شارون

مراجعة 06:30، 21 مارس 2007 بواسطة imported>Classic 971

أرئيل شارون قائد إسرائيلي قادر علي الفعل و المبادرة لصالح شعبه بينما قادة العرب مجرد مفعول بهم , شارون هو من حمل رأسه علي يديه و جازف بها بفتح ثغرة بين الجيش الثاني و الثالث و عبر القناة بينهما هو و دباباته مغيرا مسار الحرب وواضعا السادات و قادته في حيص بيص و لا أدري أين كانت طائراتنا و قائدها الهمام . قد يقول قائل من أصحاب عقلية المؤامرة أن أمريكا هي من ساعدته ولو فرغم ذلك لا نستطيع أن ننكر أنه كان قادرا علي التخطيط و المبادرة و مجازفا بحياته بينما السادات لم يكن قادرا علي المجازفة بتصفية الثغرة و معها شارون لا أدري خوفا من أمريكا أو علي نفسه أو علي جنوده وقرر وقف أطلاق النار فنجح شارون.

شارون هو قائد اجتياح لبنان الذي أدي إلي أخراج منظمة التحرير الفلسطينية و معها ياسر عرفات من لبنان و علي حدود فلسطين و أبعادهم إلي تونس علي بعد آلاف الأميال مما اضطر عرفات في النهاية الي مفاوضات أوسلو والاعتراف بإسرائيل . شارون هو وبغباء سياسي هذه المرة دنس المسجد الأقصى فدفع الفلسطينيين الي الانتفاضة فنسف المفاوضات ومعها فرصة قيام دولة فلسطينية كانت في الأفق وكان هذا ما يخطط له ونجح في ذلك.

شارون كان رئيسا للوزراء منتخبا, بينما كل حكامنا هم في الحكم رغما عن أرادتنا , هو حاول أرضاء شعبه بقتل أكبر عدد من المقاومين الفلسطينيين بينما حكامنا يحاولون أرضاء أمريكا بقتل و قمع أكبر عدد من شعوبهم. شارون نجح في أحراج حكامنا و تصغيرهم أمام شعوبهم و بمهارة فائقة عندما اغتال الشيخ ياسين بعد ساعات من زيارة الملك عبد الله له ثم أحرج الرئيس مبارك بإقناع بوش بخطته في فك الارتباط من جانب واحد والاعتراف بالاستيطان في الضفة و عدم عودة اللاجئين , بعد 48 ساعة من لقاء مبارك و بوش أكمل الضربة القاضية باغتيال الدكتور الرنتيسي بعد عودته من أمريكا و كأنه يقدم هدية لشعبه لابد أن نعترف أنهم يفرحون بقتل قادتهم مثلما ينشرح صدرنا بقتل أي صهيوني حتي لو كان طفلا .

هو نجح في قتل قادتنا بينما نقتل نحن من ليس لهم قيمة هو نجح في التخطيط والتنفيذ بينما نتخبط نحن بدون رؤيا و اضحة لما نريد . هو جمع الشعب الإسرائيلي وراءه بينما نحن تفرقنا الانقسامات علي مستوي الشعب الفلسطيني و علي مستوي الشعوب العربية و الحكام العرب. أليس شارون و رغم كل خدماته لشعب اسرائيل ليس فوق القانون ويمتلك شرعيته في الحكم من شعبه الذي سيطيح به في أول أخفاق أو عندما ينتهي دوره بينما نحن نعطي حكامنا الفرصة تلو الفرصة رغم كل مسلسل الفشل منذ عشرات السنين .

هذه المقالة عبارة عن بذرة تحتاج لإضافة الكثير من الحقائق الموجعة و المضحكة فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها.