خسر صداقة العسكريين و خسارة الأحزاب والسياسيين ايضا . فإسلاميو جبهة الإنقاذ صاروا يعتبرونه قد خذلهم ونقض عهده معهم وخدعهم . والعلمانيون أيضا اعتبروه خذلهم لأنه عفا على جماعة جيش الإنقاذ ، واعتبره بعض الشيوعيين متحالفا مع الأصولية والظلامية الإسلامية والعسكريون اتهموه بانه أخل بالتوازن الدقيق بين الأحزاب السبعة المكونة للتحالف الحاكم.

أقواله المأثورة

في 2005 خلال طرحه مشروع الميثاق من أجل السلم والمصالحة على استفتاء شعبي قال بوتفليقة عند طرحه المشروع :

إن التوازنات الوطنية الداخلية القائمة لا تسمح بتقديم خطوات أكثر من تلك الواردة في مشروع الميثاق المعروض على الاستفتاء هناك أناسداخل السلطة يرفضون عودة السلم إلى البلد ، لكنه لا يستطيع أن يفعل شيئا ضدهم .

لا يستطيع أن يفعل شيئا ضدهم رغم أن عنوانه في الدستور هو رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع . لا بدّ أن يكون هؤلاء الرافضون للسلم من القوة والنفوذ بمكان حتى يعجز رجل يحمل كل تلك الصفات والعناوين عن التصدي لهم أو على الأقل ذكر أسمائهم في تجمعاته الشعبية العريضة. رغم تأكيداته في كل مرة أنه لا يخشى شيئا أو أحدا في سبيل تحقيق مخططاته ، إلا أن الواقع أثبت أن الرئيس القائد يخاف فعلا وخوفه دفعه إلى الاعتراف بقوة طرف أو أطراف وتغلبها على إرادة شعب بكامله . بوتفليقة يدّعي أنه يتمتع بتزكية شعب كامل ، لكنه يعترف أيضا أن هناك قوة خفية قادرة على مواجهة الرئيس وأغلبيته الشعبية ، قوة هي التي تقرر متى وماذا يليق بهذا الشعب وماذا لا يليق به ، بل تقرر أيضا ماذا ينبغي على الرئيس القائد الوزير أن يفعل وماذا عليه أن يجتنب . من تكون هذه القوة يا تُرى ؟

العلاقات المغربية الجزائرية

بالرغم من ان جميع الرؤساء الجزائريين قضوا فترات من حياتهم بالمغرب . فتفليقة من مواليد المغرب , الرئيس الشاذلي بن جديد استقر في المغرب بعد استقالته عام 1991 ، والرئيس الراحل محمد بوضياف الذي عاش لفترة بمدينة القنيطرة المغربية قبل توليه الرئاسة . كما سبق للرئيس الراحل هواري بومدين أن صرح بأنه يعرف طرق المغرب أكثر من العديد من المسئولين المغاربة. وكذلك أحمد بن بلا أول رئيس جزائري بعد الاستقلال من فرنسا كانت قد ربطته بالمغرب علاقات وطيدة ، ويزور المملكة باستمرار.

كل هذا لم يساعد على الإطلاق في حل ازمة الصحراء الغربية و اختار بوتفليقة سياسة من سبقه من العسكر بإفتعال المعارك الوهمية و اللعب بالورقة الصحراوية حتى يتسنى لعساكر الحكم الجزائري الاستئساد على الداخل ، وخنق الأنفاس بالحديد والنار، وإخفاء الهزيمة الداخلية والعجز الكارثي عن إنقاذ البلاد . ومن ثم التصدي للاحتجاجات الشعبية المرتقبة ، ومحاصرة حركية القوى السياسية الصاعدة المتولدة من رحم الكارثة الجزائرية وتطويق موجات السخط الاجتماعي . من تسول له نفسه فتح حوار جاد مع المغرب يغتالونه العسكر مثل ما وقع للرئيس بوضياف , التوتر بين الجزائر و المغرب مطلوب لإستمرار العسكر لتسيير البلاد و نهب خيراتها بإيهام الناس ان المغرب يهدد مما يتطلب بقاء الجيش للحماية.

الشعب الجزائري واع تمام الوعي ، بانعدام صلته بقضية وهمية هي من مخلفات الكيد الاستعماري التي تشربها ثقافة في المدارس العسكرية الفرنسية طابور خامس من ضباط الجزائر ، والشعب الجزائري واع أيضا من جهة أخرى بأن القضية هي قضية مصيرية ومن ثم فالمعادلة بين الطرفين مختلة الميزان ، إذ أنها بالنسبة للمغرب معركة تحرر وتحرير وهي بالنسبة لنظام الطغمة العسكرية في الجزائر : انتحار سياسي وسقوط في هاوية المجهول ودفع لمشروع وحدة المغرب العربي نحو وهدة الإفلاس والضياع والتبخر .

خطابه الأخير

مصدر

  • عبد الله لعماري , تدحرج المغرب العربي نحو الهاوية
  • ياسين الحاج إبراهيم , الجنرالات والشعب و بوتفليقة
  • يحي ابو زكريا , الجزائر من أحمد بن بله الى عبد العزيز بوتفليقة .